حصاد زراعة ديمقراطية جورش بوش شوز والقرد الاسود بر اك حسين اوباما في العراق هلهولة لحكومة مجرمي سلطة الاحتلال وبرلمان خرسان وطرشان وعميان الاحتلال ياخونة حرامية مصيركم سوف يكون مثل مصير اي عميل اميركي وانكليزي وايراني ومصير اي نظام دكتاتوري جاء بقطار اسيادهم الامبريالين الامريكان

IRAQI REVOLUTIONARY MAOIST ORGANIZATION - IRMO المنظمة الماوية الثورية العراقية - جبهة نجوم الحمراء




الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير

الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير







2012-12-16

الشعب الفلسطيني ..... وعنصرية اسرائيل ...(2)

جواد الاسدي

 
ردا على مقال السيد يعقوب ابراهامي ( هذا ردي على .... الأسدي)
لقد قرأت عن القسوة النازية وشاهدت نماذجها وآثارها في العديد من دول أوربا غربية وشرقية بأم العين ، وقرأت عن قسوة العسكريين اليهود ضد عرب المدن والقرى الفلسطينية عام 1947 /1948وبعدها ، وشاهدت صورا حية في القنوات الاخبارية والأفلام الوثائقية عن الكيفية التي هجر فيها الفلسطينيون تحت قوة السلاح والترويع. لقد هجر خمسين ألفا من الفلسطينيين من مدينة الرملة والليد وحدهما بأمر واشراف الحائز على جائزة نوبل للسلام اسحاق رابين الذي كان قائدا عسكريا حينها. وقد قال في مذكراته التي نشرها بعد أن أصبح رئيسا لوزراء اسرائيل ، " أن تلك العملية كانت ضرورية لتفريغ المنطقة من سكانها ".(3)
وما زالت صور الطائرات الاسرائيلية وهي تقصف مدن لبنان وغزة خلال السنوات القليلة الماضية انتقاما لمقتل جنودا اسرائيين أو اختطافهم في الذاكرة ، وآثارها مازالت على الأرض خرابا وقنابل وصواريخ قابلة للانفجار في أي لحظة. لقد استهدف القصف مناطق مدنية لا عسكرية. الرعب الذي أحدثته الصواريخ الاسرائيلية على البيوت والناس لا يختلف عن التدمير الذي احدثته الصواريخ والقنابل النازية على البيوت والمدارس ورياض الاطفال في لندن وباريس ووارشو. الممارسات النازية ضد اليهود وممارسة الدولة اليهودية ضد العرب شبيهة ببعضها يا سيد يعقوب فلا تستغرب مما قلت ، تلك كانت ممارسات لا يمكن الدفاع عنها أو نكرانها ، فهي معروفة وموثقة دوليا من قبل منظمات مستقلة محلية وعالمية ، فلا السيد يعقوب ولا أي جهة أخرى بامكانها تبريرها أو الدفاع عنها.
بخصوص استخدامي لتعبير " العبيد " الوارد في مقالي أسيئ فهمه ، أنا لم أقل بأن اسرائيل " تستعبد " العرب الفلسطينيين ، بل قلت انها تعاملهم " كالعبيد " ، وتحاول استعبادهم وهو تعبير لا يحتاج الى ضليع في اللغة العربية ليشرح الفرق بين التعبيرين. معاملة الفلسطينيين في اسرائيل " كالعبيد " هو واقع الحال منذ قيام الدولة الاسرائيلية ولحد اليوم ، فهي دولة لا تعامل الفلسطنيين بالمساواة التي تتعامل بها مع مواطنيها اليهود. وللعلم فان اسرائيل لا تعامل كل اليهود معاملة واحدة ، وقد افردت لذلك شرحا موجزا في الجزء الأخير من مقالي ، و هوما قصدته بالعنصرية ضد العرب واليهود في اسرائيل.
العبودية هي عدم المساواة في النظرة الى الآخر ، هي التنكر وعدم احترام آدمية الانسان وحقوقه وفي هذا تكمن العبودية. اختلافنا في النظرة للممارسات الاسرائيلية نابع من اختلافنا البين في فهم وتقييم تلك الممارسات ، ولو كان بمستطاع سلطة الاحتلال الاسرائيلية استعباد الفلسطينيين أو تحويلهم الى عبيد كما كان الحال في القرنيين الماضيين لما ترددت أبدا ، فلها في الولايات المتحدة قدوة حسنة خلال القرون الثلاثة الماضية ، فرئيسها الأسبق توماس جيفرسون كان له 300 عبدا ملكا حلالا يخدمونه ليلا ونهارا في بيته وفي مقرعمله في القصر الأبيض. كان العبيد في الولايات المتحدة جزء من ملكية هذا الأمريكي أو ذاك ، يباعون ويشترون ويوهبون ويقتلون دون مسائلة أوعقاب. العرب الفلسطينيون ليسوا عبيدا وحاشى أن يسمحوا بذلك ، لكنهم هجروا من بيوتهم ، قتلوا ، وما يزالون يقتلون ، وتنتزع منهم ممتلكاتهم وتهدم بيوتهم ومزارعهم حتى اليوم دون حساب اوعقاب كما عومل العبيد في أمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول الاستعمارية السابقة.
لكن عهد العبودية انتهى ، فالرئيس الأمريكي ابراهام لنكولن الوحيد من رؤساء الولايات المتحدة الذي لم يكن ماسونيا ساهم وعمل بصدق لتحرير العبيد الأمريكيين ، لكن العبودية والتمييز والفصل العنصري بقيت لمدة طويلة بعده قي الولايات المتحدة وخارجها ، وفقط في ستينيات القرن الماضي تم الغائها قانونيا في الولايات المتحدة بعد أن سالت دماء الأمريكيين السود أنهارا. الممارسات العنصرية والتمييز والقهر مازالت تمارس في اسرائيل تجاه العرب الفلسطينيين ولم تلغى ، بل تتعزز بقوانين وسياسات ومشاعر واساليب تربوية تبدأ من رياض الأطفال.
لقد طالبتك بالعودة الى كتاب البروفيسور باب لتدرك الحقيقة التي تؤكد أن العنصرية في اسرائيل فاقت عنصرية النازيين بمعايير اليوم ، وليست هناك مبالغة في ذلك ، لكنك لا تريد الاعتراف بها. ، وفي ردك على طلبي قلت ما معناه حتى لوذكر الاستاذ باب وصحف الغاردين وغيرها فانهم مجانين. لكن لا مفر من الاعتراف بأن هناك شعب يفوق تعداد سكان اسرائيل ما يزال مبعثرا خارج تراب وطنه بسبب اسرائيل ومضطهدا ومميزا عنصريا داخلها بسبب اسرائيل أيضا ، وهذا المضطهد داخل اسرائيل ليس جماعة صغيرة من الناس بل حوالي المليون مواطن لم تتوقف اسرائيل عن تسميتهم بالمخربين إلا أخيرا.
الفصل العنصري وهو ظاهرة عنصرية مايزال يمارس بصمت عبر تشريعات واجراءات ادارية تفننت السلطات الاسرائيلية بصياغتها لتشمل كل دقائق حياة الفلسطينيين في اسرائيل. ولقد بلغت تلك القوانين والاجراءات العنصرية من الوضوح بحيث اضطرت الصحف الاسرائلية الواسعة الانتشار كهآرتس لانتقاد ذلك علنا. ففي أحد مقالتها الرئيسية أدانت بشدة دور الكنيسيت الاسرائيلي في تشريع قوانين تمييز عنصرية ، ما يشير الى أن السياسات المدعومة من ممثلي شعب اسرائيل في الكنيسيت قد تجاوز حدود المعقول فساهم هو في بناء السلطة العنصرية قانونيا وليس سياسيا فحسب.(4)
لقد جاء في المقال: كل يوم باستطاعة الكنيسيت أن يشرع قانونا لتطوير الديمقراطية في اسرائيل أو تحويلها الى دولة تمييزعنصرية ، فهناك خطا ضعيفا يفصل بين الاثنين ، وقد تم عبور ذلك الخط. فاذا لم يقرر الكنيسيت أن مشروع قانون الصندوق اليهودي الوطني على أنه تشريعا للعنصرية ويرفضه ، فسيكون من الصعب القول أي القوانين المشرعة من قبل الكنيسيت هي عنصرية.
وفي تقرير المنظمة الدولية لحقوق الانسان حول التمييز والفصل العنصري في النظام التعليمي ، حيث كان واضحا أن هناك نظاما خاص باليهود وآخر للتلاميذ العرب ، ويمكن ملاحظة الفرق في حالة وصلاحية الأبنية للتعليم في كلا النظامين ، وعدد التلاميذ في كل فصل ، وعدد المدارس بالنسبة لعدد التلاميذ في كل موسم دراسي. اقتطفت منه العبارات التالية من التقريردعما لما أقول : (5)
Nearly one in four of Israel s 1.6 million schoolchildren are educated in a public school system wholly separate from the majority. The children in this parallel school system are Israeli citizens of Palestinian Arab origin. Their schools are a world apart in quality from the public schools serving Israel s majority Jewish population. Often overcrowded and understaffed, poorly built, badly maintained, or simply unavailable, schools for Palestinian Arab children offer fewer facilities and educational opportunities than are offered other Israeli children. This report is about Israel s discrimination against its Palestinian Arab children in guaranteeing the right to education.
غالبية القوى السياسية في اسرائيل وأكثرها نفوذا تدين بالعنصرية ولا تساوم حولها ، ونفوذها يتزايد ، وبخاصة بعد الانشقات التي حدثت في حزب العمل الذي أنضم أكثرية قادته الى اليمين المتطرف الليكود وكاديما ، فيما تتصاعد تيارات نازية داخل المهاجرين الى اسرائيل من أوربا ، وبخاصة من روسيا وأوكرانيا وبولندا. لكن مثل هذه التيارات لا تسبب القلق للحكومة والاحزاب اليمينية المشاركة فيها ، بينما توجه كافة الجهود لكبح مطالب الفلسطينيين العادلة بانهاء الاحتلال وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. وهذا أفقدها تأييد الكثير من أنصارها ومؤيدي قيام دولتها لاصرارها على تجاهل غمط حقوق المواطنين الفلسطينيين، بينهم رجال دين ومنظمات دولية ورؤساء دول لعبوا دورا هاما في الدفاع عن إسرايل في حروبها السابقة مع الدول العربية.
الرئيس الأمريكي التاسع والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية جيمي كارتر الذي يفتخر بدوره في تحقيق السلام لاسرائيل رفع صوته أخيرا لادانة سياسات اسرائيل تجاه الفلسطينيين. فقد كتب في مقدمة مذكراته التي نشرها قبل عدة سنوات هذه العبارة ، " الالتزام الأعظم في حياتي هو محاولة تحقيق السلام لاسرائيل" 0(6). وهذا نصها: "the greatest commitment in my life, has been trying to bring peace to Israel" . Jimmy Carter
فكيف كافأه الاسرائيليون على جميله ..؟
لقد اتهموه بمعادة السامية فقط لأنه نطق بنصف الحقيقة لا كلها ، فلم يتحدث عن اغتصاب الوطن الفلسطيني وتحويل شعبه الى لاجئين ، بل تحدث عن احتلال ما بعد عام 1967. وهكذا مع أي مسئول سياسي في العالم كله أبدى أو يبدي رفضه لخرق القانون الدولي الذي ترفضه اسرائيل. فما الذي اكتشفه السيد كارتر في ممارسات تلك الدولة الديمقراطية ليتخذ الموقف الذي وقفه. يقول السيد كارتر في مذكراته :
" اسرائيل تحتل مناطق في عمق الضفة الغربية ، وشيدت فيها مائتي مستوطنة يهودية وطرقا يمنع الفلسطينيين من استخدامها ، بل وفي أحيان أخرى يمنعون حتى من عبورها ". ويقول أيضا : " وهي ترتكب ما هو أفظع حتى من الفصل العنصري الذي كنا شهودا عليه في جنوب أفريقيا". الرئيس كارتر بموقفه هذا يعتبر مجنونا في حسابات السيد يعقوب ابراهامي.
وفي مقابلة للسيد كارنر مع راديو اسرائيل ، قال : " في نظام الأبارتايد السابق بجنوب أفريقيا لم يمنع المواطنين السود من استخدام أو عبور الشوارع كما في الضفة الغربية ". لقد أثار كتابه ذاك احتجاجات في صفوف المجموعات المساندة لاسرائيل في الولايات المتحدة التي اتهمته بمعاداة السامية. وقد رفض تلك الاتهامات التي ما تزال تلاحقه حتى اليوم. وعلق قائلا :
" اسرائيل لن تحصل على السلام اذا لم تنسحب من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967".
علي الأسدي / يتبع / الجزء الأخير

الشعب الفلسطيني.. والعنصرية في اسرائيل ...(1)

جواد الاسدي

ردا على مقال السيد يعقوب ابراهامي ( هذا ردي على الأسدي)
في استقصاء للرأي أجرته مؤسسةGeocartogaphia لصالح " منظمة مكافحة العنصرية الاسرائيلية " التي أسسها جامعيون عرب واسرائيليون ، كان الهدف منه التعرف على مواقف اليهود الاسرائيليين تجاه العرب الاسرائيليين.(1) لقد كشف الاستقصاء عن حقائق كثيرة صاعقة لمن لم يتعرف على طبيعة الصهيونية ومروجيها ومتطويعها ، لكنها معروفة للرأي العام العالمي ، ويتغاضى عنها مؤيدوا دولة اسرائيل في الدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. جاء في الاستقصاء أن ثلثي اليهود الذين استقصيت آرائهم يرفضون السكن في بناية يسكنها عرب ، وأن نصفهم يرفضون دخول عربي الى بيوتهم. أنا كاتب هذه السطور لم أعرف ذلك من قبل ، ولم يخطر ببالي يوما أن انسانا ما يرفض دخولي بيته بسبب أصولي الإثنية.
بين الاستبيان أيضا ان 41% من اليهود يحبذون فصل العرب عن اليهود في مراكز التسلية في دولة اسرائيل. وان 40% منهم يعتقد أن على الحكومة الاسرائيلية أن تدعم هجرة العرب من اسرائيل ، وهي السياسة الي يطالب بها اليمين الاسرائيلي في حملاته الانتخابية السابقة. وبين أيضا ان 63% من المستقصية آرائهم يعتبرون المواطنين العرب خطرا ديمغرافيا وأمنيا على دولة اسرائيل ، بينما عبر 18% منهم عن عدم شعورهم بالراحة اذا سمعوا أحدا يتكلم العربية. بينما يرى 34 % منهم بأن الثقافة اليهودية أعلى مرتبة من الثقافة العربية ، وهي سمة من سماة العنصرية النازية التي روج لها قبل وخلال الحرب العالمية الثانية. وتحت تأثير هذه الفنطازيا لم يتعلم غالبية الاسرائيليين شيئا عن ثقافة التواضع والتسامح والعفو والاعتراف بالخطأ للغير ، حتى أصبح الاعتداد بالقوة والقسوة في التعامل مع الآخرين سياسة رسمية للدولة ، وجزء عضويا من أخلاق المتدينين الاسرائيليين المهيمنين على السلطة في البلاد. فاسرائيل رفضت الاعتذار لتركيا عن مهاجمة سفنها وقتل تسعة من مواطنيها العزل الذين كانوا في مهمة انسانية لمساعدة عرب غزة المحاصرين من قبلها حينها ، مع أنها حليفا استراتجيا وعضوا معها في حلف الأطلسي ، كما ترفض الاعتذار للعرب الفلسطينيين أفرادا وحركات ومنظمات لما ارتكبته بحقهم من فظائع. كما رفضت ( على حد علمي ) الاعتذار للولايات المتحدة عن محاولة بيع صواريخ أمريكية معدلة الى الصين ، التي أضطرت لاحقا لالغائها. انه تعبير عن ثقافة التعالي التي عبر عنها غالبية مجتمع يدعي التفوق الثقافي والاخلاقي لكنه لا يملكهما.
وحول نتائج الاستقصاء يذكر الاستاذ بشارعودة مدير مؤسسة مكافحة التمييز العنصري في اسرائيل : " عندما يتحدث الناس عن نقل أو دفع العرب لترك اسرائيل ، او عن القنبلة الديمغرافية لا احد يرفع صوته ضد مثل هذه البيانات ، وهي ظاهرة مقلقة حقا."
وفي تعليق مماثل للنائب العربي الآخر في الكنيست الاسرائيلي طالب السنا جاء فيه ، انه لم يستغرب ذلك ، فنتائج الاستبيان بينت بأننا لا نتحدث عن قلة معزولة من الناس وانما عن ظاهرة واسعة ، ما يضع علامة استفهام كبيرة عن الحركة الصهيونية. فاليهود الاسرايليون يدينون معاداة السامية في البلدان الأخرى ، لكن عندما تمارس معاداة السامية هنا يلتزمون الصمت. انها سياسة الوجهين ، فهم عنصريون وفي الوقت نفسه لا يدينون عنصريتهم.
وتطرق السيد السنا ايضا الى أن الاسرائيليين لا يفسرون التصرفات المعادية تجاه العرب بكونها مشاعر عنصرية بل نتيجة للازمات والاختلافات الدينية ، لكن ذلك غير صحيح ، فيمكنك أن تكون عنصريا في اسرائيل دون ان تخشى عقابا أو حسابا ، لأنك تستطيع دائما أن تبرر ذلك بحق الدفاع عن النفس والأمن. وقد انتقلت العنصرية منذ زمن طويل من الشارع الاسرائيلي الى مؤسسات الدولة. ولقد استطاعت الاحزاب الاسرائيلية اليمينية المتطرفة أن تبني قاعدة عريضة بين اليهود الاسرائيليين انطلاقا من معاداة العرب. فحزب اسرائيل بيتنا يطالب باعادة ترسيم الحدود لا لأجل اعادة الاراضي المحتلة الى أصحابها الشرعيين تنفيذا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي ، بل لطرد خمسمائة ألف عربي فلسطيني اسرائيلي الى أراضي السلطة الفلسطينية. بنفس الوقت ومن أجل كسب أعدادا أكبر من أصوات غلاة العنصريين اليهود تعهد حزب كاديما بأنه لو فاز بالانتخابات فلن يعين أي عربي في قائمة مرشحيه للانتخابات ، بحجة ان ذلك سيفقده عددا من مقاعد البرلمان.
لقد أثارت السيد يعقوب عبارات وردت في مقالي عند الحديث عن العنصرية في اسرائيل ، وزاده غضبا ورود كلمة " عبيد " اشارة الى الممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين ، فهو على ما يبدو يرفض الاعتراف بذلك ، وربما لم يدرك بعد ان دولته تمارس سياسة عنصرية ضد الفلسطينيين واليهود أيضا ، (هذا سيناقش لاحقا) وان بعض تلك الممارسات فاقت معاملة النازيين لليهود أثناء الحرب العالمية الثانية. وهو ما تطرق له مقالي السابق " عندما يتحدث غير الصهاينة عن دولة اسرائيل ".
وفي مقاله الذي خصصه ردا على ما ذكرت وعنوانه " هذا هو ردي على الأسدي" الذي لم اطلع عليه في حينه ، فقد تعرض جهازي للتخريب من قبل مجهولين ، وما أن أصلحت الأمر حتى تكرر التخريب للمرة الثانية ، ولم استطع أن أعيد الأمور الى طبيعتها الا أخيرا ، وليكن السيد يعقوب واثقا بأني لم اتهم الصهيونية أو اسرائيل بذلك.
لقد تفضل السيد يعقوب في رده على مقالي قائلا :
(إذا كانت الشوفينية العنصرية بصورتها الصهيونية قد تجاوزت النازية الألمانية فإن هذا معناه إن السياسة الصهيونية تجاه العرب تجاوزت حتى الهولوكوست. ليس هناك معنى أخر لهذه الجملة. ليس هناك مفرٌ من هذا التفسير. هل هناك أنسان عاقل (مجانين هناك بالكثرة) يصدق ذلك؟ هل من يقول ذلك هو إنسان عاقل أم إنسان فقد صوابه؟ هل إن وضع العرب في اسرائيل يمكن أن يقارن بالهولوكوست؟). هذه الجملة (والجملة الثانية التي سوف نأتي على ذكرها فوراً)، يا سيدي الفاضل على الأسدي، هي التي "أفقدتني إتزاني العقلي" وليس "الممارسات الأسرائيلية العنصرية ضد المواطنين العرب". وأنت تعرف ذلك جيداً.
عزيزي السيد يعقوب هدء من روعك وأقرأني جيدا ، " الهولوكوست " كان حدثا فظيعا ، لم يخطر ببال انسان قبل أكتشافه والحديث عنه ، لقد زرت نموذجه في بولندا ، وما يزال في ذاكرتي حتى اليوم. لا أتصور ولم أتصور أن يتعامل اليهود الذين مروا بما مروا قبل واثناء الحرب العالمية الثانية أن يتعاملوا مع الفلسطينيين بالقسوة التي عوملوا بها في عهد النازية. هناك الكثير من الممارسات المتشابهة ، فالتاريخ لا يعيد نفسه لكنه يعود بأزياء مشابهة. سأعود الى ذكر بعضها لاحقا ، لكن ماذا تسمي ما جرى في مخيمات صبرا وشاتيلا ، أليست نموذجا للحقد النازي الذي مارسه النازيون؟ كيف قتل أولئك العزل من السلاح ، ولماذا ، اليس لأنهم فلسطينيين عربا ، وعن ماذا أسفرت التحقيقات في الأحداث ، هل عوقب أحدا على تلك الفعلة الرهيبة ، وهل عوضت عوائل ذوي الضحايا ؟
علما بأن التعويض مهما كان سخيا لن يعيد الحياة الى الضحايا ، كما لن يعيد الحياة الى طبيعتها بعد فقد الأعزة والأقارب.
لقد عوض اليهود من قبل دول المحور تعويضا ماديا سخيا عما أصابهم في العهد النازي ، مع إن دولة اسرائيل لم تكن قد قامت بعد ، الفلسطينيون في فلسطين وخارجها لم يعوضوا أبدا ، لا عن الممتلكات الشخصية ، ولا عن البيوت والمزارع والمصانع والدخل الذي فقدوه نتيجة السيطرة على وسائل رزقهم ، ولا عن حياة الذين قتلوا أو اغتيلوا في أراضي الله الواسعة. فماذا يعني هذا لك يا سيد يعقوب ، لا تستطيع انكاره ، لكنك بالتأكيد لا تراه ممارسة من الممارسات النازية بحق العرب ، لكن أليست الدوافع واحدة ..؟
هناك الكثير من الأعمال الفظيعة المشابهة ليس من الضروري ولا من الممكن تعدادها ، ولا أشك ابدا بأنك على علم بها ، لكنك ترفض تشبيهها بممارسة النازيين ، مع أنها أمثلة مشابهة ، وفي عصرنا الحالي في ظل قوانين حقوق الانسان فهي أفظع من أعمال النازية سابقا.
علي الأسدي /يتبع                                   

القيادة اليمينية ودورها خلال عقود من السنين في تهديم الروح الثورية وما بناه الشيوعيين العراقيين

كريم الزكي


القيادة اليمينية ودورها خلال عقود من السنين في تهديم الروح الثورية وما بناه الشيوعيين العراقيين
** التضحية بأرواح المناضلين ومسألة استلام السلطة **
إن التضحية والموت لا تخيف المناضل والمناضل يعتبره واجب يستعد لتأديته كلما كان ذلك ضرورياً في ساحاته المتعددة . ولهذا يكون الاستشهاد ملزما وضروريا لكي تسير الجماهير بالاتجاه الثوري الحقيقي , وعندما لا تكون هناك ضرورة فالاستشهاد لا يعبر إلا كونه استهتار بالنفس البشرية ، وهذا الإنسان الثوري المؤهل لكي يبني ويخدم البشرية لا لكي ينتحر . فهل التفكير في استلام السلطة أو التغيير الثوري يثير مضاجع قيادة الحزب أو يجعلها ترتجف هلعا وخوفا من مجرد التفكير باستلام السلطة . وهذا هو الأساس الذي بني عليه الحزب الشيوعي العراقي من تلك الفترة ولغاية الآن ( 1964 - 2012 , نفس الخط نفس العقلية الذيلية والقسم الأخر منها تحول الى خط التحالف مع الفاشية والبعث والقيادة الحالية تعاونت مع الأمريكان ) أنه مرض مزمن فتاك , وخير وصف كما وصفهم الشهيد سلام عادل ومكتب سكرتاريتهم في سنة 1962 بأنه سرطان في رأس الحزب
** وقيادة الحزب الشيوعي العراقي لم تفكر يوما باستلام السلطة وهي تنطلق من النهج الذي اختطته القيادة بعد (استشهاد قيادة الحزب وعلى رأسها الشهيد سلام عادل ورفاقه) أي القيادة المطرودة أصلا من الحزب والتي تمر طردها من قيادة الحزب وتم تعريتهم وهذا وفق محاضر جلسات اجتماع ( ل , م ) و (م , س ) في نهاية سنة 1962 أي بعد رجوع سلام عادل من سفره من الخارج , وهذه المجموعة كانت تشكل (مكتب سكرتارية اللجنة المركزية في حينه) وهذا هو الأساس الذي بني عليه الحزب الشيوعي العراقي من تلك الفترة ولغاية الآن ( نفس الاتجاه الذيلي (خط آب 1964) (الجبهة مع أعداء الشعب البعثيين 973) .** (الخط الانتهازي في كردستان والذي كلفنا شهداء بواسل نتيجة لتحالفات غير صحيحة وتدمير قوات الأنصار الشيوعية بالنتيجة ) ** وبعد انتفاضة آذار الباسلة التي قام بها الشعب العراقي وبدون قيادة من جهة سياسية **, ظلت قيادة الحزب تتفرج والشعب يذبح أمام أنظار كل القوى والتي كان بإمكانها الوصول الى بغداد بسهولة ولكن ...... ؟ , قيادة الحزب الشيوعي العراقي بقت مكتوفة اليدين لأن القضية ليست في حساباتها وهي التي بنت خطها ونهجها الذي بموجبه دائما تقف في الخلف . ومن هنا نستطيع القول أنه لم يسبق لها أن قامت بأية محاولة تنم عن ميل لديها لاستلام السلطة أو التغيير بالطرق الثورية ، فلماذا إذاً يسمون الحزب الذي يقودونه بحزب الشهداء ؟ وهنا لابد من الإشارة لكل المحاولات التي كانت تصب باتجاه استلام السلطة والتي وقفت قيادة الحزب تتفرج عليها .. ( المحاولة التي هزت أركان الفاشية في 3 تموز 1963 بقيادة حسن سريع لم يكن لقيادة الحزب الشيوعي العراقي علما بها وهي أي قيادة الحزب في 1964 أول من سارع وتبرأ منها في حينه في حين سارعت هذه الانتفاضة المسلحة الى حد كبير في إسقاط فاشية البعث الأولى ) ( وهناك محاولات كثيرة من شيوعيين بواسل منهم العقيد سليم الفخري ( قائد مجموعة اللجنة الثورية للشيوعيين العراقيين ) أيضا أستنكرها الحزب الشيوعي وعامل رفاقنا في اللجنة الثورية معاملة الأعداء وكنت شاهد عيان على ذلك في سجن نقرة السلمان . وكذلك محاولة مجموعة من الضباط في معسكر سعد في محافظة ديالى أيضا كانت فردية , ولهذا وبسبب الموقف السلبي والعدائي لهذه المحاولات من قيادة الحزب أدى الى انهيارها بسبب كشفها للعدو بشكل ينم على الخيانة , وكذلك لم يسمح حتى في التفكير داخل تنظيمات الحزب في مثل هذه المحاولات أصلا أو دعمها . ومن الواضح لكل الشعب العراقي أن الحزب الشيوعي في فترة الستينات وحتى سقوط حكومة عارف كان بإمكانه استلام السلطة . ولدينا المعلومات الأكيدة أن المحاولة الانقلابية التي قام بها عارف عبد الرزاق , كانت القوى الضاربة فيها من رفاقنا في حراسة الإذاعة في الصالحية وسلاح الدروع في القصر الجمهوري ومعسكر ابو غريب وحتى المرسلات الإذاعية هناك كانت تحت سيطرة رفاقنا في الخط العسكري , ولم يحاول الحزب الاستفادة من كل ذلك . في آب 1964 اجتمعت قيادة الحزب وتبنت العمل على تذويب تنظيمات الحزب في الاتحاد الاشتراكي الناصري ( حزب السلطة العارفيه ) وحل الحزب الشيوعي . ولكن وقوف كل قواعد الحزب بالضد من هذا الاتجاه حال دون ذلك بحيث غيرت القيادة نهجها 180 درجة وتبنت إسقاط السلطة فقط على الورق , وحاولت خداع الرفاق الثوريين بتشكيل خط حسين المسلح استجابة منها لإلحاح تنظيمات الحزب , وهنا الطامة الكبرى أي أن نفس القيادة التي حاولت تدمير الحزب الشيوعي وحله وتذويبه في الاتحاد الناصري هي من رفع شعار اسقاط السلطة , وكان شعاراً فقط لامتصاص المد الثوري للتنظيمات القاعدية في حزب . ولغاية نوفمبر 1967 أستعاد الحزب الشيوعي من جديد عافيته رغم الضربات الموجعة من قبل الفاشية واستشهاد خيرة قيادته في 1963 أصبح قوة تستطيع من جديد السيطرة على زمام الأمور في بغداد , في مجال التنظيمات الشبابية حقق الطلاب الشيوعيون الفوز الساحق فيها وكذلك النقابات العمالية الكبيرة كالغزل والنسيج والميكانيك والموانئ والسكك وعمال البناء بشكل تام . ولكن أيضا تم تفويت الفرصة على شعبنا للخلاص من نير الرجعية والفاشية , واحتدم الصراع من جديد بين القوى التي تريد التغيير الثوري وبين القوى اليمينية التي كانت بالأمس تتبنى مشروع حل الحزب في آب 64 . فتبين أن كل قيادة منطقة بغداد كانت مع الغيير الثوري . ( اللجنة المركزية بكاملها ضد التغيير ) عدى عزيز الحاج الذي أستغل هذا الصراع مع أحد الكوادر حسين الكمر وحقق بذلك ضربته التاريخية ( عزيز الحاج ) في تمزيق الحزب من جديد , فأستطاع عزيز الحاج كسب غالبية أعضاء منطقة بغداد وهي الهيئة القيادية لكل تنظيمات بغداد بما في ذلك اللجنة العمالية وكانت من أكبر تنظيمات الحزب في ذلك الوقت . **وكذلك فقدنا مناضلا ثوريا نبيلا وهو أحد أعضاء خط حسين المسلح خالد أحمد زكي والذي عاد من لندن وقام بذلك العمل الثوري الجبار . الذي تشهد له أهوار الجنوب ورفاقه الذين عايشوه في تلك المرحلة الثورية الصاعدة في العراق ** تمكن عزيز الحاج من شق الحزب الشيوعي الى شقين تنظيمات بغداد أكثر من 90 % وكذلك اللجنة العمالية بكامل تنظيماتها مع المنشقين . وبهذا العمل الانشقاقي أتيحت الفرصة للقوى اليمينية في اللجنة المركزية من السيطرة من جديد وكتبت لها الحياة لتعيش وتربي أجيال على شاكلتها واليوم يشهد التاريخ على ذلك ** كان الأجدر بالقوى التي ساهمت بالانشقاق العمل على عقد مؤتمر حزبي عام وهذا ممكن في ذلك الوقت وإزاحة اللجنة المركزية اليمينية وكنسها نهائيا من الميدان , ولكن الظاهر أن عزيز الحاج وحسين الكمر كانا مدفوعين من قبل قوى أخرى لتدمير الحزب وشقه والوقوف بوجه أي تغيير ثوري مرتقب .. وتبين من الممارسة العملية للدور الذي قام به عزيز الحاج واليوم هو من دعاة المشروع الأمريكي وهذا يكفي لفضح دوره التخريبي الذي قام به في نوفمبر 1967 و( تعاونه مع البعثيين في التحقيق وكوفئ على تعاونه بتعيينه سفيرا للعراق في اليونسكو لحكومة صدام مع زميله الخائن بيتر يوسف سفيرا في الخارج ) ..
** بعد الضربة القاصمة التي وجهتها السلطة الفاشية في عهد صدام , البكر , ناظم كزار , والتي راح ضحيتها المئات من رفاقنا في القيادة المركزية وكانوا من خيرة المناضلين الثوريين الشيوعيين . وبعد مرور أكثر من أربعين عاما يمكن القول بوضوح تم التقاء الدور التخريبي لعزيز الحاج مع دور القيادة الحالية اليمينية و السقوط العلني والنهائي بأحضان الامبريالية ودخولهم العملية السياسية بعد الاحتلال وتوقيع صك البراءة من الاشتراكية والشيوعية أمام الحاكم الأمريكي بول بريمر مقابل دخول قيادة الحزب في مجلس الحكم والعملية السياسية العفنة ..
ومن الجانب الأخر نرى الدور التاريخي الناصع للحركة الثورية الماركسية العراقية في محاولاتها الباسلة والجبارة التي قام بها الرفاق الثوريين في انتفاضة معسكر الرشيد الثورية بقيادة ضابط ** الصف المقدام حسن سريع ورفاقه الأبطال 3 تموز 1963 نلاحظ الفرق بين شيوعيين في قواعد الحزب ومستواهم الفكري بسيط ولكن أيمانهم بفكرهم الشيوعي كان أكبر
من قيادتنا الحالية والتي بكل سهولة قبضت صك التخلي عن نهجها الشيوعي مقابل دخولها العملية السياسية البغيضة والديمقراطية الأمريكية المزيفة !! ( سأل رئيس المحكمة الفاشية التي حاكمت ثوار حركة حسن سريع أحد الثوار وهو ( عبود البندر ) وقبل صدور الحكم أجابه الثائر عن رأيه بالشيوعية , وقال بصوت عالي أن الشيوعية هي الوصفة الطبية والعلاج الشافي لمجتمعنا , هكذا كان الثوار الشيوعيين وتحديهم للموت عكس ميوعة اللبراليين المسيطرين على قيادة الحزب الشيوعي من 1964 ولغاية الآن والذين بكل سهولة تخلو عن نهجهم وتحولوا الى حزب موالي للأمريكان !!.
وحركة معسكر سعد في 1963 واللجنة الثورية التي قادها العقيد سليم الفخري, وحركة مقدم مطيع عبد الحسين ذلك الجندي المجهول والثوري الباسل الذي كان يقود بطرية مدفعية ميدان , والثوريين الأبطال في القيادة المركزية وعلى رأسهم الأبطال شعبان كريم وحاتم سجان وصالح العسكري والكثير من البواسل الذين ضحوا في حياتهم من أجل قضية الشعب والوطن والاشتراكية ,, وهنا نقول أن استشهاد خيرة الرفاق كان ذلك ضروريا لأنهم وقعوا شهداء نتيجة المواجهة الثورية مع العدو الطبقي , ولكن الذين استشهدوا تحت ظل نهج يميني وخط تحريفي تقوده مجموعة استغلت الحزب حسب أهوائها الطبقية ونهجها الذيلي للبرجوازية ذلك يعد تفريطاً من قيادة الحزب بحياة أفضل الكوادر في مهاترات لا ضرورة لها ؟؟ سؤال يطرحه التاريخ وآلاف العراقيين الذين خرجوا من الحزب الشيوعي العراقي . ولا زال التفريط بأرواح الشيوعيين على سابق عهده مع تنامي شراسة وعسكرة الدول الامبريالية مجموعة الأطلسي الناتو والفاشية الأمريكية وديمقراطيتها المزيفة ومشروعهم الإسلامي الشرق أوسطي والذي بدأ بالعراق .
والبعض يقول :-
لذلك خشى العدو الطبقي من قوة وتنامي تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي كونه قادراً على استلام السلطة ولذلك أوقعوا به خسائر جسيمة رغم عزوفه المعروف عن استلام السلطة ،
فهل هذا هو الجواب الصحيح طبعا لا ! .
أم أن قيادة الحزب لم تستطيع الوفاء بمهامها تجاه أعضاءها وكوادرها وباقي شغيلة اليد والفكر والجماهير المؤمنة بالاشتراكية , كقيادة شيوعية مؤمنة بالاشتراكية العلمية والصراع الطبقي وحتمية انتصارها ولم تستطيع أن تكون معبرة تعبيرا ثوريا حقيقيا كونها قيادة لحزب ماركسي حقيقي , أم أن الجبن والخيانة والاندساس فيها أوصل الشيوعيين العراقيين وجماهيرهم إلا ما هم عليه , وذلك عملت قيادتهم على تدمير أي فكرة أو وجهة نظر ترنو نحو استلام السلطة . ولهذا أصبحوا حزب لبراليا ينتمي الى تشكيلة الأحزاب التي تسمى اشتراكية ديمقراطية وأداة طيعة بيد الرأسمالية ونائمين بأحضانها , ولم يبالوا بأرواح مئات الآلاف من الضحايا والشهداء وبدون أن تحس هذه القيادة بأبسط المشاعر تجاههم والعمل على تحقيق ما ناضل من أجله هؤلاء الضحايا , ومسيرة الضحايا مستمرة بوجود هكذا قيادة .... وبالنتيجة حولوا الحزب الى منظمة مجتمع مدني لا أتجاه سياسي واضح لها هدفها الأساسي كيفية الحصول على التمويل ومن أي جهة مهما كانت خلفيتها والضحك على الذقون . وهذه هي الحقيقة التي يجب الانتباه اليها والعمل على وضع حد نهائي لها وأرجاع حزب فهد سلام عادل الى نهجه الماركسي .

ماو تسى تونغ أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيّا

الرفيق ناظم الماوي



ماو تسى تونغ أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيّا
مقتطف من" دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم"
الفصل الأوّل من" قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة "الحديدي" و من لفّ لفّه. "
( الجزء الأوّل من الكتاب : المقدّمة و الفصول 1و2و3)
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية! ( عدد 8 / جوان 2012)
المحتويات :
- إستهلال
- مقدّمة
الفصل الأوّل : دفاع البلاشفة / الخوجيين عن ستالين دفاع مسموم :

1- إغتيال ستالين : النظرة التآمرية للتاريخ مقابل النظرة المادية التاريخية.
2- ماو تسى تونغ أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيّا.
3- نضال ماو تسى تونغ ضد تيتو و خروتشوف.
4- ستالين و ماو و الحرب العالمية الثانية.
5- الثورة الصينية و الإفتراءات البلشفية / الخوجية.
6- لينين و ستالين بصدد الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات.
الفصل الثاني : النظرية البلشفية/ الخوجية للثورة فى أشباه المستعمرات دغمائية تحريفية:

1- مزيدا عن البرجوازية الوطنية.
2- طبيعة المجتمع و طبيعة الثورة.
3- الثورة الديمقراطية البلشفية / الخوجية.
4- طريق الثورة : طريق ثورة أكتوبر أم طريق الثورة الصينية فى الأساس.
الفصل الثالث : المنهج البلشفي/ الخوجي مثالي ميتافيزيقي يفضى إلى نتائج مفزعة :
1- خلط الحابل بالنابل.
2- لا فرق لدي البلشفي/ الخوجي بين الثورة و الإنتفاضة ، بين الوهم و الحقيقة فى تونس.
3- امنيات البلشفي / الخوجي فى تضارب مع الوقائع التاريخية.
4- تعاطي مثالي ميتافيزيقي مع أخطاء ستالين.
5- نسخة بلشفية / خوجية لنهاية التاريخ.
6- كذب و قراءة مثالية ميتافيزيقية للصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا.
7- التنظير المثالي الميتافيزيقي البلشفي/ الخوجي للإنتهازية.
8- إعتماد الإنتقائية لتشويه جوهر المواقف الماوية .
9- محض إفتراءات.
-------------------------------------- ( الجزء الثاني من الكتاب : الفصول 4 و 5 و الخاتمة و المراجع ).
الفصل الرابع : مواقف البلشفي/ الخوجي المتقلّبة و تلاعبه بالجدال مع ماويين :

الفصل الخامس : كيف يسيئ البلاشفة قشرة و الخوجيون لبّا إلى ستالين ذاته؟

خاتمة
المراجع


================= إستهلال ===================
نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة. ( لينين –" برنامجنا ").
--------------
ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له. فعلى توطد هذا "الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية الروسية لسنوات طويلة ،طويلة جدا. ( لينين " ما العمل؟ ").
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
إن الماركسية- اللينينية علم ، و العلم يعنى المعرفة الصادقة ، فلا مجال فيه لأية أحابيل فلنكن صادقين إذن! (ماو تسى تونغ – المؤلّفات المختارة ،المجلّد 3،الصفحة 26)
--------------------
إنّ المعرفة هي مسألة علم، فلا يجوز أن يصاحبها أدنى شيء من الكذب و الغرور، بل المطلوب هو العكس بكلّ تأكيد أي الصدق و التواضع.( ماو تسى تونغ " فى الممارسة العمليّة "، المجلّد الأوّل من "مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة" الصفحة 439- الطبعة العربية) .
بعض المسائل المتعلقة بتاريخ الحركة الشيوعية العالمية (" بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 )
لقد تمكنت البروليتاريا العالمية، خلال ما ينوف عن القرن المنقضى منذ أطلق البيان الشيوعي لأول مرة النداء الشهير : " يا عمال العالم إتحدوا !" من تجميع خبرة واسعة. وهي ذاتها خبرة الحركة الثورية فى مختلف البلدان و تشمل فترات رائعة من الإنتصارات الحاسمة و المدّ الثورى كما تشمل فترات حالكة من الجزر و التراجع .
و عبر مدّ الحركة و جزرها، تشكل علم الماركسية – اللينينية - الماوية و تطوّر من خلال النضال المتواصل ضد أولئك الذين أرادوا قتل جوهره الثوري و تحويله إلى عقيدة عقيمة، خالية من الحياة . وقد كانت أكبر المنعطفات فى تطور التاريخ العالمي و الصراع الطبقي مصحوبة دائما بمعارك ضارية فى الميدان الإيديولوجي بين الماركسية من جهة و التحريفية و الدغمائية من جهة أخرى . فقد كان الأمر كذلك فى العهد الذى خاض خلاله لينين صراعا ضد الأممية الثانية (وهو ما تزامن مع إندلاع الحرب العالمية الأولى و ظهور وضع ثوري فى روسيا و أماكن أخرى) و كذلك فى العهد الذى خاض خلاله ماو تسى تونغ صراعا ضد التحريفيين المعاصرين السوفيات و كان نضالا عظيما يعكس أحداثا ذات بعد تاريخي عالمي ( إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ، إحتداد الصراع الطبقي فى الصين الإشتراكية و بروز موجة ثورية عالمية موجهة أساسا ضد الإمبريالية الأمريكية ). و كذلك فإن الأزمة العميقة التى تمر بها الحركة الشيوعية العالمية هي إنعكاس لقلب السلطة البروليتارية فى الصين و الهجوم الشامل ضد الثورة الثقافية بعد وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب الذى قام به دنك سياو بينغ و هواوكوفينغ . و تعكس هذه الأزمة أيضا الإحتداد العام للتناقضات العالمية بما يعنى بدوره خطر الحرب العالمية و آفاق الثورة . فاليوم تماما مثلما كان الشأن خلال النضالات الكبيرة السابقة، لا تشكل القوى التى تناضل من أجل خط ثوري سوى أقلية صغيرة محاصرة و مطوّقة من قبل التحريفيين و كل أشكال مداحي البرجوازية . و مع ذلك ، فإن تلك القوى تمثل المستقبل و حتى يتسنى للحركة الشيوعية العالمية أن تواصل التقدم يجب أن تثبت تلك القوى قدرتها على صياغة خط سياسي يرسم طريقا تتبعه البروليتاريا الثورية فى الظرف الحالي المعقد. و فعلا ،عندما يكون الخط صحيحا ، فإنه حتى إذا لم يكن لدينا جنود فسوف نحصل عليهم و حتى إذا لم تكن لدينا السلطة فسوف نحصل عليها . ذلك ما أكدت صحته التجربة التاريخية للحركة الشيوعية العالمية منذ عهد ماركس.
إن التحليل السليم للتجربة التاريخية لحركتنا يشكل عنصرا بالغ الأهمية من أجل صياغة مثل ذلك الخط العام للحركة الشيوعية العالمية. و إنه لمن قبيل اللامسؤولية القصوى ، و من باب التناقض مع مبادئ نظرية المعرفة الماركسية أن لا نولي أهمية كافية للخبرة المكتسبة و الدروس المستوعبة من خلال النضالات الثورية لملايين الجماهير من البشر و التى ذهب ما لا يحصى من الشهداء من أجلها.
إن الحركة الأممية الثورية اليوم و كذلك قوى ماوية أخرى، هي وريثة ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو و عليها أن ترتكز بقوة على هذا التراث. و لكن مع إعتبار هذا التراث أساسا لفكرها ، يجب أن تكون لديها الشجاعة الكافية لنقد نواقصه. فبعض التجارب تستحق الإطراء و البعض الآخر يبعث على اللوعة. و يتعين على الشيوعيين و الثوريين فى كل البلدان أن يتأملوا و يدرسوا جيدا تلك التجارب الناجحة منها و الفاشلة حتى يستطيعوا أن يستخلصوا منها إستنتاجات صحيحة و دروسا مفيدة .
تقييم تراثنا مسؤولية جماعية يجب أن تتحملها الحركة الشيوعية العالمية كلها و يجب أن يتم مثل هذا التقييم بشكل علمي صارم مرتكز على مبادئ الماركسية - اللينينية- الماوية وأن يأخذ بعين الإعتبار الظروف التاريخية الملموسة للفترات المدروسة و الحدود التى فرضتها تلك الظروف على الطليعة البروليتارية و أن يتم ذلك بالخصوص بروح تسعى إلى جعل الماضي يخدم الحاضر حتى نتلافى السقوط فى الخطإ الميتافيزيقي المتمثل فى قياس الماضى بأدوات الحاضر بدون إعتبار الظروف التاريخية . وتقييم شامل كهذا سوف يتطلب طبعا وقتا غير هين لكن ضغط الأحداث على المستوى العالمي و ظهور بعض الفجوات للتقدم الثوري يتطلب منا أن نقوم من الآن بإستنتاج بعض الدروس الهامة التى سوف تمكن قوى الطليعة البروليتارية من أداء مسؤولياتها بشكل أفضل .
لقد شكل تقييم الخبرة التاريخية فى حد ذاته دوما موضوع جدال كبير فى الصراع الطبقي فمنذ هزيمة كومونة باريس لم يتوقف الإنتهازيون و التحريفيون عن إستغلال هزائم البروليتاريا و نواقصها بغاية قلب الخطإ و الصواب و خلط المسائل الثانوية بالمسائل الرئيسية و التوصل إلى إستنتاج مفاده أن" البروليتاريا ما كان عليها أن تحمل السلاح". و كثيرا ما كان بروز ظروف جديدة تعلة للإرتداد عن المبادئ الجوهرية الماركسية، مع إدعاء إضفاء التجديد عليها . و من جهة أخرى، فإنه ليس بأقل خطأ و بأقل ضررا كذلك التخلى عن الروح النقدية الماركسية و عدم الإهتمام بتقييم نواقص البروليتاريا إلى جانب تقييم نجاحاتها و الإعتقاد بأنه يكفى تماما الإستمرار فى الدفاع أو التمسك بمواقف كنا نتصور سابقا أنها صحيحة فمثل هذه الطريقة تجعل الماركسية - اللينينية- الماوية جافة و هشة غير قادرة على التصدى لضربات العدو و عاجزة عن تحقيق أي تقدم جديد فى الصراع الطبقي و فى الواقع تخنق مثل تلك الطريقة الروح الثورية الماركسية -اللينينية .
لقد بيّن التاريخ فعلا أن التجديدات الحقيقية للماركسية (على عكس التشويهات التحريفية ) إنما كانت متصلة إتصالا وثيقا بمعارك ضارية للدفاع عن المبادئ الجوهرية للماركسية - اللينينية- الماوية و تدعيمها. و لنستشهد بمثالين يدلان على هذه الحقيقة التاريخية : نضال لينين المزدوج ضد أولئك التحريفيين المكشوفين و ضد من كانوا مثل كاوتسكى يعارضون الثورة زاعمين الإرتكاز على "أرثودكسية ماركسية " و أيضا النضال الكبير الذى خاضه ماو تسى تونغ ضد التحريفيين المعاصرين و إرتدادهم عن تجربة بناء الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي فى عهد لينين و ستالين وهو النضال الذى خاضه فى نفس الوقت الذى كان يقوم فيه بنقد شامل و علمي لجذور التحريفية .
و علينا اليوم أن نعالج المسائل و المشاكل الشائكة التى يطرحها تاريخ الحركة الشيوعية العالمية حسب طريقة مماثلة. أما أولئك الذين يعلنون أمام الإنتكاسات الحاصلة منذ وفاة ماو تسى تونغ عن الفشل الكامل للماركسية - اللينينية أو الذين يزعمون أن الماركسية- اللينينية- الماوية أصبحت بالية و أن كل التجربة التى إكتسبتها البروليتاريا يجب أن يعاد النظر فيها فإنهم يمثلون خطرا جسيما. فهذا الإتجاه يريد الإرتداد عن تجربة دكتاتورية البروليتاريا فى الإتحاد السوفياتي و إقصاء ستالين من صفوف قادة البروليتاريا وهو يهاجم فى الحقيقة الأطروحة الجوهرية فى اللينينية حول طبيعة الثورة البروليتارية و ضرورة حزب طليعي و دكتاتورية البروليتاريا. و قد قال ماو بوضوح : "فى رأيى هنالك" سيفان" : الأول هو لينين و الثاني هو ستالين "و إذا يتم التخلى عن السيف ستالين و" إذا ما تم فتح هذه البوابة فإن ذلك يعني عمليا نبذ اللينينية ". إن تجربة الحركة الشيوعية العالمية إلى حدّ الآن تدل على أن هذه الملاحظة التى عبر عنها ماو تسى تونغ سنة 1956 ما زالت صحيحة. و كذلك فإن إضافات ماو تسى تونغ لعلم الثورة تتعرض اليوم إلى المحاصرة والطمس و التشويه. و فى الحقيقة كل ذلك ليس إلا نسخة "جديدة " من التحريفية و الإشتراكية الديمقراطية الأكثر ترهلا و عقما.
و مازالت هذه التحريفية المكشوفة نسبيا سواء كان مصدرها الأحزاب الموالية تقليديا لموسكو أو التيار "الأوروشيوعي " أو المغتصبون التحريفيون فى الصين أو التروتسكيون و النقاد البرجوازيون الصغار للينينية ، ما زالت تمثل أكبر خطر على الحركة الشيوعية العالمية. وفى نفس الوقت، ما زال الشكل الدغمائي للتحريفية يعتبر عدوا لدودا للماركسية الثورية فهذا التيار الذى يعبر عنه كأوضح تعبير الخط السياسي لأنور خوجة و حزب العمل الألباني يهاجم الماوية و خط الثورة الصينية و خاصة تجربة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. و يزعم هؤلاء التحريفيين زيفا الدفاع عن ستالين (فى حين أن عددا كبيرا من أطروحاتهم ليست إلا تروتسكية ) فى حين أنهم يشوهون التراث الثوري الأصيل لستالين. و يعتمد هؤلاء المخادعين على نواقص و أخطاء الحركة الشيوعية العالمية ، بدلا من إنجازاتها ، كي يحاولوا نشر خطهم التروتسكي و التحريفي. و يطالبون من الحركة الشيوعية العالمية أن تحذو حذوهم معللين ذلك بضرورة البحث عن نوع من " النقاء العقائدي" الصوفي. إن المظاهر العديدة التى يشترك فيها خط أنور خوجة مع الشكل الكلاسيكي للتحريفية (بما فى ذلك مقدرة التحريفيين السوفيات و الرجعيين عموما على تشجيع و إستغلال المعادات العلنية للينينية من قبل الأوروشيوعيين و أيضا معاداة خوجة المغلفة باللينينية حاليا ) تدل على أن لهذين الخطين جذور راسخة فى الإيديولوجيا البرجوازية .
و اليوم يمثل الدفاع عما قدمه ماو تسى تونغ من إسهامات نوعية للماركسية – اللينينية مسألة ذات أهمية بالغة و ملحة بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية و للعمال ذوى الوعي السياسي و الطبقي و جميع الثوريين فى العالم . فجوهر المسألة هنا ليس إلا معرفة ما إذا وجب الدفاع أم لا عن إسهامات ماو الحاسمة فى الثورة البروليتارية و علم الماركسية- اللينينية و التقدم على أساسها . فالمسألة إذا ليست إلا معرفة إذا ما وجب الدفاع أو لا عن الماركسية- اللينينية نفسها .
لقد قال ستالين : " إن اللينينية هي ماركسية عصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية " و هذا القول صحيح تماما فمنذ موت لينين شهد العالم مؤكدا تحولات كبيرة لكن طبيعة العصر بقيت هي نفسها. و ما زالت المبادئ الجوهرية للينينية صالحة و تمثل اليوم الأساس النظري الذى يقود فكرنا. إننا نؤكد بأن الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية- اللينينية وبدون الدفاع عن الماركسية – اللينينية – الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما .
( مقتطف من " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ضمن العدد الأوّل من " الماوية : نظرية و ممارسة " لشادي الشماوي على موقع الحوار المتمدّن ).
===================================================
مقدّمة :
إنطلق صراع الشيوعيين الحقيقيين الماويين فى تونس مع السيد " الحديدي" منذ مدّة تناهز السنة الآن سواء على الفايسبوك أو على صفحات موقع الحوار المتمدّن. ولأنّه لم يلتزم آداب النقاش و مبادئ السلوك الرفاقي ، شطبه مازوم كايبا ، من قائمة أصدقائه على الفايسبوك و بعث له برسالة مفتوحة يشرح فيها دوافع قراره ذاك حتى لا يقال انّ الماويين يخافون النقاش و يتجنّبوه. و على إثر تهجّم إنتهازي منه على مضمون نصّ لماوي آخر ، محمّد علي الماوي ، تلقّى ردّا منهجيّا مع الإلتزام بآداب الجدال المبدئي غير أنّه كعادته هاج و ماج و أخذ يطلق العنان لأساليبه الإنتهازية فى الصراع الفكري فلم يتابع محمدّ علي الماوي الجدال معه. وتتبعت النقاشات و تاليا كافة كتابات "الحديدي" وكنت أنتظر جديدا يستحق عناء التعليق.
و تُرك المجال فخرجت الحيّة من جحرها و ظهرت حقيقتها و ملامحها كليا تقريبا. ونتيجة متابعتى و تقييمي لما يصدره " الحديدى " إلى شهر مارس 2012 لمست أنّ الثمرة نضجت و حان أوان قطافها أي حان أوان إنجاز نقد عميق و شامل لأطروحات هذا السيد الذى يقدّم نفسه على أنّه بلشفي و لا همّ لديه سوى الإفتراء على ماو تسى تونغ و الشيوعيين الحقيقيين الماويين ففى كلّ نصّ يكتبه أو ينقله و ينشره إلاّ و يفرد لهم قسطا لا بأس به من ترّهاته نافثا سمومه الدغمائية التحريفية الخوجية ضد الماركسية- اللينينية- الماوية. و قد بلغ به الهذيان أخيرا مبلغا لا يتصور فى نصّه " إغتيال ستالين ..." حيث جعل من ماو تسى تونغ مجرما و قاتلا لرمز من رموز البروليتاريا العالمية كان قدوته و منه تعلّم الكثير و لا يكنّ له سوى التقدير و الإحترام الرفاقي و إن إختلف معه فى مسائل و مواقف معيّنة ، و عنه دافع فى وجه الرياح التحريفية المعاصرة لعشرات السنين.
ماذا بعد هذا يا " حديدي" ؟ هل هذا آخر ما جادت به قريحتك الإنتهازية التآمرية؟ أم أنّك ستطلع علينا يوما بخبر عاجل مفاده إكتشافك أنّ ماو تسى تونغ خنق بيديه ستالين أو وضع له هو نفسه السمّ فى الكأس بدل الماء؟ لك هراؤك و هذيانك و لنا التمسّك بالحقيقة و الواقع المادي الموضوعي و علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية- اللينينية- الماوية. و التاريخ شاهد.
بعد اللفّ و الدوران فى كتابات و نقاشات سابقة ، ها أنّه يعلن و بلسانه هو مباشرة عن مصدر أفكاره فى نصّ " الأساس المادي الجدلي و التاريخي لفكر ستالين و ممارسته" ألا وهو مجلّة " خطوط التمايز" مستشهدا بمضمون أحد أعدادها. و لن نفعل مثله و نقول له هذا منك " إستيراد دغمائي برجوازي صغير " كما قال هو فى " ضد التصفوية الماوية..." و ذلك من منطلق مبدئي هو أنّنا نقرّ بحقيقة أنّ علم الثورة البروليتارية العالمية واحد لطبقة عاملة عالمية واحدة و المسألة تطرح على أنّها مسألة صحّة أم خطأ من الناحية العلمية، لا إستيراد و توريد ، و لا ملكية خاصة لهذا أو هذه بمفاهيم برجوازية ؛ و مسألة علم كمرشد عمل من أجل تحليل ملموس لواقع ملموس قصد تغييره ثوريّا من وجهة نظر البروليتاريا نحو الشيوعية عالميّا .
والمجلّة إيّاها كان يصدرها " الإتحاد البلشفي " بالكندا. و هذا " الإتحاد" عبارة عن مجموعة منحدرة من ما كان يسمّى " التياّر البلشفي " الذى نشط ضمن مجلّة " الثورة الكندية " و بعد إنشقاقه عنها لخلافات ليس هذا مجال التوسّع فيها ، أصدر مجلّته " خطوط التمايز". ثمّ إثر صراعات مع " فى النضال" و " رابطة الشيوعيين الكنديين" ، أخذت مجموعة " الإتحاد البلشفي " تصدر مجلّة شهرية باللغتين الأنجليزية و الفرنسية عنوانها " الثورة البروليتارية ". و كان هؤلاء "البلاشفة " يساندون حزب العمل الألباني و أطروحاته إلى أن إعتبر هذا الأخير، سنة 1979 ، أنّ من يمثّل الماركسيين- اللينينيين فى الكندا هو الحزب الشيوعي الكندي (الماركسي-اللينيني). فإندفع البلاشفة ينقدونه و يعتبرون مذّاك انّه لم يوجد معسكر إشتراكي منذ وفاة ستالين. و بعدئذ أخذوا يتعاملون مع الرابطة البلشفية فى الولايات المتحدة الأمريكية و يساهمون فى مجلّة " مراسلات عالمية " التى كان يصدرها ماركسيون – لينينيون أفارقة فى باريس. وإندثر " الإتحاد البلشفي" فى أواسط الثمانينات.
و فى عملنا هذا لن نعنى بال"بلاشفة " الكنديين و مواقفهم فى علاقة بالصراع الطبقي هناك و بالحركة الشيوعية العالمية و لا بالتيّار البلشفي العالمي التروتسكي المدافع عن الأممية الرابعة ، فهذا الأمر على أهمّيته ليس موضوع بحثنا الذى نخصّصه للبلاشفة/ الخوجيين فى تونس. و قد يثير أحدهم سؤالا وجيها لماذا ننعت هؤلاء الذين لا همّ لهم سوى النيل من ماو تسى تونغ و الماويين بدعوى الدفاع عن ستالين بالخوجيين و الحال أنّ " الحديدى" فى " إغتيال ستالين..." يوجه نقدا لاذعا لأنور خوجا ؟ و نجيب فى الحال و ببساطة أنّ مرجع نعتنا هذا هو أنّ النقد الذى طال أنور خوجا لحق فقط عدم إتخاذه موقفا صارما من خروتشوف منذ البداية أمّا باقي الخطّ الخوجي فى " الإمبريالية و الثورة " و فى " ملاحظات حول الصين" و المتعلّق بستالين و بماوتسى تونغ و بتقييم التجربة الإشتراكية السوفياتية و الصينية و بالثورة فى أشباه المستعمرات و بالصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ، و المادية الجدلية و هلمّجرا، ف"البلاشفة " شأنهم شأن "الوطد" (الوطنيّون الديمقراطيون) فى " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا-لينينيّا؟" يتبنّونها. و نحن لا نحكم على النيّة و القصد و لا على جملة أو جانب واحد من الخطّ او نقطة أو أكثر خلافية بسيطة ، بل نحكم موضوعيّا على مجمل مكوّنات الخطّ الإيديولوجي و السياسي و جانبه الرئيسي. و لا ننسى بالمناسبة أنّ جماعة " هل يمكن ...؟ " الذين و لا شكّ تأثّروا بكتابات البلاشفة الجدد الكنديين ، صرّحوا فى مقدّمة ما أسموه "بحثا" أن أنور خوجا "غير جدّي " إلاّ أنّنا ألفيناهم من خطّه ينهلون و نهر أفكاره يشربون و بكتبه يستشهدون.
و مختصر القول لأنّ " الحديدي" و من لفّ لفّه يلبسون قناع البلشفية و يروّجون للخطّ الدغمائي التحريفي الخوجي ، نعتناهم بذوى القشرة البلشفية و اللبّ الخوجي و فى عملنا هذا نطلق عليهم إسم البلاشفة / الخوجيين.
إنتهت المقدّمة ، فإلى الجوهر.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
ماو تسى تونغ أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيّا :
لقد كان ماو تسى تونغ يكرّر بإستمرار أنّ ستالين صديق الشعب الصيني والوجه الآخر للسيف لينين و أحد أعظم قادة البروليتاريا العالمية الذين ينبغى التعلّم منهم والحذو حذوهم و الإقتداء بهم. و فى كتاباته ، إعتمد ماو على مؤلفات ستالين و به إستشهد مرّات لا تحصى و " حول الديمقراطية الجديدة " الذى يقضّ مضجع البلشفي/ الخوجي و أشباهه، قد إنطوي على مقولات هامّة لستالين و منها على وجه الضبط تلك المذكورة ضمن فقرة "الثورة الصينية جزء من الثورة العالمية"، واحدة بعد جملة " و هذا التعريف الصحيح الذى طرحه الشيوعيون الصينيون يستند إلى نظرية ستالين." ، و واحدة قبل جملة :" لقد أوضح ستالين مرارا ، بعد هذا المقال، النظرية القائلة بأنّ الثورات فى المستعمرات و شبه المستعمرات قد إنفصلت عن مفهومها القديم و أصبحت جزءا من الثورة الإشتراكية البروليتارية "؛ و ثالثة فى الصفحة التالية و رابعة فى فقرة "مبادئ الشعب الثلاثة القديمة و الجديدة ": لقد قال ستالين إن " المسألة القومية هي ، فى جوهرها ، مسألة الفلاحين".
ونحن إذ نورد هذه الحجج فبغاية توضيح بعضا من الأسس التى عليها نحت ماو تسى تونغ مفهوم " الديمقراطية الجديدة" و فضح زيف إدعاءات البلاشفة/ الخوجيين و إنقلابهم على آراء ستالين هذه فى مسألة الثورات فى المستعمرات و شبه المستعمرات و فى مسألة الفلاحين و دورهم فى هذه الثورات كما فى مسائل أخرى نتطرّق إليها لاحقا.
و حتى بعد وفاة ستالين ، إنبرى ماو تسى تونغ منذ 1956 – و المجلّد الخامس يثبت ذلك – يدافع عن ستالين إزاء الهجمات التى تعرّض لها من كلّ الجهات الرجعية منها و الإمبريالية و التحريفية المعاصرة. و على قاعدة بحث و دراسة علميين للتجربة السوفياتية فى عهد ستالين بصوابها و خطئها من منظور علم الثورة البروليتارية العالمية ، أتت صيغة سبعين بالمائة صحيح و ثلاثين بالمائة خاطئ تعبيرا مركّزا و بسيطا عن الموقف المبدئي الذى يفرز الغثّ من السمين و يميز الصحيح من الخاطئ و يدافع عن الصواب و يشرح الخطأ رفاقيا و يتعلّم منه من أجل ممارسة و نظرية أرقى خدمة لقضية الشيوعية العالمية. و كان " حول مسألة ستالين" أفضل داحض لإفتراءات المؤتمر العشرين و الخروتشوفيين و البريجنافيين و غيرهما فى فرنسا و إيطاليا ... فضلا عن يوغسلافيا و تتويجا للصراعات المتنوّعة المخاضة ضدها و إعلانا عالميّا صريحا عن تمسّك الماويين بستالين قائدا ماركسيّا عظيما رغم بعض أخطائه الجدّية أحيانا. حدث كلّ هذا فى الوقت الذى لم يكن يوجد فيه أصلا لا الإتحاد البلشفي الكندي و لا البلاشفة/الخوجيين فى تونس !!!
و لنبيّن مدى تهافت أعداء الماوية ، مضطرّون إلى أوّلا، التذكير بهذه الجمل لماو سنة 1956: " فى رأيى هنالك" سيفان" : الأول هو لينين و الثاني هو ستالين "و إذا يتم التخلى عن السيف ستالين و" إذا ما تم فتح هذه البوابة فإن ذلك يعني عمليا نبذ اللينينية " " و ثانيا ، إقتطاف فقرات من العدد الثالث من نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " المخصّص لمسألة ستالين فقط المتعلّقة بموقف ماو سنة 1956 أمّا ما تلى ذلك فندعكم تطالعونه بأنفسكم إن أردتم الإبحار مع العدد الثالث برمّته :
" الموقف الشيوعي الماوي [من مسألة ستالين]:
مسألة ستالين ليست بالمسألة الهينة ( قبول الكل منطق مثالي ودغمائية و رفض الكل منطق مثالي وتحريفية) ، إنها مسألة تقييم أول تجربة فعلية لدكتاتورية البروليتاريا ، إنها مسألة حيوية فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية ماضيا و حاضرا و مستقبلا. مراكمة المعرفة من أجل تغيير العالم إفراز لإعمال الفكرماركسيّا- لينينيا- ماويا فى التجارب العملية الماضية و القائمة. الممارسة فالنظرية فمعرفة صحة النظرية عبر الممارسة فتلخيص الممارسة فى نظرية أرقي ومن جديد ممارسة أرقي فنظرية أرقي و هكذا دواليك بشكل تصاعدي لولبي.هذه نظرية المعرفة الماركسية. كيف نملك رفع التطور اللولبي للماركسية - اللينينية إذا لم نمارس نظرية المعرفة الماركسية هذه؟ غير ممكن حصول ذلك إذا غابت ممارسة نظرية المعرفة الماركسية ( "فى الممارسة العملية" لماو تسي تونغ شرح مستفيض للموضوع و تطوير خلاق للماركسية- اللينينية فى هذا المضمار).و حين لا ننظر لممارستنا الماضية لإستخلاص دروس عملية مستقبلية ، نكرّر إقتراف الأخطاء السابقة و نكون تجريبيين فنعتقد أننا نتقدم فى خطانا بينما نحن نراوح مكاننا.
تجاه مسألة ستالين ، مثلما فى غيرها من المسائل ، كرّس ماو نظرية المعرفة الماركسية ، أما "الجماعة" و من قبلهم أنور خوجا و التحريفيين السوفيات ( قبول بالكل و رفض الكل ) لم ينجزوا تحليلا جدليا لعهد ستالين. إنهال عليه التحريفيون السوفيات و أتباعهم عالميا شتما و تشويها و عمد الخوجيون إلى الدفاع عنه دفاعا أعمى ، فى صوابه و خطئه. طبّق ماو الماركسية- اللينينية و طبّق الآخرون تحريفية أو دغمائية . فى "حول الديالكتيك " أكد لينين أن جوهر الديالكتيك هو وحدة الأضداد أو بكلماته هو:" ازدواج ما هو واحد" و زيادة على تعميق الرؤية الماركسية- اللينينية لقانون التناقض (وحدة الأضداد) فى " فى التناقض " و فى غيرها من مقالاته فى الجدلية، عمل ماو جهده لتطبيق الجدلية فى أعماله و نشاطاته و من ضمن تطبيقاته الجدلية نجد تطبيقه للجدلية على مسألة ستالين.
يقول ماو تسي تونغ فى الصفحة 367 من المجلد الخامس :" فى الواقع ، كل شيء سواء أكان فى الصين أو في الخارج قابل للتحليل، له مظهر إيجابي و مظهر سلبي . الشيء ذاته بالنسبة لعمل كل مقاطعة ، هنالك نجاحات و نواقص ، و لكل واحد منا أيضا مظهران – ايجابيات و سلبيات و ليس مظهرا واحدا أبدا . نظرية المظهر الواحد و نظرية المظهرين توجدان منذ القدم . تنتمي الأولى إلى الميتافيزيقا و الثانية إلى الديالكتيك." (التسطير من وضعنا).
و مثلما لمسنا ، ستالين فى مظهره الرئيسي ماركسي عظيم و في مظهره الثانوي قام بأخطاء جدية و أحيانا خطيرة. و من المعلوم أن الحزب الشيوعي الصيني و ماو قائده ذاته أخضعا أنفسهما للتحليل و دعيا لا الحزبيين فقط بل الجماهير أيضا إلى النهوض بالتحليل للمظهرين للتعلم من ما أثبتت الممارسة صحته و ما أثبتت خطله، للتعلم من الصواب و من الخطاء أيضا!
---------------------------------------------------------------
1 / المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة :
---------------------------------------------------------------
أحدث المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي السوفياتي و الهجوم المسعور على ستالين رجة هائلة فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية و أحزابها و منظماتها فرد ماو على طريقة التحريفيين السوفيات المتوخاة من قبل قلة من الشيوعيين الصينيين فى التعامل مع ستالين ، فى نص "خطاب أمام ندوة الكتاب العامين " فى جانفى 1957: "منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي ، بعض الذين قد دافعوا عن ستالين بنشاط ليسوا الآن أقل نشاطا في الهجوم عليه. في رأيي يتخلون عن الماركسية – اللينينية ذلك أنهم لم يقوموا بتحليل المشكل و يجهلون الأخلاق الثورية. الماركسية - اللينينية تعنى التحلي بالأخلاق الثورية للبروليتاريا. سابقا ، قد قاموا بأقصى ما في وسعهم للدفاع عن ستالين إلى حد معه يجب على الأقل ، حاليا تقديم بعض الأسباب لتعليل إنقلابهم ! لكن دون تقديم أدنى شرح ، يقومون بإلتفاف ب 180 درجة كما لو أنهم لم يدافعوا أبدا عن ستالين ومع ذلك لقد كانوا من أنصاره المتحمسين. مسألة ستالين تهم كافة الحركة الشيوعية العالمية و أحزاب جميع البلدان.
فى ما يتعلق بالمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي، فإن الغالبية الساحقة لكوادر حزبنا يعربون عن غضب تجاهه. و يعتقدون أن السوفيت ذهبوا أبعد من اللازم في نقد ستالين .و هذا شعور طبيعي و رد فعل أخلاقي. غير أن أقلية شرعت في التذبذب ...حين إندلع إعصار في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي ثمة فى الصين نملات خرجت من جحورها . إنها العناصر غير القارة في صفوف الحزب ، إنها تتمايل مع أول فرصة..."
جلي للغاية إذا موقف ماو و كذلك موقف الغالبية الساحقة للماركسيين- اللينينين الصينييين فى تصديهم و منذ البداية لتوجهات التحريفيين السوفيات و أتباعهم عالميا و في الصين أيضا.و قبل جانفى 1957 ، فى نص نقد أولى للمؤتمر العشرين ، فى 5 أفريل 1956 أي شهران و نصف الشهر بعد المؤتمر التحريفي ( وهو تاريخ عظيم الدلالة على نفاذ الرؤية الثورية لدى الشيوعيين الماويين ) فى "حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " وقع التعبير عن أنه "علينا إعتبار ستالين من وجهة نظر تاريخية و النهوض بتحليل كامل و مناسب كي نستشف درسا مفيدا. ما هو صواب وما هو خاطئ لدى ستالين شأن يهم الحركة الشيوعية العالمية و يحمل سمة المرحلة."( جان بابى ، الصفحة 22 من " الجدال الكبير الصيني- السوفياتي 1956-1966 "، الطبعة الفرنسية، منشورات برنار غراسي ، باريس).
ومن المناسب هنا أن نعيد ما ذكرناه آنفا :" تدافع اللجنة المركزية لحزبنا على أن مآثر ستالين و أخطائه فى علاقة سبعة إلى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما " ( ماو ، أفريل 1956 " حول العشر علاقات الكبرى" ، المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ، بالفرنسية).
بينما فهم ماو مسألة ستالين على نحو ماركسي- لينيني صحيح و دعا للإضطلاع بمهمة التقييم العلمي كمهمة جبارة ملقاة على عاتق الحركة الشيوعية العالمية - و شرع من جانبه فى الدراسة و التمحيص- كان التحريفيون السوفيات على موجة أخرى مناقضة تماما.(و كان أنور خوجا يكيل المديح للمؤتمر العشرين على صفحات "البرفدا" بتاريخ 8 نوفمبر 1956 ). كان هم الخروتشوفيين تحطيم ذكرى ستالين و ما يمثله تحطيما كليا.
لقد صوروا ستالين على أنه دموي متحدثين دون إنقطاع عن المحاكمات فحسب و في بلادهم ما قاموا به هو إطلاق سراح بعض المساجين معتبرين أن ما أسموه "إجتثاث الستالينية " قد تم و إنتهى بينما لم يصلحوا من شأن بعض الأخطاء الحقيقية لستالين بل عمقوها فهم تحريفيون. فى الواقع ، كان تهجم التحريفيين على ستالين تمهيدا و غطاءا لتركيز خطهم هم المعادي للثورة على جميع الأصعدة ، إنهم برجوازيون جدد يعملون على إعادة تركيز الرأسمالية و تحطيم كافة منجزات الإشتراكية و الثورة فى ظل لينين و ستالين.
بشجاعة بروليتارية ، إنبرى الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو ليتصدى لمهمة رسمها عن وعي طبقي شيوعي ، مهمة تقييم عمل و نشاط أحد أعظم رموز الشيوعية العالمية فكانت الملاحظات الأولية لماو تتعمق شيئا فشيئا لتنتج ثلاث نصوص ذات بعد تاريخي عالمي حول ستالين ألا وهي " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " ثم "مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " و " حول مسألة ستالين". و لكن قبل عرض أهم ما جاء في هذه الوثائق القيمة و التاريخية ، نتابع بقية ما صاغه ماو حول ستالين في المجلد الخامس الذي منه كنا قد إستشهدنا بمقتطفات آنفا.
بعد شهرين و نيف من المؤتمر العشرين الحزب الشيوعي السوفياتي ، كتب ماو في معرض خطابه "حول العشر علاقات الكبرى" فى أفريل 1956: " أولئك الذين في الاتحاد السوفيتي رفعوا ستالين إلى أعلى القمم ، أخذوا فجأة في رميه أسفل سافلين .عندنا ، هنالك من إقتفوا خطاهم. تدافع اللجنة المركزية لحزبنا عن أن مآثر ستالين و أخطائه فى علاقة سبعة الى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما. إنه بالاستناد إلى هذا التقييم كتبنا مقال " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا ". مثل هذا التقييم صحيح تماما. لقد قام ستالين بعدد معين من الأخطاء في ما يخص الصين . لقد كان وراء مغامرتية " اليسار" لوانغ مينغ، حوالي أواخر الحرب الأهلية الثورية الثانية ،ووراء إنتهازيته اليمينية فى بداية حرب التحرير . في البداية لم يسمح لنا بالقيام بالثورة مؤكدا أن حربا أهلية تهدد بتخريب الأمة الصينية . ثم عندما إندلعت الحرب أبدى شكا حيالنا و عندما كسبنا الحرب شك في أنه انتصار من نوع انتصار تيتو وفى 1949و1950 ، مارس علينا ضغوطا قوية جدا. إلا أننا مع ذلك نعتقد أن مآثر ستالين و أخطاءه في علاقة سبعة إلى ثلاثة .و هذا حكم عادل.
في ميادين العلوم الاجتماعية و الماركسية-اللينينية ، سنواصل بانكباب دراسة الأطروحات الصحيحة لستالين".
هذه مقاربة ماو لعمل ستالين، شهران و نصف الشهر إثر المؤتمر العشرين فيها يدحض القائد البروليتاري الصيني النظرة التحريفية السوفياتية منها والصينية التى ظهرت على نطاق محدود فى صفوف الحزب الشيوعي الصيني . و الحكم الأساسي يظل أن ستالين ماركسي عظيم يدرس الماركسيون - اللينينيون الصينيون أعماله و يطبقون ما فيها من أطروحات صحيحة.
فى ذلك التاريخ ، من من القادة الشيوعيين عالميا كان له مثل هذا الموقف الصائب و الجريء ؟ لا أحد سوى الماويين فهم الأثقب رؤية و الأوضح حينذاك و فى ما بعد داخل الحركة الشيوعية العالمية بأسرها .
و هذا التقييم موجود فى المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسي تونغ المختارة وهو من الوثائق المعتمد فى "هل يمكن...؟" و الغريب أن " الجماعة " عمدا لم يغضوا الطرف عنه فحسب و إنما إدعوا عكسه أي إدعوا أن ماو تهجم على ستالين و ساير من سموه ب"رفيقهم خروتشاف".إنهم بذلك يغتصبون التاريخ و يفترون على الماوية و الحركة الشيوعية العالمية و هذا منهم مثالية فلسفيا و إسفاف علميا.
فى السنة عينها ، سنة 1956 و فى شهر أوت تحديدا ، نطق ماو بما يلى ذكره: " كيف نقيم الأخطاء التى إرتكبت فى الاتحاد السوفياتي مثل أخطاء ستالين ؟ هي أخطاء جزئية ، مؤقتة ، هنالك منها ما إمتد ، حسب ما يقال ، طوال عشرين سنة لكن ذلك لا يمنع أنها مؤقتة و جزئية و قابلة للإصلاح. التوجه الرئيسي و المظهر المهيمن و الجزء الأعظم لما أنجز فى الاتحاد السوفياتي صحيح. ولدت روسيا اللينينية و بفضل ثورة أكتوبر، أضحت أول دولة إشتراكية. و قد أنجزت البناء الاشتراكي و إنتصرت على الفاشية و صارت بلدا صناعيا قويا. لنا الكثير نتعلمه منه. لنكن متفقين ، علينا أن نستلهم ما هو متقدم فى تجربته و ليس أبدا ما هو متخلف".
و تكون الأخطاء المرتكبة ، من زاوية الفهم الجدلى العميق للتاريخ "مؤقتة "و"جزئية" و " قابلة للإصلاح". و أيضا هي مظهر ثانوي فى التجربة الاشتراكية الأولى و يكون الموقف الماوى مدافعا عن ستالين و لصالحه ليس مجاملة له بل لأن الأمر حقيقة تاريخية ملموسة.
و فى خطاب آخر ، خلال الإجتماع الموسع للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي ، فى 15 نوفمبر 1956 ، جاء على لسان ماو " أود أن أقول بعض الكلمات بصدد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي . فى رأيي ، هنالك "سيفان " : واحد هو لينين و الآخر هو ستالين . السيف الذى هو ستالين الروس نبذوه الآن . كوملغا و بعض المجريين إلتقطوه ليضربوا به الاتحاد السوفياتى و لمقاتلة ما يسمى الستالينية . فى عديد بلدان أوروبا ، تنقد الأحزاب الشيوعية أيضا الاتحاد السوفياتي و يقودها فى هذا النقد توغياتي [قائد الحزب الشيوعي الايطالي] . كذلك يستعمل الإمبرياليون هذا السيف لقتل الناس فدُول مثلا رفعه لمدة. هذا السلاح لم تقع إعارته بل وقع نبذه. نحن الصينيون لم ننبذه. أولا ، ندافع عن ستالين و ثانيا ننقد أيضا أخطاءه ولذلك كتبنا مقال " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا". و هكذا عوض تشويه سمعته و تحطيمه كليا كما يفعل البعض ، نتحرك انطلاقا من الواقع.
أما بالنسبة للسيف الذى هو لينين ، ألم ينبذه القادة السوفيات هو الآخر بعض الشيء ؟ في رأيي ، وقع ذلك إلى درجة بعيدة نسبيا. هل لا تزال ثورة أكتوبر دائما صالحة ؟ أ يمكن بعد أن تستعمل كنموذج لمختلف البلدان ؟ تقرير خروتشاف للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي يقول إنه من الممكن التوصل إلى السلطة عبر الطريق البرلماني و هذا يعنى أن البلدان الأخرى لن تحتاج بعد الآن إلى إتباع مثال ثورة أكتوبر . حين يفتح هذا الباب على مصراعيه ، فإن اللينينية تكون نبذت بالفعل".
فى 1956 ، كان لماو مثل هذا الفهم الفذ فى عمقه للتحريفية و هجومها الذي لا يطال ستالين و حسب بل يطال لينين و الماركسية- اللينينية ككل و كان له الموقف البروليتاري " أولا ندافع عن ستالين و ثانيا ننقد أيضا أخطاءه" و يأتي "الجماعة" بعد عقود ليدعوا أن ماو لم يتخذ موقفا من التحريفية إلا سنة 1964 ومن منطلق شوفيني و ليس مبدئي فيا لهم من متبحرين فى التاريخ و يا لهم من باحثين نزهاء ! فى التسعينات لم يتوصل هؤلاء الخوجيين المتسترين و ناشري الجهل إلى فهم ماو سنة 1956 ومع ذلك لا يخجلون و يطرحون سؤال "هل يمكن إعتبار ماوتسي تونغ ماركسيا- لينينيا؟ " ليجيبوا عن جهل تام و خداع محبوك بأنه غير ماركسي بل و برجوازي صغير قالبين الحقائق رأسا على عقب. فهل سيصفح عنهم سيف التاريخ ؟ لا نعتقد لأنهم كالخفافيش ما أن يسطع نور النهار حتى تراهم يركنون إلى الزوايا المظلمة و العتمة المطبقة..."
و إلى اليوم و عبر العالم ، يتحمّل الشيوعيون الماويّون مسؤولياتهم فى الدفاع عن الإرث البروليتاري العالمي و عن الجانب الرئيسي الصائب و الصحيح و السليم و الثوري لدى ستالين ووضع ستالين ضمن الرؤوس الخمس – ماركس إنجلز ، لينين، وستالين و ماوتسى تونغ – يترجم أفضل ترجمة هذه القناعة العميقة و هذا الموقف المبدئي منذ عقود ، قبل تشكّل "الإتحاد البلشفي " و إندثاره و بعدهما.
و على هذا ، دفاع ماو تسى تونغ عن ستالين ليس " دفاعا مسموما " كما يرى صاحب الفكر الدغمائي التحريفي و إنّما هو دفاع مبدئي عن الصحيح و نقد مبدئي للخاطئ من أجل التقدّم بالثورة البروليتارية العالمية و تجاربها و بناء ما أفضل مستقبلا. الماويون أشرس المدافعين عن ستالين دفاعا مبدئيا ، ماديّا جدليّا و من منظور بروليتاري.

الأممية البروليتارية و الثورة الماوية فى الهند !

الرفيق ناظم الماوي

(بمناسبة ندوة هامبورغ – ألمانيا حول حرب الشعب الماوية فى الهند يوم 24 نوفمبر 2012 )

تأتى هذه الندوة الهامة للغاية إستجابة لحاجة ماسة موضوعيّا ، حاجة الإرتقاء بمساندة حرب الشعب الماوية فى الهند إلى مستويات أعلي فأعلي فى الوقت الذى بيّنت فيه تجربة الإنتفاضات الشعبية فى بعض الأقطار العربية مرّة أخرى أنّ تضحيات الشعب تذهب سدى فى غياب القيادة البروليتارية التى توجّهها خطّ شيوعي ثوري حقّا وأنّ الرجعية و الإمبريالية تستطيع التلاعب بتمرّدات الجماهير و الإلتفاف عليها موهمة بحدوث تغيير جذري و الواقع يثبت تواصل حكم الإئتلاف الطبقي الرجعي المتحالف مع الإمبريالية و تواصل دولته التى لم تتحطّم بل تمّ و يتمّ ترميمها أو إعادة هيكلها.

إنّنا نساند و ندعم النضال الثوري فى الهند لا من موقع إنساني أو موقع تقدّمي بل من موقع بروليتاري ثوري ؛ تضامننا هذا ليس مردّه أنّ الشعب هناك يتعرّض للقمع و التهجير و المجازر اليومية فقط – وهو ما تتعرّض له كثير من شعوب العالم اليوم - بل فوق ذلك مردّه أنّ نضال الشعب الهندي بقيادة الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي) يرفع رايتنا الحمراء فى المدن و الأرياف و فى السهول و الجبال ويمثّل منارة تلهم الشعوب التوّاقة للتحرّر من نير الإمبريالية و حكم الطبقات الرجعية و تبعث الأمل فى تغيير ثوري حقيقي هدفه الأسمى القضاء على كلّ أنواع الإضطهاد و الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي أي المجتمع الشيوعي العالميّ.

و يتميّز النضال الثوري فى الهند بإتباعه طريق حرب الشعب الماوية ما يسمح بالتثوير الحقيقي و العميق لأوسع الجماهير و إعدادها للإستيلاء على السلطة شيئا فشيئا فى المناطق المحرّرة وصولا إلى إفتكاكها عبر البلاد بأسرها محطّمة الدولة القديمة ومشيّدة الدولة الجديدة فتمسك مصيرها بيديها فى ظلّ قيادة الشيوعيين الثوريين.

و هذا الطريق الثوري فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة يدحض الطريق البرلماني الديمقراطي البرجوازي التحريفي الذى يظلّ طريقا إصلاحيّا يعمل على تحسين الدولة الرجعية و ترميمها و إعادة هيكلتها لا تحطيمها ؛ و يرسّخ الطريق الثوري الماوي طريق إنشاء دولة الديمقراطية الجديدة ، الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية بقيادة البروليتاريا و حزبها الطليعي التى تمهّد الدرب للثورة الإشتراكية.

و لولا النضال المديد و المرير ضد التحريفية منذ الستينات و زمن شارو مازومدار لما تمكّن الشيوعيون الثوريون من بلوغ المرحلة المتطوّرة نسبيّا من حرب الشعب التى بلغوها حيث بكلمات مسؤولي الدولة الهندية صارت حرب الشعب الماوية و صار الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) يشكّلان الخطر الرئيسي على إستقرار الدولة الرجعية و مصالح الطبقات الحاكمة المتحالفة مع الإمبريالية العالمية. و من هنا نستخلص مجدّدا مدى حيوية خوض النضال بلا هوادة ضد التحريفية بكافة تمظهراتها. فدون إلحاق الهزيمة بالتحريفية من غير الممكن الحفاظ على الطابع الثوري للحزب و التقدّم فى إنجاز الثورة و مهامها. و كلّ وحدة غير مبدئية أو مهادنة مع التحريفية مهما كان لونها تنتهي إلى دحر الماركسية و تغيير لون الحزب البروليتاري إلى حزب برجوازي.

و اكيد أنّ فى هذا الخضمّ صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى إنتصار الماركسية على التحريفية. و من هنا يترتّب علينا أن نعير بإستمرار الإهتمام اللازم لمسائل الخطّ الإيديولوجي و السياسي و ما يتطلّبه من ممارسة ثورية ودراسة و تحليل و تلخيص لهذه الممارسة و صراع الخطّين و العلاقة الجدلية بين النظرية و الممارسة العملية و تطويرهما إنطلاقا من الممارسة المباشرة الراهنة للصراع الطبقي و الصراع من أجل الإنتاج و الصراع من أجل العلم و من الممارسة غير المباشرة أي التجارب التاريخية للبروليتاريا العالمية و الدروس و العبر المستخلصة من جوانبها الصائبة الرئيسية و الخاطئة الثانوية و إن كانت جدّية.

وعلاقتنا بالثورة الماوية فى الهند يجب أن تكون علاقة أمميّة حقّا فالثورة هناك جزء من الثورة البروليتارية العالمية و كلّ ثورة فى أي بلد كان يجب أن تكون كذلك. والتفاعل معها ينبغى أن يكون من هذا المنطلق الأممي لمساهمة كلّ ثورة فى هذا البلد أو ذاك فى الثورة البروليتارية العالمية وهو شيء يقتضى ضمن ما يقتضيه ، فضلا عن شتى أنواع الدعم المادي و المعنوي و السياسي ، التقدّم فى دفع عجلة الثورة محلّيا و عالميّا و إيلاء العناية القصوى لصحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي لدى جميع فيالق البروليتاريا العالمية و تجارب حرب الشعب فى البيرو و فى النيبال تبيّنان محورية هذه النقطة و درجة تأثيرها على مسار الثورة فى البلد المعني و على النطاق العالمي.

لإنجاز الثورة لا بدّ من حزب ثوري و كوادر قيادية هذا ما فهمناه نحن و فهمه العدوّ أيضا لذلك نراه يخطّط للدسائس و المؤامرات و ينفذها ليحرم الثورة من هذه القيادة أو يفرض عليها الإنحراف عن الطريق الثوري ، نراه يركّز فى المدّة الأخيرة على إغتيال القيادات الماوية مستعينا فى ذلك بأحدث التقنيات لدي السي آي آي و الموساد. لذا تحتاج تنشئة أجيال جديدة من حاملي راية الشيوعية الثورية فى الهند ، و فى غيرها من بلدان العالم ، تحتاج إلى إستيعاب علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية وتطبيقه و تطويره ؛ تحتاج إلى نضالات ثورية حيّة تشارك فيها و تدرسها مثلما تحتاج إلى معالجة القضايا الجديدة التى يثيرها تطوّر الواقع المحلّي و العالمي ، و إلى تقييم علمي لتجارب البروليتاريا العالمية و تجارب الماويين فى العقود الأخيرة ، و إلى فهم شيوعي قادر على الردّ العلمي على الهجمات الرجعية و البرجوازية و التحريفية و الإمبريالية ضد الشيوعية الحقيقية و قادر كذلك على إعادة البريق لهدفنا الأسمى : الشيوعية عالميّا ، هذه الشيوعية التى إمّا أن نبلغها جميعا أو لن يبلغها أحد على حدّ ما قاله ماو تسي تونغ .

عاشت رايتها الحمراء الخفّاقة فى الهند !
عاشت حرب الشعب الماوية فى الهند !
عاشت الأممية البروليتارية !