حصاد زراعة ديمقراطية جورش بوش شوز والقرد الاسود بر اك حسين اوباما في العراق هلهولة لحكومة مجرمي سلطة الاحتلال وبرلمان خرسان وطرشان وعميان الاحتلال ياخونة حرامية مصيركم سوف يكون مثل مصير اي عميل اميركي وانكليزي وايراني ومصير اي نظام دكتاتوري جاء بقطار اسيادهم الامبريالين الامريكان

IRAQI REVOLUTIONARY MAOIST ORGANIZATION - IRMO المنظمة الماوية الثورية العراقية - جبهة نجوم الحمراء




الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير

الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير







2013-12-17

وفاة نيلسن مانديلا و نظرة الماركسيين المزيفين البرجوازية للعالم .


ناظم الماوي
وفاة نيلسن مانديلا و نظرة الماركسيين المزيفين البرجوازية للعالم .
أثارت وفاة نيلسن مانديلا سيلا من التعاليق حولالعالم سواء من أشخاص أو منظمات وأحزاب او دول . و إعتبارا لأنّنا من المهتمين بمواقف " اليسار " و الخطّ الإيديولوجي و السياسي لمنظّماته و أحزابه ، تابعنا عن كثب ما صدر من بيانات ومواقف لنكتشف مجدّدا ، مثلما حصل الأمر مع وفاة هوغو تشافيز ، أنّ الغالبية الغالبة تسير فى ركاب الخطاب الإمبريالي الرجعي و تعبّر عن نظرة برجوازية للعالم .
1- كيل المديح و النظرة الإحادية الجانب :
منذ سنوات و القوى الإمبريالية و الرجعية حول العالم ترفع نيلسن مانديلا إلى السماء و تجعل منه نموذجا يحتذى به و رمزا للوفاق الوطني وبمناسبة وفاته قامت هذه القوى بحملة دعاية عالمية ملمّعة صورته إلى أقصى الحدود . و توقعنا أن يسلك الماركسيون المزيفون ذات السياسة و بالفعل سلكوها . فهذا حزب العماّل التونسي فى بيانه يجعل منه " بطل النضال من أجل الحرية والمساواة والعدالة والتقدّم" و أدهى من ذلك - و لاحظوا جيدا " تجربته فى الحكم " !!! و قد يبعث هذا القرف لدى الشيوعيين الحقيقيين ، الثوريين حول العالم – يجعل تجربته فى السجن و في الحكم نبراسا يستمدّ منها كل مناضلي العالم الدروس والطّاقة لمواصلة مسيرة الثورة والنضال " ؛ و هذا الحزب الوطني الإشتراكي الثوري- الوطد يستشهد بمقولة لمانديلا عن الحرية ( الحرية هكذا بصيغة عامة !) و هلمّجرا . و كيل المديح ثمّ المديح و لا شيء غير المديح لمانديلا على وجه العموم أمر ينسحب على معظم المنظمات و الأحزاب الماركسية المزيفة العربية . و كأنّ لسان حالهم يصرخ و بناقوس يدقّ و بمئذنة يصيح الطريق الذى سلكه مانديلا صحيح صحيح .
و هذا الموقف البرجوازي من الذين لم ينبسوا ببنت كلمة بشأن إغتيال آزاد القائد اللشيوعي الماوي الثوري الهندي والناطق الرسمي بإسم الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و بشأن إغتيال رفيقه أيضا كيسنجي القائد العام لجيش التحرير الشعبي الذى يخوض حرب الشعب بغاية تحطيم الدولة الرجعية و إنشاء دولة هدفها الأسمى بلوغ الشيوعية ، خاطئ لسببين إثنين أولهما أنّه يعتمد نظرة إحادية الجانب تشدّد على جانب واحد من أعمال و سياسات نيلسن مانديلا – نضاله ضد نظام الميز العنصري بطريقة ليست بروليتارية منهجا و أهدافا – و تضخّمه لتجعل منه الشجرة التى تخفى الغابة – و منها مساومة مانديلا بالمصالح الجوهرية للجماهير الشعبية فى مفاوضاته مع القوى الإمبريالية و الرجعية المحلّية - ؛ فى حين أنّ المادية الجدلية تفرض إجراء تحليل علمي لطرفي الظاهرة ، السيروة أو الشيئ أي التناقض المعني بمعنى تحليل تلك الأعمال و السياسات و تقييمها ( من وجهة نظر بروليتارية بالنسبة للماركسيين الحقيقيين ) بجانبيها الإيجابي و السلبي و من ثمّة تشخيص ما هو الرئيسي و ما هو الثانوي و تعيين طبيعة الشيء بطرفه الرئيسي و المهيمن مع عدم صرف النظر عن الثانوي . و السبب الثاني الذى يقف وراء إعتبارنا ذلك الموقف البرجوازي خاطئا هو أنّه ينهض على رؤية مثالية للواقع فيصوّر الواقع الموضوعي على غير ما هو عليه . فحقيقة ما كرّسه نيلسن مانديلا من سياسات لها آثارها فى الواقع الملموس . و التحليل الملموس للواقع الملموس يكذّب ما يروّج له الماركسيّون المزيفون عن مانديلا و يبيّن بما لا يدع مجالا للشكّ أنّ غالبية الجماهير الشعبية فى أفريقيا الجنوبية لم تتحرّر من براثن الإضطهاد و الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي وهي لا تزال تعاني الأمرّين يوميّا .
2- من واقع الإستغلال و الإضطهاد المستمرّين فى جنوب أفريقيا :
لا نرمي هنا إلى تقديم عرض تحليلي مفصّل قد يستدعي عشرات بل مئات الصفحات لتناول المسألة من كافة جوانبها الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية و الثقافية ( و من يرنو إلى المعرفة الدقيقة و العميقة بهذا المضمار عليه بمجلة "عالم نربحه " و بمقالات " أخبار عالم نربحه " وهي متوفّرة على الأنترنت بموقع
http://www.awtw.org
و مقالات عديدة كذلك على موقع
www.revcom.us
، و إنّما نذكّر ببعض المعطيات ذات الدلالة البليغة . فحكومة دولة جنوب أفريقيا التى ساهم المؤتمر الوطني الأفريقي فى إعادة هيكلتها و ترميمها لا يزال يقودها حزب مانديلا منذ أواسط تسعينات القرن الماضي و عقب عقدين من الحكم ما هي النتيجة بإختصار شديد ؟ النتيجة هي تكوّن فئة صغيرة من السود المترفّهين الذين إنضمّوا إلى الطبقات الحاكمة و عدم تغيّر وضع معظم الجماهير الشعبية التى لا زالت تعيش فى ظروف فظيعة فى مجتمع من أكثر المجتمعات لامساواة على الكرة الأرضية . فأزيد من نصف سكان جنوب أفريقيا يعيشون تحت حدّ الفقر ومصدر ماء الشراب لمليون وأربعة مائة ألف طفل ملوّث و نساء جنوب أفريقيا يتعرّضن إلى الإغتصاب يوميّا و نسبة الإغتصاب هناك من أعلى النسب فى العالم ... و من أهمّ مؤشرات بداية إفلاس مشروع مانديلا أنّ الجماهير الشعبية شرعت فى التفطّن إلى أنّ الوعود بالحرية و الديمقراطية و العدالة و ما إلى ذلك لم تكن سوى وعود لرشّ الرماد فى العيون و رغم مرور عديد السنوات من الإنتظار لم يتغيّر الشيء الكثير جوهريّا فأخذت منذ سنوات الآن فى تنظيم الإحتجاجات على ظروفها المعيشية القاسية جدّا فواجهتها حكومة حزب مانديلا بالقمع و العسف و حتى بإطلاق النار فى نهاية صائفة 2012 على العمّال المضربين فأردت أكثر من ثلاثين منهم قتيلا !
هذه هي حقيقة ما أفرزه تطبيق مشروع مانديلا و حزبه و من واجب الشيوعيات و الشيوعيين كماديين جدليين أن يواجهوا الواقع و يفسروه من أجل تغييره ثوريّا أمّا كيل المديح لمشروع مانيدلا و حزبه وحكمه فضار و مضلّل و لا يخدم الجماهير الشعبية و إنمّا يخدم أعداءها عبر العالم قاطبة .
3- الإصلاحيون على أشكالهم يقعوا :
ما جدّ فى جنوب أفريقيا لمن له عيون ليرى و لا ينظر إلى الواقع عبر نظّارت الإمبريالية و الرجعية لا يعدو أن يكون تغييرا شكليّا فى الوجوه الحاكمة و إشراك لشريحة من السود فى تسيير شؤون الدولة . و عملية إصلاح الدولة هذه أملتها عوامل كثيرة أهمّها ضغط النضالات الشعبية ضد نظام الميز العنصري و تشديد الحصار عليه و تفاقم عزلته داخليّا و عالميّا ؛ و سعي القوى الإمبريالية لإنقاذ الدولة من الإنهيار التام أمام موجة ثورية أخذت ملامحها تتشكّل و ذلك من خلال التفاوض مع منديلا و حزبه منذ أوائل ثمانينات القرن العشرين و الضغط عليهما ليقبلا بالولاء بجلاء تام للدولة القائمة و العمل فى إطارها ؛ و إنهيار كتلة الإمبريالية الإشتراكية السوفياتية فى أواخر ثمانينات – أوائل تسعينات القرن العشرين ما سهّل أكثر فرض الحلول الرجعية .
والأحزاب و المنظمات الماركسية المزيفة تعلى راية مانديلا و تكيل له المديح شأنها فى ذلك شأن القوى الإمبريالية لا لشيء إلاّ لأنّه خضع و قبل بإصلاح الدول الإستغلالية و الإضطهادية و القمعية وفق مخطّطات الإمبريالية و الرجعية عوض تحطيمها ( علما وأنّ قراءة فى برامج المؤتمر الوطني الأفريقي تكشف أنّ حتى الكفاح المسلّح الذى خاضه قسم من هذا الحزب فى فترة معينة و ليس لوحده كان يراد منه فرض إصلاحات لا غير ). من إعتبر ما حدث فى تونس ثورة ليس بوسعه إلاّ أن يعتبر ما قام به نيلسن مانديلا ثورة و يمدح من تحوّل إلى رمز عالمي للإصلاحية على أنّه ثوري .
و لا أحد من المستوعبين للمادية الجدلية كما طوّرها لينين و ماو تسي تونغ و مطبقينها ينكر نضال زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي لكن الحقيقة هو أنّه كان نضالا إصلاحيّا و ليس ثوريّا ، طريقه كان إصلاحيّا و ليس ثوريّا . لقد ناضل مانديلا ( و حزبه جزء و حسب من الأحزاب و المنظمات و المجموعات المناضلة ضد الأبارتايد ) و صار لظروف معينة رمزا لذلك النضال إلاّ أنّه لم يقم بثورة بل كرّس وفاقا طبقيّا كان شعاره الشهير " عانق عدوّك ". و الماركسيّون المزيفون فى الوطن العربي الذين يرفعون مانديلا إلى السماء بشكل أو آخر يكرّوسون فى الواقع الوفاق الطبقي هم أيضا و هدفهم الحقيقي هو إصلاح دول الإستعمار الجديد لا تحطيمها كما تقتضيه مبادئ الماركسية . و هؤلاء التحريفيين إصلاحيون يدوسون المبدأ الماركسي الذى إستخلصه ماركس منذ كمونة باريس ألا وهو ضرورة تحطيم الدولة الرجعية و بناء دولة ثورية على أنقاضها كما يدوسون تعاليم لينين بهذا الصدد ( أنظروا لينين ؛ " الدولة و الثورة " ) .
4 - طبقية الدولة و النظرة البرجوازية للعالم :
لا يتعجبنّ أحد إن قرأ للماركسيين المزيفين كلاما عاما عن الحرية و التقدّم و السلطة للشعب و الحكم للجماهير ... و من ذلك ما كتبه الحزب الوطني الإشتراكي الثوري الوطد – الإعلام على الأنترنت نيلسون مانديلا 18 جويلية 1918- 5 ديسمبر 2013 : ليس هناك دربا سهلا للحرّية و على العديد منّا سلوك وادي ظلال الموت مرارا و تكرارا قبل أن نصل إلى القمّة التى نبتغيها – نيلسون مانديلا " و نقرأ لحزب العمّال التونسي : " بطل النضال من أجل الحرية والمساواة والعدالة والتقدّم " . و قد سبق لنا و أن أتينا على هذا الموضوع و فصّلنا نقدنا لمثل هذه المفاهيم البرجوازية خاصة فى كتابنا " حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد حزب ماركسي مزيّف " و نركّز هنا من جديد على مفهوم برجوازي آخر كثير التداول و كثيرا ما تم التلاعب به لتضليل الجماهير وهو مفهوم " الديمقراطية ". و قد شاهدنا لسنوات الآن أن الماركسيين المزيّفين يروّجون ل " ثورة برجوازية " و " ثورة ديمقراطية إجتماعية " و هكذا ضمن خطاب أبعد ما يكون عن الماركسية الحقيقية ، الماركسية الثورية التى تشدّد على التحليل الطبقي و ربط الديمقراطية كشكل من أشكال الحكم و الدولة بالطبقة التى تخدمها فتكون فى عصرنا هذا مثلا ديمقراطية برجوازية أو ديمقراطية بروليتارية و الديمقراطية إلى زوال مع إضمحلال الدولة عند بلوغ الشيوعية كمجتمع خالي من الطبقات و الإضطهاد و الإستغلال جميعا .
بهذا المضمار ، كان موقف لينين جليّا بالصفحة 18 من " الثورة البروليتارية و لمرتدّ كاوتسكي" حيث قال بصريح العبارة : " من الواضح أنّه ، طالما هناك طبقات متمايزة ، - و طالما لم نسخر من الحسّ السليم و التاريخ ، - لا يمكن التحدث عن " الديمقراطية الخالصة " ، بل عن الديمقراطية الطبقية فقط صيغة جاهلة تنمّ عن عدم فهم لنضال الطبقات و لجوهر الدولة عل حدّ سواء ، بل هي أيضا صيغة جوفاء و لا أجوف ، لأنّ الديمقراطية ، ستضمحلّ ، إذ تتطوّر فى المجتمع الشيوعي و تتحوّل إلى عادة ،و لكنّها لن تصبح أبدا ديمقراطية " خالصة ")
إنّ " الديمقراطية الخالصة " ليست سوى تعبير كاذب للبيرالي يخدع العمّال . إنّ التاريخ يعرف الديمقراطية البرجوازية التى تحلّ محلّ النظام الإقطاعي ، و الديمقراطية البروليتارية لتى تحلّ محلّ الديمقراطية البرجوازية . "
و لأنّ الإنحراف الديمقراطي البرجوازي طال حتى بعض من كانوا فى وقت من الأوقات ماويين قولا و فعلا و إنحرفوا لظروف و أسباب يطول شرحها و ليس هذا مجالها ( مثل الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) الذى قاد حرب الشعب لمدّة عشر سنوات من 1996 إلى 2005 ثمّ بفعل تغيير خطّه الإيديولوجي و السياسي و تبنيه " ديمقراطية القرن الواحد و العشرين " ، أوقفها و شارك فى الدولة الرجعية القائمة لترميمها عوض تحطيمها كما تفترض مبادئ الماركسية – اللينينية - الماوية ) ، و بغية إنقاذ الجوهر الثوري لعلم الثورة البروليتارية العالمية من الماركسيين المزيفين ، أكّد رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، و مطوّر الخلاصة الجديدة للشيوعية و أحد أهمّ قادة الحركة الأممية الثورية لعقود منذ 1984 إلى تفكّكها منذ سنوات و إنفجار صراع خطين عالمي صلب الماويين ، أكّد بوب أفاكيان بصيغة مكثّفة حقيقة أنّ :
" فى عالم يتميّز بإنقسامات طبقية ولامساواة إجتماعية عميقين ، الحديث عن " الديمقراطية " دون الحديث عن الطبيعة الطبقية لهذه الديمقراطية ، بلا معنى وأسوأ . طالما أنّ المجتمع منقسم إلى طبقات ، لن توجد " ديمقراطية للجميع " : ستحكم طبقة أو أخرى وستدافع عن وتروّج لهذا النوع من الديمقراطية الذى يخدم مصالحها و أهدافها . المسألة هي : ما هي الطبقة التى ستحكم وإذا ما كان حكمها ونظام ديمقراطيتها، سيخدم تواصل أو فى النهاية القضاء على الإنقسامات الطبقية و علاقات الإستغلال والإضطهاد و اللامساواة المتناسبة معه."
يمثّل التحريفيون ، الماركسيون المزيفون ، الفكر البرجوازي و مصالح البرجوازية فى صفوف الحركة البروليتارية و ترويجهم للديمقراطية البرجوازية يعكس حقّا نظرتها البرجوازية للعالم . فى خطابهم يروّجون فى الأساس للإيديولوجيا البرجوازية و نظرتها للعالم القائمة على أنّ أفضل المجتمعات الممكنة هي المجتمعات " الديمقراطية " . وماذا يبيّن لنا الواقع بصدد تكريس الديمقراطية البرجوازية ؟ لمسنا للتوّ كيف أنّ دولة جنوب أفريقيا التى تعتبر من النماذج التى يحتذى بها و التى تملك دستورا يعدّد حقوق المواطنين كما لا تعدّدها دساتيرعريقة ديمقراطية أخرى تطلق الرصاص على العمّال المضربين و تقتل العشرات منهم و يعرف جيّدا من يبحث فى أكبر ديمقراطية فى العالم أي الهند إغتيالات القادة الماويين بالإستعانة بالسي آي أي و الموصاد و حرق القرى و غيرذلك كثير و تدرك جيّدا شعوب العالم و حتى الشعب فى الولايات المتحدة معنى الديمقراطية البرجوازية الأمريكية و ما نجم و ينجم عنها من عنصرية و إغتصاب و تجويع و قتل و جرائم و مجازر و غزو إلخ . و فى تونس و مصر و بلدان عربية أخرى صارت الجماهير تدرك عن كثب لعبة الديمقراطية البرجوازية التى لن تحلّ المشاكل الأساسية و الحيوية للطبقات الشعبية .
و بطبيعة الحال لن يصرّح الماركسيون المزيّفون بأنّهم تخلّوا عن النظرة البروليتارية للعالم و أساسها أنّ عالما آخر، عالم أفضل ممكن و ضروري ، عالم شيوعي من واجب الشيوعيات والشيوعيين أن يناضلوا من أجله هو لا من أجل الديمقراطية البرجوازية . من واجب الشيوعيين أن يكونوا شيوعيين و يبذلوا قصارى الجهد و يضحّوا بالغالي و النفيس و النفس فى سبيل الهدف الأسمى و القيام بالثورة لبلوغ كخطوة أولى أو مرحلة سفلى منه ( لينين ؛ " الدولة و الثورة ") الديمقراطية البروليتارية أو دكتاتورية البروليتاريا فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية و دولة الديمقراطية الجديدة كشكل من أشكال دكتاتورية البروليتاريا فى المستعمرات و المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات و كلاهما بقيادة البروليتاريا و غايتهما الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي .
يعوّض الماركسيّون المزيّفون ديمقراطية / دكتاتورية البروليتاريا بالديمقراطية البرجوازية ويقدّمون هذه الأخيرة على أنّها الهدف الأسمى و الحلّ لمشاكل الجماهير الشعبية و البروليتارية و يعملون على إصلاح الدول القائمة عوض تحطيمها و إنشاء دول ثورية على أنقاضها يكون هدفها الأسمى الشيوعية على النطاق العالمي . و فى إرتباط بذلك و إنسجام معه ، عمليّا ينكر التحريفيون عموما إمكانية الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها ( الديمقراطية الجديدة و الإشتراكية ) و يغيّبون فعلا الفهم المادي الجدلي للعصر على أنّه عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ( كوحدة أضداد / تناقض ) فلا يرون بنظرة مثالية إحادية الجانب سوى عصر الإمبريالية و بالتالى يديرون ظهورهم للثورة الإشتراكية بتيّاريها ولا يناضلون من أجلها . يناضل الماركسيون المزيفون فى إطار دول الإمبريالية و عملائها و ليس من أجل الثورة البروليتارية العالمية .
نظرة الماركسين المزيفين للعالم نظرة ديمقراطية برجوازية و ليست شيوعية . لأسباب ليس هذا مجال الخوض فيها ، صار الكثير ممّن كانوا فى فترة ما شيوعيين قولا و فعلا ، ديمقراطيين برجوازيين و إستسلموا للإمبريالية و الرجعية و فجّروا الجوهر الثوري للماركسية و قاموا بعملية تصفية له محتفظين بالماركسية كغطاء لا غير . منطق الماركسيين المزيفين الإستسلامي و التصفوي منطق يقدّم أجلّ الخدمات للإمبريالية و منطقها و يطعن فى الظهر منطق الشعب .
" إثارة الإضطرابات ، ثمّ الفشل ، و العودة إلى إثارة الإضطرابات ثانية ، ثمّ الفشل أيضا ، و هكذا دواليك حتى الهلاك ، ذلك هوالمنطق الذى يتصرّف بموجبه الإمبرياليون و جميع الرجعيين فى العالم إزاء قضية الشعوب، و هم لن يخالفواهذا المنطق أبدا . إن هذا قانون ماركسي . و نحن حين نقول إنّ" الإمبريالية شرسة جدّا "، إنما نعنى أن طبيعتها لن تتغيّر أبدا ، و أن الإمبرياليين لن يلقوا أبدا سكين الجزّار التى يحملونها ، و لن يصيروا آلهة للرحمة إلى يوم هلاكهم .
النضال ، ثم الفشل ، و العودة إلى النضال ثانية ، ثمّ الفشل أيضا ، ثم ّالعودة إلى النضال مرّة أخرى ، و هكذا حتى النصر ، ذلك هو منطق الشعب ، وهو أيضا لن يخالف هذا المنطق أبدا. و هذا قانون ماركسي آخر . لقد إتبعت ثورة الشعب الروسي هذا القانون ، كما تتبعه ثورة الشعب الصيني أيضا ." ( ماو تسى تونغ " أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال " 1949 ، المجلّد الرابع من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ).
و فى مقابل إستسلامية و تصفوية الماركسيين المزيفين ، على خطى ماو تسى تونغ و تطبيقا للقوانين الماركسية المذكورة فى مقولة ماو أعلاه ، يواصل الشيوعيون الماويون الثوريون تطبيق منطق الشعب والقتال بكلّ ما أوتوا من جهد عملي و نظري أيضا فى سبيل عالم شيوعي فقد خاضوا و لا زالوا حرب الشعب فى أكثر من بلد من أجل إفتكاك السلطة لصالح البروليتاريا العالمية و أيضا قد تصدّوا و يتصدّون للدعاية الإمبريالية و الرجعية المناهضة للشيوعية . و قد نهض الشيوعيون الثوريون كذلك بتلخيص المرحلة الأولى أو الموجة الأولى من الثورة البروليتارية العالمية و التجارب الإشتراكية للقرن العشرين فنقدوا أخطاءها و دافعوا بإستماتة عن مكاسبها التى تمثّل جانبها الرئيسي و شذحوا سلاح علم الثورة و طوّروه ولديهم الآن الخلاصة الجديدة للشيوعية كإطار نظري يعبّد الطريق و يرشد الممارسة الثورية للمرحلة الجديدة / الموجة الجديدة للثورة البروليتارية العالمية لتحرير الإنسانية من كافة أنواع الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي .
و فى خاتمة هذا المقال نودّ أن نرفع صوتنا عاليا ضد التحريفية و الإصلاحية ، و ضد الماركسيين المزيفين . لقد إحتجّ ماركس فى أواخر سنوات حياته التى إستشرت فيها الإنتهازية فى صفوف الأحزاب " الإشتراكية " على تشويه الماركسية إلى درجة لا تطاق و لا تحتمل و نحن إزاء هيمنة التحريفية و الإصلاحية على " اليسار الماركسي " و إزاء هذا الإنحراف القاتل و المدمّر للمشروع الشيوعي ، ليس بوسعنا إلاّ أن نفضح الماركسيين المزيفين و نظرتهم الديمقراطية البرجواية للعالم و فى هذه المناسبة نصرخ بأعلى صوتنا و ندعو الشيوعيين الحقيقيين و الثوريين حقّا إلى تبنّى شيوعية اليوم : الخلاصة الجديدة للشيوعية لتحرير الإنسانية و القطع مع التحريفية المتقنّعة بالتروتسكية أو بالماركسية أو بالماركسية – اللينينية أو حتى بالماركسية – اللينينية – الماوية و إلى جعل كلمات ماركس شعارا إختجاجيّا لنا ضد الإنتهازية بشتّى ألوانها اليمينية منها و اليسارية :
" إن كانت هذه هي الماركسية فأنا لست ماركسيّا " !