حصاد زراعة ديمقراطية جورش بوش شوز والقرد الاسود بر اك حسين اوباما في العراق هلهولة لحكومة مجرمي سلطة الاحتلال وبرلمان خرسان وطرشان وعميان الاحتلال ياخونة حرامية مصيركم سوف يكون مثل مصير اي عميل اميركي وانكليزي وايراني ومصير اي نظام دكتاتوري جاء بقطار اسيادهم الامبريالين الامريكان

IRAQI REVOLUTIONARY MAOIST ORGANIZATION - IRMO المنظمة الماوية الثورية العراقية - جبهة نجوم الحمراء




الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير

الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير







2013-09-18

سقوط أسطورة القطب الامريكي الوحشي الاوحد !!!!!

جورج حداد

في عام 1989، ومع سقوط جدار برلين وبداية انهيار المنظومة السوفياتية السابقة ثم الاتحاد السوفياتي السابق ذاته، كتب احد المحافظين الجدد الاميركيين، فرنسيس فوكوياما، مقالته الشهيرة "نهاية التاريخ"، التي يعتبر فيها ان نهاية الحرب الباردة والانتصار المزعوم للفكر الليبيرالي و"الدمقراطي" الاميركي يسجل "نهاية للتاريخ" اي تاريخ الصراع السياسي والايديولوجي.
ونصح فوكوياما الادارة الاميركية باللجوء الى العنف لتحطيم ما سماه "الانظمة الدكتاتورية" وفرض "الدمقراطية" الاميركية المزعومة. وبسقوط القطب السوفياتي، انطلقت في جميع ارجاء العالم جوقة التطبيل والتزمير لـ"الدمقراطية الاميركية" و"القطب الاميركي الاوحد" الذي سيقود العالم الى الاستقرار والسلام والتقدم والرفاهية(!!!).
ومن اكبر مهازل التاريخ ان قطاعا واسعا من الحركة الشيوعية العالمية ذاتها نقل "قبلته" من موسكو الى واشنطن، وداس الأعلام الشيوعية ورفع الاعلام الاميركية. وفي البلدان العربية تحول القسم المرتد من الشيوعيين الى مواقع الخيانة الوطنية المكشوفة، ودعموا العدوان الاميركي على بلدانهم وشعوبهم باسم "الدمقراطية الاميركية".
وفي روسيا ذاتها تحول بوريس يلتسين من عضو في المكتب السياسي ومسؤول منظمة موسكو للحزب الشيوعي السوفياتي الى عميل اميركي رخيص. وباسم "الدمقراطية الاميركية" قام العميل يلتسين بقصف مقر البرلمان الروسي في تشرين الثاني 1993، وفتح البلاد على مصاريعها للاحتكارات والمافيات والمخابرات الاميركية والغربية والصهيونية التي عملت على نهب وافقار واذلال الشعب الروسي العظيم بقصد مفضوح هو تحويل روسيا الى مستعمرة جديدة اميركية ـ صهيونية. وبنتيجة هذه السياسة الرعناء الموالية لاميركا واليهودية العالمية والغرب، ظهرت مقاومة قومية شديدة من قبل الكنيسة الروسية وجماهير الشعب الروسي، وتأسس "الحزب الليبيرالي الدمقراطي الروسي" بزعامة فلاديمير جيرينوفسكي، وهو حزب قومي متشدد هدد بتطهير روسيا من اليهود ومن العصابات الغربية والموالية للغرب بما فيها العصابات الارهابية "الاسلامية!!" المرتبطة بالسعودية والمخابرات الاميركية. ولكن الشعب الروسي اختار اخيرا الطريق القومي المعتدل الذي يقوده فلاديمير بوتين. وأزيح الخائن يلتسين عن السلطة في نهاية عام 1999، وكان مجيء بوتين الى السلطة اول خرق جدي للهيمنة الاميركية الاحادية على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
وبمراجعة الاحداث العالمية منذ العقد الاخير في القرن الماضي، نجد ان نصيحة فوكوياما للادارة الاميركية باستخدام العنف لاجل "فرض الدمقراطية" لم تكن مجرد اضغاث احلام لمثقف فاشستي مهووس، بل كانت "روشتة" فعلية و"خطة عمل" فعلية قدمها المحافظون الجدد (او: اعداء الانسانية النازيون الجدد) للادارة الاميركية، الدمقراطية والجمهورية على السواء. وعملا بهذه "الروشتة" رفضت الادارة الاميركية كل الدعوات لحل "حلف الناتو" بعد ان زال "حلف فارصوفيا" السابق المناوئ له. بل على العكس تماما عملت الادارة الاميركية والصهيونية العالمية لاستخدام كل نفوذهما وكل وسائل الضغط والاغراء الممكنة لاجل توسيع حلف الناتو نحو الشرق لتضييق الطوق حول روسيا. ونظمت "الثورات الملونة" مدفوعة التكاليف سلفا في بعض بلدان اوروبا الشرقية، وجاء الى السلطة عملاء اميركيون في جورجيا واوكرانيا كانوا يزمعون ضم البلدين الى الناتو وتحويلهما الى قاعدتين عسكريتين على الحدود مع روسيا. ولكن في الازمة الروسية ـ الجورجية والازمة الروسية ـ الاوكرانية سنة 2008 و2009 رفعت روسيا قبضتها فقطعت الغاز عن اوكرانيا وبعض البلدان الاوروبية وحلقت القلاع الطائرة الروسية فوق تفليس عاصمة جورجيا (دون ان تلقي حمولتها) فاضطر حلف الناتو الى التخلي عن ضم اوكرانيا وجورجيا الى صفوفه.
وعملا بالروشتة الفوكويامية ذاتها شنت اميركا الحرب على العراق في 1991، بحجة "تحرير!!!" الكويت. وفي 1999 تمت مهاجمة وتدمير صربيا وفصل اقليم كوسوفو الذي تم فيه تأسيس "جمهورية مستقلة!!!" تحكمها مافيا اللصوص وتجار المخدرات وتجار الاعضاء البشرية، الذين يعملون بأمرة المخابرات الاميركية وبالتعاون الوثيق مع الجيش الاميركي الذي أنشأ في كوسوفو قاعدة بوندستيل التي هي اكبر قاعدة عسكرية في اوروبا. وفي 2001، وفي اعقاب احداث ايلول 2001 التي هي من نظم وتلحين المخابرات الاميركية والموساد، قام الجيش الاميركي باجتياح افغانستان واحتلالها وتحويلها الى اكبر مزرعة خشخاش وتصنيع مخدرات في العالم. وأضيفت الى الطيران الحربي الاميركي مهمة نقل المخدرات الى كل الجهات، باسم "الدمقراطية" طبعا. وفي 2003 قام الجيش الاميركي رسول وناشر "الدمقراطية" بمهاجمة العراق بحجة ضرب نظام صدام حسين، وقصف وسمم الارض العراقية بمئات الاف اطنان اليورانيوم المنضب، وارتكب مجزرة ضد المدنيين العراقيين، نساء ورجالا وشيوخا واطفالا، اكبر من مجزرة القاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 2006 حرضت اميركا اسرائيل ودعمتها دعما سياسيا وعسكريا كاملا لشن الحرب على لبنان وتدمير البنى التحتية ومحاولة الغاء شروط الحياة العادية لجميع المواطنين اللبنانيين من اجل اجبارهم على النزوح ومغادرة بلادهم، وتفريغ لبنان من السكان بحجة محاربة حزب الله. والآن يأتي العدوان على سوريا، من قبل الجيش "الاسلامي!!!" العالمي الممول سعوديا وقطريا والمدعوم اميركيا، والتهديدات الاميركية بضرب سوريا، بحجة اتهام الجيش الوطني السوري باستخدام الاسلحة الكيماوية التي يستخدمها الجيش "الاسلامي!!!" العالمي، والذي تزوده بها المخابرات الاميركية بالذات، يأتي ذلك تماما في سياق التطبيق الاميركي لـ"روشتة" فوكوياما باستخدام العنف لاجل فرض "الدمقراطية الاميركية".
ولكن بعد مرور حوالى 25 سنة على صدور "روشتة" الوحش البشري فوكوياما، هل نجحت الادارة الاميركية، الدمقراطية والجمهورية معا، في فرض الهيمنة الاحادية القطبية الاميركية ـ الصهيونية على العالم؟
هناك مقولة مأثورة تقول: "كل شيء يولد صغيرا فيكبر، الا المصيبة تولد كبيرة فتصغر".
وبنظرة على التطورات العالمية نرى ان النفوذ الاميركي في العالم يتضاءل، وبسرعة غير متوقعة:
فقد بادرت روسيا الى تأسيس "اتحاد الدول المستقلة" الذي يضم عددا من الجمهوريات السوفياتية السابقة هي: روسيا، بيلوروسيا، اوكرانيا، مولدافيا، جورجيا، ارمينيا، اذربيجان، تركمانستان، اوزبكستان، كازاخستان، طاجيكستان وقرغيزيا. وتتعاون هذه الدول في مجالات التجارة والتمويل والقوانين والامن.
وبالتعاون بين روسيا والصين تأسست "منظمة شانغهاي للتعاون". وهي تضم كل من الصين، روسيا، كازاخستان، اوزبكستان، طاجيكستان وقرغيزيا. والاهداف المعلنة للمنظمة هي مكافحة الارهاب والتصدي لتجارة الاسلحة والمخدرات. الا ان الكثير من المحللين يرى ان هذه المنظمة هي اشبه بحلف عسكري جديد يهدف الى مواجهة حلف الناتو.
ولكن اهم خطوة نجحت روسيا والصين في القيام بها هو تشكيل منظمة (بريك) في 2009 والتي تغير اسمها الى (بريكس) في 2010 بعد انضمام افريقيا الجنوبية اليها. وتضم المجموعة الان: البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب افريقيا. وتشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة وعدد سكانها يقارب 40% من سكان الارض. وتتميز بأن اقتصادها هو الاسرع نموا في العالم، ويتوقع الخبراء ان تصبح (بريكس) الكتلة الاقتصادية الاكبر في العالم بحلول عام 2050. وتنتهج منظمة (بريكس) سياسة معارضة جذريا لسياسة الهيمنة والاحادية القطبية لاميركا، وهي تمتلك صوتين (روسيا والصين) من اصل الدول الخمس الكبار التي يحق لها استخدام حق الفيتو في مجلس الامن. وهذا ما يمنع الولايات المتحدة الاميركية من تطويع مجلس الامن لسياستها العالمية العدوانية. وقد ظهر ذلك بشكل واضح مؤخرا لدى طرح المسألة السورية في مجلس الامن، اذ ان الفيتو الروسي ـ الصيني المشترك عطل كل محاولة لاتخاذ قرارات معادية للدولة والشعب السوريين، وقد جرت محاولات لاتخاذ قرارات منفردة خارج مجلس الامن للعدوان على سوريا، كما جرى في صربيا سنة 1999 وفي العراق سنة 2003، ولكن الموقف الروسي الحازم، والى جانبه دول (البريكس) افهم اميركا وجميع دول الناتو انها ستدفع ثمنا غاليا، عسكريا واقتصاديا وسياسيا، وانها يتندم أشد الندم اذا تجرأت ونفذت اي قرارات عدوانية منفردة ضد سوريا، فأضطرت بريطانيا وحلف الناتو واخيرا اميركا ذاتها للتراجع.
