حصاد زراعة ديمقراطية جورش بوش شوز والقرد الاسود بر اك حسين اوباما في العراق هلهولة لحكومة مجرمي سلطة الاحتلال وبرلمان خرسان وطرشان وعميان الاحتلال ياخونة حرامية مصيركم سوف يكون مثل مصير اي عميل اميركي وانكليزي وايراني ومصير اي نظام دكتاتوري جاء بقطار اسيادهم الامبريالين الامريكان

IRAQI REVOLUTIONARY MAOIST ORGANIZATION - IRMO المنظمة الماوية الثورية العراقية - جبهة نجوم الحمراء




الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير

الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير







2011-03-03

لنقاتل من أجل إنقاذ الثورة فى النيبال!

الرفيق شادي الشماوي
لنقاتل من أجل إنقاذ الثورة فى النيبال! )_ من كتاب الثورة الماوية فى النيبال و صراع الخطين صلب الحركة الأممية الثورية-
الشيوعيون الثوريون الألمان / أفريل 2009
رسالة مفتوحة بصدد التطورات التى شهدها الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي)
-------------------------------------------------------------------------
الرفاق الأعزّاء ،
قد جعل نشر الحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية للرسائل المتبادلة مع الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) [الح الش الن (الم)]إلى جانب وثائق أخرى روّجت فى المدّة الأخيرة و التطورات فى النيبال عينها، من الواضح إلى أبعد حدّ أنّ وجود الثورة ذاته فى النيبال معلّق فى الميزان. والحماس و الإلهام الثوريين الهائلين فى النيبال و حول العالم اللذين أفرزهما إنطلاق حرب الشعب وتقدّمها فى ذلك البلد ، هما الآن بصدد التحوّل إلى نقيضهما بفعل الخطّ الخاطئ الذى يقود حاليا الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي)(1). و كافة المكاسب و التقدّم فى الصراع الثوري فى النيبال و بالخصوص تكوين جيش التحرير الشعبي القوي و تشييد قواعد إرتكاز ثورية أين جرى إرساء السلطة السياسية الحمراء، و بالفعل ، الأفق الملموس لثورة شيوعية تكسب السلطة عبر البلاد لأوّل مرّة منذ عقود ، كلّ هذه الأمور التى دفع ثمنها الصراع الكبير و التضحيات الجسام من قبل الجماهير ، تتعرّض لخطر الذوبان. و لن تكون هكذا منعرجات فى الأحداث فقط مأساة هائلة للصراع الثوري فى النيبال، لكن أيضا تراجعا كبيرا للثورة البروليتارية العالمية برمّتها.
و ليس هذا بالشأن الذى يمكن للشيوعيين فى أي مكان أن يقبلوا به بسلبية. و نهائيا ليس مسألة على الرفاق فى النيبال أن يعالجوها بأنفسهم، أو شأنا لا يمكن للغرباء فهمه بما فيه الكفاية. فمثل هذا الموقف يعكس ضعف التفكير الذى ينكر مركزية الخطّ الإيديولوجي و السياسي و يعتبرأن الثورة الشيوعية تقوم على نموذج بلد بلد. وعلى النقيض من هذه المقاربة المغلوطة ، ثمّة فهم صحيح لشمولية علم الشيوعية و الديناميكية الشاملة للسيرورة الثورية عبر العالم و المعنى الحقيقي للأممية البروليتارية.
منذ بداياتها الأولى فى أواسط القرن 19، كانت الحركة الشيوعية حركة أممية غايتها إرساء عالم شيوعي. و كانت الأممية منذ البداية عنصرا محوريا فى النظرة الشيوعية للعالم و كانت المسائل الكبرى التى تواجه الحركة الشيوعية تناقش عادة على الصعيد العالمي. و مع ظهور الإمبريالية و تركيز التناقض بين الإنتاج الجماعي و التملّك الخاص كتناقض جوهري على النطاق العالمي، وجدت القاعدة المادية كي تتعزّز الثورة الشيوعية تماما كسيرورة عالمية واحدة و مندمجة. و بعدُ يجب كسب السلطة السياسية فى الأساس على نطاق البلد ، لكن السيرورة الثورية فى كلّ بلد و منطقة جزء لا يتجزأ من سيرورة أوسع تتحرّك عالميا. و هذان المستويان للتنظيم يتداخلان و يشترط الواحد منهما الآخرو الحدود بينهما نسبية و مشروطة، لكن عموما المجال العالمي هو الرئيسي و المحدّد.
منظور إليها على هذا النحو، يمكن رؤية القاعدة المادية و الفلسفية للدور المحوري للأممية بصورة أوضح. و مثلما أشار الرفيق آفاكيان فى " التقدّم بالحركة الثورية العالمية : مسائل توجه إستراتيجي " ، الأممية " يجب حقّا أن تكون نقطة الإرتكاز و الإنطلاق للبروليتاريا فى كافة البلدان: لا تستطيع البروليتاريا التقدّم بصراعها إلاّ بالتقدّم به بمقاربته و البحث عن التقدّم به ، على النطاق العالمي قبل كلّ شيئ". و لهذا معنى ملموسا . و يسترسل آفاكيان ليقول:
" إن كنّا فعلا أمميين ، إن كنا ندرك فعلا أهمّية الإنطلاق من المجال العالمي و من مصالح الثورة العالمية فوق كلّ شيئ، فبالتالى هناك مسألة مناهج معنية و كيفية الصراع فيما بيننا وهناك مسألة أبستيمولوجيتنا، نظريتنا للمعرفة، و ما نعتقد أنّه العلاقة بين الممارسة و النظرية، و المعرفة الملموسة و العقلية ، ثمّة كلّ هذه المسائل المتعلّقة بالمنهج و التى هي أيضا مسائل خطّ ينبغى الصراع حولها. لكن المسألة جوهريا هي هل أن الشيوعيين يتجمعون معا بالطريقة الأكثر تنظيما لإعطاء التعبير الأقوى لصياغة و تكريس الخطوط و السياسات للتقدّم بالنضال على النطاق العالمي و بالتركيز على نقاط مفاتيح خاصّة فى كلّ وقت معطى فى النضال العالمي". (المصدر السابق).
فى مقال "حول التطورات فى النيبال و الرهانات أمام الحركة الشيوعية " (2)، قدّم الحزب الشيوعي الثوري الموقف التالى بخصوص تطبيق هذه المبادئ:" عند تقرير نشر هذه الرسائل، إنطلق الحزب الشيوعي الثوري من الفهم الراسخ بأن الشيوعيين ليسوا ممثلى هذه الأمّة أو تلك ، و إنّما هم ممثلو البروليتاريا العالمية ، و قضيتهم هي قضية تحرير الإنسانية جمعاء"( ص18).
لقد تأسست الحركة الشيوعية اليوم على قاعدة صراع خطين إثنين عالميين كبيرين هما الصراع الذى شرع فيه ماو و قاده ضد التحريفيين المعاصرين فى الإتحاد السوفياتي الذين إستولوا على السلطة إثر وفاة ستالين، و الصراع لفضح و معارضة التحريفيين الذين إستولوا على السلطة فى الصين عقب وفاة ماو، بما فى ذلك الصراع الحاد للدفاع عن المساهمات النوعية لماو فى تطوير الماركسية-اللينينية ورفع راية هذه المساهمات، و هو صراع جرى إلى درجة كبيرة، بقيادة رئيس الحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية ، آفاكيان.
و الصراع الراهن حول الخطّ القائد داخل الح الش الن (الم) ذو طبيعة مشابهة. و ينبغى على جميع الشيوعيين و جميع الذين يدعمون النضال من أجل عالم شيوعي أن يعترفوا بالضرورة التى فرضها ظهور خطّ تحريفي فى صفوف الح الش الن (الم)
و أن يخوضوا الصراع لتحويل هذه الضرورة على نحو ثوري. و هذا يعنى ، خاصّة ، التعمّق فى المسائل النظرية و السياسية المطروحة، و تحليلها بطريقة منهجية و من كلّ زاوية ممكنة للنضال من أجل فهم صحيح لهذه المسائل عالميا و فى النيبال ذاتها. و هذا يشمل جعل هذه المسائل معروفة على أوسع نطاق لدى الجماهير الثورية فى كلّ مكان.
لهذا ندعو الشيوعيين و الثوريين حول العالم إلى ترجمة الوثائق التى نشرها الحزب الشيوعي الثوري و دراستها بإنتباه و المساعدة على جعلها متوفّرة لأكبر عدد ممكن من الناس.(3) و سيكون النجاح فى القيام بهذه المهمّة فى منتهى الأهمّية لخوض هذا الصراع.
و بالطبع تنكر قيادة الح الش الن (الم) أن خطّها يؤدى إلى الإستسلام التحريفي. و ما يبعث بشكل خاص على الإرتباك هو كون قيادة الح الش الن (الم) قد قاطعت جوهريا النقاش و الصراع العالميين. لقد إعتبرت من الضروري الردّ فقط على الرسالة الأولى للحزب الشيوعي الثوري (4). و كان هذا الردّ غير مناسب بصورة مفجعة : فالخطّ الذى يدافع عنه ليس خاطئا فحسب ، بل هو كذلك يخفق حتى فى تناول المسائل المفاتيح والنقد الذى وجهه الحزب الشيوعي الثوري.
مثلا ، كتب الح الش الن(الم) :" و نقد الحزب الشيوعي الثوري بان الحزب الشيوعى النيبالي (الماوي) ينزع نحو التخلّى عن دكتاتورية البروليتاريا بتبنّى الديمقراطية البرجوازية الشكلية يعكس عدم وعي حزبكم ببلوغ لبّ المشكل الذى نثيره":( رسالة اللجنة المركزية للح الش الن (الم) إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية ، جويلية 2006، الص 6).
و من أفق اليوم ،لا يمكن لسخرية هذا الموقف إلاّ أن تكون أكبر، بما أنّ " التخلّى عن دكتاتورية البروليتاريا" هو بلا شكّ ما جدّ على أرض الواقع. و كما كان متوقّعا ،عمل الح الش الن (الم) على إخفاء تخليه عن دكتاتورية البروليتاريا بصيغ إنتقائية ومواقف باعثة على الإضطراب بشأن طابع الدولة و الدور التاريخي و مضمون الديمقراطية . بيد أنّه كما تبيّن تحاليل الحزب الشيوعي الثوري ، فإنّ الخطّ القائد راهنا للح الش الن (الم) لم يتخلّ عن دكتاتورية البروليتاريا فحسب ، و إنّما كذلك عن النضال من أجل عالم شيوعي ككلّ.
و هذه الرسالة ليست محاولة لإنجاز نقد شامل للأخطاء فى خطّ الح الش الن (الم) أو حتى نقد للرسالة التى إختارت قيادة الح الش الن (الم) كتابتها ردّا على رسالة الحزب الشيوعي الثوري. لقد قام الحزب الشيوعي الثوري و آخرون بتحليل شامل ممتاز بهذا المضمار. ومع ذلك نرغب فى أن نجلب إنتباه الرفاق إلى بعض المسائل الخاصّة :
1- دور النظرية و الأخطاء الإستراتيجية التاريخية :
يصرّح الح الش الن (الم) فى رسالته فى جويلية 2006 بانّ : " تذكّر أشياء من الكتب و تأويلها لساعات على هذا الأساس شيئ، و تطبيقها فى الممارسة الحيّة شيئ آخر مختلف نوعيا. متحدّثين بصراحة، من اليسير للغاية عدم إقتراف أية أخطاء فى الإستراتيجيا. لكن فى منتهى الصعوبة صياغة و تطبيق التكتيكات المناسبة خدمة للإستراتيجيا."
يركّز هذا المقتطف الكثير ممّا هو جدّ خاطئ جوهريا فى مقاربة الح الش الن (الم) .
● أوّلا وقبل كلّ شيئ، قاتل هو الإستخفاف بالنظرية الذى يروّج له الح الش الن (الم) بالنسبة للثورة الشيوعية . فالنضال المظفّر فى سبيل الشيوعية لا يمكن أن يقود إلى الرفع العفوي للوعي أو الفهم و إنّما يحتاج إلى العلم. و النضال من أجل إستيعاب و تطبيق و مزيد تطويرالعلم الثوري للشيوعية، و تسليح متصاعد لأوسع قطاعات الجماهير بهذا الفهم، مهمّة قائمة الذات و مسألة حياة أو موت فكما أشار ماو ، الخطّ الإيديولوجي و السياسي محدّد بالفعل.
و بينما من الصحيح أنّه إذا حدّدنا أنفسنا فى قراءة الكتب وحدها و لم نبحث عن مزج النظرية بالممارسة ، لن نستطيع حقا لا إستيعاب النظرية الثورية و لا تطويرها بصفة سليمة : ليست هذه المشكلة هنا. فعبر الموجة الأولى برمّتها من الثورة الشيوعية و بعدها، راكمت حركتنا كمّية كبيرة من التجارب العملية منها تستخلص الدروس. و زيادة على ذلك، فإنّ الحزب الشيوعي الثوري و كذلك كافة أحزاب و منظمات حركتنا ككل كرّست كمّية هائلة من الممارسة طوال الثلاثين سنة الماضية. و تصريح الح الش الن (الم) المقتبس أعلاه جوهريا تعبير مركّز جدّا عن البراغماتية و التجريبية: " ما الحاجة إلى فهم عميق للقوانين الكامنة المتحكّمة فى حركة و تطوّر المادة و المجتمع"؟ يتساءلون، و يجيبون بأنّ "ما نحتاج إليه هو الأجوبة العملية".
و لكن مثلما بينت بصفة متكرّرة التجربة التاريخية ، دون نظرية علمية لتقودها ، لا يمكن أن توجد ثورة. و "الأجوبة " المصاغة على أساس البراغماتية و التجريبية ليس بوسعها أن تؤدّي إلى عالم شيوعي. و المقصود هنا هو أنّ التحليل و النقد اللذان صاغهما الحزب الشيوعي الثوري هما مجرّد تكرار لجمل من الكتب دون أي فهم أو فائدة كامنة. لو كان هذا صحيحا عمليا ، فإنه كان يتعيّن أن يكون من السهل على الح الش الن (الم) أن يدحضها... عوض ذلك ، فى رسالتها إلى الحزب الشيوعي الثوري ، لجأت قيادة الح الش الن (الم) إلى ما يعدّ بالأساس تشكيات و شتيمة و سعي لتغيير موضوع النقاش.
فى خضمّ المعركة الكبرى الأخيرة ضد التحريفيين فى الصين ، قدّم ماو تحذيره الشهير التالى: " تمارس بلادنا فى الوقت الحالي نظاما سلعيا، و نظام الأجور غير متساوي أيضا ، كما فى سلّم الأجور ذو الثماني درجات و ما إلى ذلك. فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا لا يمكن إلاّ تحديد هذه الأشياء. و بالتالى، إن بلغ أناس مثل لين بياو السلطة ، سيكون من السهل تماما عليهم أن يحيو النظام الرأسمالي. لهذا علينا أن نزيد فى قراءاتنا للمؤلفات الماركسية-اللينينية " ذكرته "مجلّة بيكين" العدد13 ، 26 مارس 1976 ، التشديد مضاف ).
أليس من البديهي أنّ منطق و مقاربة الح الش الن (الم) هي بالضبط منافية لمنطق و مقاربة ماو؟ لا يقول ماو " هناك خطر التحريفية لذا قبل كلّ شيئ آخر نحن فى حاجة إلى تكتيك مرن و إجابات عملية" مرّة أخرى، لا يعنى هذا أنّنا لا نحتاج إلى تكتيك صحيح (و مرن) و إجابات عملية ، نحتاج إليها. و السؤال هو كيف و على أي أساس تصاغ كي تخدم عمليا هدف عالم شيوعي و كذلك النضال المباشر. لأجل ذلك ، كما شدّد ماو ، يجب على المرء أن يدرس الدور المحدّد للخطّ الإيديولوجي و السياسي و حاجة الحزب بأسره و الجماهير الواسعة إلى دراسة الماركسية على نحو أعمق و تطبيقها على ذلك الأساس فى خوض النضال الثوري.(5)
● ثانيا، إدّعاء الح الش الن (الم) أنّه " من اليسير للغاية عدم إقتراف أخطاء فى الإستراتيجيا" ببساطة غير صحيح. و الواقع التاريخي هو أنّ حركتنا قد إرتكبت مرارا و تكرارا أخطاءا إستراتيجية كبرى نجم عنها إهدار فرص و حتى تراجعات خطيرة. و بصورة مذهلة يبدو أن الح الش الن (الم) غير واع تماما بهذا الواقع.(6)
مثلا هناك مسألة الطريق الإستراتيجي للثورة فى البلدان المضطهَدة . لقد طوّر ماو نظرية الثورة الديمقراطية الجديدة و حرب الشعب طويلة الأمد فى تعارض مع الخطّ السائد حول هذه المسائل داخل الحركة الشيوعية العالمية. و بالنتيجة، رغم الظروف المواتية للثورة فى بلدان مشابهة عبر العالم ، كانت الصين البلد الوحيد الذى أنجزت فيه ثورة ديمقراطية جديدة ناجحة.
و كذلك هناك مسألة الطريق الإستراتيجي فى البلدان الإمبريالية وواقع أنّ إنطلاقا من بدايات العشرينات و لعقود تلتها تخلّت الحركة الشيوعية العالمية عن المقاربة الصحيحة جوهريا التى طوّرها لينين(7) و المعروفة الآن ب "طريق أكتوبر". فطوال حقبة الكومنترن و ما بعدها جرى إتباع جوهريا إستراتيجيا إصلاحية إقتصادوية و برلمانية ، فى تلك البلدان. و أفضت هذه الأخطاء فى الإستراتيجيا إلى إهدار فرص ثورية فى مجموعة كاملة من البلدان.
و هناك المسألة الإستراتيجية الحيوية للعلاقة بين الدفاع عن البلدان الإشتراكية من جهة و التقدّم العام للنضال الثوري العالمي. بهذا المضمار، إرتكبت الحركة الشيوعية العالمية أخطاءا إستراتيجية كبرى فى فترة الكومنترن بتسويتها بين الدفاع عن الإتحاد السوفياتي و التقدّم العام للثورة عالميا و حتى بربط المصالح و التقدّم العامين للثورة العالمية بهذا الدفاع. و أفرزت هذه الأخطاء تراجعات خطيرة لحركتنا، بما فى ذلك عمليا إدارة الإتحاد السوفياتي ظهره و حتى معارضته بصفة مفتوحة لنضالات ثورية فى بلدان معينة.
و علاوة على ذلك ، كانت لهذه الأخطاء إنعكاسات سلبية جدّية على الخطّ الذى إنتهجه ماو فى الستينات و السبعينات باحثا عن الدفاع عن الصين ضد الحصار و الهجوم الإمبرياليين. و بالنتيجة عزّز التحريفيون فى الصين قوّتهم على نحو هام و عانت الحركة العالمية برمّتها من مشاكل التوجه لم تعافى منها إلى الآن.
منذ أكثر من 25 سنة، أنجز آفاكيان التحليل المذكور أعلاه ،بأنّه على الإستراتيجيا الشيوعية أن تنطلق "من المجال العالمي و مصالح الثورة العالمية فوق كلّ شيئ". و دون إدراك هذه الحقيقة الموضوعية القائلة إنّ الثورة البروليتارية سيرورة عالمية مندمجة واحدة و كافة ما يستتبعه هذا الفهم لن نتمكّن من صياغة إستراتيجيا صحيحة للثورة العالمية أو للثورة فى بلد معيّن. إنّ هذا الفهم مكوّن هام للتلخيص الجديد الشامل الذى طوّره الرفيق آفاكيان. و رغم الضررالكبير اللاحق بها، تتمادى الغالبية ضمن حركتنا فى الإخفاق فى إدراك المغزى العميق و الأهمية المركزية للأفكار الثاقبة لآفاكيان فى هذا الصدد.
و تاريخيا، قد ألحق إستعمال الأخطاء الإستراتيجية المتعدّدة هنا و المقاربة النظرية و المنهجية الخاطئة لصياغتها و تبريرها ، ضررا كبيرا بحركتنا.و ليس هناك ربّما مثالا حاليا أفضل عن الأخطاء الإستراتيجية الكبرى لحركتنا من أخطاء الح الش الن (الم) نفسه.
إدّعاؤه أنّ إستراتيجيا الثورة الديمقراطية الجديدة يمكن أن تحوّر لتشمل مرحلة كاملة من الديمقراطية البرجوازية و التطوّر الرأسمالي خاطئة كليّا. و تأكيد أنّ هذا الإنحراف الجوهري فى الإستراتيجيا هو مجرّد مناورة "تكتيكية" هو صراحة و كما سنناقش لاحقا عبثيّ. و يخلط الح الش الن (الم) بين الإستراتيجيا و التكتيك و (كذلك بين الكمّية و النوعية) و يشكو من مرض التفكير بأنّ بإعادة صياغة مفهوم شيئ فى الكلام، بإمكان المرء أن يغيّر طابعه الموضوعي الفعلي. و فى الواقع إزاء التأكيدات المثالية للح الش الن (الم) نقول بإمكانكم تسمية شجرة ماعز غير أن ذلك لن يجعل الشجرة تثمر حليبا.
دون تكتيكات صحيحة ليس بوسع الثورة أن تنتصر إلاّ أنّه لا يمكن صياغة هذه التكتيكات إلاّ عبر فهم و تطبيق صحيحين للنظرية الشيوعية و ضمن مقاربة إستراتيجية و إطار صحيحين : لكلّ من الثورة فى بلد معيّن و كذلك للثورة العالمية ككلّ و بالتجذّر فى فهم صحيح للعلاقة الجدلية بينهما.و يعدّ إخفاق قيادة الح الش الن (الم) فى إستيعاب هذه النقطة على نحو سليم تعبيرا هاما عن النزعات الخاطئة فى مقاربتها المنهجية الجوهرية.
2- الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) و المفهوم المادي للمجتمع و التاريخ :
يناقش الح الش الن (الم) قضية الديمقراطية و الدولة بمعزل عن تطوّرهما التاريخي، و عن الدور الموضوعي و المضمون الطبقي. و مثلما كتب الحزب الشيوعي الثوري : "بصورة أعمّ ، تصريح الح الش الن (الم) بأنّه يستعمل الدولة القائمة فى النيبال ، ناقص مظاهرالنظام الملكي ، كرافعة للتحرير وهم خطير.مثلما جرى التشديد عليه بصفة متكرّرة و إن وجب التشديد عليه مرارا و تكرارا لمرّات لا تحصى ، نظرا لكونه مصدر ضخم للأوهام القاتلة ، الدولة الرجعهية ليست آداة لا طبقية يمكن أن تخدم البروليتاريا أو البرجوازية على حدّ سواء، والأمر متعلّق فقط بمن يمسكها بيديه. الدولة ليست نفس الشيئ و الحكومة،و بخاصة فى الحكم البرلماني ،كما أشار لينين بدقّة، يمكن أن تحلّ فى الحال ، إذا كان لبّ الطبقة الحاكمة يجد من مصلحته القيام بذلك. أمّا الدولة ، من جهة أخرى، فهي أداة عسكرية و سلطة بيروقراطية مندمجة تطورت تاريخيا و تعكس و تجسّد و تخدم العلاقات الإجتماعية و الإقتصادية المهيمنة و الطبقة (او الطبقات ) القائمة على أساسهما. و فكرة أنّ أداة دولة الطبقات المستغِلة يمكن إستغلالها كما هي أو "إعادة هيكلتها"، و ليس تحطيمها و تفكيكها، و ثمّ يمكن إستعمالها لتحرير المضطهدين ، و فى النهاية اللإنسانية جمعاء ، تذهب ضد التلخيص العلمي للطابع الطبقي لكلّ دولة و للتجارب التى لا تحصى حيث حدث بالضبط العكس : الذين إنطلقوا بطموحات ثورية و لكنهم سقطوا فى هذه الأوهام حول الدولة وقع إبتلاعهم المرّة تلو المرّة و تحوّلوا إلى مدافعين عن ذات النظام الذى يضطهد الجماهير و /أو جرى سحقهم بلا رحمة " ( رسالة الحزب الشيوعي الثوري ، نوفمبر 2008 ).
و مظهر مفتاح من مظاهر المقاربة الخاطئة للح الش الن (الم) لنقاش طبيعة الديمقراطية و الدولة و البناء الفوقي عموما خلال "المرحلة الإنتقالية الرأسمالية" هو أنّه يفصلها عن القاعدة الإقتصادية و عن طبيعة علاقات الإنتاج. و فى القيام بذلك ، ينحرف عن المفهوم المادي للتاريخ و يعوّضه بما هو جوهريا فهم مثالي للمجتمع.
فى "ضد دوهرينغ" ، أبدى إنجلز الملاحظة الشهيرة التالية :
" ينطلق الفهم المادي للتاريخ من الحكم القائل بأن الإنتاج ، وعلى إثره تبادل منتجاته ، يشكّل أساس أي نظام إجتماعي، و أن توزيع المنتجات ، و معه إنقسام المجتمع إلى طبقات أو فئات ، يحدّده، فى كلّ مجتمع متواجد فى التاريخ، ما ينتج و كيف ينتج
و كيف يجرى تبادل هذه المنتجات. و هكذا فالأسباب النهائية لكلّ التغيرات الإجتماعية و الإنقلابات السياسية، يجب البحث عنها ليس فى أذهان الناس و ليس فى فهمهم المتزايد للحقيقة الخالدة و العادلة، بل فى تغيرات أسلوب الإنتاج و التبادل، و يجب البحث عن تلك الأسباب ليس فى الفلسفة ، بل فى إقتصاد العصر المعني."
من الصحيح أنّ هذا التصريح، فى تاريخ حركتنا، عادة ما وقع تقليصه و تأويله و عوض ملاحظة إنجلز أنّ "الأسباب النهائية لكلّ التغيرات الإجتماعية و الإنقلابات السياسية" تكمن فى نمط الإنتاج و التبادل ، بُنيت نظرة ميكانيكية أنّ ذلك هو "السبب الوحيد" لهكذا تغيرات. فكان هذا الفهم الخاطئ للنقطة التى يثيرها إنجلز هنا أحد دعائم النزعات داخل الحركة الشيوعية نحو المادية الميكانيكية و الحتمية التاريخية.
و صحيح أيضا أن فهمنا الشامل للدور الديناميكي للبنية الفوقية ، والطريق التى بها تستقلّ نسبيا عن و تأثّر فى القاعدة لم يكن صائبا. و مع ذلك، بينما فى منتهى الأهمية التقدّم بفهمنا لهذه المسألة ،فإنّ المقاربة الجوهرية لفهم تطوّر المجتمع الإنساني الذى يصفه إنجلز هنا ، ضرورية لكي ندرك علميا هذه المسائل و مهام الثورة بقيادة شيوعية فى كلّ مرحلة.(8)
حين يتمّ التخلّى عن المفهوم الجدلي و المادي للتاريخ و تحليل المجتمع ، يتمّ سلب المفاهيم الشيوعية من مضمونها و بسرعة تصير بلاغة مسموعة بمضمون إشتراكي ديمقراطي وهذا تتأتى بوضوح رؤيته فى كيفية تعاطى الح الش الن (الم) مع مسألة ما يسمّيه "الجمهورية الديمقراطية". ففى رسالته المؤرخة فى جويلية 2006 إلى الحزب الشيوعي الثوري ، كتب الح الش الن (الم): " رأى حزبنا الجمهورية الديمقراطية لا كجمهورية برجوازية برلمانية و لا مباشرة كجمهورية ديمقراطية جديدة. ستنهض هذه الجمهورية ، مع إعادة هيكلة واسعة لسلطة الدولة بغاية معالجة المشاكل الأساسية المتصلة بالطبقية و القومية و الجهوية و الجندرية السائدة فى البلاد، بدور جمهورية إنتقالية متعدّدة الأحزاب. بالتأكيد ، ستحاول الطبقة الرجعية و أحزابها أن تحوّل هذه الجمهورية إلى جمهورية برلمانية ، بينما سيحاول حزبنا البروليتاري تحويلها إلى جمهورية ديمقراطية جديدة."(ص8)
هنا يؤكّد الح الش الن (الم) أنّ هذه "الجمهورية الإنتقالية المتعدّدة الأحزاب" لن تكون "لا برجوازية و لا مباشرة ديمقراطية جديدة " و سوف " تعالج المشاكل الأساسية المتصلة بالطبقية و القومية و الجهوية و الجندرية ". هذا مستحيل.
و تعزى إستحالة ذلك إلى كون ،كما شرح المقتطف أعلاه للحزب الشيوعي الثوري ، ليس بوسع هذه "الجمهورية الديمقراطية" أن تكون مجالا محايدا مفتوحا على التغيير إمّا إلى جمهورية برجوازية أو إلى "ديمقراطية جديدة". وعلى عكس إنتقائية الح الش الن (الم) لمزج إثنين فى واحد ، سيكون لهذه الجمهورية ، ومنذ البداية ، طابع رئيسي. و لأنّ الح الش الن (الم) يتحدّث عن "إعادة هيكلة" (أي تحسين) الدولة البرجوازية القائمة و ليس عن "تحطيمها" وهذه الدولة ما برحت قائمة على و تستعمل القوّة لخدمة "الجبال الثلاثة" من الإمبريالية و الإقطاعية و الرأسمالية البيروقراطية ، فإنّ طابعها الرئيسي سيكون بحكم الضرورة برجوازيا. لا يمكن إلاّ أن يكون دكتاتورية برجوازية.
و فضلا عن ذلك يتحدث الح الش الن (الم) بكلماته هو ، عن جمهورية" ستكون شكلا للدولة خلال فترة طويلة نسبيا "
( "حقبة")(9) من التطوّر الرأسمالي. و اللافت للنظر بشأن هذا الزعم هو أنّ الح الش الن (الم) يعمل كما لو أنّ رأس المال لا تحكمه قوانين موضوعية فى حركته و تطوّره، مع أنّها كما إكتشف ماركس و كما أثبت التاريخ موجودة .
لقد كشف ماركس أنّ المال لا يمكن أن يتحوّل إلى رأس مال إلاّ عندما يكون الرأسمالى "محظوظا للغاية ليجد ضمن مجال التداول ، فى السوق، سلعة ، تملك قيمتها الإستعمالية ميزة خاصة كونها مصدرا للقيمة".( رأس المال، المجلد الأوّل ،الفصل6).
و هذه السلعة الخاصّة ليست شيئا آخر سوى قوّة العمل الإنساني، التى يجبر العمّال و قد سلبوا كافة وسائل الحياة الأخرى ، على بيعها إلى الرأسماليين كي يتمكّنوا من البقاء على قيد الحياة.
و قد بيّن ماركس أنّ رأس المال علاقة إجتماعية و سيرورة. و تعنى قوانين سيره ، ضمن ما تعنيه، أنّه ليس بإمكان رأس المال أن يوجد إلاّ فى حركة و سيرورة مراكمة: نزعة التوسّع "بلاهوادة". و لأنّ رأس المال لا يمكن أن يوجد سوى كرساميل عديدة و لأنّ هذا الإنتاج السلعي الرأسمالي هو نتاج تبادل قيم و ليس إستعمال قيم، فإنّ وضع وجود رأس المال هو ضرورة "التوسّع الذاتي". و يجرى "التوسّع الذاتي" و "المراكمة" فى إطار تنافس ضمن الرساميل الخاصّة و عبر تملّك فائض القيمة من إستغلال قوة العمل الإنساني.
و كما كشف أيضا ماركس، فإنّ الإنتاج و التبادل السلعي الرأسمالي محكوم أو معدّل بقانون القيمة. و قد بيّن أن قيمة السلعة و قيمتها التبادلية تنهض على معدّل كمية العمل الضرورية اللازمة لإنتاجها و انّ هذا التحديد للقيمة هو أساس تبادل ما يعادلها من سلع أخرى. وهذا قانون موجود موضوعيا يؤكّد نفسه بغضّ النظر عن الإرادة أو الفهم الذاتيين لأ ي شخص أو مجموعة أشخاص و أي رأسمالي يحاول تجاهل هذا القانون سرعان ما يفلس. لا وجود لسياسات تجديدية أو خطط إشتراكية ديمقراطية يمكن أن تلغي هذا ، او غيره من الميزات الكامنة فى راس المال.
جوهريا ، فى عالم اليوم ، ثمّة فقط طريقان إثنان عبرهما يمكن تنظيم الإنتاج و التبادل (10). طريق يعتمد على قانون القيمة و طالما يحكم قانون القيمة الإنتاج فسيكون الإنتاج بالضرورة إنتاجا رأسماليا يهدف لزاما و يخدم أقصى توسع ذاتي للرأسمال أي يضع الربح و ليس حاجيات الشعب و المجتمع فى مصاف القيادة.
وإلى أن يتمّ بلوغ المجتمع الشيوعي ، الطريقة الوحيدة التى يمكن من خلالها تنظيم الإنتاج هي قاعدة غير إستغلالية واعية و مخطّطة حيث العمل ليس سلعة و حيث تقود حاجيات الإنسانية و مواصلة الثورة ما يجرى إنتاجه و كيف ينتج، و حيث قانون القيمة الذى ينبغى أن يأخذ بعين النظر طالما أن هناك دفع مقابل نقدي للعمل و التبادل عبر النقد ، يتعرّض للتحديد الواعي لأعلى درجة ممكنة فى كلّ مرحلة خاصّة كجزء من السيرورة الثورية العالمية لتغيير كافة المجتمع و القضاء على " الأربعة كلّ"(11) بما فى ذلك النقد و جميع أشكال إنتاج و تبادل السلع إلخ. و يقتضى هذا أن تمسك البروليتاريا و حلفاؤها بسلطة الدولة كما يقتضى أن تكون ملكية و مراقبة وسائل الإنتاج على نطاق واسع بأيدى المجتمع ككلّ ، أي يقتضى هذا الإشتراكية. لا وجود ل"طريق ثالث".
لهذا ، فى نقاش الثورة الديمقراطية الجديدة و الدولة ، شدّد ماو على: "إنّ الجمهورية التى يجب إقامتها فى الصين لا بدّ أن تكون جمهورية الديمقراطية الجديدة سياسيا و إقتصاديا على حدّ سواء. ستكون المصارف الكبرى و المشاريع الصناعية و التجارية الكبرى ملكا للجمهورية." " إن كافة المشاريع، أكانت صينية أم أجنبية ، التى تحمل طابعا إحتكاريا أو هي أكبر من أن يديرها الأفراد، مثل المصارف و السكك الحديدية و الخطوط الجوية، يجب أن تشرف عليها الدولة و تديرها، حتى لا يستطيع الرأسمال الخاص أن يسيطر على وسائل معيشة الشعب. هذا هو المبدأ الرئيسي لتحديد الرأسمال." ("حول الديمقراطية الجديدة" التشديد منّا).
فى تعارض مع فهم ماو و مقاربته ، نجد إدعاءات الح الش الن (الم) بأنّ الجمهورية البرجوازية ( أي دكتاتورية البرجوازية) و فيها الإقتصاد يهيمن عليه رأس المال الخاص ( أي البيروقراطي ،الأجنبي و رأس المال الإمبريالي) يمكن أن " تجري إعادة هيكلتها كي تعالج المشاكل الأساسية الطبقية و القومية و الجندرية الجهوية، مضمون الثورة الديمقراطية الجديدة "
( رسالة موجهة إلى الحزب الشيوعي الثوري، جويلية 2006). إن كان هذا الحلم الخُلّب عمليا حقيقي ستضحى الثورة الشيوعية غير ضرورية تماما.(12)لكن فى الواقع، و بإستقلال عن رغباتنا الذاتية مهما كانت أو عن أوهام قيادة الح الش الن (الم) ، و لا يهمّ عدد الأحزاب المشاركة فى البرلمان البرجوازي، مع وجود جهاز الدولة البرجوازية سليم بتمامه و منطق و قوانين الرأسمال مهيمنة على الإقتصاد ، لن يكون من الممكن كسر قبضة الإمبريالية أو إجتثاث الإقطاعية إجتثاثا شاملا فى النيبال كجزء من النضال العالمي من أجل المجتمع الشيوعي . و من ثمّة ، لن تقع "معالجة" أي من "المشاكل الأساسية" للشعب.
واصفا سيرورة المراكمة الرأسمالية فى "ضد دوهرينغ" ، أورد إنجلز مقتطفا لماركس : " مراكمة الثروة فى قطب هو بالتالى فى نفس الوقت مراكمة للبؤس و الألم المبرّح و الشقاء و العبودية و الجهل و الوحشية و الإنحطاط الفكري ، فى القطب المضاد" ("رأس المال" ماركس ، ص 671).
لا يمكن فهم مسألة البناء الفوقي مطلّقة عن طبيعة القاعدة الإقتصادية أو، كما لاحظ لينين بنظرة ثاقبة ، "السياسة هي التعبير المركّز عن الإقتصاد". ليس بوسع "الجمهورية الديمقراطية " الرأسمالية للح الش الن (الم) أن تفرز، بالنسبة لأوسع الجماهير، إلاّ نتيجة واحدة: مزيدا من "مراكمة البؤس و الألم المبرّح و الشقاء و العبودية و الجهل و الوحشية و الإنحطاط الفكري ". و يعدّ هذا الفهم من" أبجديات الماركسية" أو مبادئها الأساسية.
3- الهجوم الإستراتيجي، الوضع السياسي و منهج الشيوعية العلمية:
فى إرتباط بإيقاف إطلاق النار و المفاوضات فى 2001، إقترح الح الش الن (الم) بداية مصطلحات تقول إنّه مستعدّ لإنهاء حرب الشعب. ووصف ذلك بأنّه "حلّ سياسي فى شكل حكومة إنتقالية و دستور جديد و إرساء جمهورية".(13) و بعد فترة من ذلك ، وقع تحوير نوعا ما فى هذه "الشروط الثلاثة" لتشمل : مؤتمر لكافة الأحزاب، وحكومة إنتقالية و إنتخاب مجلس تأسيسي. حينما جرى إقتراحها لأوّل مرّة ، أكّد الح الش الن (الم) أن هذه "الشروط الثلاثة" تمثّل فقط "تكتيكا". و جرى التأكيد على أنّ إقتراح هذه الشروط ليس بمثابة التخلّى عن إستراتيجيا الثورة الديمقراطية الجديدة ، بل طريقة للتقدّم نحو ذلك الهدف .
إلى ذلك الحدّ ، لم يبذل الح الش الن (الم) أي جهد حقيقي على حدّ علمنا لشرح كيف أنّ هذا "الحلّ" بمستطاعه أن يؤدّي إلى إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة. و مع ذلك ، ظلّ الحزب يعلن أنّ هدفه الإستراتيجي هو الديمقراطية الجديدة و الإشتراكية و الشيوعية.
لا نشكّ فى أنّ قيادة الح الش الن (الم) كانت تعنى ما تقوله حينها ، هذا ليس لبّ المسألة . فالخطّ محدِّد و كلّ خطّ إيديولوجي و سياسي له مضمون موضوعي و منطق داخلي. و حتى و إن كانت قيادة الح الش الن (الم) مقتنعة بأنّ هذا المقترح و ما شابهه هو فى الواقع مجرّد "تكتيك" و حاولت عمليا التمسّك بصلابة بالأهداف الثورية ، فإن المنطق الموضوعي لهذا المقترح و الطريقة المستعملة لصياغته و إقتراحه ستهدّد ، إن لم يقع القطع معها ، بالتغلّب على هذه النوايا. و هذا بالضبط ما حدث. و مثلما يفسّر على الوجه الأكمل أدناه ، ترافق هذا "التكتيك" مع و كان تعبيرا عن رزمة كاملة من مواقف تحريفية بالأساس حول جملة كاملة من المسائل الجوهرية للثورة التى شرع الح الش الن (الم) فى تطويرها و تبنيها أثناء الفترة عينها. و شهدت هذه السيرورة قفزة نوعية إبّان إجتماع اللجنة المركزية للح الش الن (الم) فى أكتوبر 2005 و برزت اليوم كخطّ تحريفي تام النموّ.
و لا يعنى هذا أنّه من الخطإ مبدئيا أن نوافق أبدا على إيقاف إطلاق النار و/أو المفاوضات : بالعكس تماما. من الصعب تصوّر حرب ثورية طويلة الأمد لن تكون فيها المفاوضات و كذلك إيقاف إطلاق النار ضرورية فى فترات معينة. متى تكون هذه الإجراءات صحيحة و ما هي المقترحات الملموسة التى يمكن و يجب تقديمها أو الموافقة عليها يرتهن بالزمن و المكان و الوضع الملموسين. لقد لاحظ ماو أنّ خوض صراع "مثل بمثل" يعنى أنّ المرء يشارك أحيانا فى المفاوضات و أحيانا لا يشارك. و مع ذلك ، أشار ماو أيضا إلى أن هكذا مفاوضات و إتفاقيات لا ينبغى بتاتا أن " تضرّ بالمصالح الجوهرية للشعب".
و الموافقة على إنهاء حرب الشعب على الدوام و تفكيك جيش التحرير الشعبي و قواعد الإرتكاز الثورية عبر البلاد كافة ، يفعل هذا تحديدا أي يضرّ بالمصالح الجوهرية للشعب. وهذا هو المضمون الموضوعي لهذه "الشروط الثلاثة" (14)
حتى و إن كان حقيقة أن فى 2001 ، عندما إقترحت "الشروط الثلاثة" ، لم تكن للح الش الن (الم) نيّة الموافقة الفعلية على تطبيقها ، كان القيام بذلك غلطة. كمسألة مبدئية ليس بمقدور الشيوعيين أن يقترحوا شروطا يعتقدون فى الواقع أنّها غير مقبولة، آملين أن يرفضها العدوّ. و القيام بذلك يعنى الإلتحاق بالسياسة الواقعية البراغماتية والتشجيع على "الحقيقة السياسية". إنّه يعنى أنّ تدريب الشيوعيين والجماهير على تطبيق المادية الجدلية و التاريخية لفهم الواقع كما هو موضوعيا و لفهم الحقيقة الموضوعية و على ذلك الأساس تغيير العالم بطريقة ثورية، وعوض ذلك تقال لها ،لأسباب "تكتيكية" ، اشياء من المعلوم أنّها غير صحيحة. و لا يؤدّى هذا إلى الإرتباك و الإضطراب فقط مع الإلتواءات و الإنعراجات التى تتخذها الأحداث ، و لكنه يدرّب عموما الحزب و الجماهير على طريقة البراغماتية و التجريبية بدلا من الشيوعية العلمية . مدربين على مثل هذه الطريقة ، لا الشيوعيون و لا الجماهير سيقدران على التمييز بين الماركسية و التحريفية و لا أن يضطلعا بصورة متصاعدة بقيادة الثورة و المجتمع ككلّ بانفسهما كي يساهما فى تحرير الإنسانية جمعاء.
فى أوت 2004، صرّح الح الش الن (الم) بأنّ حرب الشعب فى النيبال بلغت مرحلة "الهجوم الإستراتيجي". و المقصود من هذا أن الحزب قد حدّد أنّ ميزان القوى قد تحوّل بصفة حاسمة إلى صالح الثورة و أنّهم قادرون على جعل هدفهم المباشر تحطيم القوى المسلّحة للعدوّ، و إفتكاك السلطة عبر البلاد بأسرها، و تركيز دولة الديمقراطية الجديدة. و قد تلقّى الشيوعيون و الثوريون فى العالم هذا الإعلان بحماس. و كان مصدرا عظيما للأمل و الإلهام.
و فى ضوء إعلان أنّ حرب الشعب قد دخلت مرحلة الهجوم الإستراتيجي، كان لافتا للنظر أن تتبنّى اللجنة المركزية للح الش الن (الم) فى 2005 قرارا جاء فى جزء منه إنّ : " الآن شعار الحكومة الإنتقالية و إنتخاب المجلس التأسيسي و الجمهورية الديمقراطية الذى صاغه حزبنا، آخذا بعين الإعتبار ميزان القوى العالمي و المحلّى ،هو شعار تكتيكي وضع للبحث عن مخرج سياسي".
و هنا يُعوّض النداء من أجل "مؤتمرلكافة الأحزاب" بنداء من أجل "جمهورية ديمقراطية" و توصف مجدّدا المطالب الثلاثة جميعها بأنّها "شعارات تكتيكية" مع أنّ هذه الشعارات لا تمثّل تكتيكا، بل إنحرافا جوهريا عن إستراتيجيا الثورة الديمقراطية الجديدة. إذا لم يعد الهدف المباشر لحرب الشعب كسب الإنتصار عبر البلاد ، و تحطيم الدولة الرجعية، و تركيز دولة ديمقراطية جديدة(15) و تعبيد الطريق للثورة الإشتراكية و كلّ هذا فى ظلّ قيادة البروليتاريا و حزبها الطليعي و كجزء واعي من و قاعدة إرتكاز للثورة الشيوعية العالمية ، عندئذ موضوعيا و بغضّ النظر عن نوايا المرء ، لا يمكن للهدف الإستراتيجي الفعلي إلاّ أن يكون جمهورية برجوازية و نظاما رأسماليا سيهيمن عليه بالضرورة الرأسمال الأجنبي و الإمبريالية.
فى نوفمبر 2006، أمضى الح الش الن (الم) إتفاق سلام شامل قَبِل بموجبه "الشروط الثلاثة" ووافق هو من جانبه على وضع نهاية لحرب الشعب و تفكيك السلطة الشعبية و الجيش الشعبي و عكس التغييرات الثورية التى إنجزت فى قواعد الإرتكاز إبّان حرب الشعب. و يكرّر الح الش الن (الم) تقريبا يوميا وعده بعدم إستئناف خوض نضال مسلّح أبدا. و الإستنتاج النظري بأن التخلى عن حرب الشعب و الثورة ككلّ و القبول بالمجتمع و الحكم البرجوازيين قد تأكّد ( مرّة أخرى) فى الممارسة العملية.
و هنا نودّ أن نوضّح أنّ كلّ هذا لا يعنى أنّه لا توجد إمكانية نزاع مسلّح له دلالته قد يندلع مجدّدا فى النيبال. و حتى مع إعادة الهيكلة التى حدثت ، تظلّ الدولة النيبالية الرجعية غير مستقرّة. و التحالف الحكومي الذى يقوده حاليا الح الش الن (الم) تنخره التناقضات و قد يتداعى. و يظلّ الجيش النيبالي ، لبّ سلطة الدولة ، بصلابة تحت إشراف الطبقات الحاكمة الرجعية و اسيادها الأجانب ، لذا تبقى قائمة إمكانية إنقلاب عسكري كعامل فعلي يشكّل الأحداث. وقد تشكّلت عديد المجموعات القومية و مجموعات الكاست و بعضها يعوّل على الأسلحة لدفع مطالبه. لهذه الأسباب، قد يضطرّ الح الش الن (الم) أو قطاعات منه إلى اللجوء إلى شكل من النشاط المسلّح. و مع ذلك ، إن لم توجد قطيعة جوهرية مع الخطّ القائد حاليا للحزب ، لن يُمثّل هكذا نشاط إستئنافا لحرب الشعب الثورية حقيقة بهدف مباشر هو إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة كمكوّن واعى للنضال من أجل الهدف النهائي للشيوعية العالمية.
لقد قدّمت وثائق الح الش الثوري التحليل التالى لمسائل الخطّ و صراع الخطين داخل الح الش الن (ال) الذى أفضى إلى تبنّى ما هو الآن بوضوح خطّ و برنامج سياسي تحريفي:
" ب"الخطّ" نقصد النظرة و التوجّه ،المفهوم و المنهج الإستراتيجيين الذين يقودون النشاط السياسي فى إتجاه أو آخر. حدث تحوّل حاسم فى أكتوبر 2005 حينما جرت "معالجة" الصراع الداخلي الحاد صلب الحزب بطريقة تحريفية فبينما صدح بعض قادة الح الش الن (الم) ، لا سيما بابوران باتاراي بصوت عال بتبنيهم ل"الديمقراطية " بمعنى الديمقراطية البرجوازية من النوع الغربي و أعربوا عن حكم سلبي على كامل الموجة الأولى من الثورة البروليتارية، فإنّ غالبية قادة الحزب المركزيين الآخرين صرّحوا بذات الصوت العالي بمساندتهم لأهداف تركيز الديمقراطية الجديدة و الإشتراكية و الشيوعية فى حين شدّدوا على أنّ تحديد الصراع فى القتال من أجل جمهورية "إنتقالية " ( إقرأ برجوازية) كان "تكتيكا" لا غير. و بالفعل ، حاول قادة الح الش الن (الم) عموما بإستمرار تركيز النقاش على مسألة "التكتيك" ، كما لو أنّ المسألة الجوهرية هي كيف تحقق "جمهورية ديمقراطية فيدرالية" و ليس أي نوع من الدولة ، و بأكثر جوهرية أي نوع من النظام الإجتماعي ، تحتاجه النيبال و يحتاجه العالم"( "حول التطورات فى النيبال و الرهانات أمام الحركة الشيوعية " ص 5-6).
و أبعد من ذلك ،
" لسوء الحظّ ، جرت معالجة صراع الخطّين داخل الح الش الن (الم) وقتها على أساس سيئ جدّا من قبل إجتماع اللجنة المركزية المنعقدة فى أكتوبر2005. فبدلا من نبذ حجج مقال "الدولة الجديدة" لباتاراي، ثبّتت اللجنة المركزية لبّ حججه. و فى بلاغ للجنة المركزية للح الش الن (الم) إستبعدت الخلافات فى الخطّ فى صفوف الحزب على أنّها "سوء تفاهم".و قد تبنّى الحزب مخطّط التوجه نحو "جمهورية إنتقالية "، شرط أنّ هذا لم يكن سوى "تكتيكا" بينما تمّ التأكيد على أنّ الحزب يظلّ متشبثا بأهدافه البعيدة المدى من الديمقراطية الجديدة و الإشتراكية و الشيوعية. و أعيد إدماج باتاراي فى قيادة الحزب على هذه القاعدة. و أعلنت هذه الطريقة فى توحيد رأيين متناقضين كمكسب عظيم و رفعت كنموذج للحركة الشيوعية العالمية برمتها.
لقد كان هذا الشكل الخاص من التحريفية ، الإنتقائية، أو محاولة الجمع بين ضدّين لا يمكن التوفيق بينهما ،و مزج الماركسية
( فى الكلام) مع التحريفية فى الجوهر، مشكلا فى تفكير قادة الح الش الن (الم) لكنّه صار متجذّرا و مدافعا عنه كمبدأ غداة
" الصراع الداخلي فى الحزب" فى 2005"( المصدر السابق ، ص9).
هنا ، من جديد ، يمكن رؤية أن فهم حيوية الخطّ الإيديولوجي و السياسي " بما فى ذلك الطريقة الأساسية لصياغة ذلك الخطّ" ليست مجرّد تأكيد نظري ، بل حقيقة موضوعية أثبتت بصفة متكرّرة فى الممارسة. و يأتى التغيّر الجوهري فى المسار الذى أعلنه الح الش الن (الم) فى 2005 فى إطار موقفه بأنّه "أخذ بعين الإعتبار ميزان القوى العالمي و المحلى" و مثل جهدا لإيجاد "مخرج بمنظورمستقبلي". و الإشارة إلى مرحلة "الهجوم الإستراتيجي " لا نعثر عليها فى أي مكان : لا كونها لا تزال قائمة ، و لا كونها شهدت تراجعا. (16).
و يطرح سؤال ، ضمن أسئلة أخرى، ذاته : ماذا حدث ل"الهجوم الإستراتيجي"؟ فى 2004 صرّح الح الش الن (الم) بأنّ أُفق إنتصار حرب الشعب عبر البلاد كافة فى المنال. لكن فقط سنة بعد ذلك و رغم أن جيش التحرير الشعبي لم يتعرّض إلى هزيمة إستراتيجية كبرى، نلفى الح الش الن (الم) لم يعد يضع نصب أعينه الإنتصار بل "مخرجا" و لا يفسّر ما الذى تغيّر.(17)
و زيادة على ذلك، قد لمّح الح الش الن (الم) و قياديين قاموا بتصريحات عامة مفادها أن حرب الشعب لم تستطع مزيد التقدّم و/أو أنّ الوضع الجغرافي للنيبال الواقعة بين الصين و الهند يعنى أنّ الإفتكاك الثوري للسلطة لن يقدر أبدا على أن يتعزّز بنجاح. (18) و بالتالى وفق هذا التفكير ، الطريقة الوحيدة لتجنّب تراجع أو حتى تداعى الثورة هو سحب الهدف المباشر للثورة الديمقراطية الجديدة و البحث عن نوع من "المخرج بمنظور مستقبلي" و الطريق المختصر نحو الديمقراطية الجديدة.
( "مأسسة " مكاسب الثورة كما يوضع عادة). و بكلمات أخرى ، فضلا عن حججهم النظرية بشأن الديمقراطية البرجوازية و الحاجة إلى "مرحلة رأسمالية" (19) ، أضافوا مكوّنا براغماتيا بأنّه لا وجود لطريق "عملي" آخر سوى التخلّى عن حرب الشعب و النضال المباشر فى سبيل الديمقراطية الجديدة.
إعتبارا لكلّ هذا ينبغى على الح الش الن (الم) أن يشرح على أي أساس أعلن أنّ حرب الشعب قد دخلت مرحلة الهجوم الإستراتيجي فى البداية. إن حلّل أنّ الظروف تغيّرت ، عندئذ يتعيّن أن يعلن هذا و يشرح لماذا و كيف حدث ذلك. و إن كان الآن يعتقد أن تحليله الأصلي كان خاطئا ، حالتئذ عليه أن يشرح هذا الخطإ و أسبابه. لكن ببساطة العمل كما لو أن هذا لم يُقل البتّة إنحراف عن المقاربة الجدّية و العلمية و تعويض هكذا مقاربة بسلع رخيصة من "الحقيقة السياسية" البراغماتية. هذا من جهة و من جهة أخرى، يتطلّب العلم ، بما فى ذلك العلم الثوري ، كما وضع ماو، النزاهة.

4- مسألة الإستراتيجيا، إتفاق السلام الشامل و إفتكاك السلطة عبر البلاد كافة :
منذ زمن أوّل إقتراح لمفهوم المرور بمرحلة كاملة من "الجمهورية الديمقراطية الإنتقالية " و "التطوّر الرأسمالي"، وُجد حديث بأنّ هذا هو نوع من الإعداد لإفتكاك السلطة عبر البلاد بأسرها.(20) لكن كما تبيّن من الجدال ضد "خطّ آسومير السلمي" فى البيرو، عندما يُنطلق فى حرب الشعب ، من المستحيل إنهاء الحرب و تفكيك القوى المسلّحة الشعبية و التفكير فى أنّ حرب الشعب ( أو فى هذه الحال الإنتفاضة المسلّحة ) يمكن أن تنطلق من جديد كما نريد فى تاريخ لاحق . وعليه ، كان هذا "التفسير" فى أفضل الأحوال وهما و فى أسوئها خطابا مزدوجا تحريفيا.
فى السنوات التالية لمقترحه الأوّلي ل"حلّ سياسي " لحرب الشعب فى 2001 ، طوّر أكثر الح الش الن (الم) نظرية الدولة البرجوازية الإنتقالية و المرحلة الرأسمالية ، التى قادت حينها و برّرت القبول باتفاق السلام الشامل و ما نجم عنه من إنتخابات. و بينما نرفض بلا مراء هذه الخطوة ، لا نشطب إمكانية أنّه كان من الضروري ، كإجراء تكتيكي، أن تتمّ المساهمة فى إنتخابات إثر أحداث أفريل/ ماي 2006 لمّا أجبر الملك على الإستقالة. و بالطبع إن كان ليكون لتدفّق المظاهرات الجماهيرية التى أدّت إلى إستقالة الملك أطرا و ديناميكية مختلفة على نحو له دلالته، إذا لم يكن الح الش الن (الم) خلال السنوات السابقة ، يشجّع الديمقراطية البرجوازية و الرأسمالية ك"مخرج بمنظور مستقبلي" (21) و فى هذه الحال ، هكذا مشاركة لو كانت فعلا ضرورية ما كانت لتكون أبدا قائمة على الموافقة على إنهاء حرب الشعب بصورة تامة و تفكيك جيش التحرير الشعبي و قواعد الإرتكاز الثورية و الإعلان السياسي بأنّ نوعا من الطريق المختصر للديمقراطية الجديدة بإستطاعته أن "يعالج" مشاكل الشعب.
و فى رسالته إلى الحزب الشيوعي الثوري ، كتب الح الش الن (الم) :
" لذلك ، أن تقبل الإمبريالية أو لا تقبل ليست مطلقا المسألة المقصودة من وراء تكتيكنا فالمسألة الوحيدة فى الوضع الراهن هي أي تكتيك يمكننا من إلحاق الهزيمة بالإمبريالية " (ص 12 ). تصوير التكتيتك هكذا على أنّه"المسألة الوحيدة" خاطئ.
الإستراتيجية التى يتبعها المرء ليست مرسومة فى حجارة و لا هي تعالج بالتصريحات. إنّ السياسات و التكتيكات الملموسة التى يطبقها المرء فى لحظة معينة يجب أن تعكس و تعبّر عمليا عن هذه الإستراتيجيا و عن الهدف الإستراتيجي، وإلاّ فإنّ المرء يتبع إستراتيجيا مغايرة عن وعي أو عن غير وعي. و علاوة على ذلك، قد هزم الإتحاد السوفياتي ألمانيا و حلفاءها فى الحرب العالمية الثانية و كانت إستراتيجيته و تكتيكاته ناجحة فى بلوغ هذا الهدف. و مع ذلك، من وجهة نظر التقدّم صوب العالم الشيوعي ، كانت إستراتيجيته خاطئة. فقط كون التكتيك أو حتى الإستراتيجيا يمكن أن يحقّق على المدى القصير مكاسبا ، لا يعنى بالضرورة أنّه صحيح أو ناجح من وجهة نظر النضال من أجل الشيوعية.
حين نتفحّص خطّ و سياسات الح الش الن (الم) ، من الصعب الهروب من إستنتاج أنّه يفكّر أنّه بمجرد إعلان هدف ، سواء كان "الديمقراطية الجديدة" أو"الإشتراكية " أو "الشيوعية" ، فإنّ هذا الإعلان ذاته يطرح مسألة أي "إستراتيجيا " تتبع، دون تحديد مضمون ذلك الهدف و كيف و عبر أية سيرورة ملموسة سيتحقّق ذلك الهدف المعلن.هكذا إعلانات لوحدها حتى لمّا تصدر بنزاهة لا تمثّل فى الواقع "إستراتيجيا".
فى إطار هذا الفهم الخاطئ لما تمثّله الإستراتيجيا ، يعلن الح الش الن (الم) مسألة "التكتيك" بإعتبارها المسألة الجوهرية. و بخاصّة ، من العسير تجنب إستنتاج أن الح الش الن (الم) يعتقد أنّ الإستراتيجيا و التكتيك الشيوعيين ، فى جوهرهما، يشتملان فى كلّ مرحلة على تحديد "العدو الرئيسي" ثم البحث عن الوحدة مع "الأعداء الثانويين" ،لأجل عزل و إلحاق الهزيمة بكلّ من يقع تحديده ك "عدوّ رئيسي" فى لحظة معيّنة و هذا أيضا خاطئ.
على النطاق العالمي ،لا يمكن لهذا المفهوم أن يمثّل إستراتيجيا عامة بما أنّه لا وجود ل"عدوّ رئيسي" عالميا غير النظام الإمبريالي العالمي ذاته. و هذا الفهم الخاطئ عينه جرى تطبيقه فى علاقة بالدفاع عن الإتحاد السوفياتي بنتائج كارثية. و فى الصين رغم أنّ ماو قطع مع أتعس مظاهر هذه المقاربة، و بأكثر تحديد مع مفهوم أنّ الدفاع عن بلد إشتراكي يساوى ، أو حتى له الأولوية نسبة للتقدّم الشامل للثورة العالمية، فإنّه مع ذلك ، كانت هذه المقاربة الجوهرية هي التى أرشدت جهوده العالمية للدفاع عن الصين ضد الحصار والهجوم الإمبرياليين ممّا أدّى إلى بعض الأخطاء الجدّية...
وفى إرتباط بالثورة داخل بلد معيّن ، بإمكان هذه المقاربة فى ظلّ ظروف خاصّة أن تكون صحيحة. و مع ذلك ليست مبدأ إستراتيجيا عاما ينبغى على ثورة خاصة ، فى كلّ وضع أو فى كلّ مرحلة أن " تتوحّد مع الأعداء الثانويين" ذلك أنّ هؤلاء "الأعداء الثانويين" يمكن أن لا يكونوا مستعدّين" للوحدة "مع الثورة فى ظلّ شروط لا تساوم على الأهداف و المبادئ الثورية الأساسية ،أي "مصالح الشعب الجوهرية" و هذا من جهة و من جهة ثانية، لأنّ ميزان قوى مواتى قد يخوّل إلحاق الهزيمة بكلّ من "العدوّ الرئيسي" و كذلك "الأعداء الثانويين" فى آن معا.
وقد نقد البعض قيادة الح الش الن (الم) لتقديمها تنازلات عديدة أكثر من اللازم لبلوغ إتفاق السلام الشامل و الإنتخابات. و حاججوا بأن قوّة الثورة زمن إمضاء إتفاق السلام الشامل كانت تسمح بشروط أفضل بكثير من مثل عدم وضع جيش التحرير الشعبي فى ثكنات أو نزع سلاحه، وعدم تفكيك قواعد الإرتكاز إلخ. لكن خطّ تفكير من هذا القبيل يخفق فى المسك بالمسألة.
لم يكن المشكل كيف نكون أكثر قدرة على التفاوض حول إتفاق السلام الشامل، بل كان المشكل هو المفهوم بالذات أو لوضع الأمر بصيغة مباشرة أكثر، كان المشكل الخطّ العام ذاته للح الش الن (الم) ، و ليس تطبيق ذلك الخطّ . لم يكن إتفاق السلام الشامل ممكنا إلاّ بالشروط الأساسية التى عقد بها فعلا.
و من البيّن أنّ الطبقات الرجعية و خاصّة مسانديها الأجانب ما كانوا ليقبلوا أبدا أية شروط لإنتخابات كانت قد تفسح المجال لتركيز ناجح لدولة ديمقراطية جديدة. كان هذا ليعني القبول بالإستسلام عبر المفاوضات قبل تعرّض الجيش الرجعي للهزيمة فى ساحة المعارك. ما كانوا ليختاروا هذا.
و هكذا ،"الشروط الثلاثة" نتيجتها الممكنة الوحيدة هي ما نشاهده الآن. ذلك أنّ شروط الح الش الن (الم) لإنهاء الثورة تنسجم مع الخطّ و البرنامج و الأهداف التى صاغها الحزب فى هذه النقطة. إذا مثّل إتفاق السلام الشامل كما هو،بالنسبة لقيادة الحزب " نجاحا"، لماذا يتعيّن عليها أن ترفض إمضاءه؟
5- الواقع، وواقع المزج القاتل للإنتقائية و البراغماتية :
طوال الستّ سنوات و نيّف الماضية كنّا بصورة متصاعدة مرتبكين بسبب التوجّه الخاطئ الذى إنتهجه خطّ الح الش الن (الم). و مع ذلك ، فى هذا المضمار، ينبغى أن نستخلص للأسف أنّ من جهتنا إنتظرنا طويلا قبل محاولة الإنطلاق بحيوية فى نقاش مع رفاق الح الش الن(الم) حول المسائل الحارقة. هذا منّا خطأ يحتاج إلى التلخيص بأكثر شمولية و إلى التصحيح،وهو يعكس ، ضمن أشياء أخرى ، إستنقاصا للدور النقدي و الحيوي للخطّ الإيديولوجي و السياسي. (22).
و كما تمّت الإشارة إليه فى ما مرّ بنا ، فى هذا النقاش إنتهجت قيادة الح الش الن (الم) نوعا من المقاربة ذات الوجهين المزدوجين . فمن جهة، سعت إلى دعم خطّها و سياساتها بحجج نظرية إنتقائية حول طبيعة الدولة و الديمقراطية و دكتاتورية البروليتاريا إلخ. و بالفعل ، كما حلّلت بإستفاضة رسائل الحزب الشيوعي الثوري ، باتت الإنتقائية مظهرا هاما من المظاهر الأساسية لخطّ و مقاربة الح الش الن (الم) .و مثلما يؤكد مقتطف لينين الذى إستشهد به أيضا فى رسالة الحزب الشيوعي الثوري المؤرخة فى نوفمبر 2008، فإن الإنتقائية لا يمكن إلاّ أن تؤدي إلى الإنتهازية : " إنّ إظهار الإنتقائية بمظهر الديالكتيكي فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثرات المتضادة إلخ و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثورية عن عملية تطور المجتمع " ( لينين ، "الدولة و الثورة ")
و فى نفس الوقت ، قدّمت قيادة الح الش الن (الم) خطّا "عمليا" من المحاججة مؤكّدا أن الثورة فى النيبال واجهت مشاكلا ملموسة كانت فى حاجة إلى المعالجة لأجل التقدّم و أنّ حلول هذه المشاكل الملموسة لن توجد فى تطبيق "أبجديات الماركسية".
فى جوهرها ، تنكر هذه المقاربة أساسا إمكانية معرفة و وجود قوانين حركة تحكم تطوّر المجتمع الإنساني و، فى النهاية ، الفهم المادي الأساسي بأنّ الواقع الموضوعي و الحقيقة موجودان . ونتيجة من النتائج التى يفضى إليها هذا المنهج هي إنكار الطابع العلمي للشيوعية و ضرورة إستعمال منهج علمي عند تطبيق مبادئ الشيوعية لمعالجة المشاكل الملموسة. إنّه يقلّص العلم الشيوعي إلى حقيبة أدوات مليئة مواقفا و مقتطفات إستعمالها أو عدم إستعمالها محدّد بما يبدو أنّه يخدم بعض الأهداف السياسية المباشرة: الأداتية/ أدوية الفكر. وهكذا يجرى تعويض الحقيقة الموضوعية بالحقيقة السياسية بدلا من التكتيكات الناجمة عن و الخادمة للأهداف و الإستراتيجيا، و تصبح "التكتيكات كلّ شيئ" مبدأ مرشدا.
إضافة إلى الأداتية/ أدوية الفكر ، فإن هذا الخطّ "العملي" للمحاججة تعبير عن تأثير البراغماتية ( فى إرتباط بها المذهب التجريبي و التجريبية كذلك) داخل الحركة الشيوعية العالمية. و قد أثبت تاريخ النضال الثوري بأسره أنّ كلّ ثورة قد واجهت مشاكلا جديدة تطلّب حلّها إجابات جديدة نظرية و كذلك عملية. و قد بيّن التاريخ أيضا بصورة متكرّرة أنّه إذا أريد للثورة أن تتقدّم ينبغى إيجاد إجابات ثورية على هذه المشاكل الجديدة و أنّ هذه الإجابات تتطوّر أولا نظريا إعتمادا على تلخيص الممارسة و التجربة السابقتين ، بمفهوم واسع و ثمّ يتمّ تطبيقها عمليا.
هذا ما قام به لينين تكرارا فى قيادة البلاشفة فى لحظات حيوية من مسار الثورة فى روسيا بكتابة أعمال على غرار "ما العمل؟" و "المادية و مذهب النقد التجريبي" و "الدولة و الثورة" و "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" إلخ. و هذا أيضا ما قام به ماو أثناء الثورة فى الصين حين قدّم الفهم الماركسي للجدلية و صاغ نظرية الثورة الديمقراطية الجديدة ،و حرب الشعب الطويلة الأمد و خاصّة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و شنّ الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى إلخ. فى كلّ هذه الحالات سبقت قفزات فى الفهم النظري الإختراقات فى الممارسة .(23)
و على النقيض من هذا الفهم الصحيح للعلاقة الجدلية بين النظرية و الممارسة و السيرورة التى من خلالها تحدث قفزة من المعرفة الملموسة إلى المعرفة العقلية ، يطرح الح الش الن (الم) القضية كما يلى:
" بهذا الصدد أحد أهمّ المظاهر هو كيف ندافع و نطبّق و نطوّر إيديولوجيتنا العلمية و الجبّارة ، الماركسية –اللينينية-الماوية. كيف ندافع عن الإيديولوجيا التى لا تقهر؟ يمكن الدفاع عنها بتطبيقها على الواقع الملموس للوضع الملموس. حين تطبّق على واقع ملموس، تفرز بعض التطورات الجديدة. و الطريقة الوحيدة لتطوير الإيديولوجيا العلمية هي تطبيقها. إنّها تتطوّر فقط عندما تطبّق بطريقة صحيحة". ( "تجاوز التحدّيات لتحقيق إنتصار بارز! " "العامل" عدد11).
كما كتبوا ، قول إن الماركسية-اللينينية-الماوية "يمكن الدفاع عنها بتطبيقها على الواقع الملموس" ببساطة خاطئ. ذلك أنّ هذا يضع جانبا تماما دور ضرورة الصراع النظري ( بما فى ذلك صراع الخطين). إنّه ينكر كافة تاريخ تطوّرالنظرية الشيوعية الذى نشأ فى خضمّ الصراع النظري بما فى ذلك صراع ماركس و إنجلز ضد المثالية و المادية الميكانيكية ، و الإشتراكية الطوباوية، و مختلف التيارات الفوضوية إلخ ، و صراع لينين ضد الإقتصادوية و الإصلاحية و الإشتراكية الشوفينية و تحريفية الأممية الثانية، و صراع ماو ضد الخطوط الخاطئة داخل الكومنترن، والمعركة التاريخية التى أطلقها و قادها ضد التحريفية المعاصرة و "أتباع الطريق الرأسمالي" داخل الحزب إلخ. و بالفعل ، من غير الممكن الدفاع عن مبادئ الشيوعية بمجرّد تطبيقها فى الممارسة العملية وحدها. لو كانت أطروحة الح الش الن (الم) صحيحة ، ماذا سنفعل بملاحظة أن " تتطوّر الماركسية فى الصراع ضد التحريفية"؟
زيادة على ذلك ، فإنّ صياغة "الطريقة الوحيدة لتطوير الإيديولوجيا العلمية هي تطبيقها.إنّها تطوّر فقط عندما تطبّق بطريقة صحيحة." تجانب الصواب هي الأخرى. بالتخلى عن ضرورة تلخيص الممارسة (مفهومة بصيغة واسعة) عبر تطبيق المادية الجدلية و التفكير الخلاّق كي تتقدّم النظرية ، تعنى هذه الصيغة أنّ القفزة من المعرفة الملموسة إلى المعرفة العقلية تحدث أوتوماتيكيا حينما "تطبق النظرية بطريقة صحيحة"؟ فى الحقيقة لا يمكن لتطبيق النظرية فى الممارسة ، صحيحة كانت أم غير صحيحة ، أن تؤدي أوتوماتيكيا إلى تقدّم فى الفهم النظري. إنّ خطّ الح الش الن (الم) "الأوتوماتيكي" لا يمكن إلاّ أن يفضي إلى تعويض علم الشيوعية بالبراغماتية و التجريبية. علاوة على ذلك، من غير الصائب أن تطبيقا "صحيحا" للنظرية يمكن أن يؤدّي إلى مزيد التقدّم النظري كما يزعم الح الش الن (الم) ( واضعين جنبا هنا مسألة كيف يحدّد المرء ما هو "صحيح"). علينا و بالفعل ينبغى أن نتعلّم من أخطائنا و كذلك من تقدّمنا. و هذا أيضا جوهري "لأبجديات الماركسية" أو مبادئها الأساسية .
و يعنى البحث عن إجابات ثورية تدفع إلى الأمام الصراع من أجل عالم شيوعي ضرورة إنجاز إختراقات فى فهم الواقع المادي و الطرق و الوسائل الضرورية لتغييره. ولا يمكن صياغة هكذا أجوبة ثورية إلاّ على أساس تطبيق المنهج المادي الجدلي و ليس الإنتقائية و البراغماتية، و على أساس رفع راية المبادئ المثبتة بالتجربة و إنجاز مزيد الخطوات و القفزات فى الفكر و العمل. ما من جديد أو تجديد فى التخلّى عن النضال الثوري من أجل عالم شيوعي و التحوّل إلى حزب سياسي كالأحزاب الأخرى يكرّس ذاته لل"تطوّرالرأسمالي" الذى مهما كانت النوايا المعنية ، ليس بوسعه إلاّ أن يعني إستغلال و إضطهاد الجماهير. و تبرير كلّ هذا بإسم التقدّم "العملي" و الأهداف "الواقعية" هو مقولة ممجوجة.
إضافة إلى هذه النقطة العامة ، ينبغى أن نشير إلى أن مطلب "الأجوبة العملية" يتضمّن عنصرا مخادعا. فالثورة سيرورة معقدة و متعدّدة الأوجه. دون معرفة و فهم جزئيات الوضع الملموس ، من العسيرعادة إن لم يكن من المستحيل صياغة سياسة صحيحة بشأن مواضيع خاصة لبلد معيّن. و التشديد على هكذا أجوبة كمقدّمة ضرورية و حتى كتعويض عن خوض نضال و نقاش جدّيين حول المسائل الجوهرية المعنية هو حقّا مجرّد الدخول فى الإحباط السياسي عوض النضال المبدئي. و الواقع أنّ المسائل العامة للخطّ محور هذا النقاش يمكن و يجب أن تفهم من قبل الجميع و ليست خاصة بالنيبال : طريق الثورة فى البلدان المضطهَدة و طبيعة الدولة و طبيعة الديمقراطية و دورها و طبيعة الطليعة الشيوعية و دورها و قوانين حركة و تطوّر رأس المال و المادية الجدلية ، و القومية و الأممية و المجال الإستراتيجي العالمي إلخ.
لقد حيّر تطوّر الأحداث فى النيبال الكثيرين فتساءلوا : " فى النيبال حيث أنجز تقدّم ثوري عظيم من هذا القبيل و لم يعانى أي تراجع أو هزيمة ، كيف يمكن أن يجد الحزب نفسه و تجد الثورة نفسها على حافة ما يمكن وصفه بالإنهيارالإرادي؟"
لا تكمن الإجابة عن هذه المسألة فى بعض الخسائر الفجئية للإرادة الثورية من قبل القادة، و إنّما فى الخطّ الإيديولوجي و السياسي الذى طوّروه و إتبعوه والمنهج الذى إستعملوه لتطوير ذلك الخطّ. إزاء التحدّيات الكبرى الجديدة التى فرضها تقدّم الثورة فى النيبال و تطوّر أفق إفتكاك السلطة عبر البلاد بأسرها ، قد إلتهمت الإنتقائية و البراغماتية فى منهج قيادة الح الش الن (الم) ،إلى جانب التنكّر للمبادئ الشيوعية الأساسية ( "أبجديات الماركسية")، المظهر الثوري المبدئي السابق لخطّها. و يتعيّن أن يكون هذا درسا دقيقا للجميع فى ما يخصّ مدى حيوية الخطّ و خطر القدح فى النظرية . إلى ذلك ، و رغم أنّ العديدين يقاومون هذا الأمر ، فإنه تعبير ملموس عميق عن حقيقة أنّه دون التلخيص الجديد لبوب آفاكيان ستتحوّل الماوية إلى نقيضها.
خاتمة :
كلّ ما ناقشناه هنا ، إلى جانب التحليل الأشمل الذى أنجزه الحزب الشيوعي الثوري و غيره ، يجعل واضحا غاية الوضوح مدى جدّية الوضع. و ينبغى على الشيوعيين فى كلّ مكان أن يصارعوا بلا مساومة رفاق الح الش الن (الم) لإعانتهم على القطع مع منهجهم و خطّهم الخاطئين و جعلهم قادرين على العودة إلى الطريق الثوري الذى تنيره المبادئ الجوهرية للعلم و الإيديولوجيا الشيوعيين.
و لن يكون هذا بالأمر اليسير. إنّه صراع فعلي، له رهانات و تبعات فعلية. الرفاق فى النيبال يواجهون وضعا فى منتهى الصعوبة. و بالرغم من، و إلى درجة بسبب، المكاسب العملية الكبرى التى حققتها ثورتهم ، فإنّ الخطّ الذى يقود الح الش الن (الم) صار مع مرورالسنين هو ذاته و بصفة متصاعدة "أسير" الإنتقائية و البراغماتية و التجريبية و القومية، بإختصار التحريفية. و الإخفاق فى القطع مع تأثير هذه النزعات الخاطئة كامن فى التطورات العامة التى أدّت إلى التخلّى جوهريا عن كلّ من الهدف المباشر لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة و كذلك الهدف الإستراتيجي أي العالم الشيوعي، و حتى الموقف و النظرة و المنهج الأساسيين للمادية الجدلية و التاريخية.
دون فهم هذه الحقيقة الأساسية ذاتها ، لن يكون من الممكن لرفاق الح الش الن (الم) أن يعترفوا بأخطائهم و يصحّحوها. فمصيرالثورة فى النيبال و إمكانية تقدّم كبير فى نضالنا العالمي مرتهنان ببذلنا كلّ الجهود لخوض هذه المعركة و أيضا لكسبها. و بالتالى سيكون لكيفية خوضها، و بغضّ النظر عن النتيجة فى النيبال نفسها، أثرا هائلا على إيجاد ظروف مزيد تقدّم الثورة البروليتارية حول العالم.
مع تحياتنا الشيوعية ،
الشيوعيون الثوريون الألمان / أفريل 2009.
الهوامش:
1- عمليا الإسم الصحيح الراهن للحزب هو الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي) لكن بغية تجنب تداخل الأمور نستعمل فى هذه الرسالة إسم الحزب السابق و الأكثر شيوعا.
2- "حول التطورات فى النيبال و الرهانات أمام الحركة الشيوعية العالمية: رسائل الحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) 2005-2008 ( مع ردّ من الح الش الن (الم) 2006) " منشور فى العدد 160 من "الثورة" بتاريخ 28 مارس 2009.
3- و هذه الوثائق متوفّرة للإنزال من الأنترنت من موقع جريدة "الثورة"...
4- كتبت الرسائل الثلاث للحزب الشيوعي الثوري فى أكتوبر 2005 و مارس 2008 و نوفمبر 2008 و الردّ الوحيد من الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) مؤرّخ فى 1 جويلية 2006.
5- و هذا المقتطف بدوره يدحض نظرة الح الش الن (الم) بأن "الأساس المادي " "للثورة المضادة " فى الصين يجب أن نعثر عليه "بالأساس فى البنية الفوقية" ( أنظروا "رسالة إلى الحزب الشيوعي الثوري" ، ص 7 ) و كذلك يدحض زعمهم بان ماو "تأخّر فى التنبئ بهذا الوضع" .
6- ينبغى أن ننبّه هنا إلى أن ذلك حدث فى نفس الوقت الذى كان فيه الح الش الن (الم) يطوّر جملة ما يعتبر، فى نظره، أخطاءا أساسية لحركتنا. و مع ذلك نظرا لمنهجه الخاطئ ، فإنّ غالبية هذا النقد غير صائب بقدر ما هو غير صائب الخطّ الذى يتبعه الحزب حاليا.
7- و نستطيع أن نضيف إلى هذه النقطة الأسئلة التالية: إن كان من "السهل" تطوير و تطبيق إستراتيجيا للقيام بالثورة لماذا كان لينين و الحزب البلشفي الوحيدان اللذان أنجزا ثورة مظفرة فى إرتباط بالأزمة التى ظهرت فى أجزاء فسيحة من أوروبا خلال و بالضبط بعد الحربين العالميتين الأولى و الثانية. إن كانت المسائل الإستراتيجية بهذه "السهولة" للفهم و الإجابة ، لماذا كان لينين الشخص الوحيد فى اللجنة المركزية للحزب البلشفي الذى أقرّ بأن اللحظة كانت مناسبة لشنّ إنتفاضة؟ لئن خسر لينين الصراع لإقناع الغالبية بتبنّى موقفه فى هذه المسألة الإستراتيجية الكبرى ، لما حدثت أبدا الثورة الروسية أصلا!
8- أبدى إنجلز الملاحظة التالية بشأن هذه المسألة :
" وفق المفهوم المادي للتاريخ ، العنصر المحدّد فى النهاية هو إنتاج و إعادة إنتاج الحياة الواقعية. لا أنا و لا ماركس أكدنا خلاف هذا. و بالتالى إذا حرّف أحدهم هذا إلى قول إن العنصر الإقتصادي هو العنصر المحدّد الوحيد، فإنه يحوّل تلك الجملة إلى جملة لا معنى لها ، مطلقة. إن الوضع الإقتصادي هو الأساس و لكن مختلف عناصر البناء الفوقي لأشكال الصراع الطبقي السياسية و نتائجها- الدساتير التى تركزها الطبقة العاملة المنتصرة بعد معركة مظفّرة إلخ و الأشكال القانونية و حتى إنعكاسات جميع هذه الصراعات الفعلية فى أذهان المشاركين فيها و النظريات السياسية و القانونية و الفلسفية و النظرات الدينية و تطورها فيما بعد إلى نظم عقيدية – كلّ ذلك يؤثّر فى مجرى الصراعات التاريخية و فى عديد الحالات تحدّد شكلها" ( رسالة إلى بلوش ، 21 سبتمبر 1890) .
9- فى لقاء صحفي مع كننيبور أولاين فى 13 جانفي 2009، صرّح بابوران باتاراي ، عضو قيادي فى الح الش الن (الم) ، وهو الآن وزير المالية فى الحكومة التى يقودها الح الش الن (ال) ، بالموقف الآتى ذكره:" إنّنا ننتقل من عهد إقطاعي إلى عهد رأسمالي - صناعي . لذا نودّ أن نجلب مزيدا من الإستثمارات للقطاع الصناعي لخلق مواطن شغل داخل البلاد و لرفع إنتاجية العمل. و سيؤدى هذا إلى نموّ مضاعف فى غضون السنوات الثلاث القادمة – هذا هدفنا. لذلك على القطاع الخاص أن يلعب دورا قياديا".
10- رغم أن فى عديد البلدان، تستمرّ الإقطاعية و العلاقات شبه الإقطاعية فى الوجود على نطاق واسع ، فإنها مدرجة و مدمجة فى العلاقات العامة الرأسمالية /الإمبريالية عالميا. و هذا يضع جانبا أيضا المبادلات المحلّية. فهي تظلّ قائمة ، لكنه لا يمكنها أن تكون قاعدة لتنظيم أية سيرورات إنتاجية تشمل المجتمع كافة أو حتى عددا كبيرا من الناس. و كذلك، ليس بوسعنا هنا أن نناقش مسألة إقتصاد قواعد الإرتكاز الحمراء ،و لو أنّها مسألة هامة بحدّ ذاتها.
11- يشير هذا إلى المقتطف الشهير لماركس حيث قال إنّه ينبغى على الثورة الشيوعية أن تهدف إلى إلغاء : كلّ الطبقات و الإختلافات الطبقية عموما ،و كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها،و كلّ العلاقات الإجتماعية المناسبة لها ،و كلّ الأفكار الناجمة عن هذه العلاقات الإجتماعية.
12- رفع الح الش الن (الم) أفق تحويل النيبال إلى سويسرا جنوب آسيا. و بالإحالة على سويسرا، و مستوى عيشها العالى نسبيا، يبحث ، ضمن أشياء أخرى، عن إقتراح أنّ الرأسمالية /الإمبريالية بإمكانها أن تلبى فعلا الحاجيات الأساسية للشعب. و كما يشير إلى ذلك الحزب الشيوعي الثوري ، حتى مستوى العيش العالي نسبيا للجماهير فى عديد البلدان الإمبريالية يقوم على ،و هو مستحيل دون الإستغلال الهائل للبلدان المضطهَدة و النيبال بلد من هذه البلدان. و ليس بوسع النيبال أن يصبح سويسرا و لو كان ذلك بوسعه ، فهو شيئ لا ينبغى أن يطمح إليه أو يشجعه الشيوعيون. وزيادة على ذلك، ترويج الح الش الن(الم) للأوهام البرجوازية يتغاضى عن كون مظهر من المظاهر المفاتيح لل20 سنة الماضية من العولمة هو إنجراف القاعدة المادية للبرجزة فى البلدان الإمبريالية. و الأزمة الحالية تسرّع هذا التياّر.
سويسرا بطرق شتّى "أكثر إمتيازات" ضمن البلدان الإمبريالية إعتبارا لكونه لم يكن عليها بناء إمبراطورية إستعمارية أو إستعمارية جديدة أو المشاركة فى حروب ما بين الإمبرياليات للحصول على موقعها. و مع ذلك ، سيكون من الخطإ التفكير فى أن سويسرا نوعا ما معصومة من سير الرأسمالية/الإمبريالية. و لتتذكّروا أنّ إسلندا إعتقدت أنّها صارت "سويسرا شمال الأطلسي" ، لكن الأزمة الحالية المالية/الإقتصادية شملتها فوجدت نفسها مفلسة بين ليلة وضحاها بنسبة هامة من السكّان قد فقدوا مدّخرات حياتهم. لسنا بصدد التنبئ بأن ذات المصير يترقّب سويسرا فى أي زمن منظور و لكن كذلك لا ينبغى على أي مرء أن يمحي كلّيا هذه الإمكانية.
13- فى "نشرة إعلامية ماوية" عدد 1 التى صدرت فى جانفى 2002 ، عثرنا على موقف أن الح الش الن (الم) كان يبحث عن "إيجاد حلّ سياسي فى شكل حكومة إنتقالية ،و دستور جديد و تأسيس جمهورية" و كان مستعدّا "للتوجّه إلى إنتخاب مجلس تأسيسي للفصل فى مسألة الجمهورية" .
14- نعتقد أنه من الصحيح إتخاذ هذا الموقف من " الشروط الثلاثة " المقترحة فى البداية فى 2001 لأن" إنتخاب مجلس تأسيسي " بالخصوص يعنى أنّه من الممكن إرساء دولة ديمقراطية جديدة عبر الوسائل البرلمانية. و هذا ليس ببساطة صحيحا. فقد أكّد الح الش الن (الم) بصورة متكرّرة أنّه سوف يلتزم بنتائج الإنتخابات مهما كانت و أنه لن يستأنف النضال المسلّح بعد تنظيم الإنتخابات. و هذا بمثابة قول إنّ مصير الثورة مرتهن بمصير إنتخابات. و ليس بوسع أي شيوعي حقيقي أن يقبل بهكذا إقتراح. فالصورة الموضوعية للقيام بالثورة لا ترتبط بما قد تفكّر فيه "الغالبية" فى أي وقت معطى. إقتراح شيئ من هذا القبيل هو إنحراف عن الفهم و المبادئ الشيوعية الأساسية و سيعنى عمليا أنّه لن تنجز أية ثورة أو لن تتمّ محاولة إنجازها أبدا. فى أزمنة مختلفة ، بلغت سمعنا حجج براغماتية شكلية بأنّ هذه المقاربة لم تكن صحيحة لأنّ : 1- العدوّ لن يقبل إطلاقا بتنظيم هكذا إنتخابات،و 2- كان الح الش الن (الم) متأكّدا من "كسب" هكذا إنتخابات و 3- بما أنّ للجماهير "حقّ الثورة" ، حتى و لو أن الح الش الن (الم) وافق و إلتزم بالنتائج ، إن كانت النتائج "غير إيجابية" فإنّ الجماهير غير مغلولة الأيدى. من موقع الشيوعية العلمية ، هذه الحجج كافة خاطئة هي الأخرى.
15- الشكل الخاص لدكتاتورية البروليتاريا فى البلدان حيث الثورة تتطلّب مرحلتين هو الديمقراطية الجديدة المتبعة بالإشتراكية.
16- و بينما من الصحيح أنّ ميزان القوى العالمي العام بين الثورة و الرجعية راهنا لصالح الرجعية ، من العسير رؤية كيف إستطاع الح الش الن (الم) قول إن ذلك ينسحب أيضا على النيبال ذاتها، وهو فى نفس الوقت يتمسّك بموقف أن حرب الشعب فى مرحلة الهجوم الإستراتيجي مع أنّه لم يبذل أي جهد يذكر ليشرح بالملموس كيف أن ذلك كذلك.وفضلا عن ذلك ، هذا الموقف إحادي الجانب و يعمل كما لو أنّ ميزان القوى العام غير المناسب لا يتحرّك و دائم. هو لا يخفق فقط فى رؤية المظاهر الإيجابية للوضع العام ، بما فى ذلك الصعوبات الراهنة التى تشهدها الإمبريالية الأمريكية و التناقضات صلب الإمبرياليين و الرجعيين لكن أيضا لا يرى أي دور للثورة بقيادة شيوعية كعامل ديناميكي لتغيير العالم عمليا.
17- و يتعيّن أن نلاحظ هنا أنّ الح الش الن (الم) بذل بعض الجهد لإعادة صياغة مفهوم "الهجوم الإستراتيجي " فى حرب الشعب إلى نوع من الهجوم "السياسي" الهادف إلى الإنتخابات أو كتابة دستور جديد . و هذه المقاربة تخلط بين السياسة و الحرب و هما نوعان مختلفان من النشاط الإنساني وهي مثال نموذجي عن المنهج الإنتقائي الذى تبنوه.
18- مثلا، فى رسالته إلى الحزب الشيوعي الثوري، شدّد الح الش الن (الم) على أنّ: " من الواقع الجغرافي لبلادنا التى يقطنها فقط 25 مليون نسمة ، أنّها واقعة بين أمّتين عملاقتين هما الهند و الصين إذ لكلّ منهما أزيد من مليار ساكن. و يجرى تطوير القوّة العسكرية الصينية بهدف معارضة الإمبريالية. و الجيش الهندي معروف بأنه رابع قوّة عسكرية فى العالم. و من المصادر التى لدينا فى بلادنا و قوّة جيش التحرير الشعبي ، حتى و إن ضممنا إلى صفوفه كافة الشبان ، لا نستطيع أن نلحق الهزيمة بكلّ من الجيشين الجارين، ناهيك عن الجيش الإمبريالي الأمريكي، للدفاع عن سلامتنا الترابية من العدوان العسكري الأجنبي." (ص10)
19- و هذه الحجج تقوم على و ترتبط بتأكيد أنّ الثورة فى النيبال ينبغى أن تمرّ ب "مرحلة مناهضة للنظام الملكي". كان هذا يفترض جملة من الظروف غير المسبوقة تاريخيا تتطلّب "تطويرا خلاّقا" لنظرية الديمقراطية الجديدة. و بوجه خاص ، يشرح الحزب الشيوعي الثوري فى رسالة مارس 2008 بعمق لماذا يُعدّ هذا الموقف خاطئا.
20- فى تقرير اللجنة المركزية للح الش الن (الم) لنوفمبر 2005 ، ورد: " فى الظروف الملموسة اليوم لا يمكن لحزبنا أن يركّز قيادته للحركة إلاّ بالمضي قدما بصلابة و نشاط و مسؤولية فى مسألة تنظيم الحكومة الإنتقالية ،و إنتخاب مجلس تأسيسي وإرساء جمهورية ديمقراطية بإعادة تنظيم واسعة النطاق لسلطة الدولة و بقوّة النضال لتوحيد جميع القوى الجمهورية ضد النظام الملكي الأوتوقراطي الإقطاعي. و إثر سقوط النظام الملكي المهيمن على الدولة ، سيلعب هذا الشعار دورا كمخرج سياسي من منظور مستقبلى لحلّ سلمي للحرب الأهلية. و يعالج هذا الشعار بصفة سليمة طموح الشعب للتغيير و السلم لأن ذلك يمكن أن يفتح الباب لحلّ سياسي للحرب الأهلية ، و بالنتيجة يمكن أن ينهض بدور إيجابي للإعداد للإنتفاضة أيضا".
21- إضافة إلى ذلك ، إضطلع إتفاق ال12 نقطة الذى أبرمه الح الش الن (الم) فى نوفمبر 2005 مع تحالف الأحزاب السبعة ، بدور له دلالته فى إيجاد إستقطاب قوى أقلّ مناسبة للثورة. فإتفاق ال12 نقطة إتفاق سياسي بين الح الش الن (الم) و الأحزاب البرجوازية الرئيسية تطوّر لاحقا إلى إتفاق سلام شامل (نوفمبر 2006).
22- و بصفة خاصة ، عندما أعلن الح الش الن (الم) لأوّل مرّة الشروط التى إن تحقّقت يكون مستعدّا لإنهاء حرب الشعب ، إعتبرنا ذلك تطوّرا يدعو للتساؤل إلى حدّ بعيد. و بينما لم نكن موافقين على تقديم هكذا مقترحات ، إعتبرنا الشروط العملية المقترحة على أنّها غير قابلة للتحقّق فى الممارسة العملية و بالتالى إستهنّا جدّيا بالخطر الذى يهدّد الخطّ الإيديولوجي و السياسي الذى يمثّله مقترح من هذا القبيل. و هذا الخطّ ، كما جرى التعبير عنه فى الشروط المقترحة ل"تسوية" ، ينطوى على عنصر براغماتي كبير. لسخرية الأقدار ، بالعودة إلى الماضى ، يجب علينا أن نستخلص أن الإستهانة بالخطر الناجم عنه يعكس تأثير البراغماتية كذلك.
23- حتى لا نذكر أنّ الحركة الشيوعية ككلّ ما نشأت إلاّ بعد أن أنجز ماركس و إنجلز إختراقا تهما النظرية.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق