حصاد زراعة ديمقراطية جورش بوش شوز والقرد الاسود بر اك حسين اوباما في العراق هلهولة لحكومة مجرمي سلطة الاحتلال وبرلمان خرسان وطرشان وعميان الاحتلال ياخونة حرامية مصيركم سوف يكون مثل مصير اي عميل اميركي وانكليزي وايراني ومصير اي نظام دكتاتوري جاء بقطار اسيادهم الامبريالين الامريكان

IRAQI REVOLUTIONARY MAOIST ORGANIZATION - IRMO المنظمة الماوية الثورية العراقية - جبهة نجوم الحمراء




الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير

الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير







2013-02-08

ماذا علّمنا ستالين ؟

الرفيق فؤاد النمري

علينا في البدء أن نقرّ ههنا أن النخاسين الأوغاد وأعداء الجنس البشري نجحوا في إقحامنا في الحديث عن مآثر أعظم القادة عبر التاريخ كما رآه تشيرتشل وأرفع أعلام العمل الشيوعي كما في الواقع وهو الرفيق ستالين، على الرغم من أن أول مبادئ العمل الشيوعي هو الابتعاد التام عن شخصنة الأفكار والسياسات حتى لشخص مثل كارل ماركس مؤسس العمل والفكر الشيوعي طالما أن كل شخصنة أو فردانية ليست بريئة من الروح البورجوازية في نهاية المطاف. نقول أقحمنا هؤلاء النخاسون الأوغاد في الحديث عن أثر ستالين في العمل الشيوعي بل وفي تاريخ الانسانية على كره منا بعد أن نجح هؤلاء الأوغاد في صناعة حملة شعواء شارك فيها حتى الشيوعيين الأغرار وبلهاء القوم على ستالين تحديدا وليس على ماركس أو على لينين الذي يعتبر ستالين تلميذه النجيب. صوروه غولاً تقطر الدماء البشرية من شدقيه، قتل أكثر من خمسين مليوناً من البشر !! وللمرء أن يتساءل هنا .. كيف نجح هؤلاء الأوغاد في تصوير أنبل أبناء البشرية جمعاء على مثل هذه الصورة المرعبة التي لا تليق حتى بهولاكو أو بهتلر !؟ قد يعتقد الكثيرون أن أبواق الدعاية الرأسمالية الامبريالية هي التي قامت بهذه الحملة وأنفقت عليها الكثير، غير أن هذا المعتقد منطلق من موقف سياسي محدد، فمثل هذه الصورة الوحشية لستالين لم تكن قد رسمت قبل انهيار النظام الرأسالي في سبعينيات القرن الماضي ولم يكن بإمكان الرأسماليين في الغرب وعلى رأسهم قائدهم الشهير ونستون تشيرتشل أن ينكروا فضل ستالين الشخصي في حماية نظامهم الرأسمالي من الرسوف في عبودية الرايخ الهتلري لألف عام، والرأسماليون الإنكليز تحديداً يعلمون تماماً أن هتلر كان في آب أغسطس 1939 ، قبل احتلاله لبولندا واشتعال الحرب العالمية الثانية، كان قد عرض على ستالين احتلال بريطانيا واقتسامها مع مستعمراتها بين الطرفين وأن ستالين بالمقابل رفض حتى الإصغاء لمثل هذا الاقتراح النازي البربري. من رسم مثل هذه الصورة الوحشية بسفالة وانحطاط غير إنسانيين هو البورجوازية الوضيعة التي آلت إليها سلطات الدولة في العالم كله عبر مزاح ثقيل من قبل التاريخ، ومن هنا باتت صدور البورجوازية الوضيعة تغلي حقداً على ستالين الذي حتى صورته التي لا تفارق خيال الكادحين في العالم تهدد البورجوازية الوضيعة بوجودها ليس في السلطة فقط بل وفي وجودها أصلاً كطبقة ذات امتيازات تعيش كما العلق على امتصاص دماء العمال. مثل هذا الحقد البورجوازي الوضيع يعم الثقافة البورجوازية بكل ألوانها وكل منابرها وتجد لها متنفساً حتى في جريدة تعلن عن نفسها بأنها " يسارية " .



نكتب اليوم عن ماذا علمنا ستالين من دروس في الحرب على الطبقية وعلى استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، ماذا علمنا في قيادة هيئة أركان البروليتاريا في العالم في حربها الضروس ضد جيوش البورجوازية اللجبة بمختلف ألوانها وتشكيلاتها. نكتب دون أن نكرر ما كنا قد كتبنا قبل عشر سنوات في كتابنا المنشور على الشبكة في موقعنا تحت عنوان " من هو ستالين؟ وما هي الستالينية؟ " وهو الكتاب الذي تم اعتماده كمرجع في العديد من الجامعات ودور البحث. لن نكتب مرة أخرى عن الأخلاق التي تخلّق بها ستالين وهي الأخلاق التي تعتبر وفقاً لمسار التاريخ فوق قدرات الإنسان (Ultra-humane) . كيف لرجل يحتل قيادة دولة عظمى يكتب لوالدته بأن ليس لديه المال الكافي ليرسل لها أكثر مما تيسر لديه ويرجوها أن تكتب إليه إن ظلت في عوز " ليتدبر " أمره. ويكتب لابنه فاسيلي بأن ليس لديه المال يرسله إليه لشراء بذلة جديدة أسوة بزملائه. ستالين، زعيم أقوى دولة في العالم يرسل زوجته ناديا إلى المعهد التقني في موسكو لتتعلم صبغ المنسوجات ولا يعرفها زملاؤها في المعهد كزوجة لأعظم رجل في الاتحاد السوفياتي لأنها تستخدم المواصلات العامة وترتدي مثل أردية الأخريات، كما سجل خروشتشوف في مذكراته ـ مقارنة بابنته وزوجها اللذين كانا يستوردان لباسهما وغذاءهما بالطائرة من بالريس. عندما نقول فوق قدرات الإنسان (Ultra-humane) فنحن نعني الانسان الذي ما زال يعيش في مجتمعات يحكمها الذهب بالمعنى الشكسبيري الماركسي (أيها الذهب يا قوّاد العالم البشري !). ستالين كان أقوى من الإنسان في المجتمعات المحكومة بقوة المال ومنها حتى المجتمع الاشتراكي. نكتب هنا لنشير إلى كيف عبر ستالين الحدود الإنسانية التي يمكن تصورها إلى ما لا يمكن تصوره حتى في الخيال.



ألأم كاترينا أرسلت طفلها يوسف إلى الكلية الاكليركية كي يغدو كاهنا منذوراً لخدمة " ألله ". كان ذلك بسبب العوز وربما أيضاً تكفيراً عن خطايا والده السكير وإبعاداً له عن قساوة والده الذي كان يضرب الطفل وأمه دون رحمة. في الكلية تعرّف يوسف على نشطاء اشتراكيين وأخذ يدرس خلسة بعض المنشورات الماركسية وما إن إكتشفت إدارة الكلية أمره حتى سارعت إلى طرده. إذّاك قرر الطفل يوسف فيساريونوفتش دوغاتشفيلي ذو الأربعة عشر ربيعاً فقط أن ينذر نفسه لخدمة الطبقة العاملة بدل خدمة " ألله " الذي لم يستطع التعرف عليه حتى في الكلية الإكليركية. على كافة الشيوعيين في العالم أن يتعلموا من ستالين كيف نجح في خدمة البروليتاريا وفي قيادة هيئة أركانها في صراعها الملحمي ضد أعدائها البرابرة من مختلف الصنوف والطبقات.



منذ بداية تفتح الوعي قبل عشرات ألوف السنين وجد الإنسان نفسه محاصراً بلقمة عيشه وعليه أن يدخل في صراع لا يهدأ ليس مع الطبيعة فقط بل ومع نظيره الآخر أيضاً كي يصل قبله إلى لقمة العيش العزيزة، وهي سبب الحياة. غريزة البقاء الحيوانية في الإنسان تجسدت مع توالي ألوف السنين في تحصين الذات من خلال حيازة الأسباب المادية للبقاء، وتجسد هذا في الملْكية حصن الذاتية. تمثل هذا بالصراع الطبقي في المجتمعات المركبة وخاصة في المجتمع الرأسمالي حيث يصل الصراع الطبقي إلى أعلى درجات العنف. لا يمكن نقل المجتمع الرأسمالي إلى الشيوعية دون فصل غريزة البقاء في الإنسان عن الملكية والصراع نحو تحصين الذات. مثل هذا الفصل بين غريزة البقاء والصراع نحو تحصين الذات هو أصعب ما تواجهه قوى الشيوعية وهو دون شك ما تسبب في إفشال المشروع اللينيني في الثورة الاشتراكية العالمية. لم نعرف أحداً نجح في مثل هذا الفصل غير ستالين بعد الثورة الاشتراكية وماركس ولينين قبل الثورة. في هذا المنحى تحديداً يمكن فهم نقد ستالين العنيف لمولوتوف، أقرب الرفاق إليه، ومحاولته إبعاده عن القيادة بسبب حبه لزوجته الشيوعية المتعاطفة مع الحركة الصهيونية. غريزة البقاء في البورجوازية الوضيعة تغلبت على قوى الشيوعية.



أبلغ ما له اعتبار في هذا السياق هو ملاحظة ونستون تشيرتشل التي وردت في خطابه باحتفائه بيوم ميلاد ستالين الثمانيني في العام 1959 في مجلس اللوردات، أي ست سنوات بعد رحيل ستالين، إذ وصف ستالين على أنه شديد القسوة حتى مع نفسه. نعم كان شديد القسوة مع نفسه قبل الآخرين، وهذا بالضبط هو سر وصوله إلى المكانة التاريخية الخاصة التي وصل إليها حتى وصفه تشيرتشل بأنه " أعظم القادة في كل العصور ". حرم نفسه من كل متع الحياة. كان وزيراً في حكومة لينين 1917 وشغل مركز لينين منذ العام 1922 وكان يقوم بكل وظائفه خارج المكتب سيراً على الأقدام ولم يركب المركبة المحروسة إلا في العام 1928 بناء على قرار لقيادة الحزب بعد محاولة اغتياله. ظل يعمل 16 ساعة يومياً طيلة حياته دون أن يوفر وقتاً للقضاء مع أطفاله ومع زوجته التي أحبها كثيراً مما دفعها إلى الانتحار. رفض أن يبادل إبنه الأسير بأسير نازي أعلى منه رتبة وشرح على المعاملة الخاصة بالمبادلة " لسنا بلهاء لنبادل كابتن بجنرال " مما أثار النازيين لقتل ابنه. رفض أن ينسب النصر على النازي لشخصه كما هو في الحقيقة بل إلى الشعب الروسي. لم يكن لديه لباساً مناسباً لعرض جثمانه للوداع مما أخر مواعيد الجنازة ريثما يصلح الخياط جاكيته المهترئة. سألوا العاملين في منزله عن كيف كانوا يخدمون ستالين فأجابوا جميعاً بأنهم لم يخدموا ستالين بل ستالين كان يخدمهم بقضاء بعض احتياجاتهم الصغيرة. ثمة مائة مثال ومثال على قسوة ستالين مع نفسه ولسنا هنا بحاجة لنثبت ذلك، لكننا بحاجة لنعلل تلك القسوة. لماذا كان ستالين قاسياً مع نفسه ؟ هذا فقط ما نود أن نعالجه بهذا المقال وهو على درجة حديّة من الأهمية، دون أدنى اعتبار للكلام السخيف حول قسوة ستالين كوسيلة للاحتفاظ بمركز الرئاسة حيث الطامع بالرئاسة لا يكون قاسياً مع نفسه ولا يتمتع بأية امتيازات يوفرها مركز الرئاسة، عداك عن أن ستالين وخلال فترة رئاسته 1922 ـ 1953 كان قد قدم استقالته من مركز الرئاسة خمس مرات.



حالما طرد الطفل يوسف (ستالين) من الكلية الاكليركية إنضم إلى صفوف الطبقة العاملة وعمل في مصانع التبغ والسجاير في باكو. وفي العام 1897 ولم يكن قد أكمل الثامنة عشرة قاد ستالين أكبر إضراب عمالي عرفته روسيا القيصرية وتحدثت عنه الصحف الأوروبية، وفي العام التالي قاد إضراباً كبيراً لعمال شركة النفط. وفي العام 1901 ولم يكن قد أكمل الثانية والعشرين كتب ستالين أول أطروحاته النظرية حول " الواجبات الملحة لحزب العمال الاشتراكي الديموقراطي " شارك بها لينين بشروط تشكيل الحزب على أساس بلشفي، الشروط التي رفضها المناشفة في السنة التالية وتسببت في الانشقاق في مؤتمر الحزب في لندن 1903 ، وألح ستالين في أطروحته على أن الثورة الاشتراكية هي ثورة العمال حصراً وليس ثورة البورجوازية الوضيعة ومنها المثقفون. منذ العام 1898 وتأسيس حزب العمال (الحزب الشيوعي فيما بعد) كرس ستالين كل حياته بكل تفاصيلها للعمل الحزبي وقيادة البروليتاريا الروسية نحو الثورة الاشتراكية. ما تميّز به ستالين عن سائر رفاقه في الحزب هو الوعي التام بمستلزمات النظرية الماركسية وليس بالنظرية ذاتها فقط وتتركز هذه المستلزمات بتطهير الذات من كل أثر للروح البورجوازية في النفس (الأنا) وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بالمقاومة المستمرة للذات دون هوادة أو لين طيلة العمر.



الأحزاب الشيوعية بكل الطهر المدعى به إنما هي أحزاب تشكلت في مجتمع طبقي ظل ملتزماً بمسار التربية الذاتية التي ورثها أفراد الحزب بالتالي من أغوار التاريخ الإنساني كحقيقة تاريخية ليست موضع تساؤل (Axiom) فكان أن تـأكدت فيهم التربية الذاتية حتى غدت من الأفعال الغريزية، ولذلك حق لنا أن نصف التطهر من التربية الذاتية على أنه يتجاوز قدرة الإنسان (Ultra-humane) . عضو الحزب الشيوعي لن يكون شيوعياً حقيقياً ما لم يتطهر من كل أدران الذاتية وهو ما يقتضي النضال بلا هوادة ضد الذات طيلة العمر دون توقف. أما تصريحه حال انتسابه للحزب بأن يكون أميناً لمصالح البروليتاريا على الدوام فليس أكثر من وعد لا يتحقق أبداً وخاصة من ذوي الأصول البورجوازية الوضيعة بغير أن يشن الشيوعي حرباً لا هوادة فيها على ذاته حتى الإنكار التام. حزب العمال الاشتراكي الديموقراطي في روسيا (RSDLP) ـ الشيوعي فيما بعد ـ تشكل في العام 1898 من المثقفين الروس وحزب البوند اليهودي وجميع هؤلاء هم أصلاً من البورجوازية الوضيعة المحصنة ذاتياً كما في الطبيعة. ما فعله ستالين بتميّز عجيب هو تطهره من كل تراث البورجوازية الوضيعة الفكري والثقافي والأخلاقي. أمام مثل هذه الحقيقة الثابتة يمكن القول أن الستالينية إنما هي قبل كل شيء الحرب على النفس أو الذات. حرب ستالين القاسية بلا هوادة على ذاته هي الحقيقة التي تدحض كليّاً كل التهم الرخيصة المغرضة التي توجهها البورجوازية الوضيعة إليه. يزعم النخاسون الأوغاد أن ستالين عمل على قتل رفاقه في قيادة الحزب لأجل أن يظل هو الرئيس الفرد للحزب وهذا ما يعبر عن ذاتية مطلقة وليس في حياة ستالين ما يشي بذلك على الإطلاق ناهيك عن أنه كان قد قدم استقالته من مركز الأمين العام للحزب خمس مرات في الأعوام 1924، 28، 41، 52، 52. ليس هناك أي امتياز حظي به شخص ستالين كرئيس للدولة. رئيساً للدولة يعمل 16 ساعة يومياً لثلاثين عاماً على التوالي دون انقطاع لا يجوز حتى مجرد الإفتراض بأنه عمل لكسب امتيازات لشخصه.

نحن لا نعرف ممن تخلوا عن متاع الدنيا من أجل قيادة البروليتاريا في حربها من أجل تأسيس وقيام دولة دكتاتورية البروليتاريا غير كارل ماركس وفلاديمير لينين ويوسف ستالين؛ وعلينا أن نضيف هنا أن متاع الدنيا لم يكن موفورأ وسهلا في متناول يد ماركس أو لينين على العكس من ستالين الذي حكم أغنى دولة في العالم.



أهم الدروس المختلفة التي علمها ستالين هو البنية السيكولوجية للإنسان الشيوعي. أيُّهذا الإنسان الشيوعي الذي يتخلى عن كل متاع الدنيا !؟ ولماذا يتخلّى عن متاع الدنيا وجوهر الدنيا كما يؤكد الشيوعيون هو المتاع !؟

الشيوعيون يخوضون حروبهم الملحمية الضروس من أجل إقامة دولة دكتاتورية البروليتاريا. ودولة دكتاتورية البروليتاريا هي الوسيلة الوحيدة للتخلص من داء الصراع الطبقي والانتقال إلى الشيوعية. ليس لأحد أن يقدر طول عمر دولة دكتاتورية البروليتاريا الذي يقرره مستوى تطور المجتمع المعني. إلا أن وصول دولة البروليتاريا إلى الحياة الشيوعية أمر محتم لا ازورار فيه. في الشيوعية تتطوع كامل قدرة العمل في المجتمع للإنتاج بأدوات غاية بالرقيّ، وهو ما يخلق ثروات وفيرة تزيد عن حاجات الإنسان. إذّاك يتخلى الإنسان الشيوعي بصورة قطعية عن مختلف متاع الدنيا وذلك لأن مثل هذا المتاع في متناوله السهل ومحل استهلاكه الطبيعي مثلما يستهلك الإنسان الأكسجين دون أن يعتبره من متاع الدنيا. وهكذا يتم الفصل التام بين غريزة البقاء في الإنسان عن الملْكية، ويتم القضاء النهائي على نزوع الإنسان للملْكية.



قدرات ستالين الخاصة في الإنكار المطلق للذات لم تكن مكتوبة في جيناته الوراثية بالطبع بل كانت مكتسبة تعضدها إرادة حديدية موروثة. اكتسبها ستالين من أناجيل ماركس وإنجلز ولينين التي لم تغب عنه لساعات مذ كان عمره إثنتي عشرة سنة. في كل مأزق أو منعطف واجهه ستالين كان لا يباشر في تفكيكة أو تجاوزه قبل العودة لأناجيله يبحث فيها عن الهداية. مؤلفاته الكثيرة لم تخرج عن هذا السياق. طيلة قيادته للمجتمع السوفياتي في عبور مرحلة الاشتراكية حرص حرصاً شديداً على الإلتزام المطلق بخارطة الطريق التي رسمها لينين، وكان لدى كل منعطف يعود لأناجيله وخاصة انجيل لينين ويبدأ كل خطاباته ومقارباته لمنعطفات الطريق بالقول .. " يعلمنا لينين إذ يقول .. كذا وكذا ". قبل رحيله بأشهر قليلة ورداً على تصريح لرفيق عمره مولوتوف وآخر لمالنكوف مؤكدين أنهما تلميذان لستالين، أكد ستالين بأن ليس لديه تلاميذ ..و" كلنا تلاميذ للينين " . ليس إلا بمثل هذا الإنكار للذات يتحول الشيوعي بالإعلان إلى شيوعي حقيقي، شيوعي مثلما تخطط دولة دكتاتورية البروليتاريا لتحويل كل الناس إلى شيوعيين بالطبيعة بدون أحزاب وبدون سياسة بعد أن يكون علم السياسة قد اندثر مع اندثار الصراع الطبقي، فالسياسة إنما هي في التحليل الأخير أدب الصراع الطبقي.



علمنا ستالين كيف يكون المرء شيوعياً حقيقياً مطهراً من الذاتية ومن كل ما تستدعيه من شرور وآثام، كيف يكون الإنسان المثال في الحياة الشيوعية المتقدمة، وعلى أية صورة تصل رحلة الإنسانية على طريق الأنسنة إلى أطراف مستقرها.

كتب لينين في جنيف إلى مكسيم غوركي في كابري/إيطاليا يقول .. تعال إليّ لترى " القوقازي العجيب " يكتب في المسألة القومية. كان ستالين موضع إعجاب لينين، فلِما لا يكون موضع إعجابنا !؟ هذا سؤال كبير الأهمية بليغ الدلالات على عكس ما يراه الكثيرون من بسطاء الشيوعيين إذ يرونه متقادماً ولا مساس له بقضايا العصر. هؤلاء البسطاء لم يتعرّفوا بعد على طريق الشيوعية ولم يعوا أن الخروج من طريق الشيوعية، وهو ما أدّى إلى انهيار مشروع لينين في الاشتراكية السوفياتية الخروج الكارثي بالنسبة للإنسانية جمعاء، إنما بدأ بالهجوم على شخص ستالين. لما لا يتساءل مثل هؤلاء الشيوعيين البسطاء عن السر الكامن وراء استعار الحملة الهوجاء المتزايد على ستالين يوماً بعد آخر !!؟ البورجوازية الوضيعة المنحطة التي تتغذى على دماء الشغيلة تخشى، أخشى ما تخشى، أن يتعرف الشغيلة على طريق الشيوعية. ستالين هو حقاً طريق الشيوعية. كان هكذا وهكذا سيكون وليس ثمة طريق أخرى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق