الرفيق حسقيل قوجمان
لاحظت القارئة العزيزة زينة محمد خمس مغالطات في مقال لي اشرت فيه الى العراق والى استعماره من قبل الامبريالية الاميركية البريطانية فتفضلت وعددتها لي في رسالة ساحاول ان اناقشها لابدي رايي فيها.
"اولا ارجو ان تسمح لي بان أقول لك بان من قاوم الاحتلال الامريكي ليس الشعب العراقي انما فلول البعث والقاعدة الا اذا كنت تعتبر ابو مصعب الزرقاوي من الشعب العراقي واحب ان اذكرك بان الحزب الشيوعي تحالف مع الامريكان"
لا اعرف مقدار تماسك بالشعب العراقي وان كنت تسكنين في العراق ام تسكنين مثلي خارج العراق. اما انا فقد كنت بعيدا عن العراق اكثر من خمسين عاما لذلك فان ما اعرفه عن العراق هو ما اقراه او اسمعه من وسائل الاعلام المتوفرة في العالم اليوم. وكافة المصادر التي استطيع الوصول اليها تؤكد ان الشعب العراقي هو الذي قاوم الاحتلال الاميركي البريطاني واضطره الى الانسحاب انسحابا ظاهريا.
ولكني لا اعتمد في اعتقادي بان الشعب العراقي هو الذي قاوم الاحتلال على وسائل الاعلام وحدها وانما اعتمد على معرفتي بطبيعة الشعوب. فالتاريخ يعلمنا بعدم وجود شعب لا يقاوم المحتلين لبلاده. وفي تجربتي السياسية المتواضعة في عراق الحكم الملكي اتذكر ان الشعب العراقي قاوم الاحتلال البريطاني رغم ان الجيش البريطاني لم يكن يظهر في المدن العراقية بل هو متركز في الحبانية ولا وجود له في داخل المدن العراقية. وكل ما كنا نعتبره استعمارا بريطانيا كان المعاهدة الجائرة ووجود السفير والمستشارين البريطانيين واستيلاء الحكومة البريطانية على مرافق السكك والنفط والميناء.
فجميع الشعوب، ومنها الشعب العراقي، تقاوم اي احتلال بكل الوسائل المتوفرة لديها من اجل استقلالها وتحررها وتشهد على ذلك ثورة العشرين والوثبة ضد معاهدة بورتسثموث وثورة تموز.
على هذا الاساس اعتقد ان الشعب العراقي هو الذي قاوم الاحتلال الاميركي البريطاني. وان المقاومة الحقيقية للاحتلال هي مقاومة الشعب العراقي. اما اذا وجدت فئات اخرى تدعي المقاومة زيفا وبهتانا فهذه لا علاقة لها بالمقاومة الحقيقية للاحتلال.
لم يكن للقاعدة وجود في العراق قبل الاحتلال. الاحتلال هو الذي ادخل القاعدة الى العراق كما ادخل شتى الجيوش المرتزقة المؤلفة من اكثر المجرمين والقتلة في العالم اجراما تحت ستار قوى الامن.
اما ما تسمينه فلول البعث فهو امر اخر. انا لم اكن ولو يوما واحدا مؤيدا لحكم البعث في العراق وكان انتقادي للجبهة بين حزب البعث والحزب الشيوعي اشد الانتقاد منذ يوم عقدها سببا في مقاطعتي من قبل اعضاء الحزب الشيوعي الموجودين في لندن منذ اول لقائي بهم عند وصولي الى لندن وحتى اليوم. ولكن هناك فرق بين حزب البعث بصفته الحزب الحاكم وبين اعضاء حزب البعث. فليس كل اعضاء حزب البعث كانوا يحكمون العراق بل قيادة حزب البعث هي التي كانت تحكم العراق.
اما من تسمينهم فلول البعث فهم ملايين من البشر. بلغ اعضاء حزب البعث عدة ملايين من العراقيين، وهم عراقيون مهما كانت صفاتهم الاخرى ولا يستطيع اي انسان ان يسلبهم عراقيتهم. ولكونهم بشر فان اتجاهاتهم ومواقفهم السياسية تختلف ولا يمكن ان نضع صفة واحدة لتصرف هذه الملايين في الحياة السياسية، وفي موضوعنا مواقفهم من الاحتلال الاميركي البريطاني. فهم عراقيون قبل ان يكونوا بعثيين. فهناك اعضاء سابقون في حزب البعث هم اناس وطنيون يحرصون على استقلال بلادهم ويناضلون من اجل تحرير بلادهم من اي احتلال. لذلك فان اعضاء حزب البعث السابقين مثل سائر ابناء الشعب العراقي بينهم من يقاوم الاحتلال على الشعب العراقي ومنهم من لايقاوم الاحتلال. فحين نقول ان الشعب العراقي يقاوم الاحتلال لايعني ان كل شخص عراقي يقاوم الاحتلال. ويتساوى اعضاء حزب البعث السابقين مع غيرهم من ابناء الشعب العراقي من حيث موقفهم من النضال من اجل تحرير العراق من الاحتلال وتحقيق الاستقلال الوطني. ولا يمكن شجب جميع اعضاء حزب البعث على انهم فلول لا يقاومون الاحتلال. وان اعتبارهم فلولا لانهم كانوا اعضاء في حزب البعث غير صحيح وليس في صالح تحرير العراق من الاستعمار الاميركي البريطاني.
وكما ان تخلي قيادة الحزب الشيوعي عن واجب الحزب الاساسي، واجب قيادة النضال ضد المحتلين، واجب النضال من اجل تحقيق شعار الحزب الاساسي وطن حر وشعب سعيد، لا يعني ان كل عضو في الحزب الشيوعي قد تخلى عن النضال من اجل تحرير العراق كذلك لا يعني تخلي قيادة حزب البعث عن النضال ضد الاحتلال تخلي كل اعضاء حزب البعث تخلوا عن النضال من اجل تحرير العراق من الاحتلال.
"ثانيا تعتبر حرب الامريكان حرب امبريالية ماذا استفادت الطبفة الرأسمالية من حرب العراق فمثلا ماذا استفاد بيل غيتس والذي تعتبره رأسماليا (رغم تحفظي) من حرب العراق؟"
نعم عزيزتي زينة ان حرب الامريكان على العراق اسوا وافظع واوحش حرب امبريالية واكثرها تدميرا كما هي الحرب في افغانستان وغيرها في ارجاء العالم. ان الحرب على العراق دمرت العراق بكل مؤسساته وموارده وسكانه. دمرت الدولة العراقية والجيش العراقي والوزارات العراقية والمؤسسات العراقية والمراكز الثقافية العراقية والاثار العراقية واعادة العراق قرونا الى الوراء.
كانت الحروب الامبريالية السابقة تبيد اجيالا قائمة من البشر سكان البلدان المحتلة اما الحرب الامبريالية الاميركية الحالية فلم تقتصر على ابادة الاجيال الحالية من الشعب العراقي والشعوب الاخرى وانما قضت على اجيال قادمة لمئات السنين حيث تتشوه الاجيال الجديدة وهي في ارحام امهاتها بسبب الاشعة القتالة التي نشرتها هذه الحرب في التربة والاجواء العراقية.
اما سؤالك عما استفاده بيل غيتس من الحرب على العراق فهو سؤال يدل على خلط بين الطبقة الراسمالية والدولة الراسمالية. انا مثلك لا اعلم ان كان بيل غيتس راسماليا ام ليس راسماليا. لكننا نعلم انه موظف في الدولة الراسمالية. واذا كان راسماليا فهو شريك في ارباح الطبقة الراسمالية فيما حصلت عليه الطبقة الراسمالية من ارباح من حربها على العراق. وان لم يكن راسماليا فانه مجرد عضو في الدولة الراسمالية وليس سوى خادم مطيع للطبقة الراسمالية لقاء ما تقدمه له الطبقة الراسمالية اجورا عن خدماته.
وسؤالك "ماذا استفادت الطبفة الرأسمالية من حرب العراق" فجوابه ان الطبقة الراسمالية هي الوحيدة التي نالت كل ارباح الحرب على العراق ابتداءا من فترة الاعداد للحرب على العراق واستمرارا حتى هذه اللحظة واستمرارها في المستقبل. الحرب على العراق لم تبدا في ٢-;-۰-;-۰-;-٣-;- بل بدات سنوات قبل ذلك في الاعداد للحرب بكل ما تضمنه ذلك من تحركات الاساطيل وتجهيز القواعد العسكرية في البلدان المجاورة للعراق ثم بدات بكل ما استخدمته الولايات المتحدة من اسلحة دمار شامل وما تلى ذلك من نهب ثروات العراق من نفط وغاز وحتى الاثار والكتب التاريخية الثمينة وما تلى ذلك من الصفقات الحقيقية والخيالية. كل هذه هي ارباح الطبقة الراسمالية الامبريالية الاميركية. ان الثلاثة تريليونات التي انفقتها الولايات المتحدة في حربها على العراق كما تشير احصاءاتها كانت كلها ارباحا للطبقة الراسمالية التي انتجت لها كل مستلزمات الحرب من السلاح والمعدات والتجهيزات.
"ثالثا من أهم سمات الامبريالية والذي عددها لينين في كتابه الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية هو تركز الانتاج فاين هو الانتاج في الولايات المنحدة؟ اذا سبق لك وان تسوقت في امريكا لا ترى شيئا في الاسواق صنع في امريكا وحتى اجهزة الكمبيوتر محشوة بما هو مصنع في جنوب شرق اسيا!"
لم يسبق لي التسوق في الولايات المتحدة ولكني اعرف بالضبط ما يجري في الاسواق الاميركية وغيرها من الاسواق الامبريالية استنادا الى ما جاء في كتاب لينين. فالصفة الاساسية للاقتصاد الامبريالي هي تحول الراسمالية من راسمالية صناعية الى راسمالية مالية. والصفة الاساسية للاقتصاد الامبريالي هي صفة تصدير الراسمال.
تصدير الراسمال يعني ان الدول الامبريالية بدلا من ان تصدر السلع الصناعية التي تنتجها في بلادها تصدر راسمالا لكي تستغله في بلاد غير بلادها طلبا لزيادة الربح. وهذا يعني ان الاقتصاد الامبريالي يستخدم راسماله في البلدان المستعمرة والتابعة ثم يستورد انتاجها الى بلاده طلبا لزيادة الارباح. وهذا ما نشاهده مما اشرت اليه من عدم وجود سلعة في السوق الامبريالية مصنوعة في البلد نفسه.
ولكن السياسة الاقتصادية الامبريالية تصدر الراسمال فقط من اجل انتاج المواد الاستهلاكية التي لا تتطلب وسائل انتاج ضخمة وواسعة الانتاج خشية ان يؤدي تصدير مثل هذه الصناعات الى استقلال هذه البلدان عنها صناعيا. فهي لا تصدر الراسمال في انتاج الصناعات الثقيلة.
هذا لا يعني ان تركيز الانتاج في الدول الامبريالية قد زال بل يعني انه تركز في انتاج السلع التي لا تسمح بانتاجها خارج بلادها. وعلى سبيل المثال فقط اشير الى ما استورده العراق ابان الحرب الامبريالية المدمرة من قنابل اليورانيوم المنضب وقنابل الفوسفور الا بيض والقنابل العنقودية مما زاد خلال ايام قلائل عن كل ما استوردته جميع الدول المتحاربة خلال الحرب العالمية الثانية. فكل هذه الاسلحة التي دمرت العراق هي انتاج اميركي صنع في اميركا وليس فيها اي انتاج صنع خارج الولايات المتحدة. ولا من انتاج الدول المستعمرة والتابعة لبيعه في الاسواق الاميركية.
"رابعا ان وجود من يشتري لوحات بالملايين ولا يطال رساميها الملاليم ليس بالضروري من صفات مرحلة الامبريالية ففي الاقطاع كان الرسامون أكثر فقرأ!"
في مقال لي بينت ان اصحاب المليارات الذين لا يعلمون كيف يبذرون اموالهم المتراكمة التي لا يستطيعون استغلالها في الانتاج الراسمالي خوفا من تفاقم الازمات فيشترون لوحة قديمة لم يحصل من رسمها الفنان القديم على ما يكفي لوجبة طعام فيدفع فيها عشرات الملايين من الدولارات. وليس الحديث عن الفنانين المعاصرين وقصص شقاء الفنانين في العصور القديمة كثيرة كما اشرت انت اليها.
واخيرا "خامسا تحمل الامريكان مسؤولية عدم وجود ماء والكهرباء رغم انسحابهم من العراق ولا تحمله للفاسدين! "
ان ما دمر العراق ومن ضمن ذلك الماء والكهرباء هو اسلحة الدمار الشامل التي القاها الامبرياليون عليه اثناء الحرب واثناء وجودهم الرسمي في العراق. والامبرياليون لم ينسحبوا في الواقع من العراق بل ابقوا سيطرتهم واستعبادهم للشعب العراقي اولا بواسطة جيوشهم الموجودة في العراق بموجب المعاهدات الامبريالية وجيوشهم غير الرسمية ومستشاريهم وسفارتهم وهي اكبر سفارة للولايات المتحدة في العالم. وابقت استعمارها واستعبادها للشعب العراقي عن طريق تنصيب زمرة من الفاسدين عديمي الضمير الذين ضاعفوا نهب الشعب العراقي وزادوا من شقائه. فالفاسدون هم عملاء الامبريالية الاميركية وهم ينفذون اوامرها المدمرة للعراق كدولة والعراقيين كشعب.
وتقبلي عاطر تحياتي
لاحظت القارئة العزيزة زينة محمد خمس مغالطات في مقال لي اشرت فيه الى العراق والى استعماره من قبل الامبريالية الاميركية البريطانية فتفضلت وعددتها لي في رسالة ساحاول ان اناقشها لابدي رايي فيها.
"اولا ارجو ان تسمح لي بان أقول لك بان من قاوم الاحتلال الامريكي ليس الشعب العراقي انما فلول البعث والقاعدة الا اذا كنت تعتبر ابو مصعب الزرقاوي من الشعب العراقي واحب ان اذكرك بان الحزب الشيوعي تحالف مع الامريكان"
لا اعرف مقدار تماسك بالشعب العراقي وان كنت تسكنين في العراق ام تسكنين مثلي خارج العراق. اما انا فقد كنت بعيدا عن العراق اكثر من خمسين عاما لذلك فان ما اعرفه عن العراق هو ما اقراه او اسمعه من وسائل الاعلام المتوفرة في العالم اليوم. وكافة المصادر التي استطيع الوصول اليها تؤكد ان الشعب العراقي هو الذي قاوم الاحتلال الاميركي البريطاني واضطره الى الانسحاب انسحابا ظاهريا.
ولكني لا اعتمد في اعتقادي بان الشعب العراقي هو الذي قاوم الاحتلال على وسائل الاعلام وحدها وانما اعتمد على معرفتي بطبيعة الشعوب. فالتاريخ يعلمنا بعدم وجود شعب لا يقاوم المحتلين لبلاده. وفي تجربتي السياسية المتواضعة في عراق الحكم الملكي اتذكر ان الشعب العراقي قاوم الاحتلال البريطاني رغم ان الجيش البريطاني لم يكن يظهر في المدن العراقية بل هو متركز في الحبانية ولا وجود له في داخل المدن العراقية. وكل ما كنا نعتبره استعمارا بريطانيا كان المعاهدة الجائرة ووجود السفير والمستشارين البريطانيين واستيلاء الحكومة البريطانية على مرافق السكك والنفط والميناء.
فجميع الشعوب، ومنها الشعب العراقي، تقاوم اي احتلال بكل الوسائل المتوفرة لديها من اجل استقلالها وتحررها وتشهد على ذلك ثورة العشرين والوثبة ضد معاهدة بورتسثموث وثورة تموز.
على هذا الاساس اعتقد ان الشعب العراقي هو الذي قاوم الاحتلال الاميركي البريطاني. وان المقاومة الحقيقية للاحتلال هي مقاومة الشعب العراقي. اما اذا وجدت فئات اخرى تدعي المقاومة زيفا وبهتانا فهذه لا علاقة لها بالمقاومة الحقيقية للاحتلال.
لم يكن للقاعدة وجود في العراق قبل الاحتلال. الاحتلال هو الذي ادخل القاعدة الى العراق كما ادخل شتى الجيوش المرتزقة المؤلفة من اكثر المجرمين والقتلة في العالم اجراما تحت ستار قوى الامن.
اما ما تسمينه فلول البعث فهو امر اخر. انا لم اكن ولو يوما واحدا مؤيدا لحكم البعث في العراق وكان انتقادي للجبهة بين حزب البعث والحزب الشيوعي اشد الانتقاد منذ يوم عقدها سببا في مقاطعتي من قبل اعضاء الحزب الشيوعي الموجودين في لندن منذ اول لقائي بهم عند وصولي الى لندن وحتى اليوم. ولكن هناك فرق بين حزب البعث بصفته الحزب الحاكم وبين اعضاء حزب البعث. فليس كل اعضاء حزب البعث كانوا يحكمون العراق بل قيادة حزب البعث هي التي كانت تحكم العراق.
اما من تسمينهم فلول البعث فهم ملايين من البشر. بلغ اعضاء حزب البعث عدة ملايين من العراقيين، وهم عراقيون مهما كانت صفاتهم الاخرى ولا يستطيع اي انسان ان يسلبهم عراقيتهم. ولكونهم بشر فان اتجاهاتهم ومواقفهم السياسية تختلف ولا يمكن ان نضع صفة واحدة لتصرف هذه الملايين في الحياة السياسية، وفي موضوعنا مواقفهم من الاحتلال الاميركي البريطاني. فهم عراقيون قبل ان يكونوا بعثيين. فهناك اعضاء سابقون في حزب البعث هم اناس وطنيون يحرصون على استقلال بلادهم ويناضلون من اجل تحرير بلادهم من اي احتلال. لذلك فان اعضاء حزب البعث السابقين مثل سائر ابناء الشعب العراقي بينهم من يقاوم الاحتلال على الشعب العراقي ومنهم من لايقاوم الاحتلال. فحين نقول ان الشعب العراقي يقاوم الاحتلال لايعني ان كل شخص عراقي يقاوم الاحتلال. ويتساوى اعضاء حزب البعث السابقين مع غيرهم من ابناء الشعب العراقي من حيث موقفهم من النضال من اجل تحرير العراق من الاحتلال وتحقيق الاستقلال الوطني. ولا يمكن شجب جميع اعضاء حزب البعث على انهم فلول لا يقاومون الاحتلال. وان اعتبارهم فلولا لانهم كانوا اعضاء في حزب البعث غير صحيح وليس في صالح تحرير العراق من الاستعمار الاميركي البريطاني.
وكما ان تخلي قيادة الحزب الشيوعي عن واجب الحزب الاساسي، واجب قيادة النضال ضد المحتلين، واجب النضال من اجل تحقيق شعار الحزب الاساسي وطن حر وشعب سعيد، لا يعني ان كل عضو في الحزب الشيوعي قد تخلى عن النضال من اجل تحرير العراق كذلك لا يعني تخلي قيادة حزب البعث عن النضال ضد الاحتلال تخلي كل اعضاء حزب البعث تخلوا عن النضال من اجل تحرير العراق من الاحتلال.
"ثانيا تعتبر حرب الامريكان حرب امبريالية ماذا استفادت الطبفة الرأسمالية من حرب العراق فمثلا ماذا استفاد بيل غيتس والذي تعتبره رأسماليا (رغم تحفظي) من حرب العراق؟"
نعم عزيزتي زينة ان حرب الامريكان على العراق اسوا وافظع واوحش حرب امبريالية واكثرها تدميرا كما هي الحرب في افغانستان وغيرها في ارجاء العالم. ان الحرب على العراق دمرت العراق بكل مؤسساته وموارده وسكانه. دمرت الدولة العراقية والجيش العراقي والوزارات العراقية والمؤسسات العراقية والمراكز الثقافية العراقية والاثار العراقية واعادة العراق قرونا الى الوراء.
كانت الحروب الامبريالية السابقة تبيد اجيالا قائمة من البشر سكان البلدان المحتلة اما الحرب الامبريالية الاميركية الحالية فلم تقتصر على ابادة الاجيال الحالية من الشعب العراقي والشعوب الاخرى وانما قضت على اجيال قادمة لمئات السنين حيث تتشوه الاجيال الجديدة وهي في ارحام امهاتها بسبب الاشعة القتالة التي نشرتها هذه الحرب في التربة والاجواء العراقية.
اما سؤالك عما استفاده بيل غيتس من الحرب على العراق فهو سؤال يدل على خلط بين الطبقة الراسمالية والدولة الراسمالية. انا مثلك لا اعلم ان كان بيل غيتس راسماليا ام ليس راسماليا. لكننا نعلم انه موظف في الدولة الراسمالية. واذا كان راسماليا فهو شريك في ارباح الطبقة الراسمالية فيما حصلت عليه الطبقة الراسمالية من ارباح من حربها على العراق. وان لم يكن راسماليا فانه مجرد عضو في الدولة الراسمالية وليس سوى خادم مطيع للطبقة الراسمالية لقاء ما تقدمه له الطبقة الراسمالية اجورا عن خدماته.
وسؤالك "ماذا استفادت الطبفة الرأسمالية من حرب العراق" فجوابه ان الطبقة الراسمالية هي الوحيدة التي نالت كل ارباح الحرب على العراق ابتداءا من فترة الاعداد للحرب على العراق واستمرارا حتى هذه اللحظة واستمرارها في المستقبل. الحرب على العراق لم تبدا في ٢-;-۰-;-۰-;-٣-;- بل بدات سنوات قبل ذلك في الاعداد للحرب بكل ما تضمنه ذلك من تحركات الاساطيل وتجهيز القواعد العسكرية في البلدان المجاورة للعراق ثم بدات بكل ما استخدمته الولايات المتحدة من اسلحة دمار شامل وما تلى ذلك من نهب ثروات العراق من نفط وغاز وحتى الاثار والكتب التاريخية الثمينة وما تلى ذلك من الصفقات الحقيقية والخيالية. كل هذه هي ارباح الطبقة الراسمالية الامبريالية الاميركية. ان الثلاثة تريليونات التي انفقتها الولايات المتحدة في حربها على العراق كما تشير احصاءاتها كانت كلها ارباحا للطبقة الراسمالية التي انتجت لها كل مستلزمات الحرب من السلاح والمعدات والتجهيزات.
"ثالثا من أهم سمات الامبريالية والذي عددها لينين في كتابه الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية هو تركز الانتاج فاين هو الانتاج في الولايات المنحدة؟ اذا سبق لك وان تسوقت في امريكا لا ترى شيئا في الاسواق صنع في امريكا وحتى اجهزة الكمبيوتر محشوة بما هو مصنع في جنوب شرق اسيا!"
لم يسبق لي التسوق في الولايات المتحدة ولكني اعرف بالضبط ما يجري في الاسواق الاميركية وغيرها من الاسواق الامبريالية استنادا الى ما جاء في كتاب لينين. فالصفة الاساسية للاقتصاد الامبريالي هي تحول الراسمالية من راسمالية صناعية الى راسمالية مالية. والصفة الاساسية للاقتصاد الامبريالي هي صفة تصدير الراسمال.
تصدير الراسمال يعني ان الدول الامبريالية بدلا من ان تصدر السلع الصناعية التي تنتجها في بلادها تصدر راسمالا لكي تستغله في بلاد غير بلادها طلبا لزيادة الربح. وهذا يعني ان الاقتصاد الامبريالي يستخدم راسماله في البلدان المستعمرة والتابعة ثم يستورد انتاجها الى بلاده طلبا لزيادة الارباح. وهذا ما نشاهده مما اشرت اليه من عدم وجود سلعة في السوق الامبريالية مصنوعة في البلد نفسه.
ولكن السياسة الاقتصادية الامبريالية تصدر الراسمال فقط من اجل انتاج المواد الاستهلاكية التي لا تتطلب وسائل انتاج ضخمة وواسعة الانتاج خشية ان يؤدي تصدير مثل هذه الصناعات الى استقلال هذه البلدان عنها صناعيا. فهي لا تصدر الراسمال في انتاج الصناعات الثقيلة.
هذا لا يعني ان تركيز الانتاج في الدول الامبريالية قد زال بل يعني انه تركز في انتاج السلع التي لا تسمح بانتاجها خارج بلادها. وعلى سبيل المثال فقط اشير الى ما استورده العراق ابان الحرب الامبريالية المدمرة من قنابل اليورانيوم المنضب وقنابل الفوسفور الا بيض والقنابل العنقودية مما زاد خلال ايام قلائل عن كل ما استوردته جميع الدول المتحاربة خلال الحرب العالمية الثانية. فكل هذه الاسلحة التي دمرت العراق هي انتاج اميركي صنع في اميركا وليس فيها اي انتاج صنع خارج الولايات المتحدة. ولا من انتاج الدول المستعمرة والتابعة لبيعه في الاسواق الاميركية.
"رابعا ان وجود من يشتري لوحات بالملايين ولا يطال رساميها الملاليم ليس بالضروري من صفات مرحلة الامبريالية ففي الاقطاع كان الرسامون أكثر فقرأ!"
في مقال لي بينت ان اصحاب المليارات الذين لا يعلمون كيف يبذرون اموالهم المتراكمة التي لا يستطيعون استغلالها في الانتاج الراسمالي خوفا من تفاقم الازمات فيشترون لوحة قديمة لم يحصل من رسمها الفنان القديم على ما يكفي لوجبة طعام فيدفع فيها عشرات الملايين من الدولارات. وليس الحديث عن الفنانين المعاصرين وقصص شقاء الفنانين في العصور القديمة كثيرة كما اشرت انت اليها.
واخيرا "خامسا تحمل الامريكان مسؤولية عدم وجود ماء والكهرباء رغم انسحابهم من العراق ولا تحمله للفاسدين! "
ان ما دمر العراق ومن ضمن ذلك الماء والكهرباء هو اسلحة الدمار الشامل التي القاها الامبرياليون عليه اثناء الحرب واثناء وجودهم الرسمي في العراق. والامبرياليون لم ينسحبوا في الواقع من العراق بل ابقوا سيطرتهم واستعبادهم للشعب العراقي اولا بواسطة جيوشهم الموجودة في العراق بموجب المعاهدات الامبريالية وجيوشهم غير الرسمية ومستشاريهم وسفارتهم وهي اكبر سفارة للولايات المتحدة في العالم. وابقت استعمارها واستعبادها للشعب العراقي عن طريق تنصيب زمرة من الفاسدين عديمي الضمير الذين ضاعفوا نهب الشعب العراقي وزادوا من شقائه. فالفاسدون هم عملاء الامبريالية الاميركية وهم ينفذون اوامرها المدمرة للعراق كدولة والعراقيين كشعب.
وتقبلي عاطر تحياتي
