حصاد زراعة ديمقراطية جورش بوش شوز والقرد الاسود بر اك حسين اوباما في العراق هلهولة لحكومة مجرمي سلطة الاحتلال وبرلمان خرسان وطرشان وعميان الاحتلال ياخونة حرامية مصيركم سوف يكون مثل مصير اي عميل اميركي وانكليزي وايراني ومصير اي نظام دكتاتوري جاء بقطار اسيادهم الامبريالين الامريكان

IRAQI REVOLUTIONARY MAOIST ORGANIZATION - IRMO المنظمة الماوية الثورية العراقية - جبهة نجوم الحمراء




الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير

الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير







2011-03-01

رسالة مفتوحة إلى الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي) من الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) (20

رسالة مفتوحة إلى الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي) من الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) (20 ماي 2009) ( من كتاب - مدخل لفهم الثورة الماوية فى الهند- )

الرفيق شادي الشماوي


( من كتاب " مدخل لفهم الثورة الماوية فى الهند" )
الرفاق الأعزّاء ،
لقد كنّا نتابع بإهتمام و بإنشغال كبيرين التطوّرات الأخيرة فى بلادكم ،النيبال. مع ظهور الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) [الح الش الن (الم) ] كأوسع حزب وحيد فى إنتخابات المجلس التأسيسي فى أفريل 2008 و تشكيل الحكومة الجديدة لتحالف سبع أحزاب أحزاب ، بعضها معروف بماضيه المعادي للشعب و الموالى للإقطاعية و الإمبريالية و التوسّعية الهندية، برز صراع إيديولوجي سياسي فى كامل المعسكر الثوري فى الهند و العالم فى ما يتصل بالطريق و الإستراتيجيا و التكتيكات التى يتوخّاها حزبكم الذى صار الآن الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي) ، فى المضي قدما بالثورة فى النيبال. كلّ هذا يجعل أكثر إلحاحية حتى خوض نقاش أعمق بصدد الخطّ الإيديولوجي و السياسي الذى يتبعه الح الش الن الم (الم) ، لا سيما بعد أن بلغ السلطة من خلال إنتخابات ، عقب عقد طويل من حرب الشعب البطولية و تشكيل حكومة مع بعض أكبر الرجعيين الذين قد إستحقّوا سخط الجماهير النيبالية.
يحتاج الثوريون الماويون عبر العالم إلى نقاش عديد المسائل فى إطار إتباع الح الش الن الم (الم) لخطّ و سياسات ، فى فهمنا، لا تنسجم مع المبادئ الجوهرية للماركسية-اللينينية -الماوية و تعاليم معلّمينا الماركسيين الكبار- مواضيع من مثل الأممية البروليتارية ، و المراحل و المراحل الدنيا للثورات و تبعاتها العملية فى البلدان شبه المستعمرة شبه الإقطاعية ، و إستيعاب المفهوم اللينيني للدولة و الثورة ، و طبيعة الديمقراطية البرلمانية فى بلدان آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية شبه المستعمرة شبه الإقطاعية ، و معنى الصلابة الإستراتيجية و المرونة التكتيكية و مسائلا أخرى مرتبطة بها. و هناك أيضا مسائل خاصة أثارها حزبكم بإسم التطبيق الخلاّق للماركسية-اللينينية-الماوية [الم-ال-الم] كمفهوم ديمقراطية القرن الواحد و العشرين أو الديمقراطية المتعدّدة الأحزاب، و طريق براشندا ،و نظرية المزج و ما إلى ذلك، التى هي بنظرنا ، إنحراف أساسي عن الم-الل-الم و ينبغى نقاشها نقاشا واسعا و عميقا.
من الصحيح أنّ الماركسية ليست دوغما و إنّما هي مرشد عمل. و الماركسيون –اللينينون الثوريون الذين إتبعوها فى الكلام فقط و إستبعدوا جوهرها أخفقوا فى فهم جوهر الماركسية و أخفقوا فى فهم ما علمنا إيّاه لينين ،أي ، "التحليل الملموس للواقع الملموس هو الجوهر الحيّ للماركسية". أخفق مثل هؤلاء الدغمائيين فى تطبيق الم-الل-الم فى الممارسة العملية للثورة فى بلدانهم و عليه أخفقوا فى إحراز أي تقدّم حقيقي فى الثورات فى بلدانهم الخاصّة. و لا شكّ أنّ الدغمائية مثلت آفة بالنسبة للحركات الماركسية-اللينينية و من ثمّة ينبغى على النضال ضد الدغمائية أن يكون جزءا لا يتجزأ من الصراع الإيديولوجي للحزب الشيوعي.
و مع ذلك ، بإسم النضال ضد الدغمائية ، وجدت إنحرافات جدّية داخل الحركة الشيوعية العالمية ،عادة ما تذهب حتى إلى هوّة إنحراف يميني و تحريفي سحيقة أكثر و أخطر. و بإسم التطبيق الخلاّق للماركسية ، سقطت الأحزاب الشيوعية فى فخّ الإنتهازية اليمينية، و الأوروشيوعية البرجوازية المتعدّدة ، و معاداة مسعورة للستالينية ، و فوضوية ما بعد الفكر المعاصر و التحريفية الصريحة. لقد ظهر الخطر اليميني عبرالتحريفية فى الحركة الشيوعية العالمية كأكبر خطر فى الفترة اللاحقة على الإستيلاء على قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي و سلطة الدولة فى الإتحاد السوفياتي إثر وفاة الرفيق ستالين. و كان على الرفيق ماو والثوريين الحقيقيين الآخرين أن يخوضوا صراعا إيديولوجيا سياسيا متّسقا ضد التحريفية و الإصلاحية داخل الحركة الشيوعية العالمية و كذلك فى صفوف الحزب الشيوعي الصيني. و مع ذلك ، رغم النضال العظيم الذى خاضه الرفيق ماو و ثوريون ماركسيون- لينينيون آخرون عبر العالم كافة ضد التحريفية ، فقد إنتصر مؤقتا التحريفيون و هيمنوا على الحركة الشيوعية العالمية فى العالم المعاصر. و يجب إدارة النقاش الإيديولوجي - السياسي حول التطبيق الخلاّق للم-الل-الم فى الممارسة العملية للثورة فى النيبال بإدراك صحيح لهذا الصراع العالمي حتى منذ زمن الرفيق لينين، لا سيما صراع ماو ضد تحريفية خروتشاف.
لقد غدت جملة "النضال ضد الدغمائية" موضة فى صفوف عديد الثوريين الماويين. و هم يتحدّثون عن إستبعاد مبادئ لينين و ماو التى غدت "متقادمة" و تطوير الماركسية-اللينينية-الماوية فى "الظروف الجديدة" التى يقال إنّها ظهرت فى عالم القرن 21. و يصف البعض سعيهم ل"إثراء و تطوير" الم-الل-الم كطريق جديد أو فكر جديد و مع أنّ هذا يعتبر فى البداية كشيئ منحصر فى الثورة فى البلد المعنى ، فإنه لا محالة يعترف بأن له "طابع عالمي" أو" دلالة عالمية". و فى هذه الممارسة يعظّم شأن القادة الأفراد و حتى يألّهون إلى حدّ أنّهم يظهرون على أنّهم لا يخطؤون. ومثل هذا التعظيم لا يساعد على العمل الجماعي للجان الحزب و الحزب ككلّ و بصعوبة حتى بالكاد تثار التساؤلات حول الخطّ بما أنّه يصدر عن قائد فرد لا يخطأ. فى مثل هذا الوضع، فى منتهى العسر ألاّ تتحدّث اللجنة المركزية مع الكوادر و ألآّ تناضل ضد إنحراف جدّي فى الخطّ الإيديولوجي و السياسي أو فى الأساس الإستراتيجي و التكتيكي حتى إن بدا واضحا تماما أنّه يذهب ضد مصالح الثورة. "عبادة الفرد" التى يتمّ تشجيعها بإسم الطريق و الفكر تعطى درجة معيّنة من الحصانة من للإنحراف فى الخطّ إن نبع من القائد الفرد.
لحزبينا، الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) و الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) مدّة طويلة جدّا من العلاقات الرفاقية ، فترة تعود إلى أواخر الثمانينات ( حينها كنّا موجودين ك"المركز الشيوعي الماوي" و "حرب الشعب") عندما كانت القيادة الحالية لحزبكم لا تزال جزءا من الحزب التحريفي فى النيبال المتبع للخطّ البرلماني. كنّا مهتمّين و متحمسين للصراع الإيديولوجي الذى خاضته قيادتكم ضد التحريفية ، و قطعها الواضح مع الخطّ التحريفي و شروعها فى حرب الشعب فى فيفري 1996.
بينما كنّا نمدّ يد المساعدة للثورة فى النيبال ، كان كلانا ( حينئذ"المركز الشيوعي الماوي" و "حرب الشعب") قد أشارا كذلك من زمن لآخر إلى بعض الأخطاء التى حدّدناها فى منهج و ممارسة الح الش الن (الم) ، و أيضا إلى إمكانية الإنحرافات التى قد تظهر نظرا لمقارباته و مفاهيمه الخاطئة. و مع ذلك ، لم نتدخّل أبدا فى المسائل السياسية - التنظيمية المتعلّقة بالشؤون الداخلية و الصراعات الداخلية فى صفوف حزبكم. و لكن كلّما إستدعى الأمر أو شعرنا بوجود خطر إنحراف إيديولوجي و سياسي، قدّمنا مقترحاتنا كحزب ثوري أخوي أثناء عديد الإجتماعات الثنائية بين كلا المفوّضين السامين لكلّ من حزيبنا أو عبر رسائل وٌجّهت إلى لجنتكم المركزية. و فقط لمّا أعلن حزبكم بعض المواقف الإيديولوجية - السياسية على الملإ ، بعض المواقف المنحرفة عن الماركسية-اللينينية-الماوية ،أو حين نشرت تعليقات مفتوحة لرئيس حزبكم براشندا فى مناسبات شتّى حول خطّ حزبنا و ممارسته ، أو حين دُعي إلى جدال مفتوح فى ندوات عالمية ، حينها شرع حزبنا فى خوض نقاشات بطريقة صحّية و رفاقية مسترشدة بمبادئ الأممية البروليتارية.
مذّاك تطوّرت حتى أكثر علاقاتنا ، لكن منذ 2003 لاحظنا إنعراجا جدّيا فى خطّكم الإيديولوجي - السياسي بشأن الثورة النيبالية و الثورة البروليتارية العاليمة أيضا. بعد ذلك ، تقدّمتم أكثر فى هذا الخطّ السياسي، لذا ثمّة حاجة لخوض نقاش أعمق و التوصّل إلى تقييم شامل لنظرية حزبكم و ممارسته و لتلخيص التجارب المكتسبة فى خضمّ حرب الشعب فى النيبال ، و الدروس الإيجابية منها و السلبية التى توفّرها للثوريين الماويين فى العالم المعاصر.
نبعث هذه الرسالة المفتوحة لحزبكم لأجل إجراء نقاش و جدال داخل حزبكم و المعسكر الثوري الماوي عالميا. لقد صارت هذه الخطوة ضرورية بفعل التطوّرات الجدّية التى جدّت أثناء تطوّر الثورة فى النيبال و التى لها تبعات على فهمنا للإمبريالية و للثورة البروليتارية و كذلك للإستراتيجيا و التكتيك المتبعين من قبل الثوريين الماويين فى العالم المعاصر. و هناك إنحراف جدّي عن الإيديولوجيا ال-الل-الم. و بالتالى لم تعد توجد شؤون داخلية خاصّة بحزبكم لوحده.
و علاوة على ذلك ، بات هكذا نقاش حاجة ماسة حاليا على أساس الدعاية الخبيثة للتحريفيين و كذلك الطبقات الحاكمة فى الهند بأنّ على الماويين الهنود أن يتعلّموا من الماويين الذين من المفترض أنّهم قد أدركوا أخيرا " عبثية تحقيق هدفهم العزيز الإشتراكي و الشيوعي عبر الكفاح المسلّح".
الوعظ الذى يطلقه التحريفيون الذين عملوا دائما كأقوى المدافعين عن الديمقراطية البرلمانية فى الهند أبرز أنيابهم الإجتماعية الفاشية حيثما كانوا فى السلطة. منذ أيّام إنتفاضة ناكسلباري ، عملوا كصمّام أمان للتنفيس عن غضب الجماهير فى القنوات القانونية و لعبوا الدور البارز فى إضعاف الحركات المناضلة و فى الحيلولة دون تسييس الجماهير و فى إحباطها، و بالتالى ، يخدمون الطبقات الحاكمة الهندية و الإمبرياليين بكلّ قلبهم – كلّ هذا بإسم الطريق السلمي للديمقراطية الشعبية و الإشتراكية. و أخذ هؤلاء التحريفيين يحبّرون المقالات مدّعين بأنّ ذلك يجب أن يكون مثالا يفتح عيون الماويين الهنود الذين،على الأقلّ الآن ، يجب أن يتخلّوا عن "حلمهم غير القابل للتحقيق بإفتكاك السلطة السياسية عبر البندقية " و عوض ذلك عليهم أن يحقّقوا حلمهم عبر الإنتخابات مثلما يفعل نظراؤهم فى النيبال اليوم.
نأمل بجدّ أن تعير اللجنة المركزية و يعير كافة أعضاء الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي) إنتباها شديدا لهذا النقاش الإيديولوجي- السياسي و إلى إتخاذ المواقف الثورية الصحيحة إعتمادا على نظريتنا المرشدة الم-الل-الم و الدروس المستخلصة من التجارب الثرية للثورة العالمية. و كذلك نأمل أن يساهم الثوريون الماويون عبر العالم فى هذا النقاش و يثروا تجارب البروليتاريا العالمية فى التقدّم بالثورة البروليتارية العالمية.
فى هذا الإطار، نأسف أيضا لقول إنّكم لم تكلّفوا أنفسكم عناء الإجابة على مقترحنا بتبادل وجهات النظر مع لجنتكم المركزية بعد إنتخابات أفريل 2008. فإلى ديسمبر 2008 لم نحصل و لا حتى على ردّ من لجنتكم المركزية على الرسالة التى بعثناها إليكم فى غرّة ماي بهذا الصدد. و علاوة على ذلك لم تقع الإجابة من جانبكم على مقترحنا عقد إجتماع اللجنة التنسيقية للأحزاب و المنظمات الماوية لجنوب آسيا لأجل مواصلة الصراع الموحّد للقوى الماوية و القوى المناهضة للإمبريالية فى جنوب آسيا ضد التوسّعية الهندية و الإمبريالية لا سيما الإمبريالية الأمريكية.
و فى الأخير وصلتنا رسالة من قسم العلاقات الدولية لحزبكم فى ديسمبر 2008 و بسرعة لاحقا إنعقد لقاء لممثلين من حزبينا. و إعتمادا على النقاشات التى دارت مع ممثليكم و المادة المتوفرة لنا بشأن التطورات الحالية فى حزبكم و المواقف التى إتخذتموها فى مواضيع شتّى ، نظّمت لجنتنا المركزية نقاشات دقيقة خرجت بإستنتاجات قائمة على الم-الل-الم و تجارب الثورة العالمية ، و الوضع الراهن السائد فى النيبال و العالم المعاصر.
أوّلا ، يسعدنا إندلاع صراع جدّي داخل حزبكم حول المسائل الحيوية المرتبطة بتقدّم الثورة فى النيبال. فمثل هذا الصراع كان لازما منذ زمن طويل ، على الأقلّ منذ شرعت قيادة حزبكم ، فى رأينا، فى إتباع مسار كارثي من "الصيد مع من يصطاد" أي عقد تحالفات مع الأحزاب السياسية الرجعية الإقطاعية و الكمبرادورية بغاية وحيدة هي الإطاحة بالملك و النظام الملكي و فى نفس الوقت تتحدّث عن التقدّم بالثورة فى النيبال عبر "القفزة النهائية" أو الإنتفاضة. و حتى قبل هذا، مفهوم حزبكم للديمقراطية المتعدّدة الأحزاب أو ديمقراطية القرن 21، و مواقفه غير البروليتارية فى مسألة تقييم ستالين و نظرية المزج إلخ ، كانت محلّ نقاش و جدال جدّيين. لقد تناول حزبنا هذه المسائل فى مقالات ضمن مجلاتنا و فى لقاءات صحفية لناطقينا الرسميين تحديدا منذ 2002 ، و بخاصة منذ 2006. و كذلك نبّهنا إلى المواقف غير الماركسية التى إتخذتموها حول مسألة الدولة و الثورة ، و مسألة نزع سلاح و تسريح جيش التحرير الشعبي بوضعه فى ثكنات تحت إشراف الأمم المتحدة، و حول مسألة دمج الجيشين، و تفكيك رابطة الشباب الشيوعي ، و التخلّى عن مناطق الإرتكاز و المكاسب الثورية الكبرى لعقد طويل من حرب الشعب، و سياسة التهدئة المتبناة تجاه التوسعية الهندية و ما إلى ذلك من المواضيع. و مع ذلك ، مثّلت رؤية صراع داخلي فى صفوف حزبكم حول بعض هذه المواضيع أخيرا إشارة مشجّعة.
إثر المسار الخطير الذى مرّ به حزبكم فى الثلاث سنوات الأخيرة ، نأمل جدّيا أن تراجع صفوف حزبكم المواقف الإنتهازية اليمينية الخطيرة و التبعات الكارثية التى نجمت عنها و كذلك أن تعيد النظر و تصلح الخطّ الخاطئ الذى إتبعته قيادة حزبكم و على رأسها الرفيق براشندا. إنّ هكذا إعادة نظر شاملة و صريحة للخطّ الإيديولوجي- السياسي الذى إنتهجته قيادة الحزب و للإنحرافات عن المبادئ الجوهرية للم-الل-الم التى حدثت بإسم التطبيق الخلاّق للم-الل-الم، ستساعد على تركيز الخطّ الصحيح الذى يمكن أن يتقدّم بالثورة إلى الإنتصار النهائي فى النيبال. إنّنا على ثقة من أنّه سيعاد تركيز الخطّ الثوري الصحيح عبر صراع إيديولوجي- سياسي صريح داخل الحزب . و فى هذا السياق، نودّ أيضا أن نعبّر عن عدم موافقتنا بشدّة على ما يسمّى الوحدة بين حزبكم و المجموعة الإنشقاقية لموهان بكرام سيتغ، ماشال إذ نعتقد أنّ الوحدة مع ما تبيّن أنّها مجموعة يمينية لن تساعد على تعميق قضية الثورة فى النيبال بل ستذهب بالحزب بعيدا إلى الأسفل على طريق التحريفية و الإصلاحية. هذه الوحدة المعتمدة على "دمج الإثنين فى واحد" ستزيد من تعزيز أيدى الإصلاحيين و الإنتهازيين اليمينيين داخل الح الش الن الم (الم) أو الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي )- فكر ماو تسى تونغ كما يسمّى حاضرا.
و نمضى الآن إلى معالجة المسائل و الإنحرافات الجدّية التى ظهرت فى مسار تطوّر الثورة النيبالية. و من الهام الإشارة إلى انّ بعض هذه الإنحرافات عن المبادئ الجوهرية للم-الل-الم نظّر لها حزبكم على أنّها إثراء و تطوير للم-الل-الم و لخّصها على أنّها طريق براشندا.
بصدد تقدير طبيعة الدولة فى النيبال و آفاق إكمال الثورة:
أوّلا ، ما هو الطابع الطبقي للدولة التى أمسك بها الح الش الن (الم) عبر سيرورة الإنتخابات البرلمانية فى تحالف مع أحزاب أخرى كمبرادورية و إقطاعية ؟ و كيف يحاول الح الش الن الم (الم) أن يكمل الثورة التى توقفت فى نصف الطريق؟
ما هو فهم الح الش الن الم (الم) لطبيعة السلطة التى أمسك بها بين يديه عبر الإنتخابات؟ هل يعتقد أنّه قادر على إستعمال هذه السلطة لإحداث تغيير ثوري جوهري فى النظام الإجتماعي فى النيبال؟
كيف يمكن لمخطّط الح الش الن الم (الم) أن يُعيد هيكلة المجتمع راديكاليا و بناء ديمقراطية جديدة فى النيبال فى تحالف مع الأحزاب التى تمثّل الطبقات الإستغلالية الرجعية التى تعارض بكلّ ما أوتيت من جهد هكذا تغييرات راديكالية؟
هل يعتقد الح الش الن الم (الم) أنّ جهاز الدولة القديمة رئيسيا بذات البيروقراطية القديمة و الجزء الكبير للجيش القائم القديم –يمكن أن يستخدم كأداة بأيدى البروليتاريا لإحراز تغييرات راديكالية فى النظام الإجتماعي القائم شبه الإقطاعي شبه المستعمر؟
و الأهمّ ما هو موقف الح الش الن الم (الم) تجاه مسألة إرساء دكتاتورية ديمقراطية شعبية فى مرحلة الثورة الديمقراطية الجديدة و إنتقالها إلى الإشتراكية عبر تركيز دكتاتورية البروليتاريا؟ و فى هذا السياق ، ما هي مقاربته للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى التاريخية ؟ ماهي طبيعة الجيش الجديد الذى سيتشكّل من خلال مقترح دمج جيش التحرير الشعبي الثوري والجيش النيبالي الرجعي ؟ هل يمكن للح الش الن الم (الم) كشريك هام فى التحالف الحاكم فى النيبال أن يضمن أن يكون طابع الجيش المندمج النيبالي الجديد مواليا للشعب ؟ و الآن و قد فقد الماويون السلطة بفعل تراجع المساندة من قبل حلفاء كبار آخرين، كيف يمكنهم أن يضمنوا أن لا يستعمل الجيش المندمج الجديد و الحال أنّ الجزء الأكبر منه متكوّن من الجيش الرجعي القديم ، من قبل القوى الرجعية لإرتكاب مجازر فى حق الماويين مثلما شاهدنا فى أندونيسيا أو الشيلي؟
بإستمرار أثرنا هذه الأسئلة ، لا سيما فى السنوات الثلاث الماضية ، أثناء اللقاءات الثنائية و الرسائل إلى لجنتكم المركزية ، و فى بياناتنا و لقاءاتنا الصحفية و كتابات أخرى . جلبنا إنتباهكم إلى إنحرافكم الجدّي عن المفهوم اللينيني للدولة و الثورة و ذكرنا تجارب الثورة فى عديد البلدان . ففى بيان صادر فى نوفمبر 2006 ، نبّهت لجنتنا المركزية إلى أنّه إذا أصبح الماويون جزءا من الحكومة الإنتقالية أو صعدوا إلى السلطة عبر الإنتخابات ليس بوسعهم تغيير الطابع الرجعي للدولة القديمة أو بناء نيبال جديد على الأساس القديم.
"موافقة الماويين على المشاركة فى الحكومة الإنتقالية فى النيبال لا يمكن أن يغيّر الطبيعة الرجعية لآلة الدولة التى تخدم الطبقات الحاكمة المستغِلة و الإمبرياليين. يمكن أن تكون الدولة أداة بأيدى إمّا الطبقات المستغِلّة أو البروليتاريا لكنّها لا يمكن أن تخدم مصالح كلا الطبقات المتنازعة عدائيا. و من المبادئ الماركسية الجوهرية أنه لا يمكن إحداث تغيير فى النظام الإجتماعي دون تحطيم أداة الدولة .و الإصلاحات من أعلى ليس بوسعها أن تحدث تغييرا نوعيا فى النظام الإجتماعي الإستغلالي مهما بدت ديمقراطية الدستور الجديد و حتى إن غدى الماويون عنصرا هاما فى الحكومة . إنّه لمجرّد وهم الإعتقاد أنّه بالإمكان بناء نيبال جديد دون تحطيم الدولة القائمة ".
و بعد بروز حزبكم كأهمّ أوسع الأحزاب فى المجلس التأسيسي و كان يعمل على تشكيل حكومة فى تحالف مع الأحزاب الأخرى الممثّلة للنظام القديم ، مجدّدا نبهناكم فى بيان صدر بإسم لجنتنا المركزية فى 24 أفريل 2008 إلى أنّ "الضامن الوحيد لإنجاز البرنامج الثوري الراديكالي هو رفع الوعي السياسي الطبقي لأوسع الجماهير ، إستنهاضها للصراع الطبقي و تسليحها و تدريبها على قتال مستغِلّيها و كافة القوى الرجعية و الدفاع عن المكاسب المحقّقة خلال فترة طويلة من الصراع الطبقي و الجماهيري... على المرء أن يُبقى فى ذهنه أنّ المكاسب التى يمكن تحقيقها من خلال حكومة جاءت إلى السلطة بواسطة الإنتخابات محدودة للغاية. و بقاء هكذا نظام مرتهن بإتخاذ موقف توفيقي بشأن عديد المسائل الحيوية، و بالتالى المبالغة فى آفاق إعادة الهيكلة الراديكالية للمجتمع أو الإقتصاد من قبل حكومة ماوية ستكون واهمة و سوف تفرّط فى إمكانية و كذلك قدرة الحزب على مواصلة الصراع الطبقي ."
من جديد فى رسالتنا التى بعثنا بها للجنتكم المركزية فى غُرّة ماي 2008 ، أشرنا إلى : " من المبادئ الجوهرية للماركسية أن إعادة هيكلة راديكالية للنظام غير ممكنة دون تحطيم الدولة القائمة. و من غير الممكن إحداث تغييرات حقيقية فى النظام إلاّ عبر الإجراءات "من فوق" ،أي من خلال مناشير و قوانين تصدرها الدولة. و بالفعل ، حتى صياغة مشروع دستور نيبالي لصالح الفقراء و الجماهير المضطهَدة فى حدّ ذاته سيكون صعبا للغاية و صراعا مريرا.
لآ أخطر فى الوضع الحالي من أن نكون مغتبطين بأنفسنا و نستهين بآفاق ردّة الفعل الرجعية. ينبغى ألاّ ننسى أن المكاسب التى يمكن تحقيقها عبر حكومة جاءت إلى السلطة بواسطة الإنتخابات محدودة للغاية. و المبالغة فى آفاق إعادة الهيكلة الراديكالية للمجتمع أو الإقتصاد من قبل حكومة بقيادة ماوية سيكون واهما و ينخر إمكانية و كذلك قدرة الحزب على مواصلة الصراع الطبقي".
موقف حزبنا من النضال ضد النظام الملكي جرى توضيحه عديد المرّات فى الماضى. مثلا، قال الكاتب العام لحزبنا فى إجابته على أسئلة الب ب سي فى أفريل 2007 :
" القتال الحقيقي ليس ضد غينندرا و النظام الملكي الذى ليس سوى رمزا للإضطهاد و الإستغلال الإقطاعي الإمبريالي لأوسع الجماهير فى النيبال. و دون الإطاحة بالقوى الإقطاعية و الإمبرياليين و التجارة الكبرى الهندية و الكمبرادوريين المحلّيين ، مجرّد إزاحة غينندرا لن يحلّ أي من مشاكل جماهير النيبال. و لا يمكن القيام بهذا إلاّ بالمواصلة الصارمة لحرب الشعب حتى النصر النهائي. لا يقدر أي برلمان أن يلمس مكانة هذه القوى الرجعية التى تحكم بالفعل البلاد."
وهكذا يجب أن يكون جليّا أنّ قتال الإقطاعية ليس مرادفا لقتال النظام الملكي، فالنظام الملكي جزء من النظام شبه الإقطاعي شبه المستعمر و مظهره الأساسي هو فى العلاقات شبه الإقطاعية بالأرض. فى الهند ، سُلب الراجا و المهراجا سلطتهم منذ عقود لكن ذلك لم يحطّم القاعدة شبه اقطاعية فى الريف.
إنّ تقديرا صحيحا للدولة قدّمه فعلا حزبكم ذاته قبل سنتين من تحالفه مع السبعة أحزاب البرلمانية. و فى مقال معنون
" حكومة الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد الماركسي - اللينيني : غطاء جديد للإقطاعية و الإمبريالية الواقعين فى أزمة " بقلم رئيس الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) حينها ، الرفيق براشندا ، شرح بوضوح الأمر على النحو التالى:
" أعلنت الماركسية ، على أساس النظرة المادية التاريخية العلمية التى تهاجم بحدّة التغييرات الغريبة و المثالية فى علاقة بسلطة الدولة ، وإستنادا لمادة لا يمكن إنكارها من تجربة الصراع الطبقي، أنّ الدولة ليست سوى سلاح طبقة لقمع طبقة أخرى. لم تكن أبدا سلطة دولة تمثّل طبقات ذات مصالح متناقضة ممكنة فى التاريخ و لن تكون ممكنة فى المستقبل. إنّ الماركسية تكره و تنبذ كافة تهافت الإصلاحية و التعاون الطبقي كنفاق برجوازي. سلطة الدولة هي إمّا دكتاتورية البروليتاريا فى أشكال مختلفة أو سلطة دولة الطبقات المضطهِدَة. لا يمكن أن توجد بلاهة أكبر من بلاهة تصوّر سلطة تعمل بين الإثنين. "
ومستشهدا بالرفيق لينين كتب " الدولة تنظيم خاص للقوّة ، إنّه تنظيم للعنف لقمع طبقة ما " ثمّ عن صواب تساءل الرفيق براشندا :" هل ستكفّ الآن سلطة الدولة عن أن تكون تنظيما للعنف بالضبط بعد مشاركة الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد الماركسي-اللينيني فى الحكومة؟"
و مستحضرا مقتطفا للينين ، شرح كيف أنه ليس بوسع أيّة حكومة أن تكون موالية للشعب طالما أنّ المؤسستين ،مؤسسة البيروقراطية و الجيش القائم تظلان هي هي: مؤسستان تميّزان جهاز الدولة البيروقراطية و الجيش القائم" .
و قد أشار الرفيق براشندا بطريقة سليمة إلى أنّه " من البديهي أن أي حكومة مضطرّة للعمل فى ظلّ توجيه البيروقراطية و الجيش القائم ، أهمّ مكوّنين لسلطة الدولة ، لا يمكنها أن تغدو موالية للشعب على الأقلّ".
و شارحا الطابع الرجعي لحكومة الح الش الن الموحّد الماركسي-اللينيني يذكر الرفيق براشندا المقولة الماركسية الشهيرة :
"البتّ مرّة كل عدّة سنوات فى مسألة معرفة أي عضو من الطبقة السائدة سيقوم بقمع و سحق الشعب فى البرلمان - هذا هو الجوهر الحقيقي للبرلمانية البرجوازية، ليس فقط فى الملكيات البرلمانية الدستورية ، بل كذلك فى الجمهوريات الأوسع ديمقراطية" ( لينين "الدولة و الثورة" ).
كان هذا قبل ستّ سنوات ، فى 2003، عندما كانت حرب الشعب تتقدّم بخطوات سريعة . لكن كيف تغيّرت هذه الصياغات النظرية الجوهرية إثر ظهور الح الش الن (الماوي ) كأوسع حزب فى إنتخابات أفريل 2008 ؟
هل بمقدور المرء أن يصف تشكيل حكومة فى تحالف مع الأحزاب الكمبرادورية - الإقطاعية و محاولة إحداث تغيير إجتماعي ثوري عبر أساسا جهاز الدولة القديمة بأنّه مجرّد تكتيك؟ بأيّ منطق يقدر المرء أن يقول إنّه ليس طريقا للثورة مشابه ل "الإنتقال السلمي إلى الإشتراكية" الذى صاغه خروتشاف؟
ذكّرنا بتصريحات قادة الح الش الن (الم) فى مناسبات عدّة ، لا سيما بعد إنتصارهم الإنتخابي فى أفريل 2008، و نذكّر بنظرية الحزب الشيوعي الأندونيسي التحريفي ، أي "مظهر موالي للشعب" و "مظهر مناهض للشعب" الذى إقترحه رئيس الحزب آيديت. فحسب هذا الأخير " المشكل العويص فى أندونيسيا الآن ليس تحطيم سلطة الدولة مثلما هو الحال فى عديد الدول الأخرى ، لكن تعزيز و توطيد المظهر الموالي للشعب... و القضاء على المظهر المناهض للشعب".
هذا التحوّل السلمي سيقع ب "عمل ثوري من فوق و من تحت" أي بالمبادرة بالإجراءات الثورية من فوق بغاية تغيير مكوّنات مختلف أجهزة الدولة من جهة و من جهة أخرى ب "إستنهاض و تنظيم و تعبئة " الجماهير لتحقيق هذه التغييرات.
علاوة على ذلك هناك عدّة مواضيع حيث موقف حزبكم قد قاد بعدُ إلى التخلّى عن المستلزمات الأساسية لإحداث تغيير ثوري فى النيبال. و أهمّ هذه المستلزمات هو التفكيك المتوقّع لجيش التحرير الشعبي بوضعه فى ثكنات تحت إشراف الأمم المتحدة لأكثر من سنتين، وإعادة الأرض و الأملاك التى إفتكّها الشعب أثناء حرب الشعب إلى المستغِلِّين و المضطهِدِين ، و حلّ رابطة الشباب الشيوعي ، و المساومة مع الإمبريالية و التوسعية الهندية و أعداء أساسيين آخرين للثورة فى النيبال و ما إلى ذلك.
صرّح الرفيق براشندا بأنّ "النشاط شبه العسكري للجناح الشبابي للحزب، رابطة الشباب الشيوعي ، سيتمّ إيقافه ، و البنايات و المصانع و الممتلكات العامّة و الخاصّة التى إفتكّها الحزب ستعاد إلى أصحابها المعنيين". كما صرّح بأن كافة وحدات الحزب [ مختلف مستويات الحكومة الثورية السابقة المركزة إبّان حرب الشعب ] سيتمّ أيضا إيقاف نشاطها و أكّد أنّ "هذه الإتفاقيات ستكرّس فى أقرب وقت ممكن بعد تحديد جدول زمني".
و لا يمكن أن تكون لهذه الإجراءات التى مرّ ذكرها إلاّ نتيجة واحدة وحيدة هي التخلّى عن السلطة الشعبية الثورية و كافة المكاسب الناجمة عن عقد طويل من حرب الشعب بثمن أكثر من 13 ألف شهيد بطل ، أفضل أبناء و بنات النيبال.
و زيادة على كلّ هذا هناك أيضا مسألة أكثر جدّية تخصّ فهم الح الش الن الم (الم) للمفهوم الماركسي-اللينيني لدكتاتورية البروليتاريا. و مثلما قال الرفيق لينين فإنّ المظهر المميّز للشيوعي الحقيقي ليس مجرّد القبول بالصراع الطبقي و إنّما قبوله أيضا بتركيز دكتاتورية البروليتاريا. و الماركسية- اللينينية - الماوية تعلّمنا أنّ هذه المسألة فى البلدان المتخلفة مرتبطة بمسألة إرساء دولة الديمقراطية الجديدة أي الدكتاتورية المشتركة لجميع الطبقات المناهضة للإمبريالية و المناهضة للإقطاعية بقيادة تحالف العمّال و الفلاحين. لا يتحدّث الح الش الن الم (الم) فى أي من وثائقه عن ممارسته الدكتاتورية على الطبقات المستغِلّة.
بصدد الحكومة الإئتلافية :
لقد جرى الدفاع عن مقترح تشكيل إئتلاف حكومي مع الأحزاب الأكثر رجعية التى تمثّل المصالح الطبقية للطبقات الحاكمة الإقطاعية و الكمبرادورية و تخدم الإمبريالية و التوسعية الهندية، من قبل حزبكم مستشهدا ببعض التجارب التاريخية مثل مقترح الحكومة الإئتلافية مع عدوّ الشعب الصيني ، تشان كاي تشاك ،التى أقامها الحزب الشيوعي الصيني فى ظلّ قيادة الرفيق ماو فى الصين إبّان حرب المقاومة ضد اليابان. و مع ذلك فإنّ فهم و ممارسة الح الش الن الم (الم) فى ظلّ الرفيق براشندا متعارضة كليا مع تلك التى إتبعها الحزب الشيوعي الصيني فى ظلّ قيادة الرفيق ماو آنذاك.
لقد فضح الرفيق براشندا بعينه الطابع المعادي للشعب للإئتلافات الحكومية المشكلة من تحالف مع الأحزاب البرجوازية و الإقطاعية و من ذلك الحكومة الإئتلافية بقيادة الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماركسي –اللينيني ) المشكلة فى النيبال إثر إنتخابات نصف المرحلة النيابية فى 1991. و عقد مقارنة مع الحكومة الديمقراطية البرجوازية المشكّلة إثر ثورة فيفري 1917 عقب سقوط القيصر فى روسيا بمساهمة المناشفة. و مستشهدا بالرفيق لينين ، كتب فى مقال بعنوان "حكومة الح الش الن الم (الماركسي –اللينيني) : درع جديد للإقطاعية و الإمبريالية فى ظلّ أزمة" قائلا: " إنّ الرأسماليين المنظمين أحسن من غيرهم و الذين هم الأكثر خبرة فيما يتعلّق بقضايا النضال الطبقي و السياسة، قد تعلّموا قبل غيرهم. فلمّا رأوا أنّه لا يمكن المحافظة على وضع الحكومة لجأوا إلى أسلوب إستخدمه رأسماليو البلدان الأخرى طوال جملة كاملة من العقود بعد 1848 من أجل خداع العمال و تقسيمهم و إضعافهم. وهذا الأسلوب هو ما يسمّى بالوزارة "الإئتلافية" ، أي وزارة متحدة ، متألفة من البرجوازية و المرتدين عن الإشتراكية، وزارة مشتركة بينهم. "( لينين، " دروس الثورة ") .
و من المهمّ أيضا الإشارة إلى أن حزبكم قد ندّد بالحكومة الرجعية لتحالف الح الش الن الم( الم-الل ) بالتذكير بالتجربة التاريخية فى روسيا حيث بالفعل ، قد ندّد الرفيق لينين بالحكومة الديمقراطية البرجوازية حتى بعد سقوط الأوتوقراطية القيصرية ، بالكلمات التالية :
" إنّ من يزعم أنّه ينبغى على العمّال دعم الحكومة الجديدة فى صالح النضال ضد الرجعية القيصرية ( و هذا ما يزعمه ، على ما يبدو، أمثال بوتريسوف و غفوزديف و تشخينكيلي و كذلك تشخييدزه رغم كلّ لفه و دورانه) ، إنما يخون العمال، يخون قضية البروليتاريا ، يخون قضية السلام و الحرية ". ( لينين : "رسائل من بعيد ") .
ما الخاطئ فى تطبيق الملاحظة أعلاه للرفيق لينين التى أدلى بها فى إطار إنتصار الثورة الديمقراطية البرجوازية و سقوط الأوتوقراطية القيصرية فى روسيا. أوّلا ، ليسا الإثنان متشابهان فما حدث فى روسيا كان ثورة ديمقراطية برجوازية بينما ما حدث فى النيبال مجرّد إطاحة بالملك لم تغيّر الأساس الإقتصادي و الإجتماعي شبه المستعمر شبه الإقطاعي. إضافة إلى ذلك فإنّ النقطة الأساسية هنا ليست كونه ينبغى أو لا ينبغى أن يشكّل الح الش الن (الم) حكومة إئتلافية فى النيبال مع أحزاب الطبقات الحاكمة الأخرى ، و إنّما هي لا ينبغى أن يكون ذلك على حساب تسريح جيش التحرير الشعبي و تخلّى الح الش الن (الم) عن قواعد الإرتكاز. و لنتناول بالتحليل هذه القضية المفتاح و الأهمّ.
بصدد التخلّى عن قواعد الإرتكاز و نزع سلاح جيش التحرير الشعبي:
المسألة المركزية للثورة هي إفتكاك السلطة بالقوّة المسلّحة. فى البلدان شبه المستعمرة شبه الإقطاعية تفتكّ السلطة أوّلا فى المناطق المتخلّفة من الريف بتركيز قواعد إرتكاز ، ثمّ محاصرة المناطق المدينية ، و تنظيم إنتفاضات فى المدن و فى النهاية تحقيق الإنتصار عبر البلاد كافة. و بالتالى، لا حاجة إلى التشديد على أهمّية قواعد الإرتكاز و الجيش الشعبي. فهذان المظهران حيويان للإنتصار لأية ثورة و هما ليسا موضوع مساومات مهما كانت التعلاّت.
لقد ناقشت لجنتنا المركزية هذه المسألة معكم فى لقاءاتنا الثنائية العالية التمثيلية منذ زمن إعدادكم لمخطّطات لحكومة إنتقالية، و إنتخابات مجلس تأسيسي و وضع نهاية للنظام الملكي. و قد أكّدتم لنا أن قواعد الإرتكاز لن يتمّ التخلّى عنها و أنّه لن يتمّ نزع سلاح جيش التحرير الشعبي. بيد أنّه لاحقا تبيّن أنّكم قمتم بالأمرين و حتى إستدعيتم المؤسسة الإمبريالية - الأمم المتحدة- للإشراف على نزع سلاح جيش التحرير الشعبي.
فى نوفمبر 2006 أصدرت لجنتنا المركزية موقفا حول مقترح الح الش الن (الم) بنزع سلاح جيش التحرير الشعبي ووضع المقاتلين فى ثكنات. معنونا " لا يمكن لنيبال جديد أن يظهر إلاّ بتحطيم الدولة الرجعية!" أعرب عن أن وضع سلاح جيش التحرير الشعبي تحت إشراف الأمم المتحدة سيفضى إلى نزع سلاح الجماهير!!! أكّد الحزب الشيوعي الهندي (الماوي) :
" إتفاق وضع أسلحة الجيش الشعبي فى ثكنات معيّنة محفوف بتبعات خطيرة. و هذا العمل سيفضى إلى نزع سلاح الجماهير المضطهَدَة فى النيبال و إلى الإنقلاب على المكاسب التى حققها شعب النيبال طوال عقد من حرب الشعب مقابل تضحيات جسام...
لقد بيّنت كافة تجارب الثورة العالمية مرّة فمرّة أنّه دون جيش شعبي من غير الممكن للشعب أن يمارس سلطته. لا شيئ أكثر فظاعة بالنسبة للإمبريالية و الرجعيين من الجماهير المسلّحة و بالتالى سيعقدون بسرور أي إتفاق لنزع سلاحها. و بالفعل، نزع سلاح الجماهير كان الجملة المذكورة مرارا و تكرارا من قبل كافة الطبقات الحاكمة الرجعية منذ ظهور المجتمع المنقسم إلى طبقات. فالجماهير غير المسلحة فريسة سهلة للطبقات الرجعية و الإمبرياليين الذين إقترفوا حتى مجازرا كما أثبت التاريخ. و اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الهندي (الم) بما هو فصيل من البروليتاريا العالمية تحذّر الح الش الن (الم) و شعب النيبال من الخطر الكبير الكامن فى إتفاق نزع السلاح و تدعوهما إلى إعادة النظر فى تكتيكاتهم على ضوء التجارب التاريخية المُرّة...
و كذلك نناشد الح الش الن (الم) مجدّدا أن يعيد التفكير فى تكتيكاته الحالية التى هي عمليا تغيّر التوجه الإستراتيجي ذاته للثورة فى النيبال و أن يتراجع عن إتفاقه مع حكومة النيبال لأنّ ذلك يحرم الشعب من وسائل دفاع فى وجه هجمات الرجعيين".
فى جوابه على الأسئلة المبعوثة لوسائل الإعلام ، لا سيما الب ب سى، فى أفريل 2007 ، أشار سكرتيرنا العام، الرفيق غاناباثى:
" الجزء الأخطر من الإتفاقية هو نزع سلاح جيش التحرير الشعبي عن طريق نزع سلاحه ووضع مقاتليه فى ثكنات. و لن يفيد هذا سوى نزع سلاح الجماهير ووضعها تحت تصرّف المضطهِدِين . لا لن يسمح لا الإمبرياليون و لا الجيران الكبار مثل الهند و الصين بأي تغيير جوهري فى النظام الإقتصادي الإجتماعي فى النيبال. و لا يمكن أن يظلّوا سلبيين كالمتفرّجين لو جرى تقويض مصالحهم من قبل الماويين سواء عبر حرب الشعب أم عبر البرلمان. و بالتالى ، لا يمكن للماويين أبدا أن يحقّقوا هدفهم فى وضع نهاية للإستغلال الإقطاعي و الإمبريالي بدخول البرلمان بإسم الديمقراطية المتعدّدة الأحزاب. سيجرى إمّا إستيعابهم من طرف النظام و إمّا يتخلّوا عن السياسة الحالية لتقاسم السلطة مع الطبقات الحاكمة و يواصلوا الثورة المسلّحة لإفتكاك السلطة. لا وجود لموقع وسطي بوذي .لا يمكنهم إرساء قواعد اللعبة التى إخترعتها البرجوازية ".
كانت عملية نزع السلاح ووضع مقاتلى جيش التحرير الشعبي فى ثكنات تحت إشراف الأمم المتحدة ، عمليا، بمثابة التخلّى عن حرب الشعب الطويلة الأمد والصراع الطبقي بإسم الديمقراطية المتعدّدة الأحزاب و تعريض المكاسب المحقّقة طوال عقد من حرب الشعب إلى الخطر. لقد حدث الإنحراف الكبير الأوّل حينما قرّر الح الش الن (الم) الإبحار مع السبعة أحزاب البرلمانية بالموافقة على التخلّى عن قواعد الإرتكاز ، و حلّ جيش التحرير الشعبي و المشاركة فى الإنتخابات بإسم القتال ضد النظام الملكي. و هذا الخطّ إنحراف تام عن الماركسية-اللينينية-الماوية و مفهوم حرب الشعب الطويلة الأمد. و لتبرير هذا إستشهد الح الش الن (الم) بمثال الحزب الشيوعي الصيني فى ظلّ ماو ، و الذى أقام جبهة متحدة مع كيومنتانغ تشان كاي تشاك و أصدر دعوة لحكومة إئتلافية. إنه لواقع أن الحزب الشيوعي الصيني أصدر نداءا لجبهة متحدة من هذا القبيل. و مع ذلك واقع أيضا أنّه لم يقترح البتّة التخلّى عن قواعد الإرتكاز أو نزع سلاح جيش التحرير الشعبي. و بالضبط هذا هو الذى جعل موقف الحزب الشيوعي الصيني أقوى مع نهاية الحرب المناهضة لليابان. لقد إستطاع أن يملي مواقفه على الآخرين بالأساس بالإعتماد على قوّته المستقلّة فى قواعد الإرتكاز و جيش التحرير الشعبي. و عندما رفض تشان كاي تشاك العمل وفق مصالح الصين و إستمرّ فى هجومه ضد الشيوعيين فى تحالف مع الإمبرياليين ، إستطاع الحزب الشيوعي الصيني أن يعزل الكيومنتانغ ،و يوسّع قواعد الإرتكاز و جيش التحرير الشعبي بسرعة و حقّق الإنتصار للثورة فى فترة وجيزة عقب نهاية حرب المقاومة المناهضة لليابان. و النتيجة كانت أن كسب الحزب الشيوعي الصيني كسبا هائلا من مقترحه للجبهة المتحدة مع الكيومنتانغ.
لكن فى حال الح الش الن (الم) ، رغم تحقيقه لكسب إنتخابي كبير ، فقد عانى من خسارة إستراتيجية كبرى بما أنّه حلّ الحكومات الشعبية على النطاق المحلّى ، و تخلّى عن قواعد الإرتكاز و نزع سلاح الجيش الشعبي. و أحد بنود إتفاقية نزع السلاح من قبل جيش التحرير الشعبي تبدو حتى مبعث سخرية. يقول إنّه بينما ينزع جيش التحرير الشعبي سلاحه و يضع نفسه فى ثكنات، على الجيش النيبالي أيضا أن ينزع عددا مساويا من الأسلحة ! ويعنى هذا البند أنّه فيما يصبح جيش التحرير الشعبي منزوع السلاح كليا يظلّ الجيش الرجعي كما هو!! فكلّ ما عليه فعله هو نزع بعض من أسلحته. لماذا قبلت قيادة الح الش الن (الم) هكذا سخافة و الأهمّ ، بهكذا شرط بالغ الخطورة ؟ هل هي بلاهة إلى درجة كونها ليست واعية بتبعاته؟ ليس بوسعنا سوى قول إنّ هذا تمّ قصدا بما أنّ القيادة المركزية للحزب قد إختارت الإبتعاد عن حرب الشعب و إتباع طريق سلمي للديمقراطية المتعدّدة الأحزاب لبناء ما يفترض أنّه نيبال جديد. و قد أكّد الرفيق براشندا بما لا يدع مجالا للشكّ هذا فى مقابلاته الصحفية و خطاباته و فى مناسبات عدّة.
لقد وضع طريق براشندا الح الش الن (الم) أو ما يسمّى الآن الح الش الن الم (الم) و جيش التحرير الشعبي و سلطة الشعب فى الريف فى خطر كبير و بين أيدى الأحزاب الرجعية و التوسعيين الهنود و الإمبرياليين . إنّه الآن بلا قوّة للدفاع عن نفسه أو عن مصالح أوسع الجماهير فى وجه هجمات الطبقات الرجعية و الإمبرياليين. و لا يملك قواعد إرتكاز يعتمد عليها و لا جيشا للقتال ضد الإنقلابات و المآمرات الرجعية.
و فوق ذلك، إثر تشكيل الحكومة بقيادة ماوية ، لم يعد جيش التحرير الشعبي تحت إمرة الح الش الن الم (الم). و قد وقع التنصيص بوضوح على التغيير فى دور و مسؤولية جيش التحرير الشعبي فى خطاب ألقاه الرفيق براشندا بمناسبة الذكرى 14 لإنطلاق حرب الشعب و الثامنة ليوم جيش التحرير الشعبي فى هاتيكور تابعة لجيش التحرير الشعبي و نُشر فى 26 فيفري:
" القضية الأهمّ هي أنّه وفق روح الدستور الإنتقالي و الإتفاقيات المعقودة قبلا بين الأحزاب السياسية ، لن يكون جيش التحرير AISCالشعبي مباشرة تحت إمرة الح الش الن الم (الم) . سيكون جيش التحرير الشعبي مباشرة تحت قيادة
ونظريا جيش التحرير الشعبي هو بعدُ تحت قيادتها. سنكون لفترة طويلة مرتبطين تأمّليا وهذا شيئ آخر. و مع ذلك ، لن يكون جيش التحرير الشعبي تحت قيادة الح الش الن الم (الم) أخلاقيا و نظريا. فى وضع سلطة دولة قانونية والمرحلة الإنتقالية ، ويتبع تعليماتها . وقد صار جيش التحرير الشعبي قانونيا جزءا من الدولة منذ إقامة AISC سيقبل جيش التحرير الشعبي قيادة
". AISC
و اليوم ثمّة وضع خاص فى النيبال. يواصل الجيش النيبالي الملكي القديم تمثيله حصن آلة الدولة القائمة فى النيبال فيما يقف جيش التحرير الشعبي سلبيا متفرّجا. ما الذى سيقوم به الماويون إذا نُظّم إنقلاب من قبل الجيش بإيعاز من الأحزاب الكمبرادورية- الإقطاعية الرجعية بدعم من التوسعيين الهنود والإمبرياليين الأمريكان؟ أو إذا نظّم الرجعيون حمّام دم على الطريقة الأندونيسية ضد الشيوعيين ؟ كيف سيدافع الماويون عن أنفسهم و الحال أنهم حلّوا جيش التحرير الشعبي ونزعوا سلاحه؟ لقد أثرنا ، فى لقاءاتنا الثنائية منذ زمن، مسألة تطبيق مقترح الرفيق براشندا بدمج الجيشين. و لم تقدّم أية إجابات عن هذه المسألة الحيوية و الجوهرية للثورة. بالتهرّب من الإجابة و اللجوء إلى الإنتقائية ، وضع حزبكم عمليا مستقبل المضطهَدين فى خطر كبير.
بصدد ديمقراطية القرن21 :
إدّعى حزبكم بانّ " قرار الديمقراطية المتعدّدة الأحزاب موقف إستراتيجي ، نظري متطوّر " و أنّه قابل للتطبيق حتى فى الظروف القائمة فى الهند [ من اللقاء الصحفي لبراشندا مع جريدة "الهندي"]. لقد أصبغتم دلالة عالمية لذلك و إدّعيتم أنّه محاولة لمزيد تطوير الم-الل-الم. و من هنا ثمّة حاجة لكلّ حزب بروليتاري أن يتخّذ موقفا واضحا قطعيا بشأن ما يسمّى ب "إثراء الما-الل-الم".
لقد بدأ المشكل المفاهيمي للديمقراطية داخل قيادة الح الش الن الم (الم) على الأقلّ مع سنة 2003. ذلك أنّ إجتماع لجنتكم المركزية لسنة 2003 صادق على وثيقة حول تطوير الديمقراطية فى القرن 21. فى تلك الوثيقة إقترحتم أنّه ينبغى أن يوجد " تنافس سلمي بين كافة الأحزاب السياسية المناهضة للإقطاعية و القوى الإمبريالية الأجنبية. " و قلتم إنّ : " فى إطار دستوري معيّن ينبغى أن يوجد تنافس متعدّد الأحزاب طالما أنّه ضد الإقطاعية ، و ضد التدخّل الإمبريالي الأجنبي". و قلتم خلال لقاءاتنا الثنائية إنّ ما تتحدّثون عنه هو الفترة التالية للثورة و ليس السابقة لها. لكن فى ما بعد شرعتم فى الإجابات الزئبقية و التعويمية بشأن ما إذا كانت المنافسة المتعدّدة الأحزاب كذلك قابلة للتطبيق قبل إفتكاك الطبقة العاملة للسلطة. ثمّ ، مع إمضاء إتفاق ال12 نقطة مع السبعة أحزاب البرلمانية قمتم بإنقلاب تام و أكّدتم أن حزبكم مستعدّ للتنافس مع الأحزاب الأخرى الإقطاعية و الكمبرادورية ! و الديمقراطية التى تطمحون إلى تطويرها عبر التنافس السلمي مع هكذا أحزاب تقع خارج نطاق فهمنا.
فى لقائه الصحفي مع جريدة "الهندي" فى 2006 ، قال الرفيق براشندا :" و نقول للأحزاب البرلمانية أنّنا على إستعداد للتنافس السلمي معها جميعها".
هنا لا يوجد تعويم للكلمات. لقد أكّد قائد الح الش الن الم (الم) مباشرة للأحزاب البرلمانية الكمبرادورية - الإقطاعية بأنّ حزبه مستعدّ للتنافس السلمي مع جميعها. و يوصف هذا القرار الخاص بالديمقراطية المتعدّدة الأحزاب بأنّه موقف إستراتيجي و نظري متطوّر ، فى حين أنّ الرفيق براشندا يتقدّم بأطروحة خطيرة هي أطروحة التعايش السلمي مع أحزاب الطبقات الحاكمة عوض الإطاحة بها عبر الثورة، والتنافس السلمي مع كافة الأحزاب البرلمانية الأخرى ، بما فيها ، أحزاب الطبقات الحاكمة التى هي عميلة الإمبريالية أو الرجعية الأجنبية، فى ما يسمى إنتخابات برلمانية ، و التخلّى عن هدف بناء الإشتراكية لفترة غير محدّدة، و فتح الأبواب واسعة للرجعيين الكمبرادور- الإقطاعيين للوصول إلى السلطة بإستعمال تخلّف الجماهير و الدعم الكبير للرجعيين المحلّيين و الأجانب أو القوى البرجوازية و البرجوازية الصغيرة للإستيلاء السيرورة الكاملة لتطوّر المجتمع من التوجّه الإشتراكي إلى الرأسمالية بإسم الديمقراطية و الوطنية. عموما تخلق إستنتاجات الرفيق براشندا الخاصّة بالديمقراطية المتعدّدة الأحزاب أوهاما ضمن الشعب بشان الديمقراطية البرجوازية و دستورهم.
لقد أشار الرفيق ماو إلى أنّ :" الذين يطالبون بالحرّية و الديمقراطية بصورة مطلقة ينظرون إلى الديمقراطية كنهاية و ليس كوسيلة. الديمقراطية هكذا تبدو أحيانا كنهاية ، لكنّها فى الواقع هي فقط وسيلة. تعلّمنا الماركسية أن الديمقراطية جزء من البناء الفوقي و تنتمى إلى مجال السياسة، أي فى التحليل الأخير ، تخدم القاعدة الإقتصادية و الشيئ نفسه صحيح فى ما يتعلّق بالحرّية. كلّ من الديمقراطية و الحرّية نسبيّان ، ليسا مطلقين، و تولدان و تتطوران فى ظروف تاريخية معيّنة " ( مصدر سابق)
الديمقراطية الحقيقية يُتوصّل إليها عبر نضال متسق و بلا مساومة ضد الإمبريالية و الإقطاعية - فى كلّ من القاعدة و البنية الفوقية- و إنجاز مهام الثورة الديمقراطية الجديدة. على المستوى الفردي ، مثلما قال ماركس، الحرية إعتراف بالضرورة ، و على النطاق السياسي ، تعنى كسر السلاسل التى تقيّدنا إلى النظام الإمبريالي.
يقول حزبكم إنّه قد لخّص تجارب ثورات القرن 20 و إستخلص منها و من الثورات و الثورات المضادة للقرن 20 دروسا إيجابية و سلبية .لكن ما هي الدروس التى إستخلصها و التى ينبغى على الماويين إستخلاصها من تجارب المشاركة الشيوعية فى ما يسمّى بالديمقراطية البرلمانية فى بلدان مثل أندونيسيا و الشيلي و نيكاراغوا و السلفادور و غيرها؟ هل كان حزبكم لينتهج ذات الطريق أعلاه إن كان قد لخّصها على الوجه الصحيح و إستخلص الدروس من ثورات القرن20 ؟ هل ثمّة شيئ خاطئ إذا إستنتج المرء من كلّ من مفهومكم لديمقراطية القرن 21 و التنافس المتعدّد الأحزاب و ممارسة التخلّى عن حرب الشعب ، أنّكم تتبعون ذات الطريق الذى رسمته الأحزاب التحريفية فى البلدان المذكورة آنفا ؟
فى مقال فى مجلّتنا النظرية "حرب الشعب" فى 2006 ، أشرنا إلى عبثية المشاركة فى الإنتخابات و كيف أنّها فى النهاية تساعد الطبقات الحاكمة الرجعية . لقد نبّهنا إلى انّ:
" و حتى إذا بلغ حزب ماوي السلطة عبر الإنتخابات، و دمج قواته المسلّحة الخاصّة بقوات الدولة القديمة ، يمكن الإطاحة به عبر إنقلاب عسكري، و يمكن أن يذبح الرجعيون قواته المسلّحة و أن يقضوا على قادة الحزب و كوادره... و إذا أراد أن يكون جزءا من اللعبة البرلمانية فيجب أن ينصاع لقوانين الرجعيين و لا يمكنه تطبيق سياسات مناهضة للإقطاع و للإمبريالية بحرّية. و حتى إستقلالية القضاء يجب الإعتراف بها كجزء من اللعبة البرلمانية و يمكن أن يقفوا حاجزا أمام كلّ إصلاح يسعى الحزب الماوي للمبادرة به إثر الوصول إلى السلطة عبر الإنتخابات.
ثمّ ، ستوجد عديد المؤسسات المستقلّة مثل القضاء و لجنة الإنتخابات و لجنة حقوق الإنسان المموّلة من طرف الإمبرياليين ووسائل الإعلام ، و مختلف الجمعيات الفنّية و الثقافية و حتى الدينية ، و المنظمات غير الحكومية، و هكذا. إذا صرّح المرء بإلتزامه بالديمقراطية المتعدّدة الأحزاب، ليس بوسعه أن يتنصّل من الدفاع عن هذه المسماة مؤسسات مستقلّة. و العديد منها يمكن أن تعمل لصالح الثورة المضادة بطرق دقيقة جدّ متنوّعة. كما لا يستطيع المرء نسيان الطريقة الدقيقة التى بها تسرّبت الوكالات الغربية و أفسدت المجتمعات فى بلدان أوروبا الشرقية و حتى فى الإتحاد السوفياتي السابق".
لقد شرح حزبكم على نحو صحيح فى الوثيقة حول ديمقراطية القرن21 ،المنشورة فى جوان 2003 ،الدور الذى ينهض به الحزب البروليتاري إثرتولّى سلطة الدولة بالكلمات التالية :
" أكّدت التجربة أنّ بتولّى سلطة الدولة ، حين يشارك قادة الحزب و كوادره فى إدارة شؤون الدولة ،تولد إمكانية قويّة أن يحوّل الجوّ العام الحزب إلى طبقة بيروقراطية ، وصولية تبحث عن الرفاهة. و مع إشتداد هذا الخطر سيصبح الحزب أكثر شكلية و إغترابا عن الجماهير ، بالقدر ذاته. و عندما تبلغ السيرورة مستوى معيّنا من تطوّرها الخاص ، تنزع إلى التحوّل إلى ثورة مضادة. لذلك بغية منع هكذا خطر للثورة المضادة من الحدوث ، من المهمّ مزيد تطوير الآلية و النظام حتى يكون الحزب بإستمرار تحت يقظة و مراقبة و فى خدمة البروليتاريا و الجماهير الكادحة حسب نظرية صراع الخطّين و الثورة المستمرّة . لهذا من المهمّ جدّا و يتعيّن أن توجد آلية لضمان مشاركة كافة الشعب فى صراع الخطّين و أن يساهم قطاع من القادة القادرين و الراسخين فى العمل الجماهيري و قطاع آخر يشارك فى إدارة آلة الدولة و بعد فترة زمنية معيّنة يجب أن تجري إعادة تقييم العمل و بالتالى تعزيز العلاقة بين كافة الحزب و الجماهير الواسعة".
إنّ الدور المذكور أعلاه ببساطة غير ممكن فى الوضع الحالي حيث الحزب يتقاسم السلطة حاضرا مع ممثّلى الطبقة الإقطاعية القديمة و الطبقة الكمبرادورية و علاقتها مع الإمبريالية علاقة عبودية لذلك لم يكن مفاجئا رؤية أغلب القادة الراسخين ينهضون بدور إدارة دولة تظلّ أداة إضطهاد للجماهير و لا تمثّل بتاتا طموحات الجماهير.

بصدد طريق الثورة فى البلدان شبه الستعمرة شبه الإقطاعية :
نظرية المزج:
كان هذا موضوع الكثير من النقاش حتى منذ زمن إنتصار الثورة فى الصين. و خلال الجدال الكبير بين الحزب الشيوعي السوفياتي و الحزب الشيوعي الصيني فى بدايات الستينات ، ركّز الحزب الشيوعي الصيني بصلابة طريق الثورة فى بلدان آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية.
و الوثيقة التى تبنتها اللجنة المركزية للح الش الن (الماوي) فى 1995 قد صاغت بصفة صحيحة إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد إثرتحليل خصوصيات النيبال:
" يبيّن تلخيص كافة الخصوصيات بوضوح أنّه من غير الممكن للكفاح المسلّح فى النيبال أن يشهد قفزة سريعة نحو الإنتفاضة و إلحاق الهزيمة بالعدوّ. مع ذلك ، من الممكن تماما أن نسحق نهائيا العدوّ عبر التطوير المنظّم للكفاح المسلّح فى النيبال. و بوضوح يمكن أن نستشفّ من هذا أن الكفاح المسلّح فى النيبال يجب بالضرورة أن يتخذ إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد لمحاصرة المدن إنطلاقا من الريف".
لكن فى ندوته الوطنية الثانية المنعقدة فى 2001 ، عقب تلخيص تجارب حرب الشعب فى النيبال ، قدّم نظرية مزج النوعين المختلفين من الإستراتيجات التى تطبّق فى بلدان ذات خصوصيات مختلفة. و بالضبط عقب الندوة الوطنية الثانية للح الش الن (الم) ، شدّد البلاغ الصحفي الممضى بإسم الرفيق براشندا ، بكلمات لا غبار عليها أنّ :
" التطوّر السريع للعلم و التكنولوجيا ، خاصة فى مجال الألكترونيك ، أفرز نمطا جديدا تماما فى ما يتعلّق بمواصلة الثورة فى كلّ بلد و فى العالم فى شكل مزج إستراتيجيات حرب الشعب الطويلة الأمد و الإنتفاضة العامة المسلّحة ،إعتمادا على التحليل أعلاه."
و بينما يوضّح أنّه الآن : " لا يمكن تطبيق أي نموذج معتمد على الثورة البروليتارية فى الماضى كما حدث فى الماضى نظرا للتغيرات التى شهدها العالم " ، تقدّم بمنهجية ملموسة لمزج الإنتفاضة العامّة بإسترايتجيا حرب الشعب الطويلة الأمد فى النيبال.
و رغم أنّ الح الش الن (الم) إدّعى فى 2001 أنّ هذا الإستنتاج إستخلص من تلخيص لتجارب خمس سنوات من حرب الشعب فى النيبال، لا وجود لتجربة تاكّد صحّة هذا التصريح. و بالعكس، لم تفعل النجاحات التى كسبت فى الخمس سنوات من حرب الشعب سوى إثبات صحّة إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد.
و التغييرات التى حدثت فى الوضع العالمي إثر ثمانينات القرن العشرين لا توفّر أية قاعدة جديدة ل "مزج" الإستراتيجيتين المختلفتين نوعيا فى إستراتيجيا "جديدة" مختلطة ، لسبب بسيط هو أنّه لم يحدث أي تغيير نوعي فى الأنظمة الإقتصادية-الإجتماعية لبلدان مثل الهند و النيبال . فى كافة البلدان المتخلّفة كالنيبال و الهند ، لم تنبذ الإستراتيجيا الماوية أبدا إستعمال تكتيك الإنتفاضة فى المدن خلال سيرورة الثورة. و قد شوهد هذا أيضا إبّان الثورة الصينية. و بالفعل ، نمت أهمّية إستعمال هذه التكتيكات فى إطار التغيّرات التى جدّت إثر الحرب العالمية الثانية، بالخصوص نظرا للنموّ الهائل لسكّان المدن و التمركز العالي للطبقة العاملة. و بالتأكيد على القوى الماوية الناشطة فى هذه البلدان أن تولي مزيدا من الأهمّية لهذه المسألة و أن تعدّ لإنتفاضات فى المدن لجزء من الإستراتيجيا الماوية لحرب الشعب الطويلة الأمد. و مع ذلك ، لا يعنى هذا أن الإستراتيجيتين يجب أن "تمزجا" فى إستراتيجيا واحدة و أن تنعت حرب الشعب الطويلة الأمد بالنموذج "القديم" و "التقليدي".
إجتماع اللجنة المركزية لسنة 2005 "إنتهى إلى أنّ إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد عينها تحتاج إلى مزيد التطوير لتلبية حاجيات القرن 21. و بصفة خاصة، لعقود عديدة لوحظ أنّ حرب الشعب الطويلة الأمد المندلعة فى مختلف البلدان واجهت عراقيلا و قُضي عليها بعد بلوغها مرحلة الهجوم الإستراتيجي، مع سعي الإمبريالية لتحسين إستراتيجيا تدخّلها و حربها المضادة للثورة ك "حرب طويلة ". فى هذا الإطار، إذا تشبّث الثوريون بالطابع "الطويل الأمد" لحرب الشعب مهما كان الثمن، فإن اللعبة ستكون جوهريا بأيدى الإمبريالية و الرجعية. و من هنا المقترح الأخير ل "طريق براشندا" بحاجة النظرية العسكرية للبروليتاريا كذلك إلى مزيد التطوير جدّي تماما و دلالته بعيدة المدى. و يمكن ملاحظة أن هذا المقترح قائم بصلابة على التجارب الملموسة للتقدّم الناجح لحرب الشعب الآن إلى مرحلة الهجوم الإستراتيجي و يهدف إلى مزيد التقدّم و الدفاع عنها." ( "العامل " عدد10 ، ص 58 بالأنجليزية ).
و هكذا باتت مسألة طريق الثورة مجدّدا على جدول النقاش بعد أن إقترح الح الش الن (الم) نظرية "المزج" فى 2001 . و قد إكتست المسألة دلالة بالنسبة للثوريين فى كلّ مكان ليس فقط فى إطار حرب الشعب فى النيبال لكن أيضا لأن الح الش الن (الم) سعى إلى إسباغ الطابع العالمي على نظرية "المزج". لقد نظّر إلى : " اليوم ، مزج إستراتيجيا الإنتفاضة المسلحة و حرب الشعب الطويلة الأمد فى واحد أمر جوهري. فدون القيام بذلك ، يبدو أنّ ثورة حقيقية غير ممكنة فى أي بلد كان " ( "القفزة الكبرى إلى الأمام ..." ، ص20 بالأنجليزية).
و قد حاجج كذلك بأنّ " على مستوى المفهوم النظري للحرب الثورية فإنّ هذه النظرية الجديدة من مزج الإستراتيجيتين تكتسى أهمّية عالمية ". " للنظرية المطوّرة لمزج حرب الشعب الطويلة الأمد و الإنتفاضة دلالة خاصّة صارت عالمية".
وفى الوثيقة التى قدّمها الح الش الن (الم ) للندوة العالمية حول الإشتراكية و الثورة البروليتارية فى القرن 21 المنعقدة فى 26 ديسمبر 2006 ، كرّر أطروحة 2003 لكن مع تغيير هام للغاية حيث كتب :
" ...توصلنا إلى إستنتاج أنّ الإلتصاق بنموذج معيّن، والتكتيكات القائمة عليه ، لن يعالج التناقضات الجديدة التى أوجدتها التغييرات المذكورة سابقا فى المجتمع و حصر طريق الثورة فى إطار نموذج محدّد سيقلّص من قدرتنا على معالجتها".
" آخذين بعين النظر كافة هذه العوامل الإيديولوجية و السياسية، سعى حزبنا منذ البدايات الأولى للقيام بتعبئة جماهيرية فى المدن و حرب الأنصار فى الريف أي الهجمات السياسية و العسكرية ، فى آن معا، بينما يجعل الأخيرة هي الرئيسية. و كلّ إمرء بوسعه ملاحظة أنّه منذ الإنطلاقة التى كانت فى شكل نوع من التمرّد ، أدخل حزبنا بعض التكتيكات الإنتفاضية طوال سيرورة حرب الشعب الطويلة الأمد. لهذا لا تشبه سيرورة الثورة التى نمرّ بها تماما لا ما قام به ماو فى الصين و لا ما قام به لينين فى روسيا. و نعتقد أنّ أحد الأسباب وراء تطوّر حرب الشعب فى هكذا مدّة وجيزة من الزمن فى بلدنا هو نجاحنا فى أن نبقى بعيدين عن الإلتصاق بأي نموذج. بإختصار ، موقفنا هو أنّه لا ثورة قادرة و يمكن أن تعاد و إنّما تطوّر.
تقريبا بعد خمس سنوات من الإنطلاق فى حرب الشعب فى النيبال ملخّصا تجاربها فى الندوة الوطنية الثانية، سنة 2001، طوّر حزبنا إستراتيجيا سياسية-عسكرية مشدّدا على الحاجة إلى حصول مزج لبعض مظاهر التكتيكات الإنتفاضية مع تكتيكات حرب الشعب الطويلة الأمد منذ البداية. و مجدّدا ، و نحن نأتى إلى إجتماع كامى دندا ، سنة 2006 ، ملخّصا تجارب العشر سنوات من حرب الشعب ، طوّر حزبنا أكثر ذلك و لخّص أنّ الإستراتيجيا السياسية - العسكرية مع فترات متوازنة من حرب الشعب ،و الحركة الجماهيرية القوية ، مفاوضات و إجراءات دبلوماسية ، وحدها بإمكانها أن تقود الثورة الديمقراطية الجديدة فى النيبال إلى الإنتصار. و نعتقد أنّ هذا التلخيص من فيلق ثوري من جيش البروليتاريا العالمية ، الح الش الن (الم) ، يمكن أن يكون مفيدا للآخرين كذلك."
لكلّ بلد خصوصياته و يأخذ الثوريون هذه الخصوصيات بعين النظر عندما يرسمون إستراتيجيتهم و تكتيكاتهم. و قد عرف العالم نموذجين من الثورات المظفّرة خلال القرن العشرين، النموذج الروسي للإنتفاضة المسلّحة و النموذج الصيني لحرب الشعب الطويلة الأمد. و من البديهي أنّه ليس بوسع أية ثورة أن تكون نسخة مطابقة للأصل لثورة أخرى .و مع ذلك، فإن أوجه شبه فى الظروف الموضوعية تجعل من نموذج خاص أكثر مناسبة لبلد معيّن. ما من ثوري يدّعى أنّ كلّ بلد يجب أن يتبع هذا النموذج أو ذاك بحذافره ميكانيكيا. فهناك بالضرورة تغييرات فى الإستراتيجيا و التكتيك فى مختلف البلدان فى إرتباط بالظروف الملموسة. لكن المبدأ العام ،بالطبع، مشترك بين كافة الثورات كما شرح ذلك بالوضوح التام الرفيق ماو:
"إنّ إنتزاع السلطة بواسطة القوة المسلحة ، وحسم الأمر عن طريق الحرب، هو المهمة المركزية للثورة و شكلها الأسمى. و هذا المبدأ الماركسي اللينيني المتعلق بالثورة صالح بصورة شاملة ، صالح للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ سواء. إن المبدأ سيبقى هو ذاته إلاّ ان الأحزاب البروليتارية التى تعيش فى ظروف مختلفة تطبقه بصور مختلفة تبعا لإختلاف الظروف. "
الإستراتيجيا السياسية - العسكرية ليست بالشيئ الجديد كما تدّعون. لن يفكّر أي حزب ثوري أنّه بإمكانه تحقيق الإنتصار فى الثورة عبر إستراتيجيا عسكرية وحدها. الإستراتيجيا السياسية و التكتيكات جزء هام من الإستراتيجيا و التكتيكات الشاملة الذين يتبعهما حزب ماوي. لقد أولى الرفيق ماو على الدوام أهمّية لهذا المظهر، و ليس فقط للمظهر العسكري ، بالرغم من القوّة الهائلة لجيش التحرير الشعبي. فعزل الأعداء الأساسيين و بناء الجبهة المتحدة مع كافة القوى المناهضة للإمبريالية و الإقطاعية، و تنظيم الطبقة العاملة و الجماهير الكادحة الأخرى فى المناطق المدينية و مناطق السهول ، كانت جزءا لازما لأجندا الحزب الشيوعي الصيني فى ظلّ ماو و فى ظلّ عديد الأحزاب الماوية اليوم. ووثائق هذه الأحزاب تثبت ذلك بما لا يدع مجالا للشكّ.
و المشكل بالتالى ، لا يكمن فى عدم الوعي بأهمية العمل فى المناطق المدينية أو نقص فى الإستراتيجيا السياسية لكن فى طبيعة الإستراتيجيا السياسية العسكرية التى تكرّس أولوية المناطق الريفية نسبة للمناطق المدينية فى البلدان شبه المستعمرة شبه الإقطاعية. إذا كانت المهمّة الأساسية لتحطيم آلة الدولة ، لا سيما الجيش و القوى المسلّحة الأخرى ، وضعت فى المصاف الثاني بإسم الإستراتيجيا و التكتيك السياسي ، إذا قدّمت تنازلات للعدوّ على حساب المصالح الطبقية للبروليتاريا و الشعب المضطهَد لأجل الحفاظ على الجبهة المتحدة بشكل أو آخر ، حينئذ يطفو المشكل الفعلي إلى السطح. لقد حقق الح الش الن (الم) مكاسبا سريعة طوال العقد من حرب الشعب و قال إنّه يسيطر على 80 بالمائة من تراب البلاد سنة 2005. لكن حتى هذا الواقع لا يبدّل أو يخفّف من إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد و إعطاء الأولوية للإستراتيجيا السياسية.
فالمهمّة الأولى حتّى بعد تحقيق السيطرة على 80 بالمائة من البلاد ستكون تعزيز القاعدة الجماهيرية و أجهزة السلطة السياسية ، و تنمية قوّة جيش التحرير الشعبي و تحطيم مراكز سلطة العدوّ وسط مراكز إرتكازها. بلا ريب ، المهمّة شديدة العسر و تتطلّب تصميما و صبرا كبيرين بما أنّه سيوجد توقّع طاغ لإنتصار وشيك فى صفوف الحزب و الشعب عموما. و من المرجّح أن تقع أخطاء جدّية فى مرحلة الهجوم الإستراتيجي إن لم تفهم على الوجه الصحيح الطبيعة الطويلة الأمد لحرب الشعب.
و قد شهدت نظرية المزج للح الش الن (الم) مزيدا من الإنحرافات فى السنوات الخمس منذ أن إقترحت فى المرّة الأولى ، و فى 2006 ، أضحت نظرية للتنافس السلمي مع الأحزاب الرجعية و الإنتقال السلمي للديمقراطية الشعبية و الإشتراكية. من مزج حرب الشعب و الإنتفاضة بلغت النظرية الإنتقائية لبراشندا شكل مفاوضات وعمل دبلوماسي. و أحد أهمّ أسباب هذا التغيّر مردّها التقديرالخاطئ للوضع العالمي المعاصر و إستنتاج أنّ الشكل الإستعماري الجديد للإمبريالية يتخذ الآن شكل دولة معولمة. مثلما أشارت وثيقة الندوة التى مرّ بنا ذكرها:
" الطابع الأساسي للإمبريالية لم يتغيّر جوهريا لكن كما قلنا فى وثيقة حزبنا إكتسبت الإمبريالية فى سيرورة تطوّرها أشكالا و هيئات جديدة . لقد تغيّر الشكل الأولى للإستعمار الإمبريالي إلى شكل الإستعمار الجديد. و الآن يتخذ الإستعمار الجديد شكل دولة معولمة. و بالطبع هذا التغيير فى شكل الإمبريالية يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار بينما يتمّ تطوير طريق الثورة ".
و يذهب الإستنتاج الخاص بالدولة المعولمة ضد الجدلية بما أنّه يضع فى الخلف التناقضات بين الإمبرياليات و يحاول جعل الإمبريالية ككلّ كتلة متجانسة. و هذه الصياغة تقدّم لأول مرّة من طرف حزبكم مع نهاية ديسمبر 2006 إثر عقد تحالف مع السبعة أحزاب البرلمانية. و بالفعل ، يمكننا أن نقول إنّ إتفاقكم ذى ال12 نقطة مع السبعة أحزاب البرلمانية ، و قراركم التحوّل إلى جزء من الحكومة الإنتقالية لتقاسم السلطة مع الأحزاب الرجعية الكمبرادورية - الإقطاعية فى النيبال ، و مساهمتكم فى إنتخابات المجلس التأسيسي و تشكيل حكومة فى ظلّ قيادتكم من جديد مع القوى الرجعية و التنظير للتنافس السلمي مع هذه الأحزاب - كلّ هذا صدر عن التقدير أعلاه لحزبكم بصدد الإمبريالية و إستنتاج أنّها إتخذت شكل دولة معولمة. و من الطبيعي تماما أن تقديرا من هذا القبيل المشابه لأطروحة المافوق-إمبريالية التى إقترحها كارل كاوتسكي فى 1912 و الذى فضحه الرفيق لينين ، لا يمكن إلاّ أن تؤدّي إلى إستنتاج الطريق السلمي و الإنتقال السلمي للديمقراطية الشعبية و الإشتراكية. و قد أفضت نظرية المزج فى النهاية إلى نظرية الإنتقال السلمي! و الآن لا وجود إلى لحرب الشعب و لا للإنتفاضة و إنّما ما يوجد هو التنافس السلمي مع الأحزاب البرلمانية الأخرى من أجل بلوغ السلطة عبر الإنتخابات!!!
ينبغى على قيادة و كافة صفوف الح الش الن الم (الم) على الأقلّ أن تعي اليوم الخطر الإصلاحي و اليميني الإنتهازي الكامن فى الصيغة الإنتقائية الخاطئة للرفيق براشندا بشأن طريق الثورة فى النيبال. إنّ وضع هكذا نظرية مزج إنتقائية فى بلد فى منتهى التخلّف شبه إقطاعي شبه مستعمر، حيث تقريبا 90 بالمائة من النيباليين يقطنون فى المناطق الريفية المقيّدة بعلاقات إجتماعية شبه إقطاعية ، مأساوي فعلا . وهو يسخر من المفهوم الماوي لحرب الشعب الطويلة الأمد و ينكر التعاليم الأساسية للرفيق ماو. نظرية براشندا للمزج إنحراف جديّ عن الم-الل-الم لم يفعل سوى خلق إرتباك ووهم فى صفوف الحزب حول الإنتصار السريع عوض إعداد كافة الحزب لحرب شعب طويلة الأمد.
بصدد مرحلة الثورة فى النيبال :
لقد قدّم الح الش الن (الم) فى وثائقه الأساسية تقديرا صحيحا للمرحلة الراهنة للثورة فى النيبال على أنّها ديمقراطية جديدة و أعلن البرنامج الذى سيطبّق فى هذه المرحلة من الثورة. ومع ذلك ، فى مقال للرفيق بابوران باتاراي فى مارس 2005 و فى رسالته ذات ال13 نقطة فى نوفمبر 2004 ، تغيّر الفهم أعلاه تجاه مرحلة الديمقراطية الجديدة بشكل صارم. فقد أعلن أنّ الثورة النيبالية تمرّ عبر مرحلة دنيا هي الجمهورية الديمقراطية. " فى ما يتصل بالإلتزام الصريح للقوى الثورية الديمقراطية ،التى تطمح إلى بلوغ الإشتراكية و الشيوعية عبر جمهورية ديمقراطية جديدة ، من خلال ديمقراطية برجوازية ، فإن الح الش الن (الم) وضّح مرارا و تكرارا موقفه المبدئي إزاء الضرورة التاريخية للمرور عبر مرحلة دنيا من الجمهورية الديمقراطية فى خصوصيات النيبال". ( "التراجع الملكي و مسألة الجمهورية الديمقراطية "، 15 مارس 2005).
وقد نبّه حزبنا فى مقال فى مجلته "حرب الشعب" : " لن يقول أي ماوي إنّه من الخاطئ القتال من أجل مطلب جمهورية و من أجل الإطاحة بالنظام الملكي الأوتوقراطي ، و كذلك ، لن يعارض أحد تشكيل جبهة متحدة مع كافة الذين يعارضون العدوّ الرئيسي فى أي لحظة معيّنة. و لا حاجة للقول بأنّ هكذا جبهة متحدة ستكون ببساطة تكتيكية بطبيعتها ولا يمكن ولا ينبغى ، فى أي ظروف ، أن تحدّد طريق و توجّه الثورة ذاتها. والمشكل مع تنظير الح الش الن (الم) يكمن فى جعل القتال ضد الأوتوقراطية مرحلة دنيا من الثورة الديمقراطية الجديدة والأتعس حتى ، جعل المرحلة الدنيا تطغى ( تهيمن و تحدّد) على ذات توجّه و طريق الثورة. إنّ برنامج و إستراتيجيا الثورة الديمقراطية الجديدة الذى رسمه الحزب قبل إنطلاقه فى الكفاح المسلّح ، و أهداف الإطاحة و حتى التحليل الطبقي الملموس المنجز قبل ذلك و الذى على قاعدته تقدّمت الثورة أشواطا هائلة ، إستحالت الآن مرتهنة بحاجيات ما يسمى بالمرحلة الدنيا من الثورة النيبالية. والأمر يشبه ربط المرء نفسه للسير وراء كلب. و قد صارت المرحلة الدنيا من الجمهورية الديمقراطية البرجوازية العامل المحدّد لكلّ شيئ. فقد جعلت الحرب الطبقية ملحقا، ووضعت جانبا إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد، و جلبت الديمقراطية المتعدّدة الأحزاب أو التنافس السياسي مع الأحزاب البرجوازية –الإقطاعية كأهمّ إستراتيجيا ، بل ، طريق للثورة النيبالية ".
و بات القتال ضد النظام الملكي أو الملك الهدف الأول و الأخير لقيادة الح الش الن الم (الم). إذ وضعت فى الخلف فى موقع ثانوي مفاهيم الثورة الديمقراطية الجديدة و الإشتراكية و الشيوعية وصارت ملحقا لمفهوم المرحلة الدنيا من القتال ضد الملك.
و فى الواقع ، إنعكس فهم من هذا القبيل فى مواقف الرفيق برشندا ذاته و لقاءاته الصحفية إثر مواجهة حرب الشعب فى النيبال صعوبات جدّية فى مرحلة الهجوم الإستراتيجي و الهجوم النهائي لم يجلب النتائج المتوقعة . فمثلا ، فى لقائه الصحفي مع الب ب سي فى 2006 ، تحدّث الرفيق براشندا عن نيبال جديد دون الحاجة إلى تحطيم الدولة القديمة : " نعتقد أن الشعب النيبالي سيتقدّم نحو جمهورية و سيتقدّم بطريقة سلمية مسار إعادة بناء النيبال. فى ظرف سنوات خمس ، ستصبح النيبال أمّة جميلة ، سلمية و تقدّمية. و فى ظرف سنوات خمس ، سيكون ملايين النيباليين بعدُ ينهضون بمهمّة صنع مستقبل جميل و ستشرع النيبال حقّا فى التحوّل إلى جنّة على الأرض".
و شدّد فى تأكيده على أنّ جمهورية ديمقراطية منتخبة على هذا النحو سوف تحلّ مشاكل النيباليين!!!
"نعتقد أنّه مع إنتخاب المجلس التأسيسي ، ستتشكّل جمهورية ديمقراطية فى النيبال. و سيحلّ هذا مشاكل النيباليين و يقود البلاد إلى طريق تقدّمي أكثر."
و فى لقاء صحفي أجراه مع الجريد الإيطالية " الأكسبراسو" فى نوفمبر 2006 ، فسّر أكثر براشندا رؤيته لمستقبل النيبال على أنّه تحوّل لجمهورية برجوازية تشبه سويسرا: " فى عشر سنوات سوف نغيّر السيناريو كلّه ،معيدين بناء هذه البلاد لتكون مزدهرة. و فى 20 سنة ستشبه سويسرا. هذا هو هدفى بالنسبة للنيبال ".
و يعمل على إستغلال الإستثمار الأجنبي لإحداث التغيير أعلاه فى النيبال: " سنرحّب بالمستثمرين الأجانب ، مستعملين الرأسمال الآتى من الخارج لمصلحة النيبال".
و هذه الخطوط لا تختلف فى شيئ عن ما يكرّره بإستمرارالكمبرادوريون الهنود. كيف ستكون النيبال "جنّة على الأرض" بعد التحوّل إلى جمهورية برجوازية ؟ كيف يمكن التحوّل إلى ما يسمّى بالجمهورية الديمقراطية أن تحلّ مشاكل النيباليين؟ لماذا يحلم براشندا بجعل النيبال سويسرا برجوازية عوضا عن جنّة إشتراكية؟ حتى حين صرّح الرفيق براشندا بهذا على أنّه هدفه للنيبال فى العشرين سنة القادمة من المؤسف أنّ بالكاد وجدت أصوات معارضة داخل الحزب. و بالفعل ، فإنّ هكذا تصريحات من لدن براشندا و قادة آخرين من حزبكم لم تفعل سوى التفاقم بعد إنتخابات المجلس التأسيسي. والتوجّه العام و البرنامج العام لحزبكم ليس جوهريا ، شيئا سوى مواصلة للنظام شبه المستعمر شبه الإقطاعي القائم ، أي دكتاتورية الطبقات المستغَلّة.
و قد نبّه أيضا مقالنا فى "حرب الشعب" إلى :" هل يمكن أن يحرّر النيبال نفسه من براثن الإمبريالية بعد تحوّله إلى جمهورية ديمقراطية (برجوازية) فى العصر الإمبريالي الراهن؟ هل يعتقد الح الش الن الم (الم) حقّا أن " سيرورة إعادة بناء النيبال ستمضى قدما بطرق سلمية " ؟ و هل أنّ هناك مثال واحد فى تاريخ العالم حيث حدثت هكذا سيرورة إعادة بناء سلمية؟ ألا يُبيّن تاريخ الثورة العالمية أن الصراع الطبقي المرير، الدموي و العنيف أحيانا ، يتواصل حتى بعد عقود إثر إفتكاك البروليتاريا للسلطة؟ و من هنا كيف يستطيع الرفيق براشندا أن يفكّر فى مثل هذه السيرورة السلمية لإعادة بناء النيبال؟ هل أنّ الأحزاب المنتمية إلى السبع أحزاب البرلمانية تقاتل فعلا الإمبريالية و الإقطاعية فى النيبال؟ هل ثمّة ضمان بأنّ الح الش الن (الم) سيلحق الهزيمة بالأحزاب البرجوازية-الإقطاعية التى يودّ المضي معها فى تنافس سياسي فى الإنتخابات ، و ضمان أن النيبال لن تنجرف فى صدامات مع الإمبريالية و التوسعيّة الهندية؟ كيف يمكن للمرء أن يكون على هذه الدرجة من البلاهة ليعتقد بأنّه بمجرّد إنتهاء إنتخابات المجلس التأسيسي و تحوّل النيبال إلى جمهورية ، ليس فى ظلّ قيادة حزب الطبقة العاملة و لكن ربّما فى ظلّ قيادة تحالف خليط من الأحزاب أي تحالف طبقة حاكمة و طبقة عاملة بقيادة الح الش الن (الم) ، ستتحرّر البلاد نفسها من الإقطاعية و الإمبريالية و تصبح "أمة جميلة ، سلمية و تقدّمية"؟
و قد إنعكس ذات التفكير فى المرحلة الدنيا فى تصريح للناطق الرسمي الماوي كريشنا بهادور ماهارا فى نوفمبر 2006 بأنّ التحالف بين السبع أحزاب البرلمانية و الماويين ينبغى أن يتواصل إلى القضاء على الإقطاعية فى البلاد، أو على الأقلّ لعشر سنوات.
و هكذا من مختلف اللقاءات الصحفية للرفيق براشندا و قادة آخرون للح الش الن (الم) يمكننا أن نرى بوضوح تبدّلا أساسيا فى الموقف الماوي من الهدف المباشر لتحقيق الثورة الديمقراطية الجديدة بغاية القتال من أجل الإشتراكية و الشيوعية ، إلى تركيز "الجمهورية الديمقراطية المتعدّدة الأحزاب" عبر الإنتخابات و إحداث تغيير إجتماعي بالوسائل السلمية فى إطار هيكلة الدولة القديمة. و هذا مناقض للفهم الماركسي اللينيني للدولة و كذلك مناقض لمرحلة الثورة.
و يعزى الموقف الطبقي غير البروليتاري للح الش الن(الم) و الإرباك و الإنحراف اللذان ظهرا بشأن الجمهورية الديمقراطية الشعبية ، إلى نظرية المرحلة الدنيا المذكورة أعلاه و المقدّمة ليس كمجرّد تكتيك بل كمفهوم إستراتيجي.
بصدد فهم الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي) للتوسعية الهندية:
خلال الزيارة الرسمية لبراشندا للهند ، إستغلّ كذلك الفرصة لمؤانسة الأحزاب الكمبرادورية-الإقطاعية مثل ج.د ( ي) و المؤتمر القومي ،و حزب سمجداوي،و الأرج دو الأل جب إلخ ، إضافة إلى لقاءات غير رسمية مع سنيا غاندي و ددغفيباي سينغ،و بعض قادة البى ج ب مثل كزل أدفانى و رجناة سينغ و مورالى مانوهار جوشى. لعلّ إستراتيجيته كانت إقامة علاقات جيدة مع الحزب الفاشي البى ج ب فى حال كسبه فى الإنتخابات البرلمانية القادمة. و قد عكست ملاحظاته أثناء زيارت للهند ، فى أحسن الأحوال ، إستهانة بالخطر الذى تمثله التوسعية الهندية بالنسبة للنيبال و أوهامه فى ما يخصّ طبيعة الدولة الهندية. و فى أسوأ الأحوال، بيّنت إنتهازيته فى إحداث إنقلاب تام فى ما يتصل بتقديره للهند إثر كسبه الإنتخابات.
و يمكن ملاحظة هذا الموقف فى مديحه لدور الهند فى إنجاز الإنتقال "السلس و السلمي" فى النيبال و كذلك فى مدح الهند لمساعدتها فى تنظيم الإجتماع بين الح الش الن (الم) و السبعة أحزاب البرلمانية فى دلهى و فى تشكيل جبهة مشتركة من ثمانى أحزاب ضد الملك. و فيما كان يتحدّث إلى واجناث سينغ الذى كان حزبه الهندوسي الفاشي مسؤولا عن تحطيم مسجد بابارى و الحثّ على الهجمات الطائفية ضد المسلمين و المسيحيين و المجزرة فى جوخارات، تحدّث براشندا عن الإرث الثقافي المشترك للبلدين و عن آيو ضياء. معانقا مانهوهان سينغ، ذهب إلى حدّ طلب أن تساعد الهند النيبال فى صياغة مشروع الدستور الجديد! إنّها إهانة كبرى لشعبي كلّ من النيبال و الهند و هي تنزع إلى تسليم سيادة النيبال للحكّام التوسعييين الهنود. إنّه يعلم موقف حزبنا بشأن صياغة الدستور الهندي و مضمونه الطبقي المناهض للشعب و الموالي للإمبريالية. و مع ذلك، فقد إختار البحث عن مساعدة الحكّام الهنود فى صياغة دستور النيبال!!! ليس هذا فقط براغماتية لكن أيضا إنحراف جلي وواضح عن الموقف الماركسي –اللينيني و يذهب حتى ضد روح الوطنية التى عنها كان يتحدّث.
ستكون للإخفاق فى التوصّل إلى تقدير موضوعي صحيح و فهم للتوسعية الهندية و دورها فى جنوب آسيا تداعيات بعيدة المدى على الثورات فى بلدان المنطقة. كان للحزب الشيوعي النيبالي(الماوي) ، و بصفة واسعة الإنتشار، فهما صائبا بشأن التوسعية الهندية إلى أن وقّع إتفاقا مع الأحزاب الكمبرادورية-الإقطاعية الكبرى المشكّلة للسبعة أحزاب البرلمانية فى 2006.
و طبعا ، وجدت بعض المشاكل مثل المبالغة فى التناقض بين الهند و الإمبريالية الأمريكية و إستعداد الح الش الن (الم) لإستعمال التناقض المفترض. لقد نبهتكم بعثة حزبنا إلى خطر السقوط فى خدعة وضعتها الطبقات الحاكمة التوسعية الهندية و حذّرتكم من معانقة قادة مختلف الطبقات الحاكمة الرجعية فى الهند ، لا سيما البى ج ب و المؤتمر ، لكنكم واصلتم الحفاظ على علاقات بإسم إستعمال التناقضات لمصلحة الثورة فى النيبال. لقد نبّهناكم إلى أنّ العكس سيحصل و أنه ، لاحقا، لستم أنتم بل الطبقات الحاكمة الهندية هي التى ستستعمل مقاربتكم اللطيفة و ستأثّر فى صفوفكم ، بما فى ذلك فى قيادتكم. و قد كان جناح المخابرات الهندية المعادية للثورة ، را و( جناح البحث و التحليل) ، و قادة مختلف الأحزاب السياسية فى الهند ، ناشطين للغاية فى نسج الأوهام و الإرتباك الإيديولوجي فى صفوف الح الش الن (الم) بيد أنّ قيادة حزبكم إستمرّت فى تغذية الأوهام و الحفاظ على علاقات حميمية مع هذه القوى الرجعية. و يمكن سبر مدى تأثير هذه القوى و الأذى الذى ألحقته بالثورة بكون لعديد المرّات إقترحت قيادتكم أن تشطب الكلمات القوية ضد التوسعية الهندية من البيانات الصادرة عن حزبينا و كذلك من بيانات تنسيقية الأحزاب و المنظمات الماوية لجنوب آسيا.
و مع ذلك ، و رغم الإنحرافات ،عموما، إلى 2005 ، وجد صراع جماعي لحزبينا و لأحزاب ماوية أخرى فى جنوب آسيا ضد التوسعية الهندية. لقد تشكّلت تنسيقية الأحزاب و المنظمات الماوية لجنوب آسيا بغاية القتال ضد التوسعية الهندية و تحقيق الوحدة و بذل الجهد الجماعي للتقدّم بالثورات فى جنوب آسيا. إلاّ أنه إثر إتفاق ال12 نقطة مع السبعة أحزاب البرلمانية ، أخذ هذا النضال ضد التوسعية الهندية فى الخفوت مع الزمن و بلغ فى النهاية مرحلة حيث ذهبت قيادتكم حتى حدّ كيل المديح للطبقات الحاكمة الهندية و الإسترشاد بها.
ندعو جميع قيادة و صفوف الح الش الن (الم) لإعادة النظر فى موقفهم تجاه التوسعية الهندية و تبنّى موقف صلب علما أنّه لا ينبغى أن تتعارض العلاقات الدبلوماسية بين الدول مع مبدأ الأممية البروليتارية.

بصدد الفيدرالية السوفياتية لجنوب آسيا :
مفهوم الفيدرالية السوفياتية لجنوب آسيا تقدّم به لح الش الن (الم) فى 2001 و نعت بأنّه مساهمة ن الرفيق براشندا فى النظرية الماركسية-اللينينية-الماوية. لنقتطف فقرة من وثيقة "القفزة الكبرى إلى الأمام...":
" فى إطار دراسته لخصوصيات المجتمع و الثورة النيباليين ، أعار الرفيق براشندا إنتباه لازما لإطار الثورة فى بلدان جنوب آسيا أيضا . قال الرفيق براشندا :" نظرا للوضع المتميز للمنطقة ، يغدو جليا أنه لا مناص للشيوعيين الثوريين من أن يستنبطوا إستراتيجيا متكاملة ضد الطبقات الإحتكارية البرجوازية الحاكمة للهند و عملائها فى مختلف البلدان . هذه الحتمية دقت باب ضرورة تحويل المنطقة الى فيدرالية سوفياتية جديدة للقرن ال21."
و شارحا معنى و مغزى هذا المفهوم ، كتب حزبكم : " هنا ، ينبغى إيلاء عناية خاصّة بضرورة تطوير إستراتيجيا موحّدة كمسؤولية مشتركة للأحزاب الشيوعية الثورية فى المنطقة فى نضالها ضد التوسعية الهندية . و يكتسى مفهوم الإستراتيجيا الموحّدة و مفهوم الفيدرالية السوفياتية الجديدة دلالة خاصة.
ينهض هذا المفهوم على الضرورة التاريخية للقتال المشترك ضد التوسّعية الهندية التى مثّلت عدوّا مشتركا لأحزاب الشيوعية الثورية و الجماهير المضطهَدة فى مختلف البلدان فى منطقة جنوب آسيا. و هذا يعكس الشعور المشترك للصداقة و الطموح للتحرّر التاريخيين الذين تطوّرا منذ زمن بعيد فى صفوف شعوب مختلف بلدان المنطقة".
فى لقاء صحفي سنة 2002 ، عبّر الأمين العام لحزبنا ،الرفيق غاناباثى عن موقف حزبنا من مفهوم الفيدرالية السوفياتية لجنوب آسيا و الفهم الخاطئ للح الش الن (الم) بأنّه غاية فى الصعوبة إنجاز الثورة فى النيبال و تقريبا من المستحيل الحفاظ عليها بعد تحقيق الإنتصار دون تركيز فيدرالية سوفياتية لجنوب آسيا.
لقد جعل حزبكم من تشكيل هذه الفيدرالية شرطا مبقا لإنتصار الثورة فى النيبال. و هذا المفهوم يشبه المفهوم التروتسكي للثورة الدائمة الذى ينكر تركيز الإشتراكية فى بلد واحد. و قد أشارت وثيقة حزبكم بصورة خاصة إلى أنّه من المستحيل تقريبا الحفاظ على الثورة فى النيبال دون ثورة فى كامل الجزء من القارة. فصار إنتصار الثورات فى الهند و بلدان أخرى من جنوب آسيا شرطا مسبّقا للحفاظ على الثورة فى النيبال. و نعتقد أنّ هذا أيضا سبب من أسباب فقدان الثقة فى التقدّم بالثورة فى النيبال نحو الظفر النهائي نو عوض ذلك التقدّم ، جرى إتباع نهج التوفيق و التسويات الطبقية.
بصدد طريق براشندا :
كتب الكثير عن طريق براشندا فى وثائقكم و مقالاتكم و لقاءاتكم الصحفية. و كان أيضا محور نقاش أثناء لقاءاتنا الثنائية فى السنوات الأولى من إنطلاقة حرب الشعب. حين سألنا ممثلوكم بوجه خاص ، كرّرنا موقفنا فى لقاءاتنا الثنائية أن بناء عبودية الفرد لن تساعد الحزب على أو الثورة على المضي قدما إلى الأمام. و قد ذكّرنا بتجاربنا فى الهند زمن الرفيق شارو ماجندار و نصحناكم الآّ تزرعوا ثقة عمياء فى الأفراد. و موقفنا الصارم هو أنّ " فكر" "طريق" و "أفكار" إلخ تركّز عبر سيرورة مديدة بعد أن تكون أثبتت فى الممارسة و لها أساس علمي واضح. نصحناكم الاّ تتسرّعوا فى الحديث عن طريق جديد أو فكر جديد فى النيبال ببساطة لأنّ بعض الإنتصارات ذات الدلالة تحقّقت فى حرب الشعب. لم تقتنعوا و مضيتم فى " إثراء و تطوير" الم -الل-الم فى شكل طريق براشندا و أصبغتم عليه طابع العالمية.
فيما أكّدتم أنّه تطبيق خلاّق الم-الل-الم على الظروف الملموسة للنيبال و أكّدتم للآخرين بأنكم لا تعطونه دلالة عالمية ، فى نفس الوقت ، حاولتم تقديمه على أنّه يمثّل مزيدا من تطوير و إثراء الماركسية ذو دلالة عالمية. و قد أشارت وثيقتكم على هذا النحو:" إعتبر طريق براشندا فى الندوة الوطنية التاريخية الثانية للح الش الن (الم) كتلخيص إيديولوجي للتجارب الثرية للخمس سنوات من حرب الشعب العظيمة. فى هذه الندوة ، نظر الحزب إلى طريق براشندا كوحدة جدلية لا تنفصم بين المحتوى العالمي و التعبير الوطني ، الشمولية و الخصوصية ، الكلّ و الجزء و العام و الخاص، و إعتبر أن هذا التلخيص لتجارب الثورة النيبالية سيخدم الثورة البروليتارية العالمية و الأممية البروليتارية. "( "القفزة الكبرى إلى الأمام ضرورة تاريخية" ).
و سعيتم لشرح تطوّر طريق براشندا نظريا على النحو التالى : " يتقدّم تطوّر طريق براشندا فى مراحل ثلاث يمكن عرضها كالآتى : الخطّ السياسي و العسكري للثورة النيبالية الذى وقع تبنّيه فى الإجتماع الموسّع الثالث للح الش الن (الم) المنعقد فى 1995 - المرحلة الأولى، التلخيص الإيديولوجي للتجارب الغنية للخمس سنوات من حرب الشعب العظيمة التى حصلت فى الندوة الوطنية التاريخية الثانية للح الش الن (الم) المنعقدة فى 2001- المرحلة الثانية ، و سيرورة التطوّر التى تلت الندوة –المرحلة الثالثة. إلى جانب إستيعاب الم -الل-الم ، تطوّر طريق براشندا فى سيرورة الدفاع عنها و تطبيقها و تطويرها و يحمل هذا المفهوم كذلك دلالة عالمية خاصّة بالنظر إلى سيرورة تطوّر النظرية الثورية ".
و قد عدّد حزبكم مساهمات الرفيق براشندا فى حقل الإيديولوجيا و المادية التاريخية ، و الخطّ السياسي و العسكري و ما إلى ذلك. لكن بعد التعمّق فى وثائق و كتابات قادة الح الش الن الم (ال) ، لا يزال من غير الواضح ما الذى تطوّر كشيئ جديد بالمعنى الحقيقي فى الصياغات التى قام بها الرفيق براشندا فى هذه الحقول.
بإسم التطبيق الخلاّق للم-الل-الم على الظروف الملموسة للنيبال و مزيد تطوير و إثراء النظرية الم-الل-الم " فى ظروف القرن 21" ، فإن حزبكم و قائده ، الرفيق براشندا ، قدّموا عدّة صياغات تنكر التعاليم الجوهرية للرفيق لينين و للرفيق ماو. و قد برّرتم هذا بالتأكيد تكرارا بأنّ الدغمائية صارت العائق الأساسي أمام تقدّم الثورات فى العالم المعاصر. مثلا كتب الرفيق باسنتا ، عضو اللجنة المركزية :
" يعتقد حزبنا ، فى ظلّ قيادة رئيس الحزب الرفيق براشندا ، بأنّ تحليل الإمبريالية من طرف لينين و ماو فى القرن ال20 لا يمكن أن يرشد عمليّا الثوريين الماويين فى تطوير صحيح للإستراتيجيا و التكتيك للقتال فى القرن21" ( "البعد العالمي لطريق براشند" ، "العامل" عدد10 ، صفحة 84).
و تمضى وثيقة إجتماع لجنتكم المركزية فى نوفمبر 2005 ، فى بيان كيف أنّ الإمبريالية المعولمة قد جعلت من بعض تحاليل لينين و ماو متقادمة و يعنى ذلك أنّها صارت غير صالحة و غير فعّالة. يقول: " ... و مقدّمة هامّة هي أنّ الإمبريالية المعولمة جعلت من بعض تحاليل لينين و ماو للإستراتيجيا الإمبريالية والحركة البروليتارية متقادمة شأنها فى ذلك شأن عدد من تحاليل ماركس و إنجلز للثورة فى أوروبا التى أضحت متقادمة فى وضع فيه تطوّرت الإمبريالية إلى الحرب العالمية الأولى..." .
لكن كيف صارت تحاليل لينين و ماو لإستراتيجيا الإمبريالية و الثورة البروليتارية متقادمة غير واضح. فلا وجود ، إضافة لبعض الكلام المنمّق، لتعليل أو تحليل من جانب الح الش الن (الم) يبيّن عدم صلوحية تحاليل لينين و ماو أو كيف أنّ تجارب القرن 20 لا يمكن أن ترشد علميا الثوريين الماويين للتطوير الصحيح للإستراتيجيا و التكتيك للقتال فى القرن 21.
و بعد مشاهدة الإزدهار التام لمفهوم طريق براشندا ، بات أمرا واضحا الآن للثوريين الماويين فى كافة أنحاء العالم أن لينين صار فعلا عائقا أمام براشندا و الح الش الن (الم) و تكريس صياغتهم الإصلاحية و الإنتهازية اليمينية. كانوا فى حاجة إلى التخلّص من المفهوم اللينيني للدولة و الثورة و الإمبريالية و الثورة البروليتارية. كانوا فى حاجة إلى الإطاحة بنظرية ماو عن الديمقراطية الجديدة و مرحلتي الثورة فى البلدان شبه المستعمرة شبه الإقطاعية و تعويض طريق حرب الشعب الطويلة الأمد بالمزج الإنتقائي أو المزج بين حرب الشعب و الإنتفاضة ، و فى النهاية إنتهاج ذات الخطّ التحريفي القديم الذى وضعه الحزب الشيوعي السوفياتي فى ظلّ خروتشاف الذى ضدّه كافح الرفيق ماو بلا هوادة. و فى النهاية أمسى طريق براشندا نظرية تنكر التعاليم الجوهرية للينين و ماو و جوهر طريق براشندا يتكشف غير مخالف لأطروحة الإنتقال السلمي لخروتشاف.
بصدد الأممية البروليتارية :
و يكمن إنحراف جدّي آخر لدى قيادة الح الش الن الم (الم) فى تخلّيه عن مبدأ الأممية البروليتارية، تنسيقية الأحزاب والمنظمات الماوية لجنوب آسيا و النضال ضد التوسعية الهندية و الإمبريالية الأمريكية ، متبنيا مقاربة قومية ضيقة و براغماتية محضة فى التعاطى مع البلدان و الأحزاب الأخرى. لا يمكن أن نصف هذا الإتجاه إلاّ بمقاربة الكمبرادوريين بلبوس قومية. و يحجب الرفيق براشندا المضمون الطبقي و الأفق الطبقي و يمزج بين الديمقراطية البرجوازية و الديمقراطية الشعبية و يبرّر كلّ التحالفات الإنتهازية على أنّها فى مصلحة النيبال، دون الإشارة إلى الإنقسامات الطبقية و الحكم الطبقي داخل البلاد. حينما يكون أي تكتيك مطلّقا عن هدفنا الإستراتيجي للثورة الديمقراطية الجديدة ينتهى إلى الإنتهازية.
وهذا يتناقض مع مبدأ الأممية البروليتارية كما إرتآه معلّمونا الماركسيون الكبار وهو مناف للإيديولوجيا الم- الل-الم . و هذا الموقف لن يدافع عن بل بالأحرى سيضرّ بمصالح الجماهير النيبالية ، و يقوّض السيادة النيبالية و على المدى الطويل، سيخلق أوهاما عن الأحزاب الرجعية فى النيبال، و التوسعية الهندية خارجها. إنّه يحدّد الحاجة إلى نضال موحّد للأحزاب الماركسية-اللينينية عبر العالم ضد الإمبريالية ، لا سيما الإمبريالية الأمريكية.
و المفاجئ هو أنّ براشندا ذاته الذى تحدّث عن الفيدرالية السوفياتية لجنوب آسيا نهاجم ستالين متهما إيّاه بسلوك قومي ضيّق بربط مصالح البروليتاريا العالمية بالمصالح الروسية ،و الحال أن كلّ ما قاله براشندا عن ستالين الآن ينطبق عليه سياساته إثر توليه السلطة عبر الإنتخابات.
وإنها لمفارقة كبرى أن حكومة مفترضة تحت قيادة ماوية لم تتجرّأ حتى على قطع علاقاتها مع الدولة الإرهابية الإسرائيلية الصهيونية لا سيما بعد عدوانها الهمجي الواضح على غزّة و إرتكاب مجازر فى حقّ مئات الفلسطينيين فى حين أنّ حكومات كتلك فى فينيزويلا و بوليفيا تجاسرت على ذلك. و حتى أكثر قرفا هي الطريقة التى حاولت من خلالها قيادة الح الش الن الم (الم) الدخول فى الكتب الجيدة للإمبرياليين الأمريكان. سعيا لنيل الحظوة بالتملّق من الإمبرياليين الأمريكيين ، أكّد قسما من قيادة الح الش الن الم (الم) على أنّه سيتخلّص من "ذيل" الماوي فى إسم حزبها. ينبغى على كافة حزبكم أن يفكّر فى أنّ هذا هو الوقت المناسب لكم لتتخذوا موقفا صريحا مناهضا للإمبريالية و مناهضا للتوسعية الهندية و يعمل على صياغة علاقات عمل وثيقة مع القوى الثورية و التقدّمية الأخرى عالميا لإضعاف الإمبريالية و القوى الرجعية.
فقط عبر صراع صارم ضد الخطّ التحريفي المتبع من قبل قيادة الح الش الن الم (الم) يمكن لخطّ ثوري أن يتركّز من جديد و أن يمضي بالثورة النيبالية إلى نهايتها.
إنّ النقص فى القناعة بالإيديولوجيا الم –الل-الم ، و مفهوم الإنتصار السريع و الإنتقائية بالنظر لطريق الثورة فى النيبال الذى يبرز من عدّة نجاحات فى حرب الشعب، و تقدير خاطئ لتأثير التغييرات على العالم المعاصر، تؤدّى إلى إستنتاج أن تغيرا نوعيا حصُل فى طبيعة عصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية ، و نقص فى النظرة الإستراتيجية لتغيير الهزائم المؤقتة فى بضعة معارك إلى إنتصارات فى الحرب ككلّ ، أفضى إلى إعراج شديد و إنزلاقه إلى الإنتهازية اليمينية. و النقطة المنعرج فى حرب الشعب فى النيبال حصلت عندما أخفق جيش التحرير الشعبي بقيادة الح الش الن (الم) فى تحطيم حصون العدوّ و مُني بخسائر جدّية فى النصف الثاني من 2005.
لقد قرّر ( الإجتماع العام للجنة المركزية فى 2005) أن إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد ذاتها تحتاج إلى مزيد التطوير لتلبية حاجيات القرن21. بصفة خاصة ، طوال عقود عديدة لوحظ أنّ حرب الشعب الطويلة الأمد المنطلقة فى عديد البلدان واجهت حواجزا أو ٍسُحقت إثر بلوغها مرحلة الهجوم الإستراتيجي ، بما أن الإمبريالية قد حاولت أن تلطّف تدخلها و حربها الإستراتيجية المناهضة للثورة بجعلها "حربا طويلة". و فى هذا السياق، إذا تشبّث الثوريون ميكانيكيا بالطابع " الطويل الأمد" لحرب الشعب مهما كان الثمن ، سيلعبون جوهريا فى مجال الإمبريالية و الرجعية " "العامل" عدد 10، صفحة 58).
و هكذا يكمن سبب الورطة الراهنة للح الش الن الم (الم) و تغييره لإستراتيجيا و طريق الثورة فى تقلّب فى تبنيه للخطّ السياسي و لطريق حرب الشعب الطويلة الأمد المعلنة فى وثائقه الأساسية ذاتها. فى حين أنّه صاغ بصورة صحيحة المرحلة الراهنة من الثورة فى النيبال و إستراتيجيا و طريق الثورة فى وثائقه المؤسسة ، فإنّه نزع إلى الإرتباك بصدد الإستراتيجيا بعد إنطلاق حرب الشعب بخمس سنوات.
فاقت سلسلة الإنتصارات فى السنوات الأولى من حرب الشعب توقعات حتى قادة الحزب. و قد خلقت هذه الإنتصارات تفكيرا خاطئا لدى قيادة الحزب بأن الإنتصارالنهائي يمكن أن يتحقق بسرعة، وعوض التبنّى بصلابة لإستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد التى حقّقت هذه الإنتصارات ، بدأت تتطوّر نظريات جديدة مثل نظرية المزج و طفقت تتطوّرإستراتيجيا جديدة ليس فقط للثورة فى النيبال بل كذلك للثورة العالمية. فى البدء ، كان يُتوقّع أن تفتك كتمندو فى فترة قصيرة دون تقدير سليم للدعم الذى يمكن أن تحصل عليه الطبقات الحاكمة النيبالية بقيادة الملك من الإمبرياليين و التوسعيين الهنود و كذلك المبالغة فى فهم التناقضات بين الإمبرياليين و البلدان الكبرى مثل الصين و الهند.
جاء فى الوثيقة المعنونة" الوضع الراهن و مهامنا" التى قدّمها الرفيق براشندا و التى صادقت عليها اللجنة المركزية للح الش الن (الم) فى ماي 2003 ، الموقف التالى:
" إن لم تساعد الإمبريالية العالمية، لا سيما الإمبريالية الأمريكية ، فى الظرف الراهن، الدولة القديمة مباشرة ، لكانت الثورة النيبالية قد تطوّرت الآن أكثر إلى الأمام بسهولة نسبية و نوعا ما مغايرة عبر إستعمال الفكر و الإستراتيجيا و التكتيك الملخّصين فى الندوة الوطنية الثانية التاريخية للحزب . فقد تأثّرت الثورة النيبالية بنشاطات الإمبريالية الأمريكية ، مثل دعم العناصر الإقطاعية الأكثر عنفا و فاشية من خلال مجزرة القصر سيئة الصيت لمهاجمة حرب الشعب النيبالية و تعزيز نشاطاتها التدخلية فى النيبال بإعلان ما يسمّى بالحرب ضد الإرهاب بعد حدث 11 سبتمبر. و بوسعنا بوضوح و عن تجربة قول إنّ الدولة الإقطاعية القديمة و جيشها الملكى إن لم يحصلا على تدخّل مباشر لمستشارين عسكريين أمريكان فى التخطيط و البناء و التدريب و القيادة فى فترة ما بعد "الطوارئ" و إن لم يحصلا على الدعم المالى و العسكري من القوى الرجعية الأجنبية بما فى ذلك أمريكا، فإنّ الدولة الإقطاعية الفاسدة فى النيبال ما كانت لتتمتّع بفرصة البقاء قيد الحياة فى وجه حرب الشعب إلى اليوم".
و فى لقاء صحفي مع التايمز الهندية ، فى سبتمر2005 ، قال الرفيق براشندا إنّ حزبه كان سيكون " قد إفتكّ كتمندو الآن إن لم تمدّ بلدان مثل الولايات المتحدة و الهند و المملكة المتحدة يد العون للحكّام الإقطاعيين "الآيلين للسقوط" فى النيبال".
أليس تفكيرا متفائلا من قبل الح الش الن الم (الم) و الرفيق براشندا أن يتوقّع أن تتمكّن الثورة فى النيبال من أن تنتصر دون قتال التدخّل الإمبريالي؟ التدخّل فى الشؤون الداخلية لكلّ بلاد هو ذات جوهر و طبيعة الإمبريالية. و حتى تصوّر أنّه بإمكانهم أن يحقّقوا بسرعة النصر لو لم تقدّم بلدان أخرى دعما عسكريا للحكّام الإقطاعيين "الآيلين للسقوط" فى النيبال يطفح رومانسية.
هكذا ، نظرا لكافة هذه العوامل ليس ذلك إلاّ طبيعيا فى سيرورة أية ثورة ، وصارت حرب الشعب فى النيبال عالقة فى مرحلة التوازن الإستراتيجي رغم الإنتصارات الهائلة و تشكيل أجهزة سلطة ثورية فى الريف الواسع. و بالرغم من تصريحه بأنّه دخل مرحلة الهجوم المضاد الإستراتيجي فى أوت 2004 و قد طبّق بنجاح المخطّط الأوّل للهجوم المضاد ، وقد لخّص ذلك فى السنة الموالية ، فإنه أدرك أنّه من غير الممكن إفتكاك المراكز المدينية و كتمندو فى المستقبل المنظور. تقديره لإنتصار سريع لم يكن قابلا للتطبيق. و فيما كانت له السيطرة على الريف الممتدّ الأطراف فإنّه لم يكن قادرا على تنظيم إنتفاضة مسلّحة عامة أو تطبيق نظريته لمزج إستراتيجيا النموذج الروسي للإنتفاضة المسلّحة و إستراتيجيا النموذج الصيني لحرب الشعب الطويلة الأمد أو ما يسمّى نظرية المزج؟ لم يستطع المجلس الشعبي الثوري المتحد (يو ر ب س ) الذى شكله الح الش الن (الم) مبكّرا فى سبتمبر 2001 ،تركيز نفسه كجهاز لسلطة الشعب الديمقراطية الجديدة على المستوى المركزي و لم يكن يبدو أنّه كان سيتمكّن من ذلك فى المستقبل المنظور.
إنحراف الح الش الن (الم) عن مفهوم حرب الشعب الطويلة الأمد و التوق إلى نصر سريع لم يسمح له بالتفكير فى تفكيك أوصال العدوّ فى حرب لا هوادة فيها ، مراكما مزيدا من القوّة الخاصّة ، و مقيما إستعدادات طويلة الأمد لإلحاق الهزيمة بالعدوّ و تحطيم آلة الدولة فى الوقت المناسب. لقد فكّر عن خطإ أنّه بقدر ما تطول الحرب بقدر ما يغدو الوضع أصعب و غير موات للقوى الثورية بما أنّ القوى الرجعية و الجيوش الإمبريالية و الهند تنزع إلى التدخّل عسكريا .
شرع الح الش الن (الم ) فى الشكّ فى آفاق الإنتصار فى بلد صغير مثل النيبال عندما واجهته الإمبريالية و لم يوجد أي تقدّم لأية حركة ثورية قوية فى أجزاء أخرى من العالم.
" فى اللحظة الحالية، فى زمن ، إضافة لإعادة تركيز الرأسمالية فى الصين لا وجود لأية دولة إشتراكية أخرى ، فى زمن رغم تحوّل الظروف الموضوعية إلى ظروف مواتية أكثر راهنا ، لا وجود لتقدّم فى أية حركة ثورية قويّة فى ظلّ قيادة البروليتاريا ، و فى زمن تثب فيه الإمبريالية العالمية على الناس فى كلّ مكان كالنمر الجريح، هل من الممكن لبلد صغير ذى وضع جغراسياسي خاص مثل النيبال أن يحقّق الإنتصار إلى درجة إفتكاك الدولة المركزية عبر الثورة ؟ هذا أهمّ سؤال ذو دلالة مطروح على الحزب اليوم. و جواب هذا السؤال قد يوجد فقط فى الما-الل-الم و بهذا يرتهن مستقبل الثورة النيبالية ".
لئن كان لدى الح الش الن (الم) فهم عميق و شامل لإستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد ، فإنه كان سيتمكّن من الوضوح المناسب حول كيفية التعاطى مع الوضع فى حال تدخّل عسكري خارجي و تحويل الحرب الأهلية إلى حرب وطنية و إفتكاك سلطة الدولة فى خضمّ الحرب. بيد أنّ هكذا فهم لحرب الشعب الطويلة الأمد و رغبته فى إنتصار سريع أدّيا به إلى منهج الطريق المختصر العالي الخطورة لبلوغ السلطة عبر حكومة إنتقالية و المساهمة فى إنتخابات ما يسمّى بالجمهورية الديمقراطية المتعدّدة الأحزاب إثر إنتخابات المجلس التأسيسي. و من هنا ، عوض تبنّى الفهم الماركسي-اللينيني للضرورة التى لا مفرّ منها ألا وهي تحطيم الدولة القديمة و إرساء دولة بروليتارية ( دولة الديمقراطية الشعبية فى الأوضاع الملموسة للنيبال شبه الإقطاعية شبه المستعمرة) و التقدّم بإتجاه هدف الإشتراكية عبر التحويل الراديكالي للمجتمع و كافة العلاقات الطبقية و الإضطهادية ، إختار إصلاح الدولة القائمة عبر مجلس تأسيسي منتخب و جمهورية ديمقراطية برجوازية. و هذه فعلا مأساة كبرى لكونه بلغ هذا الموقف رغم إمتلاكه بالفعل السلطة فى غالبية الريف.
و ينعكس الإستنتاج الخاص بإنعدام إمكانية تحقيق الظفر للثورة عبر الكفاح المسلّح ، بوضوح فى إجابة براشندا على سؤال لمراسل "الهندوسي" فى لقائه الصحفي مع الرفيق براشندا فى فيفري 2006. حينما سُئل إذا كان القرار يمثّل إعترافا للح الش الن (الم) ب" إنعدام إمكانية إفتكاك السلطة عبر الكفاح المسلّح" و أنّه "نظرا لقوّة الجيش الملكي النيبالي و معارضة المجتمع الدولى ، يحتاج إلى شكل جديد من النضال لأجل الإطاحة بالنظام الملكي " ، جاء ردّ الرفيق براشندا بأنّ حزبه أخذ أشياء ثلاث بعين الإعتبار لتوصّله إلى هذا الإستنتاج : خصوصية ميزان القوى السياسي و العسكري فى عالم اليوم، و تجربة القرن العشرين و الوضع الخاص فى البلاد- ميزان القوى الطبقي و السياسي".
و فى مقال أشرتم عن حقّ إلى التفكير الإصلاحي فى الحركة الشيوعية النيبالية بالكلمات التالية :
" فى الحركة الشيوعية النيبالية ، ساد تفكير يميني يقبل بالديمقراطية الجديدة كإستراتيجيا لكنّه يتبع الإصلاحية و البرلمانية كتكتيك، و يضحّى بمجمل الإستراتيجيا من أجل كسب تكتيكي عملي و ينظر إلى الإستراتيجيا و التكتيك على أنهما متنافيان. ضد هذا النوع من التفكير ، ينبغى أن نعير إنتباها خاصا لفهم العلاقات بين الإستراتيجيا و التكتيك بطريقة جدلية و نتبنّى التكتيكات التى تساعد على بلوغ الإستراتيجيا".
و الآن بات حزبكم ذاته ضحية هكذا تفكير يميني بالقبول بالديمقراطية الجديدة فى الكلام فقط لكنّه يتبع الإصلاحية و البرلمانية فى تكتيكاته الملموسة.
و مهما كانت التكتيكات التى يتوخاها الح الش الن الم (الم) فإنّ أكثر ما يمكن معارضته هو إعتباركم لهذه التكتيكات موقفا نظريا متقدّما تعتقدون أنّه يجب أن يكون نموذجا للثورة فى القرن 21 . و تعتبرون أنّ الإيديولوجيا التى طوّرها لينين و ماو فى المرحلة الأولى من الإمبرايلة العالمية و الثورة البروليتارية ، صارت غير مناسبة و متخلّفة عن مرحلة الإمبريالية الحالية. و بالتالى تدّعون أن " المسألة الأساسية هي تطوير الم-الل-الم- فى القرن 21 و تحديد إستراتيجيا بروليتارية جديدة ".
لكن ما الجديد فى ما يسمّى تكتيكات جديدة يقترحها الح الش الن الم (الم)؟ فيما تختلف عن الحجج التى قدّمتها الزمرة الخروتشوفية فى الإتحاد السوفياتي إثر وفاة الرفيق ستالين؟ بإسم النضال ضد الدغمائية أو الشيوعية الأرتودكسية ، سقطت قيادة الح الش الن (الم) فى الخطّ الإنتهازي اليميني.
أيّها الرفاق!
يمرّ العالم بأسره اليوم بأسوء أزمة إقتصادية شهدها أبدا منذ الإنهيار الكبير فى الثلاثينات. مع الإمبريالية الأمريكية كمركز ، كلّ بلد فى العالم مدفوع إلى الأزمة ممّا يهدّد بإندلاع إنفجارات إجتماعية و سياسية. فى وضع ممتاز كهذا، بوسع القوى الثورية الماوية فى كلّ بلد أن تنمّي قوّتها بالإستعمال السليم للوضع الموضوعي المواتى الذى توجده الأزمة و أن تحقّق تقدّما كبيرا فى الثورات كلّ فى بلاده. بيد أن للأسف قيادة الحزب الماوي فى النيبال قد إختارت أن تعقد إتفاقية مع القوى الرجعية المعادية للشعب فى البلاد و شكّلت حكومة لا يمكن بأي حال أن تعالج أيا من المشاكل الأساسية التى تواجه الشعب النيبالي أو إنجاز البرنامج الأساسي للديمقراطية الجديدة و الإشتراكية. لقد قاد بعدُ هذا الطريق السلمي للرفيق براشندا الحزب و جيش التحرير الشعبي إلى نفق مظلم.
تناشد لجنتنا المركزية قيادة و قواعد الح الش الن الم (الم) أن يقوموا بمراجعة عميقة للخطّ الإصلاحي الخاطئ الذى إتبعه الحزب منذ عقده تحالفا مع السبعة أحزاب البرلمانية ، و مشاركته فى الحكومة الإنتقالية ، و مشاركته فى إنتخابات المجلس التأسيسي ، و تشكيله حكومة مع الأحزاب الكمبرادورية-الإقطاعية و تخلّيه عن قواعد الإرتكاز و حلّ جيش التحرير الشعبي و رابطة الشباب الشيوعي ، و إنحرافه عن مبدأ الأممية البروليتارية و تبنّيه لسياسة تهدئة تجاه الإمبريالية و التوسعية الهندية. كلّ هذا يمثّل إنحرافا جدّيا عن الم-الل-الم و لا يعمل إلاّ على تعزيز القوى المدافعة عن الوضع السائد و يساعد الإمبريالية فى أزمتها الراهنة. و قد نجم عن كلّ ذلك إرتباكا فى صفوف الجماهير الثورية و أضعف المعسكر الثوري ووفّر للقوى الرجعية هراوة لتهاجم الثوريين الماويين و الشيوعية إيديولوجيا.
كان إنتصارا ماويا فى النيبال ، أو على الأقلّ مزيد تعزيز قواعد الإرتكاز الممتدّة فى ذلك البلد، سيفرز وضعا جديدا فى جنوب آسيا ، كما كان تقدّم الديمقراطية الجديدة فى النيبال نحو الإشتراكية سيضحى نقطة جذب ، نقطة توحيد للقوى الثورية فى المنطقة و كذلك كافة القوى المعادية للإمبريالية، الوطنية و الديمقراطية حقيقة. و كان سيلعب دورا له دلالته على الجبهة العالمية ضد الإمبريالية و يدعم نضالات التحرّر الوطني و النضالات الثورية و من ثمّة يوطّد قضية الثورة الإشتراكية العالمية.
لقد تابعت لجنتنا المركزية قرارات الندوة الوطنية فى نوفمبر 2008 و درست الوثيقتين المقدّمتين من قبل الرفيق برشندا و الرفيق موهان بايديا و كتابات جمّة لقيادات حزبكم فى المجلات و الجرائد الجديدة. و فيما الصراع الداخلي للحزب علامة مشجّعة و تطوّر إيجابي فى حياة الحزب، من المهمّ و الحيوي للغاية ضمان أن يخاض بأشمل و أصرح طريقة كيما يطلق العنان لكافة كوادر الحزب و يعاد تركيز خطّ ثوري صحيح من خلال المشاركة الجماعية للحزب جميعه.
و الآن و قد سقطت الحكومة التى يترأسها الرفيق براشندا إثر سحب الح الش الن الموحّد (الماركسي-اللينيني) و آخرون مساندتهم بناء على أمر من الطبقات الحاكمة للهند و الإمبرياليين الأمريكان و الرجعيين المحلّيين ، يتعيّن على قيادة الحزب أن تكون فى موقع أفضل لفهم كيف يمكن للرجعيين أن يتحكّموا فى مسار الأحداث من الكواليس أو من خارجها و يعطّلوا حتى تحرّكات كعزل قائد الجيش من قبل الوزير الأوّل. و هذا تحذير جلي لماويي النيبال بأنّه ليس بمقدورهم القيام بأي شيئ يرغبون فيه من خلال حكومتهم المنتخبة ضد إرادة الإمبرياليين والتوسعيين الهنود.
على الأقلّ عليهم إدراك عبثية الدخول فى لعبة الإنتخابات و عليهم بدلا من ذلك أن يركّزوا على بناء صراع طبقي و التقدّم بحرب الشعب فى الريف. عليهم أن يخرجوا جيش التحرير الشعبي من الثكنات التى تشرف عليها الأمم المتحدة التى هي بمثابة سجون للمقاتلين ، و أن يعيدوا بناء أجهزة السلطة الشعبية الثورية على عديد المستويات و أن يستعيدوا و يعزّزوا قواعد الإرتكاز و أن يوسّعوا حرب الأنصار، و النضالات الطبقية و الجماهيرية عبر البلاد. لا وجود لطريق مختصر لإفتكاك السلطة الفعلية لصالح الشعب. لئن تردّدت قيادة الحزب فى مواصلة حرب الشعب فى هذا الظرف التاريخي الحرج و إستمرّت فى الخطّ الإنتهازي اليميني الحالي فإنّ التاريخ سيحمّل القيادة الراهنة مسؤولية إجهاض الثورة فى النيبال.
خلاصة القول ، يرى حزبنا أنّه رغم أن للح الش الن الم (الم) تقاليدا ثورية عظيمة ، فإنه يتخلّى الآن عن قواعد الإرتكاز و ينزع سلاح الجيش الشعبي ، و يستبعد طريق حرب الشعب الطويلة الأمد و يتبنّى الطريق البرلماني و تتبع قيادة هذا الحزب العظيم خطّا سياسيا مناهضا للمبادئ الأساسية للم –الل-الم وهو جوهريا ليس إلاّ خطّا إنتهازيا يمينيا و تحريفيا .
أيها الرفاق ،
لحزبكم تقاليد ثورية كبيرة و عظيمة. و الجماهير المضطهَدة فى الهند و فى كافة جنوب آسيا قد الهمتهم إلى درجة كبيرة القفزات التارخية فى حرب الشعب و إرساء قواعد إرتكاز فى أجزاء شاسعة من بلادكم. حينما بلغت حركتكم الثورية مرحلة الهجوم الإستراتيجي كان كلّ المعسكر الثوري متشوّقا لمزيد من الخطوات العملاقة تجاه إفتكاك السلطة و تركيز دولة ديمقراطية جديدة حقيقية. لكن ، للأسف ، فى هذا الظرف الحيوي ، شرعت قيادة حزبكم بالإنحراف عن مبادئ الم-الل-الم و إنطلقت فى طريق التسوية مع الطبقات الحاكمة لبلادكم و التوسعيين الهنود. شيئا فشيئا أخذ حزبكم فى إتباع لا شيئ سوى طريق تحريفي و سلم طبقية ضاربا عرض الحائط بالإنجازات التاريخية لحرب الشعب الطويلة الأمد التى خضتموها و خائنا التضحيات الجسام التى قدّمها 13 ألف شهيد بطل ضحّوا بحياتهم الثمينة من أجل الثورة فى النيبال.
نظرا للتقاليد الثورية العظيمة لحزبكم ، نحن واثقون من أنّكم ستخرجون من هذه الهوّة السحيقة التى إليها دفعتكم قيادة حزبكم، و أنّكم ستتجاوزون هذه المواقف التحريفية و تمارسون و تمسكون مجدّدا بصلابة بمبادئ الما-الل-الم و تطبّقوها بشكل خلاّق على الظروف الملموسة لبلادكم، و تعيدوا بناء قواعد إرتكازكم و أجهزة السلطة الثورية. و عليه بالتخلّص من هذه الخطوط و الممارسات الخاطئة ، نحن واثقون من أنكم ستعيدون بناء العلاقات الأخوية مع القوى الم-الل-الم الحقيقية حول العالم ، لا سيما فى الهند، و تتقدّموا فى خطوات كبرى نحو تركيز دولة ديمقراطية جديدة كخطوة أولى نحو الإشتراكية و الشيوعية. فى تقدّمه التاريخي يؤكّد لكم حزبنا و لجنته المركزية كلّ الدعم بروح الأممية البروليتارية حقّا. و فى هذا الإطار، نشعر بالحاجة الكبرى للتذكير بالشعارات الأساسية للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى : لا تنسوا الصراع الطبقي ، ناضلوا ضد الأنانية ، إدحضوا التحريفية، مارسوا الماركسية و ليس التحريفية.
لبلدينا و شعبينا علاقات تاريخية و ثقافية ، و لدينا معا عدوّ مشترك هو التوسّعية الهندية. كانت لحزبينا ، عبر عديد المراحل من المدّ و الجزر، علاقات وثيقة لعقود و شكّلنا معا حتى جبهات مشتركة مثل تنسيقية الأحزاب و المنظّمات الماوية لجنوب آسيا. إنّنا واثقون بأنّ هذا سيساعد فى تعزيز لحمة حزبينا على أسس مبدئية. لتقدّم الثورة فى بلدكم صلة هامة بتقدّم الثورة فى الهند. و نحن واثقون أنكم ستتعلّمون من تجاربكم الماضية و ستحقّقون قفزات كبرى إلى الأمام.
مع تحياتنا الثورية ، المكتب السياسي للحزب الشيوعي الهندي (الماوي )