وهناك منظمة "الاتحاد الافريقي" التي تضم 52 دولة افريقية. وبالرغم من فقر وهشاشة الدول الافريقية مما يجعلها لقمة سائغة لمؤامرات المخابرات الاميركية والاسرائيلية، فإن منظمة "الاتحاد الافريقي" تحاول جاهدة ان تنأى بنفسها عن السياسة العدوانية الاميركية والتقرب من "الاتحاد الاوروبي" ومجموعة (البريكس) وخصوصا من الصين التي تقوم بنشاط اقتصادي (تجاري واستثماري) واسع في القارة الافريقية.
وهناك "منظمة الدول الاميركية" التي تضم 35 دولة اميركية، وهي تعمل للتخلص من هيمنة الولايات المتحدة الاميركية، وللتخلص من التعامل مع اميركا اللاتينية بوصفها منطقة نفوذ وحوْش خلفي للولايات المتحدة الاميركية.
وضمن هذه المنظمة هناك "مجموعة دول اميركا اللاتينية والكاريبي" وقد نشأت سنة 2010، وتضطلع فيها فينزويلا بدور رئيسي، وتضم 33 دولة بما فيها كوبا. والمهمة الرئيسية امام هذه المجموعة هي مواجهة النفوذ الاميركي والتحرر منه. وتقيم المجموعة علاقات وثيقة مع روسيا.
وبالاضافة الى ذلك علينا ان نشير الى بعض العوامل الاقتصادية:
1ـ ان "الاتحاد الاوروبي" ذاته، الحليف الرئيسي لاميركا، يسعى للتخلص من هيمنتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وفي 1999 اصدر "الاتحاد الاوروبي" عملة "اليورو" كاسرا مرة والى الابد احتكار الدولار بوصفه العملة العالمية الوحيدة.
2ـ عمدت روسيا الى مد انابيب الغاز القارية لتزويد اوروبا بالغاز الطبيعي مما يساعد على جعل القرارات السياسية للدول الاوروبية اكثر استقلالية عن المواقف العدوانية المتفردة لاميركا.
3ـ حتى اليوم تتمسك الصين بالمحافظة على سعر لليوان الصيني ادنى من سعره الحقيقي، وذلك من اجل استمرار القدرة التنافسية الكبيرة للسلع الصينية التي تغزو العالم بأسعارها الرخيصة. ولكن مع تطور التكنولوجيا التي تكفل انتاج السلع الرخيصة بقوة عمل اقل، من المحتم ان تعوّم الصين سعر اليوان وتنتقل من ستراتيجية "تصدير السلع" الى ستراتيجية "تصدير الرساميل" وزيادة التوظيفات الخارجية، ومن ثم ان توجه ضربة قاضية للدولار الاميركي وهيمنته على الاسواق المالية العالمية.
لقد بلغت اميركا أوج هيمنتها في نهاية القرن العشرين. ولكن مع ازاحة العميل بوريس يلتسين من الكرملين وبداية النهضة الجديدة للعملاق القومي ـ الارثوذكسي الروسي بدأت مرحلة الانحدار والعد العكسي للآحادية القطبية والهيمنة الاميركية على العالم.
وكان من اهم علائم بداية الانحدار الاميركي اضطرار اسرائيل، الربيب المدلل لاميركا، للانسحاب من جنوب لبنان بشكل غير مشروط وانهزامي امام ضغط المقاومة الاسلامية الوطنية بقيادة حزب الله.
ولقد حاولت اميركا كسر مسارها الانحداري بمحاولة فرض الدرع الصاروخية ونشرها في اوروبا بمواجهة روسيا وايران. ولكنها فشلت فشلا ذريعا امام حزم القيادتين الروسية والايرانية وتعاونهما.
كما حاولت اسرائيل في الوقت ذاته كسر مسارها الانحداري في محاولة تحطيم حزب الله في عدوان تموز 2006، ولكنها ايضا فشلت فشلا ذريعا بفضل بطولات رجال المقاومة والتفاف جماهير الشعب اللبناني حول المقاومة، وبفضل التعاون العسكري والسياسي الوثيق بين المقاومة في لبنان وايران وروسيا.
ان اميركا، بنزعتها الامبريالية ـ الصهيونية، للهيمنة الاحادية على العالم، هي مصيبة العالم الحضاري المعاصر.
ولكنها ـ ككل مصيبة ـ ولدت كبيرة وتصغر، وستصغر اكثر فأكثر. وسيأتي اليوم الذي لن تفقد فيه اميركا نفوذها فقط، بل وستصبح معزولة ومكروهة وضعيفة الى درجة ان كل شعوب العالم ستنصب لها "محكمة عالمية تاريخية" كي تحاسبها على كل ما ارتكبت من جرائم ضد الانسانية، منذ تأسيسها الى اليوم.

ضجة كيماوية هستيرية مفتعلة لاجل فصل المناطق الكردية عن سوريا

جورج حداد
 
في الوقت الذي تضج فيه وسائل الاعلام في العالم كله بأنباء استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وبالاتهامات المحضرة سلفا ضد الجيش الوطني السوري، قبل قيام اي تحقيق دولي وقبل صدور نتائج اي تحقيق، وبأنباء الاستعدادات الاميركية والبريطانية والفرنسية والاطلسية لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا، ومخاوف مختلف دول العالم من اتساع رقعة النزاع والتأثير على الاسواق الدولية ولا سيما سوق الطاقة، ومخاطر زعزعة السلم العالمي ـ في هذا الوقت بالذات نشرت وكالة KDP.info من اربيل خبرا جاء فيه "اعتبر الفنان اللبناني راغب علامة، مشاركته في اطلاق حملة بناء مشروع سكني في مدينة اربيل هي مشاركة في عملية الاعمار التي يشهدها الاقليم، معبراً عن سعادته لهذه الزيارة واستعداده للغناء باللغة الكوردية.
ومن المقرر ان يقدم علامة مجموعة حفلات فنية لمعجبيه من الجمهور والمشاركة في حملات الدعاية لبعض المشاريع الاعمارية التي تجري في الاقليم، معلنا ايضا عن وجود خطة للعمل على تنظيم بعض الحفلات للمغنين العرب في اربيل."
كما جاء في الانباء الصحفية الواردة من الاقليم الكردستاني العراقي انه "من المقرر ان تنطلق في أربيل، يوم الاحد المقبل 1/9/2013، أعمال مؤتمر التصوف الدولي، بمشاركة العديد من علماء التصوف في العراق والشرق الأوسط والعالم.
وأوضح مروان النقشبندي المتحدث باسم المؤتمر خلال تصريح خاص لـ PUKmedia: ان المؤتمر سيعقد يوم الأحد المقبل في العاصمة أربيل بمشاركة المئات من علماء الدين وعلماء التصوف من العراق ودول الشرق الأوسط والدول الأوروبية، مشيراً الى ان المؤتمر سينظم من قبل المركز الثقافي للتصوف.
واكد النقشبندي ان الهدف من المؤتمر هو ايجاد حل لإخراج الدين الاسلامي من الصراع الذي يشهده العراق ومنطقة الشرق الاوسط، بالاضافة الى حماية اقليم كوردستان من الحروب والصراع الطائفي الذي يحدث بين الطوائف الاسلامية والجماعات الاسلامية في العراق والمنطقة."
وهذه الانباء تعني (في قاموس الحرب النفسية والبروباغندا الامبريالية العالمية) ان كل شيء على ما يرام وفي حالة استقرار وسلام في كردستان (التي انفصلت فعليا عن العراق العربي)، وليس كما في المناطق العربية المضطربة، من اليمن الى العراق (العربي) الى سوريا ولبنان ومصر وليبيا والسودان وغيرها من المناطق التي تمزقها حروب القبائل والطوائف والاحزاب والاديان، والتي بلغت فيها الامور حد استخدام السلاح الكيماوي المحرم دوليا، لقتل الآمنين واولهم الاطفال.
وهذا يعني ان البلاد العربية غير جديرة بأن تحكم اي شعب آخر، وغير جديرة ان تحكم شعوبها ذاتها، وغير جديرة ان تكون "مؤتمنة" على الثروات النفطية وغيرها الضرورية لجميع بلدان وشعوب العالم.
وهذا يعني اخيرا لا آخر تبرير اي ضربة عسكرية توجه ضد اي بلد عربي "مزعج".
ولكن هذا كله لا يمنع من التساؤل عن الاسباب الحقيقية لاثارة هذه الضجة "الكيماوية" ضد سوريا، في هذا الوقت بالذات، واسراع بعض الدول الغربية للاعلان عن تهديدها والنية في توجيه ضربة عسكرية اليها، قبل اثبات استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي وقبل صدور اي قرار من مجلس الامن الدولي بهذا الشأن.
والجواب يأتي ايضا من كردستان.
فقد افادت الانباء الصحفية عن انه سينعقد في 15 ـ 17 ايلول 2013 في اربيل "المؤتمر القومي الكردي الاول" الذي سيحضره 600 مندوب من جميع اجزاء كردستان الاربعة (من العراق، سوريا، ايران وتركيا)، و300 ضيف اجنبي من مختلف المنظمات الدولية والاقليمية والعديد من ممثلي الدول المدعوة، الاجنبية والعربية. وافادت وكالة "شفق نيوز" الالكترونية ان صحيفة "يني جاغ" التركية كشفت انه وبالتزامن مع التحضيرات الجارية للمؤتمر القومي الكردي في اربيل، سيتم اعلان حدود "كردستان الكبرى"، ويقصد بها المناطق ذات الاغلبية الكردية في العراق وايران وتركيا وسوريا. وقالت صحيفة "يني جاغ" ان الحدود التي سيتم تثبيتها لـ"كردستان الكبرى" ستكون مصدر توافق بين مختلف الكرد، مؤكدة ان الولايات المتحدة الاميركية "وافقت عليها ضمن مشروع الشرق الاوسط الكبير".
وأشارت الصحيفة التركية إلى أن الحديث عن إعلان حدود لكردستان الكبرى يأتي في الوقت الذي يتم فيه تنفيذ مراحل عملية السلام المتفق عليه بين حزب العمال الكردستاني وحكومة انقرة.
وجاء في جريدة زمان توداي التركية انه "كان المؤتمر قد اقترح بداية من قبل الزعيم المسجون لحزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، بعد محادثاته مع رئيس منظمة الاستخبارات الوطنية ( الميت ) هاكان فيدان في أواخر عام 2012 كجزء من عملية التسوية الجارية مع حزب العمال الكردستاني".
ونشر موقع HEKAR.NET خريطة للمناطق الكردية في سوريا تحت عنوان (غرب كوردستان نواة وحدة الدولة الكردية).
ولا بد ان نذكر هنا انه، وتحت شعار "تحييد" المناطق الكردية، تم ابعاد قوات الجيش الوطني السوري من المناطق الكردية في شمال سوريا، كما خاض المقاتلون الاكراد معارك ضد عناصر "جبهة النصرة" وغيرهم من القوات "الاسلامية!!!" لابعادها عن المناطق الكردية، وتم رفع الاعلام الكردية في تلك المناطق.
ونحن لا نناقش هنا مشروعية الحقوق القومية للشعب الكردي، بل نؤكد على نقطة مهمة هي ان الامبريالية الاميركية والصهيونية العالمية وتركيا (العثمانية في الجوهر) تدعم الاكراد وانفصالهم عن العرب، لا حبا بالاكراد بل كرها بالعرب، ولاضعاف العرب، ولضرب العرب بالاكراد.
ونستنتج مما تقدم ان مشروع فصل المناطق الكردية عن سوريا يسير على قدم وساق.
وضمن هذا السياق جاءت مجزرة استخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق، التي ليست اكثر من فيلم اميركي مركب، هدفه الرئيسي ارباك سوريا، شعبا وجيشا وقيادة، لمنع اتخاذ اي موقف جدي من فصل المناطق الكردية عن سوريا، ولتمرير عملية الفصل تحت دخان الغازات السامة، والتهويش العالمي ضد سوريا بهذا الخصوص.
اننا نستبعد منذ البدء ان يكون الجيش الوطني السوري قد استخدم الغازات السامة، اولا والاهم انه لا يعقل ان يستخدم الجيش الوطني السوري مثل هذا السلاح للقتل الجماعي للابرياء الذين هم اهله الذين يدافع عنهم؛ وثانيا، انه لو وجد بعض العناصر العسكرية فاقدي الشعور الانساني والوطني والمسؤولية فإن هذه الجريمة سرعان ما كانت ستنفضح على لسان الجنود والضباط الشرفاء الذين اثبتوا وطنيتهم وانسانيتهم بتقديمهم عشرات الاف الشهداء في تصديهم الحازم للجيش "الاسلامي!!!" العالمي المتوحش الذي يقوم اليوم بغزو سوريا؛ وثالثا، ان الجيش الوطني السوري يتعامل بفعالية، بالاسلحة التقليدية، مع عصابات المعارضة العميلة وغزاة الجيش "الاسلامي!!!" العالمي، وليس هناك اي ضرورة عسكرية للجوء الى الاسلحة غير التقليدية.
وانا اتهم مسبقا المخابرات الاميركية بتركيب هذا "الفيلم الاميركي" بامتياز.
وأتهم عصابات الجيش "الاسلامي!!!" العالمي العميل بتنفيذ هذه الجريمة ضد الانسانية.
وكانت جريدة "نوفينار" وغيرها من الصحف البلغارية قد نشرت في 19 اب الجاري ان ارسالية من غاز الاعصاب المسمى "زارين" كانت قد ارسلت من ليبيا الى تركيا، ومنها ارسل قسم من الارسالية الى بلغاريا وقسم آخر الى جورجيا، ولم تذكر الجريدة شيئا عن ارسال قسم من الارسالية الى سوريا ايضا. ولكن بعد يومين او ثلاثة "ظهر" الزارين في غوطة دمشق. وقبل ان يتم اي تحقيق دولي، سارعت الدوائر الاميركية الى الاعلان عن ان الجيش الوطني السوري يستخدم غاز "الزارين" ضد المدنيين السوريين. وهذا يؤكد ان الدوائر الاميركية كانت تعلم مسبقا ان الغاز الذي سيستخدم هو بالتحديد غاز "الزارين". ومعلوم ان ليبيا وتركيا هما "مناطق سيطرة مكشوفة" للمخابرات الاميركية، وهي قادرة على معرفة طريق سلوك الزارين من ليبيا الى تركيا الى الطرف السوري المنفذ. فهل ان الجيش الوطني السوري هو الذي استخدم ارسالية الزارين الاميركية من ليبيا، كما سبق لصدام حسين ان استخدم السلاح الكيماوي الاميركي لضرب الاكراد في حلبجة حينما كانوا ـ اي الاكراد ـ يقاتلون مع ايران الخمينية ضد ارادة اميركا؟ أي: هل ان اميركا تلعب على الحبلين، وهي التي تسلح الجيش السوري لضرب المعارضة السورية؟ وتسلح المعارضو السورية لضرب الجيش السوري؟
في رأينا المتواضع ان الضجة المثارة ليست، حتى هذه اللحظة، سوى ضجة تشويش سياسي لتمرير عملية فصل المناطق الكردية عن سوريا باقل ردود فعل ممكنة، وستستمر هذه الضجة لما بعد اختتام "المؤتمر القومي الكردي" في اواسط ايلول القادم. ولكن هذا لا يعني ابدا ان احتمالات التدخل العسكري الخارجي (الاميركي والاطلسي) ضد سوريا هو مستبعد تماما. الا ان اميركا وحلفها الاطلسي سيحسبان الف حساب قبل الدخول في اي اختبار قوة مع الاسلحة المتطورة الروسية ومع رباطة جأش ووطنية الجيش السوري. واحتمالات التدخل العسكري تصبح شبه مؤكدة اذا اظهر النظام السوري اي حالة رعب وذعر من اميركا واسرائيل والحلف الاطلسي.

سقوط أسطورة القطب الاميركي الاوحد

جورج حداد

في عام 1989، ومع سقوط جدار برلين وبداية انهيار المنظومة السوفياتية السابقة ثم الاتحاد السوفياتي السابق ذاته، كتب احد المحافظين الجدد الاميركيين، فرنسيس فوكوياما، مقالته الشهيرة "نهاية التاريخ"، التي يعتبر فيها ان نهاية الحرب الباردة والانتصار المزعوم للفكر الليبيرالي و"الدمقراطي" الاميركي يسجل "نهاية للتاريخ" اي تاريخ الصراع السياسي والايديولوجي.
ونصح فوكوياما الادارة الاميركية باللجوء الى العنف لتحطيم ما سماه "الانظمة الدكتاتورية" وفرض "الدمقراطية" الاميركية المزعومة. وبسقوط القطب السوفياتي، انطلقت في جميع ارجاء العالم جوقة التطبيل والتزمير لـ"الدمقراطية الاميركية" و"القطب الاميركي الاوحد" الذي سيقود العالم الى الاستقرار والسلام والتقدم والرفاهية(!!!).
ومن اكبر مهازل التاريخ ان قطاعا واسعا من الحركة الشيوعية العالمية ذاتها نقل "قبلته" من موسكو الى واشنطن، وداس الأعلام الشيوعية ورفع الاعلام الاميركية. وفي البلدان العربية تحول القسم المرتد من الشيوعيين الى مواقع الخيانة الوطنية المكشوفة، ودعموا العدوان الاميركي على بلدانهم وشعوبهم باسم "الدمقراطية الاميركية".
وفي روسيا ذاتها تحول بوريس يلتسين من عضو في المكتب السياسي ومسؤول منظمة موسكو للحزب الشيوعي السوفياتي الى عميل اميركي رخيص. وباسم "الدمقراطية الاميركية" قام العميل يلتسين بقصف مقر البرلمان الروسي في تشرين الثاني 1993، وفتح البلاد على مصاريعها للاحتكارات والمافيات والمخابرات الاميركية والغربية والصهيونية التي عملت على نهب وافقار واذلال الشعب الروسي العظيم بقصد مفضوح هو تحويل روسيا الى مستعمرة جديدة اميركية ـ صهيونية. وبنتيجة هذه السياسة الرعناء الموالية لاميركا واليهودية العالمية والغرب، ظهرت مقاومة قومية شديدة من قبل الكنيسة الروسية وجماهير الشعب الروسي، وتأسس "الحزب الليبيرالي الدمقراطي الروسي" بزعامة فلاديمير جيرينوفسكي، وهو حزب قومي متشدد هدد بتطهير روسيا من اليهود ومن العصابات الغربية والموالية للغرب بما فيها العصابات الارهابية "الاسلامية!!" المرتبطة بالسعودية والمخابرات الاميركية. ولكن الشعب الروسي اختار اخيرا الطريق القومي المعتدل الذي يقوده فلاديمير بوتين. وأزيح الخائن يلتسين عن السلطة في نهاية عام 1999، وكان مجيء بوتين الى السلطة اول خرق جدي للهيمنة الاميركية الاحادية على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
وبمراجعة الاحداث العالمية منذ العقد الاخير في القرن الماضي، نجد ان نصيحة فوكوياما للادارة الاميركية باستخدام العنف لاجل "فرض الدمقراطية" لم تكن مجرد اضغاث احلام لمثقف فاشستي مهووس، بل كانت "روشتة" فعلية و"خطة عمل" فعلية قدمها المحافظون الجدد (او: اعداء الانسانية النازيون الجدد) للادارة الاميركية، الدمقراطية والجمهورية على السواء. وعملا بهذه "الروشتة" رفضت الادارة الاميركية كل الدعوات لحل "حلف الناتو" بعد ان زال "حلف فارصوفيا" السابق المناوئ له. بل على العكس تماما عملت الادارة الاميركية والصهيونية العالمية لاستخدام كل نفوذهما وكل وسائل الضغط والاغراء الممكنة لاجل توسيع حلف الناتو نحو الشرق لتضييق الطوق حول روسيا. ونظمت "الثورات الملونة" مدفوعة التكاليف سلفا في بعض بلدان اوروبا الشرقية، وجاء الى السلطة عملاء اميركيون في جورجيا واوكرانيا كانوا يزمعون ضم البلدين الى الناتو وتحويلهما الى قاعدتين عسكريتين على الحدود مع روسيا. ولكن في الازمة الروسية ـ الجورجية والازمة الروسية ـ الاوكرانية سنة 2008 و2009 رفعت روسيا قبضتها فقطعت الغاز عن اوكرانيا وبعض البلدان الاوروبية وحلقت القلاع الطائرة الروسية فوق تفليس عاصمة جورجيا (دون ان تلقي حمولتها) فاضطر حلف الناتو الى التخلي عن ضم اوكرانيا وجورجيا الى صفوفه.
وعملا بالروشتة الفوكويامية ذاتها شنت اميركا الحرب على العراق في 1991، بحجة "تحرير!!!" الكويت. وفي 1999 تمت مهاجمة وتدمير صربيا وفصل اقليم كوسوفو الذي تم فيه تأسيس "جمهورية مستقلة!!!" تحكمها مافيا اللصوص وتجار المخدرات وتجار الاعضاء البشرية، الذين يعملون بأمرة المخابرات الاميركية وبالتعاون الوثيق مع الجيش الاميركي الذي أنشأ في كوسوفو قاعدة بوندستيل التي هي اكبر قاعدة عسكرية في اوروبا. وفي 2001، وفي اعقاب احداث ايلول 2001 التي هي من نظم وتلحين المخابرات الاميركية والموساد، قام الجيش الاميركي باجتياح افغانستان واحتلالها وتحويلها الى اكبر مزرعة خشخاش وتصنيع مخدرات في العالم. وأضيفت الى الطيران الحربي الاميركي مهمة نقل المخدرات الى كل الجهات، باسم "الدمقراطية" طبعا. وفي 2003 قام الجيش الاميركي رسول وناشر "الدمقراطية" بمهاجمة العراق بحجة ضرب نظام صدام حسين، وقصف وسمم الارض العراقية بمئات الاف اطنان اليورانيوم المنضب، وارتكب مجزرة ضد المدنيين العراقيين، نساء ورجالا وشيوخا واطفالا، اكبر من مجزرة القاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 2006 حرضت اميركا اسرائيل ودعمتها دعما سياسيا وعسكريا كاملا لشن الحرب على لبنان وتدمير البنى التحتية ومحاولة الغاء شروط الحياة العادية لجميع المواطنين اللبنانيين من اجل اجبارهم على النزوح ومغادرة بلادهم، وتفريغ لبنان من السكان بحجة محاربة حزب الله. والآن يأتي العدوان على سوريا، من قبل الجيش "الاسلامي!!!" العالمي الممول سعوديا وقطريا والمدعوم اميركيا، والتهديدات الاميركية بضرب سوريا، بحجة اتهام الجيش الوطني السوري باستخدام الاسلحة الكيماوية التي يستخدمها الجيش "الاسلامي!!!" العالمي، والذي تزوده بها المخابرات الاميركية بالذات، يأتي ذلك تماما في سياق التطبيق الاميركي لـ"روشتة" فوكوياما باستخدام العنف لاجل فرض "الدمقراطية الاميركية".
ولكن بعد مرور حوالى 25 سنة على صدور "روشتة" الوحش البشري فوكوياما، هل نجحت الادارة الاميركية، الدمقراطية والجمهورية معا، في فرض الهيمنة الاحادية القطبية الاميركية ـ الصهيونية على العالم؟
هناك مقولة مأثورة تقول: "كل شيء يولد صغيرا فيكبر، الا المصيبة تولد كبيرة فتصغر".
وبنظرة على التطورات العالمية نرى ان النفوذ الاميركي في العالم يتضاءل، وبسرعة غير متوقعة:
فقد بادرت روسيا الى تأسيس "اتحاد الدول المستقلة" الذي يضم عددا من الجمهوريات السوفياتية السابقة هي: روسيا، بيلوروسيا، اوكرانيا، مولدافيا، جورجيا، ارمينيا، اذربيجان، تركمانستان، اوزبكستان، كازاخستان، طاجيكستان وقرغيزيا. وتتعاون هذه الدول في مجالات التجارة والتمويل والقوانين والامن.
وبالتعاون بين روسيا والصين تأسست "منظمة شانغهاي للتعاون". وهي تضم كل من الصين، روسيا، كازاخستان، اوزبكستان، طاجيكستان وقرغيزيا. والاهداف المعلنة للمنظمة هي مكافحة الارهاب والتصدي لتجارة الاسلحة والمخدرات. الا ان الكثير من المحللين يرى ان هذه المنظمة هي اشبه بحلف عسكري جديد يهدف الى مواجهة حلف الناتو.
ولكن اهم خطوة نجحت روسيا والصين في القيام بها هو تشكيل منظمة (بريك) في 2009 والتي تغير اسمها الى (بريكس) في 2010 بعد انضمام افريقيا الجنوبية اليها. وتضم المجموعة الان: البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب افريقيا. وتشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة وعدد سكانها يقارب 40% من سكان الارض. وتتميز بأن اقتصادها هو الاسرع نموا في العالم، ويتوقع الخبراء ان تصبح (بريكس) الكتلة الاقتصادية الاكبر في العالم بحلول عام 2050. وتنتهج منظمة (بريكس) سياسة معارضة جذريا لسياسة الهيمنة والاحادية القطبية لاميركا، وهي تمتلك صوتين (روسيا والصين) من اصل الدول الخمس الكبار التي يحق لها استخدام حق الفيتو في مجلس الامن. وهذا ما يمنع الولايات المتحدة الاميركية من تطويع مجلس الامن لسياستها العالمية العدوانية. وقد ظهر ذلك بشكل واضح مؤخرا لدى طرح المسألة السورية في مجلس الامن، اذ ان الفيتو الروسي ـ الصيني المشترك عطل كل محاولة لاتخاذ قرارات معادية للدولة والشعب السوريين، وقد جرت محاولات لاتخاذ قرارات منفردة خارج مجلس الامن للعدوان على سوريا، كما جرى في صربيا سنة 1999 وفي العراق سنة 2003، ولكن الموقف الروسي الحازم، والى جانبه دول (البريكس) افهم اميركا وجميع دول الناتو انها ستدفع ثمنا غاليا، عسكريا واقتصاديا وسياسيا، وانها يتندم أشد الندم اذا تجرأت ونفذت اي قرارات عدوانية منفردة ضد سوريا، فأضطرت بريطانيا وحلف الناتو واخيرا اميركا ذاتها للتراجع.
وهناك منظمة "الاتحاد الافريقي" التي تضم 52 دولة افريقية. وبالرغم من فقر وهشاشة الدول الافريقية مما يجعلها لقمة سائغة لمؤامرات المخابرات الاميركية والاسرائيلية، فإن منظمة "الاتحاد الافريقي" تحاول جاهدة ان تنأى بنفسها عن السياسة العدوانية الاميركية والتقرب من "الاتحاد الاوروبي" ومجموعة (البريكس) وخصوصا من الصين التي تقوم بنشاط اقتصادي (تجاري واستثماري) واسع في القارة الافريقية.
وهناك "منظمة الدول الاميركية" التي تضم 35 دولة اميركية، وهي تعمل للتخلص من هيمنة الولايات المتحدة الاميركية، وللتخلص من التعامل مع اميركا اللاتينية بوصفها منطقة نفوذ وحوْش خلفي للولايات المتحدة الاميركية.
وضمن هذه المنظمة هناك "مجموعة دول اميركا اللاتينية والكاريبي" وقد نشأت سنة 2010، وتضطلع فيها فينزويلا بدور رئيسي، وتضم 33 دولة بما فيها كوبا. والمهمة الرئيسية امام هذه المجموعة هي مواجهة النفوذ الاميركي والتحرر منه. وتقيم المجموعة علاقات وثيقة مع روسيا.
وبالاضافة الى ذلك علينا ان نشير الى بعض العوامل الاقتصادية:
1ـ ان "الاتحاد الاوروبي" ذاته، الحليف الرئيسي لاميركا، يسعى للتخلص من هيمنتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وفي 1999 اصدر "الاتحاد الاوروبي" عملة "اليورو" كاسرا مرة والى الابد احتكار الدولار بوصفه العملة العالمية الوحيدة.
2ـ عمدت روسيا الى مد انابيب الغاز القارية لتزويد اوروبا بالغاز الطبيعي مما يساعد على جعل القرارات السياسية للدول الاوروبية اكثر استقلالية عن المواقف العدوانية المتفردة لاميركا.
3ـ حتى اليوم تتمسك الصين بالمحافظة على سعر لليوان الصيني ادنى من سعره الحقيقي، وذلك من اجل استمرار القدرة التنافسية الكبيرة للسلع الصينية التي تغزو العالم بأسعارها الرخيصة. ولكن مع تطور التكنولوجيا التي تكفل انتاج السلع الرخيصة بقوة عمل اقل، من المحتم ان تعوّم الصين سعر اليوان وتنتقل من ستراتيجية "تصدير السلع" الى ستراتيجية "تصدير الرساميل" وزيادة التوظيفات الخارجية، ومن ثم ان توجه ضربة قاضية للدولار الاميركي وهيمنته على الاسواق المالية العالمية.
لقد بلغت اميركا أوج هيمنتها في نهاية القرن العشرين. ولكن مع ازاحة العميل بوريس يلتسين من الكرملين وبداية النهضة الجديدة للعملاق القومي ـ الارثوذكسي الروسي بدأت مرحلة الانحدار والعد العكسي للآحادية القطبية والهيمنة الاميركية على العالم.
وكان من اهم علائم بداية الانحدار الاميركي اضطرار اسرائيل، الربيب المدلل لاميركا، للانسحاب من جنوب لبنان بشكل غير مشروط وانهزامي امام ضغط المقاومة الاسلامية الوطنية بقيادة حزب الله.
ولقد حاولت اميركا كسر مسارها الانحداري بمحاولة فرض الدرع الصاروخية ونشرها في اوروبا بمواجهة روسيا وايران. ولكنها فشلت فشلا ذريعا امام حزم القيادتين الروسية والايرانية وتعاونهما.
كما حاولت اسرائيل في الوقت ذاته كسر مسارها الانحداري في محاولة تحطيم حزب الله في عدوان تموز 2006، ولكنها ايضا فشلت فشلا ذريعا بفضل بطولات رجال المقاومة والتفاف جماهير الشعب اللبناني حول المقاومة، وبفضل التعاون العسكري والسياسي الوثيق بين المقاومة في لبنان وايران وروسيا.
ان اميركا، بنزعتها الامبريالية ـ الصهيونية، للهيمنة الاحادية على العالم، هي مصيبة العالم الحضاري المعاصر.
ولكنها ـ ككل مصيبة ـ ولدت كبيرة وتصغر، وستصغر اكثر فأكثر. وسيأتي اليوم الذي لن تفقد فيه اميركا نفوذها فقط، بل وستصبح معزولة ومكروهة وضعيفة الى درجة ان كل شعوب العالم ستنصب لها "محكمة عالمية تاريخية" كي تحاسبها على كل ما ارتكبت من جرائم ضد الانسانية، منذ تأسيسها الى اليوم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل