حصاد زراعة ديمقراطية جورش بوش شوز والقرد الاسود بر اك حسين اوباما في العراق هلهولة لحكومة مجرمي سلطة الاحتلال وبرلمان خرسان وطرشان وعميان الاحتلال ياخونة حرامية مصيركم سوف يكون مثل مصير اي عميل اميركي وانكليزي وايراني ومصير اي نظام دكتاتوري جاء بقطار اسيادهم الامبريالين الامريكان

IRAQI REVOLUTIONARY MAOIST ORGANIZATION - IRMO المنظمة الماوية الثورية العراقية - جبهة نجوم الحمراء




الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير

الكفاح المسلح الطريق الوحيد للتحرير







2011-02-11

الصين : من تحرير المرأة إلى إستعبادها( فصل من كتاب -الثورة الماوية فى الصين : حقائق و مكاسب و دروس-

شادي الشماوي

الصين : من تحرير المرأة إلى إستعبادها( فصل من كتاب "الثورة الماوية فى الصين : حقائق و مكاسب و دروس" لشادي الشماوي
1/ كسر سلاسل التقاليد جميعها
إليكم مقتطفات من حوار مع قائدة شيوعية ماوية زارت الصين الثورية فى 1971 ...
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
سؤال :
قلت فى مقالك "ليست النساء آلات تفريخ " إنك لما زرت الصين الثورية أثناء الثورة الثقافية فى 1971 :" كما لو أننا كنا على كوكب آخر . لم أفكر أبدا أننى أستطيع الشعور بأنى مختلفة للغاية كإمرأة و أنه سيكون من الممكن السير فى شوارع المدن مرفوعة الرأس ..." هلا توسعتى فى شرح ذلك .
جواب :
لقد فكرت فى تجربتى فى الصين بعد فترة طويلة و فى ما يتحدث عنه المعلقون البرجوازيون ...و ما يسمي "موت الشيوعية " . ما شاهدناه فى الصين الثورية كان على قمة جسر التاريخ ، كما لو أننا سافرنا عبر آلة عبور الأزمنة نحو المستقبل – لكن ليس بعض المستقبل الذى تصوره غلبية روايات الخيال العلمي حيث الناس هم ذاتهم ( الرجال مكتشفون و مقاتلون و مهيمنون على النساء هيمنة ذكورية ) و فقط ما يحيط بهم هو المختلف . أقصد مستقبل حيث الناس مختلفون و يصنعون مجتمعا مختلفا تماما .
فى صين 1971 ، بمجرد مضي أعلى موجات الثورة الثقافية ،شاهدنا عالما جديدا يبزغ . كثورية شاركت بنشاط فى حركة تحرير النساء ، كنت بصورة خاصة معدلة على وضع النساء و من أول تجربتنا مع المرأة الصينية تعلمت أن شيئا رائعا يحدث هناك . فقد إستقبلتنا نساء شابات حين نزلنا بمطار شنغاي و صدحنا بأغاني و عرضنا مشاهد مسرحية ثورية من نماذج الأوبيرا و المسرحيات الجديدة بينما كنا ننتظر عملية الربط بالطائرة مع بيكين . كانت الشابات ترتدى جاكيت و سراويل بسيطة و أحذية قطنية رقيقة و شعرهن فى ضفائر أو قصير ووجوههن زاهية دون أية أثر للماكياج .و كم كانت فخورات و واثقات من أنفسهن !
إن المطار عينه كان مختلفا أيما إختلاف عن مطارات باكستان و مصر التى توقفنا بها فى طريقنا و عن ما رأيناه فى هونكونغ فى طريق عودتنا بعد ستة أسابيع ، إذ كانت مطارات الباكستان و مصر مليئة بالمتسولين و باعة اللعب و الحلي المزيفة و لم نر شيئا من هذا فى الصين .
دعونى أقول لكم إن التواجد فى الصين لمدة ستة أسابيع ،بما فى ذلك فى شنغاي ، إحدى أكبر مدن العالم ، و عدم التعرض للهرسلة أو التحرش و لو مرة واحدة من أية رجل كان أمرا لا يصدق تقريبا . لم نر أية نساء تعرض كأغراض جنسية فى الإشهار و فى الإعلانات و فى المجلات و فى أكشاك الجرائد و فى الشوارع . و يا لها من راحة هائلة أن يتم التخلص من عبء توتر اليقضة الذى على المرأة أن تحافظ عليه فى بلادنا – يقضة ضد العناية غير المرغوب فيها و التعليقات غير المرحب بها و الهجومات الجسدية . نحن نساء كان بإمكاننا أن نقيم إتصالا بالعيون مع الرجال و كذلك مع النساء فى الشوارع و أن نبتسم و نهز رأسنا للمارة دون أن نفكر فى أن ذلك سيأوّل على أنه "هيا بنا " . و أنا أتحدث حتى عن السير على القديمن ليلا فى شوارع شنغاي . و أحببت تخطى الخوف مما ألبس . و فى أول جولة تسوق فى مغازة مقاطعة صينية ، إشترينا جميعا سترا و أحذية صينية لبسناها أثناء ما تبقى من السفرة .
لقد شاهدنا نساءا تعمل إلى جانب الرجال فى الصناعة الثقيلة و على أرصفة المواني و فى وحدات الجيش و الجامعات و الريف . و كانت القادة النساء تستقبلنا معا مع الرجال حيث قصدنا . بعدُ كان عدد النساء أقل من عدد الرجال فى أغلب المجموعات القيادية التى لقيناها ، رغم أن الثوريين الحقيقيين كانوا يخوضون معركة لتشجيع القيادات النسائية . و كان المسرح يعج بالمسرحيات الجديدة الإحداث التى كانت تظهر النساء شخصيات محورية – قادة سياسيات و عسكريات و ليس "أغراض حب " و صور جنسية أو نساء أرستقراطيات . و قد تحدثنا إلى عديد النساء و العديد منهن ذكرت لنا الشعارات الشعبية آنذاك التى نشرها الرئيس ماو : " النساء نصف السماء" و " تغيرت الأزمان . كل ما يمكن للرفاق الذكور إنجازه ، بإمكان الرفيقات النساء إنجازه كذلك". و فى الوقت عينه كانت النساء تسارع إلى للإضافة أنه يبقى الكثير بعد للإنجاز فما تزال هنالك أفكار و عادات رجعية ينبغى تجاوزها إذا ما كانت النساء ترجو التحرر التام . لكن بالنسبة لنا ، و نحن كنا مغمورات بمعارك الستينات، كان يبدو أنها طرقا جديدة بإتجاه المستقبل الذى حلمنا به .
عندما عدت ، قرأت كتابا عنوانه "الحياة اليومية فى الصين الثورية " لماريا أنطونياتا ماتشيوتشى أين تقدم مقتطفا من كلام إمرأة شابة : بعدُ هنالك ثورة للإنجاز داخل العائلة . علينا أن ننقد العائلة من وجهة نظر ثورية ،بالإعتماد على تحطيم المفاهيم الخمسة القديمة و تعويضها بمفاهيم خمسة جديدة : 1)تحطيم مفهوم عدم فائدة النساء و تعويضه بفكرة أن النساء يجب أن تكسب دون خوف نصف السماء ، 2) تحطيم الأخلاق الإقطاعية للمرأة المضطهَدة و الأم الجيدة و إحلال المثل الأعلى للبروليتاريين الثوريين محلها ، 3) تحطيم عقلية التبعية للرجال و الإرتباط بهم و إحلال التصميم الصارم على التحرر محلها .
4) تحطيم المفاهيم البرجوازية و تعويضها بالمفاهيم البروليتارية و 5) تحطيم المفهوم الضيق للعائلة ذات المصلحة الضيقة و إحلال المفهوم البروليتاري المفتوح للوطن و العالم فى العائلة محله ".
هذه المبادئ الخمسة عادة ما ذكرتها الصحافة الصينية و صارت مرجعا للنساء اللاتي تحدثت معهن .إن الشعب الذى كان يريد تغييرا حقيقيا كان يستعمل هذه المبادئ المرشدة لتحديد مقاييس كافة المجتمع .
أخذ الصينيون يعملون على تحرير النساء من جميع الجوانب . و كان للعمل خارج البيت دور محوري للغاية بالنسبة لكافة السيرورة التحررية . قبل كل شيئ ، يسمح للمرأة أن تغدو مستقلة إقتصاديا عن الرجال . فضلا عن ذلك ،فإن العمل خارج البيت فى شغل مفيد إجتماعيا يعطى النساء نظرة واسعة عن العالم و المجتمع أفضل من نظرة المرأة التى تظل ببساطة فى حدود الأربعة جدران و تعتنى فقط بزوجها و عائلتها و يطور كذلك التعاون فى صفوف النساء العاملات معا لإبداع شيئ و صنع الأحداث .و يطور شعورا جماعيا لا يحصل عليه الناس فى عائلاتهم الفردية و فى منازلهم الخاصة . إنه يعزز الموقف العام للنساء فى المجتمع كأعضاء لهم قيمة و منتجون و ينمى إستقلال النساء الإجتماعي و الإقتصادي . كل هذه الأشياء ضرورية للسيرورة الشاملة لتحرير النساء .
سؤال :
لكن فيما يختلف هذا عن الوضع فى الولايات المتحدة الأمريكية أين تعمل بعدُ عديد النساء خارج المنزل – و العديد ليس بإختيارهن و إنما لإعالة أنفسهن و عائلاتهن ؟
جواب :
يختلف قبل كل شيئ فى أن طبيعة السيرورة العامة للعمل مغايرة فى ظل الإشتراكية . فى الصين كان من النادر نسبيا أن تعمل النساء فى المصانع و المغازات و ما إلى ذلك لأن الصين كانت بلدا أقل تصنيعا و تطورا بكثير من الولايات المتحدة الأمريكية ...بيد أنه هناك غدى العمل ، كما سيكون فى أي ولايات متحدة إشتراكية مستقبلا ، مختلفا للغاية عن العمل فى الولايات المتحدة الرأسمالية . فى ظل الإشتراكية يظل العمال بعدُ يتلقون أجرا حسب عملهم بينما فى ظل الشيوعية سيعمل الرجال و النساء بحرية لتوفير ما هو ضروري للحياة و لجعل الحياة أكثر إمتاعا و ستتلقون بالمقابل ما يحتاجونه للحياة . الإشتراكية مرحلة إنتقالية بين الماضي الرأسمالي و المستقبل الشيوعي و تتميز بجهود واعية للقضاء على اللامساواة و الأفكار القديمة و تفرز علاقات إقتصادية و إجتماعية جديدة .
فى الولايات المتحدة اليوم ، العمل خارج المنزل عبء مزدوج بالنسبة للنساء لأن العمل خارج المنزل غير مرض البتة و مرهق للغاية و لا تتلقى النساء أجرا كبيرا فى المقابل و بالتالي تعود للمنزل و عليها أن تبذل جهدا إضافيا فى القيام بشؤون المنزل و تطبخ الوجبات و تعتنى بالأطفال . زيادة على ذلك، لما تعمل خارج المنزل ، غالبا ما تتعرض لمشكل آخر هو الهرسلة الجنسية فقط لأنها مرأة و ذلك فى طريقها للعمل و كذلك فى مكان العمل نفسه . لذا نتحدث عن تحويل السيرورة الشاملة للعمل – بالنسبة لكل من النساء و الرجال – فى ظل الإشتراكية -. قبل كل شيئ يصبح العمل جزءا من القيام بالثورة عبر العالم .فقد سمعت عديد الصينيين يقولون : " أقوم بهذا من أجل الثورة العالمية ". لأن البروليتاريا تتحكم فعلا فى المجتمع إعتبر الناس أن عملهم يساهم ليس فحسب فى رفاههم الذاتي أو العائلي أو حتى رفاه الصين و إنما يساهم فى تعزيز التقدم الثوري عالميا أيضا .
نتحدث كذلك عن العمل بما هو جزء من تغيير العلاقات بين الناس . فى المصانع ،مثلا ، لا يوجد وضع حيث تقوم الأغلبية بذات العمل المضني يوميا و قلة قليلة من المراقبين يتنقلون مسجلين أسماء الذين لم يعملوا بسرعة كافية أو الذين كانوا يتحدثون أثناء العمل . لقد كان العمال يراقبون أنفسهم و يراقب بعضهم البعض و إتخذت خطوات حقيقية للإطاحة بتقسيم العمل بين العمل الفكري و العمل اليدوي وهو أحد اكبر التقسيمات فى المجتمع التى ينبغى أن يجري تخطيها خلال المرحلة الإشتراكية .لذا تشكلت لجان عمالية تقوم بتحديثات تقنية تهتم بجزء من المشاكل التى تظهر و تعالجها . و العمال االأفراد يشجعون للمشاركة فى السيرورة و كذلك فى نقد القادة فى المعمل أو المصنع أو فى المؤسسة . و ساد حقا شعور بأن الناس يعملون معا ،مستعملين المعرفة التى تنشأ فى ذلك المعمل أو المصنع . و بذلك يساهمون فى معالجة مشاكل الصين ككل و يخولون للصين عندئذ أن تساهم أكثر فى الثورة العالمية .

و كانوا يدرسون بإستمرار ليرفعوا من وعيهم و فهمهم السياسيين . شكل عمال فى مصنع نسيج ضخم زرناه فى شنغاي فى ظل قيادة الثوريين خلايا دراسة شملت آلاف العمال . و درسوا مؤلفات ماركسية عظيمة مثل "ضد دوهرينغ " لإنجلز و " المادية و مذهب النقد التجريبي " للينين . كما درؤس العمال بشغف الماركسية-اللينينية كي يفهموا على نحو أفضل ما كان يجب عليهم فعله لمواصلة الثورة و المساهمة فى السيرورة الثورية عبر العالم بأسره . و هذا مثال جيد عن نوع الدوافع التى كانت تحث الناس – و ليس المال فى جيبك أو دافع إعمل لتكون الأول- بل دافع يستند إلى الوعي السياسي بالإسهام بأكبر قدر ممكن فى الثورة . و كما رأينا ، حرر هذا الدافع مبادرة الجماهير لتبدع ألوانا من الأشياء الجميلة لتغيير العالم .
و هذا كله لم يحدث عفويا أو بضربة سحرية .فقيادة الحزب إتخذت موقفا نقديا من أجل تحرير هذا النوع من المبادرة . فالقيادة فى المصانع مثلا كانت تمارس بمزج الفريق التقني / الإداري و العمال أنفسهم و كوادر الحزب . هذا النمط من المزج المسمى " ثلاثة فى واحد " تكرس بشكل واسع فى المجتمع . و أهم من ذلك حتى إنه التوجه الشامل للمجتمع الذى سمح لهذه الأنواع من التغييرات أن تحدث . و أمكن لها أن تحدث فقط بالإعتماد على طليعة قوية مصممة على المضي قدما بإتجاه الشيوعية .
سؤال :
هل يمكنك الحديث قليلا عن العلاقات بين الزوج و الزوجة ؟ أحد القيود التى تشد إلى الخلف ليس الفلاحين الصينيين فحسب بل أيضا الشعب الصيني هو السلطة الأبوية .
جواب :
لقد تحدث ماو قبل الثورة عن " السلاسل الأربعة الكبرى " التى تقيد الشعب الصيني و على الأخص الفلاحين . و هذه السلاسل هي السلط السياسية و العشائرية و الدينية و الذكورية و أول مهمة من مهام الشيوعيين كانت تحرير الشعب لكسر هذه السلاسل.
فى كل مرحلة من حياتها كانت المرأة تابعة لرجل ما . "الطاعات الثلاث" كانت تحكم حياتها : طاعة الأب عند الصغر و طاعة الزوج عند الزواج و طاعة الإبن الأكبر سنا عندما تصبح أرملة . و السلطة الوحيدة التى كانت تتمتع بها هي سلطتها على زوجة إبنها ،طبعا ، فى ظل السلطة الأبوية الشاملة للعناية بشؤون المنزل . و كان الزواج مدبرا و كان تزويج البنات يتم و هن جد صغيرات السن لتمسي بمثابة عبيد لأزواجهن و أقارب الزوج.
بعض النساء قاتلت بضراوة و أخذت بالقوة إلى منزل الزوجية . و هنالك أمثلة كثيرة عن نساء شابات رفضت الإستمرار فى زواجهن و إنتحرت بعضهن و هن فى طريق الإحتفالات . فى 1919 ، فى خضم المسيرات الثورية الشبابية الجماهيرية ، ألهم إنتحار إمرأة شابة ، اللآنسة تشاوو ، إحتجاجات ضد الزواج المفروض فرضا . و كتب ماو تسى تونغ حول إنتحارها و حمّل المجتمع مسؤولية ذلك الإنتحار . و قد رفض هو نفسه الزواج من إمرأة إختارها له والداه .
و لم تكن لعديد البنات حتى فرصة أن تترعرع و بما أن الذكور يفضلون على الإناث فإن البنات المولودة كانت تساوى عادة فما آخر يلتهم الأكل و فلاحين كثر لم يكن لديهم ما يكفى لسد رمق أفراد العائلة .و كان يتم غغراق الصبيات أو توضع على أرصفة الطرقات اتتعرض للجوع أو ليأخذها أحد المارة .و اليوم ، مع العلاقات الرأسمالية و الهيمنة الذكورية اللذان أعيد تركيزهما فى الصين ن إنتشرت من جديد الظاهرة الفظيعة لوءد البنات .
و كانت البنات تباع للملاكين العقاريين أو تفتك بالقوة من قبل كلابهم المستأجرة لخلاص ديون أولياءهم . و فى المدن تباع إلى بيت دعارة . و يختطف الملاكون العقاريون البنات و النساء كما يحلو لهم و يغتصبونهن .
عندما أتحدث عن السلطة الأبوية ، تبدو أحيانا بعيدة نوعا ما أو أكاديمية . غير أنها كانت تعنى الإخضاع الأعنف و الرذيل للنساء اللاتى تعيشه منذ ولادتهن . أحد الأمثلة الشعبية من ذلك الزمن بالنسبة للرجال كان "إمرأة متزوجة تشبه حمارا إشتريته ، سأقودها و أجلدها كما أريد ".
سؤال :
هل من شرح لكيفية تغيير ذلك الوضع .
جواب :
عالج الشيوعيون منذ البداية مسألة تحرير المرأة . ففى المناطق المحررة ، فى الحال ألغي الحزب الشيوعي ربط الأرجل و الزواج المدبر و إساءة معاملة النساء . لكن هذه القوانين لم تكن لتعني الشيئ الكثير دون تعبئة النساء بالذات . و قد شجع الشيوعيون و عاضدوا بناء تنظيمات نسائية كانت فى البداية تجتذب إليها بعض النساء الأجرء و الأكثر ثقة بالنفس و إستقلالا فى القرية . و هذه النساء تاليا تبحث فى الأوضاع العائلية أين كانت تساء معاملة النساء . تقول لمن تتعرض لسوء المعاملة أن الزمن تغير الآن و أن مثل إساءة المعاملة هذه لم يكن مسموحا بها و تسعى إلى كسبها لحضور إجتماع و الحديث على الملإ ضد ما حدث لها . ثم تنظم إجتماعات لكافة النساء فى القرية و تستقدم زوج المرأة أو الصهر ليجيب عن الإتهامات الموجهة له . و إذا لم يأت أمام الجمعية النسائية ،كانت هذه الأخيرة تجلبه جلبا و تحضره عنوة . كلا من جاك بلدان ووليام هلتن رويا ذلك فى كتابهما بشأن الأيام الأولى للثورة الصينية , و كانت النساء تدفع الرجل إلى الحضور و تواجهه بممارسته و إساءته المعاملة و تعلمه أن هذا النوع من الأشياء ينبغى أن يتوقف و أن المجتمع الجديد لا يسمح بمعاملة النساء على ذلك النحو . و أذهل ذلك بعض الرجال إلى درجة أنهم وافقوا على الإلتزام بما قالته النساء . و سخر رجال آخرون من النساء و بصقوا عليهن و قالوا :" بأي حق تأمروننى أنتن النساء الغبيات بما أفعل ؟ " فى هذه الحال كانت النساء تمارس شيئا من السلطة البروليتارية فيذيقونه الأمريين إلى أن يتوسل الرجل العفو و يعد بوضع حد لمعاملة زوجته على ذلك النحو . و يعود بعض الرجال ‘لى منازلهم و يخجلون حقا من معاملة نساءهم على تلك الشاكلة أو يصبحون يخشون للغاية غضب النساء أو ربما حدث كلا الأمران معا بحيث يتغيرون . و بالنسبة للآخرين ،تطلب الأمر لقاءات متكررة مع منظمات النساء . و مثلما تتصورون حين أخذ هذا فى الحدوث ، لم يؤثر فقط على إمرأة واحدة أو عائلة واحدة فالأخبار تنتقل زو قد كان ذلك محور صراع كبير و نهوض كبير و فوضى كبيرة فى العائلات و فى التجمعات السكانية . هنا تتصرف النساء بطرق مطلقا غير مسبوقة و لم تخطر على البال لمئات السنين فى الصين . عبلر مثل هذه التجمعات ل"التحدث عن المرارة" غدت النساء الصينيات تدرك أنه لم يكن "مصير"ها الفردي أن تعيش مثل هذه الإساءة فى المعاملة و بهذا تحررت النساء فعلا . كانت بعضهن خائفات فى البداية و لم تود التصريح بمكنوناتها أو لم تود أن تتورط لكن المرور عبر هذه السيرورة ، سيرورة كل من النقاش و الصراع المترويين مع الناس و كذلك ممارسة السلطة البروليتارية إذا أردتم تسميتها هكذا ، جعلا النساء تشرع فى رفع رؤوسهن و ترفض القبول بما إضطرت لإحتماله فى المنزل لسنوات عدة . و طفقت أيضا تنظر إلى أن طريق تقدم نساء الصين هو الطريق الشيوعي .
حينما كان الجيش الأحمر للعمال و الفلاحين يمر عبر منطقة ، كان الناس فى البداية ، يشكّون – آه ، إنه لن يفعل شيئا اتغيير وضع الفلاحين ، لقد رأينا ما تفعله الجيوش قبلا : النهب و السلب و ملء الجيوب إلا أنه مع أخذ العلاقات الجوهرية فى التغيير و رؤية الناس حياتهم الخاصة تتبدل بفضل هذا الجيش و قيادة الحزب الشيوعي الذى يمثله ، عندئذ يصبحون من أشد مناصري الثورة و كانت النساء ضمن الأشد مناصرة للثورة .
سؤال :
أعتقد أن الجملة المتداولة لدى الفلاحين هي : لقد تبادلت السماء و الأرض المواقع .
جواب :
هذا صحيح و بالمناسبة ، أحد الأشياء التى قامت بها هذه النساء هو الذهاب و الصراع مع الرجال ليلتحقوا بالجيش الأحمر . و عدد من النساء كذلك إلتحقت بوحدات المليشيا التى كانت جزءا لا يتجزأ من الثورة الصينية .و حدث أمر آخر فى الحال هو أن المساواة القانونية كانت مضمونة بما فى ذلك ضمان حق المرأة فى الملكية الخاصة وهو ما لم يكن مسموحا به فى السابق . عندما إفتكت الثورة السلطة عبر البلاد بأسرها فى 1949 ، جرى تغيير القوانين لتمتيع النساء بالمساواة مع الرجال على جميع المستويات .
و صدر قانون زواج جديد جاعلا من الطلاق إمكانية تلجأ إليها المرأة عند الحاجة . فى السابق كان من اليسير على الرجال طلاق النساء و لكن كان من العسير على النساء طلاق الرجال.غير أنه دون الإستنهاض الحقيقي للشعب ،لا سيما النساء من الأسفل ، لم تكن هذه القوانين لتعني الكثير . إصدار هذه القوانين كان فقط خطوة أولى فى سيرورة تحرير المرأة . ما قاله ماو فى حوار فى منتهى الأهمية هنا : " بالطبع ، كان من الضروري تمتيع المرأة بالمساواة القانونية بداية . لكن إنطلاقا من ثمة يبقى كل شيئ للإنجاز . فالأفكار و الثقافة و التقاليد التى أدت بالصين إلى حيث ألفيناها ينبغى أن يطاح بها و الأفكار و التقاليد و الثقافة البروليتارية الصينية التى لا توجد بعدً ينبغى أن تبرز . المرأة الصينية لا توجد بعدُ ضمن الجماهير إلا أنها تبدأ فى فرض وجودها و بالتالى ليس تحرير المرأة صناعة آلات غسيل ."
للعودة إلى مسألة التغييرات فى العائلة ، إشتغل الصينيون على الأشياء من جانب القاعدة المادية للتغييرات – عمل النساء و خارج المنزل – و كذلك من الجانب الإيديولوجي و الثقافي و التعليمي إلخ .مثلا ، تحدثنا إلى عمال فى مصنع إصلاح قاطرات بننكو مصنع خارج بيكين حيث بلغ العمال مستوى عال من الوعي السياسي فى مجرى النضال أثناء الثورة الثقافية .لقد صرحت لنا عاملة: " فى الماضى ، كان الرجال و النساء سياسيا متساويان ،بيد انهم لم يكونوا كذلك إقتصاديا . لم تكن النساء تشتغل . فكان الرجل يعود على المنزل و يمسى غير راض إذا صرخ الأطفال أو إذا لم يكن الطعام لذيذا . و الآن يعود الرجل و المرأة معا إلى المنزل و عليهما أن يعتنيا معا بالمنزل. "


سؤال :
أجدنى أتذكر و أنت تتحدثين أننى عملت فى مصنع هنا يشتغل فيه النساء و الرجال جنبا إلى جنب و يعودون للمنزل ليلا بيد أن المرأة تمضى وقتها بالفعل فى إعداد العشاء الجماعي اللذيذ بينما يحتسى الزوج جعة باردة و ينام قبالة التلفاز . و عليه عليك أن تتوسعى أكثر فى المسألة .
جواب :
حسنا ، ينبغى النظر إلى المسألة من عدة أوجه ، و بالخصوص البنية الفوقية ،عبر التربية و الثقافة و المعركة الشاملة ضد الأفكار القديمة و التقليدية حول أدوار الرجال و النساء . و كان هذا مظهرا هاما من مظاهر الأعمال الثقافية الجديدة التى شاهدناها فى الصين
لأول مرة فى التاريخ فى مثل هذه الطريق الكبرى ، كان العمال و الفلاحون هم الشخصيات القيادية على المسرح . كانوا يناضلون من أجل تغيير أنفسهم و تغيير المجتمع ،خائضين معارك شرسة مع العدو الطبقي . ثمة روايات عن الثورة الصينية و كذلك عن معارك تغيير الأشياء آنذاك ، خلال الثورة الثقافية . و لعل الأكثر لفتا للنظر هو أن فى كل إنتاج من هذه الإنتاجات الثقافية هنالك شخصية نسائية قيادية قوية ، عادة الشخصية الرئيسية القيادية . هذه المرأة هي قائدة حزبية محلية أو قائدة مليشيا أو فلاحة عادية تصير قائدة . قد يكون القراء مطلعين على بعض هذه الأعمال الفنية . و إذا لم يكونوا مطلعين فعليهم بالتأكيد بمشاهدة أشرطة فيديو "فيلق النساء الحمر" و "الفتاة ذات الشعر الأبيض ". لقد شاهدنا بعض الأعمال الفنية التى عرضت شعبيا فى الغرب حينذاك ،على غرار باليه "فيلق النساء الحمر" .
و بعض الأعمال الفنية التى شاهدنا فى هذه "التربصات الأولية " ذهبت حتى أبعد من السابقة فى ما يتصل بالمعالجة المباشرة لمسألة قيادة المرأة و سلطتها . فمثلا فى عمل من الأ8عمال ، "جبال آزالايا" نجد مشهدا خلاله كا الفلاحون الذكور مضطرين لإتباع قيادة إمرأة , فلاح آخر إكتشف لاحقا أنه يعمل لصالح اليمينيين إستغل الوضع و قال "من أنتم ؟ كنتم أقوياء و مستقلين و الآن تستمعون إلى إمرأة ؟ " و هكذا يمكنكم رؤية أنه حتى فى 1971 حين كنا هناك ، ظل الصراع حول دور النساء جزءا أساسيا من معركة التغيير الشامل للصين .
الأهمية الأساسية لهذه الأعمال هي أنها تقدم و تنشر وجهة نظر شاملة جديدة للإنسانية و دور الناس فى المجتمع وهي ذات قيمة فنية عالية . فنزلت بردا و سلاما على قلوب الجماهير الشعبية التى أحبتها . و رأينا الفرق المسرحية الهواة تعرضها عبر البلاد . "فيلق النساء الحمر " ، مثلا ،عرضت "فيلق النساء الحمر " ،باليه و كذلك أوبيرا ن فى المعاهد من قبل فرق شبابية و من قبل أعضاء الكمونات إثر العمل فى الحقول . لقد برز إنفجار حقيقي للإبداع الثقافي و الطاقة الشعبيين . و لم يكن ذلك فى المسرح فحسب . ففى الريف ، كان الفلاحون يعتبرون فى السابق غير مثقفين و لا ينبغى بالتالي أن يحملوا فرشاة رسم فنى بأيديهم . لكن فى الصين الثورية رأينا فلاحين لا يمسكون فرشاة رسم فني بأيديهم فحسب و غنما رأيناهم يبدعون أعمالا فنية جلبت إهتمام العالم برمته آنذاك . و قد تمكننا من مشاهدة عديد الأعمال الثورية الجديدة التى كانت تبدع و التى قادت إبداعها تشانغ تشنغ (++) .
و لم يقع فقط تصوير المعركة حول دور المرأة فى هذه الأشكال من التعبير الفني و إنما كان إبداعها منذ البداية معركة . لم يكن الأمر يعنى أن تشانغ تشنغ كانت تأتي لتعمل مع الفرقة و تعد معهم العمل ثم يعرضونه لكن وجدت معارضة و صراعا شرسين لتغيير أشكال التعبير الفنثية التقليدية – مثل أوبيرا بيكين التى عاشت لمئات السنين – و ذلك لأجل نشر أفكار المجتمع الجديد و قيمه و أهدافه ،و من هنا المساهمة فى دفع عجلة الثورة إلى الأمام .
إعتمادا على بحث أجرته تشانغ تشنغ متنقلة عبر البلاد و مشاهدة ما كان يعرض فى مسارح الصين ، علق ماو أنه إذا لم يجرى تغييرها فإن وزارة الثقافة يجب أن تدعى وزارة الموهبة و الجمال أو وزارة المومياءات الغربية . و كان هذا فى حد ذاته مذهلا خاصة أنه أتى بعد سنوات من الثورة .إن المعركة ضد الأفكار القديمة و الطرق القديمة فى صنع الأشياء و ضد فكرة أن بعض الأشكال الفنية لا يمكن المساس بها و ضد أنه لا يمكن فعلا مسرحة الصين الجديدة ، كانت معركة شرسة للغاية . و قد نهضت تشانغ تشنغ بدور محوري ليس فى البحث فحسب بل أيضا فى قيادة الصراع لتغيير الأوضاع . و قد لاقت معارضة شرسة بالضبط من أولئك الذين إغتصبوا السلطة إثر وفاة ماو و سجنوها هي و رفاقها الثوريين .
نلمس إذا أن ثمة علاقة حقيقية بين ما يصوّر على المسرح و ما يجرى فى المجتمع . مشاهدة نساء قويات على الركح و مشاهدة "فيلق النساء الحمر " حيث ترقص النساء و البنادق بأيديهن كان لها تأثيرها على النساء الشابات اللاتي شكلت فرق البنات الحديدية ،مثلا . لا أعتقد حقا انه كان بالإمكان الحصول على تغييرات على غرار مصانع نساء المنازل و فى العائلات إذا لم تكن لديك هذه الصور و المعارك ف5ى البنية الفوقية بصدد الدور الذى على النساء أن تضطلع به . لقد حررت النساء بفضل كل هذا – بالضبط تحررت فى الأيام الأولى للثورة عبر "الحديث عن المرارة " – لكسر الحدود التقليدية حتى أكثر و النهوض بأدوار قيادية فى تثوير المجتمع برمته .
---------------------------------
ملاحظة : تشانغ تشنغ قائدة ثورية صينية عظيمة . تزوجت ماو و لعبت دورا حيويا فى الستينات و السبعينات فى الثورة الثقافية و فى المعركة الكبرى الأخيرة ضد دنك سياو بينغ . وقع أيقافها و سجنها بعد وفاة ماو فى 1976 و الإنقلاب التحريفي البرجوازي و بعد أربع سنوات ،تحدت بجرأة جلاديها أثناء محاكمتها فزلزلت العالم زلزلة . توفيت فى السجن فى ماي 1991 فى ظروف تبعث على الريبة .

أيام الثورة كان الشعب ينظر للأشياء بطريقة مغايرة
2/ كيف حررت العناية الجماعية بالأطفال النساء فى الصين الماوية
حين تجتمع النساء و تناقش مشاكلها ،الحيز الكبيرمن الحديث يحتله العمل المنزلي و العناية بالأطفال . على النحو الذى عليه تقسيم العمل فى المجتمع ، تقوم النساء غالبا بالأعمال المنزلية و تتولى المسؤولية الأساسية فى رعاية الأطفال . و مثلما تشعر عديد النساء العاملات فى قرارة أنفسهن بالتعب، هذا يعنى "عملان ": العمل طوال اليوم ثم العودة إلى المنزل للعناية بالأطفال و إنجاز الأشغال المنزلية .
إن هذا التقسيم الإجتماعي للعمل يضطهد المرأة إذ يبقى عديد النساء منعزلات فى المنزل حيث الشؤون المنزلية و العناية بالأطفال تبلد الذهن و ترهق الجسد و يضع تحديدات جمة أمام قدرة النساء على التصرف فى حياتهن و على مدى غمكانية مشاركتهن فى النضال الثوري . المراة عليها أن تمضى حياتها جزءا كبيرا من حياتها فى تنشأة الأطفال و العناية بهم ليست إمرأة حرة فى مساهمتها فى المجتمع . و طالما لم يقع التخلص من تقسيم العمل الإضطهادي هذا ، لا يمكن تحرير المراة .
مسألة " من يعتنى بالأطفال" مسألة كبرى فى علاقة الرجل و المرأة . ينتهى عدد كبير من النساء إلى خوض صراع لا هوادة فيه ضد الرجال ليقوم الأخيرين بمزيد الأعمال المنزلية و العناية بالأطفال . و النساء عبر العالم برمته تحاول أن تجد مخرجا من هذه الوضعية . و تجد النساء الفقيرات تكلفة العناية بالأطفال لا تستحق حتى القيام بعمل ذى أجر أدنى –هذا إذا ما عثرت على عمل . و تضطر نساء شابات للتعويل على أمهاتهن للعناية بأطفالهن . و تستخدم نساء الطبقة المتوسطة معينات منزلية تكون عادة مهاجرات مضطرات للعمل بأجور زهيدة و دون فوائد . و بصورة متصاعدة نستمع إلى أن المرأة و إن كان عملها عملا هاما عليها أن "تكون أمّا أولا " . هذا الوضع برمته يذهب العقل حقيقة .
إن هذا التقسيم الإضطهادي للعمل بين الرجال و النساء قضية تاريخية عالمية . ففى المجتمع الرأسمالي حياة العائلة فردية . و ملايين النساء ، فى ملايين العائلات النووية ، تعود للمنزل كل ليلة و تواجه ذات الأعمال الروتينية من التسوق إلى الطبخ إلى التنظيف و الغسيل ووضع الأطفال فى فراشهم . و ملايين النساء مرهقات بما أن طاقتهن ووقتهن ينفقان فى القيام لوحدهن بمهام يمكن ان تنظم بطريقة جماعية ، إشتراكية .
هذا هدر ضخم للطاقات الإنسانية . و بالنسبة للبروليتاريا هذه قضية كبرى عبر العالم بأسره .لأنه طالما وجد هذا الوضع لا يمكن لنصف البشرية أن يساهم بالتمام فى تطوير المجتمع لهذا نقول " لنحررغضب النساء كقوة جبارة للثورة " .
كل هذا ينبغى ان يجعلنا نتساءل : ألا توجد طريقة لتنظيم المجتمع بأسره على نحو مغاير بغاية التعاطي مع هذا المشكل ؟ نعم ،ثمة طريقة ! فى الصين الثورية ، قاد ماو تسى تونغ الشعب فى تشكيل جيش أحمر و فى إفتكاك السلطة فى 1949 و المضي فىتشييد مجتمع إشتراكي جديد لأكثر من 25 سنة . لقد فهمماو أن على الثورة أن تحرر المرأة من المهام اليومية للعمل المنزلي و العناية بالأطفال . و إن لم تفعل ذلك فإن نصف المجتمع سيقصى من النهوض بدور تام و متساوى فى بناء مجتمع إشتراكي جديد ،خال من الإضطهاد . و بهذه النظرة الماوية لقيت جماهير الصين حلا حقيقيا لمشكلة رعاية الأطفال.
و اليوم يدعو حكام ( و رجعيون آخرون ) الناس "للعودة إلى القيم العائلية التقليدية " إلا أنه فى الصين الثورية ، كان على النساء أن تقف ضد كافة "القيم العائلية التقليدية " التى وضعت النساء فى مرتبة دونية لآلاف السنين . و هذه الرواية لكيفية معالجة الصين الثورية الماوية لمشكل رعاية الأطفال مفيدة لجميع الذين يناضلون اليوم من أجل إحداث تغيير راديكالي ثوري . و ذلك لأنها تبين كيف أن الشعب حين تخلص من النظام القائم و إفتك السلطة السياسية الحقيقية ،أمكن أن يعالج المشاكل التى لا يمكن معالجتها أبدا فى ظل الرأسمالية. و يبين كذلك كيف أن الثورة الماوية فقط قادرة على تحرير النساء .
-----------------------------------------------------------------------------------
فى الصين القديمة ، كانت الفلسفة القديمة لكنفيشيوس تتحكم فى حياة الناس و كانت التقاليد تساهم بجزء كبير فى إضطهاد النساء . فكانت النساء تعتبر فى مرتبة دونية على الأصعدة كافة .و كان الدور الوحيد للمرأة هو خدمة زوجها و إنجاب عديد الأبناء .
من البداية الأولى ، جعل ماو المرأة جزءا لا يتجزأ من الثورة .و فى المناطق التى حررها الجيش الأحمر قبل 1949 أقيم نضال عظيم ضد العادات الإقطاعية التى كانت تشد النساء إلى الأسفل . وإلتحق عديد النساء من الريف و المدن بصفوف الثورة .
إثر إصدار قوانين 1949 ، تمتعت النساء بحقوق متساوية فى ملكية الأرض و العمل و فى المساهمة فى تسيير المجتمع و التحكم فيه . إلا أن التفكير المتخلف و المعادي للمرأة كان منتشرا عبر المجتمع الصيني . و لم يحدث دفع النساء إلى الأمام لتنهض بدور تام و متساوى فى بناء الإشتراكية بسهولة أو بدفعة واحدة .
لقد شدد الحزب الشيوعي على أهمية أن "تخرج النساء من المنزل " و تشارك فى الحياة الإقتصادية و السياسية للمجتمع . بيد أنه وجدت مقاومة شديدة لهذا التوجه الثوري من رجال و كذلك من أفراد العائلة الآخرين مثل الحماواة المتوقعات من زوجات أبناءهم القيام بجميع العمل المنزلي و العناية بالأطفال . و شكل هذا عائقا أمام المضي بالثورة إلى الأمام .
فى الريف أين يعيش غالبية الشعب الصيني و فى المدن أنشِأت تنظيمات نسوية عاضدت النساء فى نضالهن ضد الأزواج و الآباء و الحماواة الذين كانوا يودون المحافظة على العلاقات العائلية الإضطهادية . فمثلا ، عندما كان الزوج يرفض العناية بالأطفال و لا يسمح لزوجته بالحصول على شغل أو بالذهاب إلى إجتماع سياسي ، كانت المنظمات النسائية تنظم وفدا يتوجه له و يناقشه ليغير طريقة معاملته للنساء . و إذا أرادت إمرأة الخروج ليلا لحضور إجتماع سياسي ،يطلب من الزوج أن يرعى الأطفال . أن تذهب إمرأة لإجتماع سياسي و يبقى زوجها يرعى الأطفال شيئ لم يسبق له مثيل فى الصين القديمة .
ومثّل تحمل الرجال مسؤولية أكبر فى رعاية الأطفال تقدما حقيقيا .إلا أن مشكلرعاية الأطفال لم يستطع معالجته طالما كان فقط مسألة إقتسام هذه المهمة بين الرجل و المرأة . فبالنظر إلى ثقل العادات ، كانت النساء تنحو إلى النهوض أكثر برعاية الأطفال طالما ظل الأمر مشكلا خاصا عائلة –عائلة . و الحل الواقعي لرعاية الأطفال هو توليه من قبل المجتمع برمته. ينبغى أن تتم العناية بالأطفال إلى جانب النهوض بالأعمال المنزلية إشتراكيا عوض مواجهتهما كل عائلة لوحدها .
و كانت سيرورة المشركة هذه لكافة الأعمال المنزلية التى تقوم بها المرأة جزءا هاما من بناء مجتمع جديد فيه عمل الناس و عاشوا فى تعاون و بطريقة مشتركة .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
معالجة رعاية الأطفال بطريقة جماعية :
فى بداية الخمسينات ، تركزت شبكة تسهيلات رعاية الأطفال فى الأجوار بالمدن و بالقرى الريفية . إشتملت هذه الشبكة على حضانات للأطفال أين بإمكان الأمهات أن تغذي أبناءهن بناتهن و ترعاهم أثناء يوم العمل . و تعتنى الحضانات و رياض الأطفال بالذين سنهم دون السابعة و الذين لم يلتحقوا بعدُ بالمدارس . و كانت هذه الحضانات و رياض الأطفال تديرها بالحي منظمات و مصانع و مدارس و تعاونيات فلاحية فى الريف . و أرسيت مدارس لتدريب مروضين و مروضات و معلمين و معلمات للأطفال .؟ و فى المدن الكبرى ، شرعت فيدرالية النساء فى سلسلة من الدروس القصيرة المدى لتدريب الناس على الرعاية الجماعية . و فى المناطق الريفية وجدت تسهيلات رعاية أطفال أقل توزعا و العديد منها كانت فى البداية صغيرة و تجريبية .لكن مع القفزة الكبرى إلى الأمام ، فى 1958-1959 حدث تغير كبير فى الوضع إذ مثلت القفزة الكبرى إلى الأمام حركة جماهيرية كبرى أطلقها ماو . فكانت خطوة عظيمة إلى الأمام فى تطوير الإقتصاد – لا سيما فى الريف حيث تم إستنهاض الفلاحين ليطوروا فعلا الفلاحة و الصناعة الصغرى و المحلية . و تحدت التقاليد و الأفكار العبودية .
و كان تحرير المرأة قضية مركزية فى حملة عمت البلاد .فقد تطورت أشكاتل فلاحة جماعية فى الريف و تركزت الكمونات أين كان يعيش آلاف الفلاحين و يعملون جماعيا . وهو ما قلص من التأكيد على العائلة كوحدة تتمحور حولها حياة الشعب , مع تحول الحياة الإقتصادية للشعب إلى إشتراكية أكثر ، وضع أساسلأشياء أخرى مثل رعاية الأطفال و مشركتها . و كان إرساء رعاية الأطفال الإشتراكية شيئا جديدا نحت فى الصين . و كان على الحزب الشيوعي أن يعول واقعيا على جماهير النساء للشروع فى تشغيل هذه الحضانات و رياض الأطفال . لئن لم يتم ذلك فإن مراكز رعاية الأطفال كانت ستشتغل دون أخذ حاجيات النساء و مشاغلهن بعين النظر و كانت النساء ستكون مترددة فى ترك الأطفال مع غرباء فى مؤسسة أنشٍأت دون مساهمتهن . و أهم حتى ، جرى إستنهاض جماهير النساء لتناضل ضد جميع الأفكار و الممارسات المتخلفة التى ينبغى الإطاحة بها إذا ما أريد من النساء "أن تخرج من المنزل " .
عقب إنجاز بعض البحث فى قرية أو جوار ، كان قادة الحزب الشيوعي يدعون النساء للإجتماع و الديث و الإصداح بالرأي حول المشاكل و المخاوف. معا كانوا يخططون لكيفية إنشاء مراكز رعاية أطفال تناسب كامل المجموعة السكانية.و كانوا يتقاسمون مختلفالمهام و يتلقون أجرا على ذلك . و إثر إرساء المركز ،كانت تعقد إجتماعات منتظمة لنقاش المشاكل و المخاوف التى يثيرها أولياء الأطفال أو الساهرين على تسيير المركز .
فى قرية كان لوقت من الصعب العثور على أناس يتولون مسؤولية الحضانات الجديدة إذ كانت غالبية النساء تفضل فلاحة الأرض مع الرجال . و كان كلا من الرجال و النساء يحتقران مهمة رعاية الأطفال .و لم تكن النساء المسنات المتقاعدات قادرات على التحكم فى قاعة مليئة أطفالا نشيطين أو رضعا لوحدهن . و عالجت هذه القرية فى آخلر الأمر هذا المشكل ببعث نساء شابات غير متزوجات لتحصل على دروس قصيرة المدى فى الحضانة و الرعاية الجماعية للأطفال . ثم صارت هذه النساء مسؤولة عن مراكز صغيرة لرعاية الأطفال أين كانت تساعدهن نساء مسنات متقاعدات . و كانت النساء المسنات المتقاعدات "يتحدثن عن المرارة " كجزء من عملهن ،راويات للأطفال حكايات عن كيف كان الشعب مضطهدا بعنف فى المجتمع القديم .
و قد ساهم تركيز رعاية الأطفال الإشتراكي الواسع فى تحرير ملايين النساء بحيث إستطاعت أن تشارك فى بناء الإشتراكية . و حوالي 1952 تضاعف عدد الحضانات فى المصانع و المناجم و المنظمات الحكومية و المدارس ب 22 مرة نسبة لما كان عليه فى 1949 . و خلال الخمسينات تواصل هذا التيار ،لا سيما أثناء القفزة الكبرى إلى الأمام ،مع مشركة كذلك عديد أشكال الأشغال المنزلية كالطبخ و الخياطة و رحي الحبوب.
و حوالي 1959 ، قُدّر أن فى المناطق الريفية هنالك تقريبا خمسة ملايين محضنة و روضة أطفال و أكثر من 3.5 مليون مطعم عمومي و عديد مراكز رحي الحبوب و الخياطة . و فى المدن ، نظمت منظمات أحياء تسهيلات خدمات جماعية . و شمل هذا "حضانات شوارع" و مطاعم جماعية . بعضها كان كبير الحجم و يقدم خدمات لمئات العائلات لكن البعض الاخر كان بسيطا و صغير الحجم يقدم خدمات لعشرات قليلة من العائلات فقط . و كان الأمهات العاملات و الآباء العاملين يأخذون أطفالهم فى إثر يوم العمل و إما يأكلون جماعيا معهم فى مطعم جماعي أو يعودونه بهم إلى المنازل لعشاء عائلي . و أقامت بعض المدن "وجبات غذاء على عجلات "مقدمة خدمات تسليم للناس المرضى أو الذين يضطرون للبقاء بالمنزل لرعاية الأطفال المرضى . و أنشأت الحضانات لفائدة النساء العاملات فى المصانع أنظمة أخرى لرياعة الأطفال . فتوفرت رعاية لنصف يوم أو ليوم كامل أو ل24 ساعة و أسبوعيا , جدول أوقات عمل هذه الحضانات كان يتناسب مع جداول أوقات المصانع و كانت متوفرة أقرب ما أمكن من مكان عمل النساء .
فى الصين الإشتراكية ، أعطى المجتمع الأولوية لتركيز مراكز رعاية الأطفال هذه . و إنعكس هذا فى كيفية إنتشار هذه المراكز . لنضرب مثالا على ذلك ، فى 1959 فى العاصمة بيكين ، وجد حوالي 1.250 روضة أطفال شارع و حضانةترعى حوالي 62 ألف طفل . و حوالي 1960 قفزت هذه الأرقام إلى 18.000 حضانة و روضة أطفال ترعى أكثر من 600 ألف طفل !
إلى جانب هذا التوسع فى الرعاية الجماعية للأطفال ، أنشأ الشعب فى بيكين كذلك 12.000 مطعم جماعي و أكثر من 1200 مركز إصلاح أحذية و 3.700 مركز خدمات حيث بإمكان الناس إيداع الملابس لخياتها و غسلها . و أنشأت أيضا حضانات أصغر حجما أين بإمكان النساء أن تدع أطفالهن لعدة ساعات و تذهب للتسوق أو مشاهدة شريط أو تذهب إلى الدراسة لجزء من الوقت فى المعاهد .


الثورة الثقافية تكسر بصورة أعمق سلاسل التقاليد
فى 1966 ، أطلق ماو الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى التى كانت تهدف إلى الإطاحة بالقادة اليمينيين داخل الحزب الشيوعي الذين يعملون على إعادة تركيز الرأسمالية. فوقع إستنهاض الملايين عبر المجتمع ليناقشوا و يناضلوا من أجل التوجه الذى سيتخذه المجتمع . هل سيظل الشعب يبنى الإشتراكية و يتخلص من جميع مظاهر اللامساواة و الإختلافات فى المجتمع الطبقي ؟ أم سيعاد تركيز كابوس الرأسمالية و الحوت يأكل حوت و الأرباح قبل كل شيئ ؟
وجهت الثورة الثقافية صفعة لكل التقاليد و الممارسات المتخلفة فى المجتمع الطبقي . و كان النضال ضد إضطهاد النساء جزءا جسيما من هذه "الثورة داخل الثورة" . لقد كان الذين يشجعون على الرأسمالية فى الصين يودون إيقاف الثورة فى نصف الطريق . و كانوا ضد الإطاحة بالهيكلة العائلية التقليدية و شجعوا التخلف و الأفكار المعادية للمرأة . و سعى أعلى "أتباع الطريق الرأسمالي " داخل الحزب الشيوعي مثل لين بياو نشر أشياء مثل قول كنفيشيوس "ضبط النفس ,إعادة تركيز الحق " بمعنى أنه على كل أمرء أن يقبل ب"موقعه" فى السلم الإجتماعي . و نشروا النظرة القائلة بأن على النساء أن يعتنين عن كثب بالعائلة و الأطفال . و نقدوا مراكز رعاية الأطفال، مدعين أن الأطفال لم يكونوا يتلقون الرعاية الجيدة و ان على المجتمع أن يتكور أكثر إقتصاديا قبل أن يستطيع مشركة أشياء مثل رعاية الأطفال .
و قاد هؤلاء القادة الحزبيين و عبؤوا أناسا فى المجتمع يشجعون التخلف و الأفكار التقليدية المعادية للمرأة . و خربوا جهود مشركة الأشغال المنزلية و رعاية الأطفال . و كل هذا يبرز حتى أكثر المكسب العظيم المتمثل فى مشركة الأشغال المنزلية النسائية عبر الصين . و قد كانت مشركة الأعمال المنزلية و رعاية الأطفال فى الصين الثورية غير متكافئة ،لا سيما بين المدن و الأرياف . فحوالي 1971 كانت 90 بالمائة من نساء الصين تعمل خارج المنزل بيد أن مشركة رعاية الأطفال كانت متخلفة عن هذا الوضع . فى المدن حوالي 50 بالمائة من الأطفال الذين تمتد أعمارهم بين سنة و ثلاث سنوات يذهبون إلى الحضانات بينما ال50 بالمائة الآخرين تتم رعايتهم فى المنزل ،غالبا من قبل الجد و الجدة . و فى الريف نسبة الأطفال المتمتعين بالرعاية الإشتراكية كان حتى أدنى . غير أن مشركة رعاية الأطفال فى الصين كانت جزءا من الصراع الطبقي و مثّل خطوة كبرى فى تحرير المرأة و إقتضى خلق "أشياء إشتراكية جديدة " كالرعاية الجماعية للأطفال نضالا ت إيديولوجية و سياسية هائلة فى المجتمع . و جرى تحدى آلاف السنين من أغلال التقاليد التى كسرت حين خرجت النساء من المنزل و إلتحقت بالنضال لتثوير المجتمع . فى ظل قيادة ماو ، عمل ملايين الناس للقضاء على كافة أوجه اللامساواة و أشكال الإضطهاد . و مثلت "الأشياء الإشتراكية الجديدة " التى افرزها هذا النضال كالرعاية الإشتراكية للأطفال مكسبا هائلا و تقدما عظيمين و تاريخيين . /.
3/ النساء فى الصين : السوق الحرة الرأسمالية القاتلة
خلال النصف الأول من القرن العشرين ، خاض الشعب الصيني نضالا بطوليا للإطاحة بالإضطهاد . ماو هو الذى أشار إلى أن الالشعب الصينييرزح تحت ثقل جبال ثلاث هي الإقطاعية و الرأسمالية البيروقراطية و الإمبريالية . و تسبب كل جبل من هذه الجبال فى آلام غير مسبوقة بالنسبة للنساء . لكن فى 1949 ، إثر أكثر من 20 سنة من الكفاح المسلح بقيادة الحزب الشيوعي الصيني و ماوتسى تونغ ، أطاح الشعب الصيني بهذه الجبال الثلاث . و من 1949 إلى 1976 خيض نضال عظيم ضد إضطهاد المرأة و تحسنت حياة المرأة على نحو مثير .و اليوم ، عادت هذه الجبال الثلاث الإقطاعية و الرأسمالية البيروقراطية و الإمبريالية و بالتالي عاد إضطهاد المرأة أكثر فظاعة . و من جديد يتعين أن يعاد تحطيم هذه الجبال الثلاث .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
------ " النساء نصف السماء " – الصين الثورية الماوية : شعار حول تحرير المرأة فى ظل الإشتراكية .
------ " فى عديد المناطق الريفية ما زال هنالك أناس يعتقدون أنه لا فائدة من النساء. تقوم النساء بالعمل فى المزارع و تلد الأطفال و تعتنى بالزوج و الأطفال و الأقارب .و مع ذلك إذا واجهت مشكلا عائليا تعتقد أن السماء سقطت على رؤوسهن " – إمرأة إنتحرت جدتها بعدما تخلى عنها زوجها لفشلها فى ولادة طفل فى صين اليوم الرأسمالية .
لوتو ، الصين : تتذكر وانغ قزوأكسيا بوضوح الليلة الباردة من ليالي ماي عندما مرت الحافلة الصغيرة عبر حقول الأرز و الذرة و تركت الحافلة صديقة من أصدقاءها فى المعهد العالي فى قسم الإستعجالي ، مجعدة و فاقدة للوعي نسبيا وهي تفرز رائحة سوائل مضاداة الحشرات .
و رغم أنها تخرجت مؤخرا من مدرسة الممرضات عرفت الآنسة وانغ العلاج : إفراغ المعدة ثم إعطاء الأكسيبان و الأتروبين و عبر العروق مضاد لسم الليثال . وكان أمثال هؤلاء المرضى كثيرين فى مستشفى لوتو إلى درجة أن تشخيص أعراض المرض لم توضع أبدا موضع تساؤل : إمرأة ريفية يائسة أخرى تحاول الإنتحار.
فى الواقع ، بعد ثلاث ليال ، شهدت الآنسة وانغ الحالة ذاتها و هذه المرة عملت على إنقاذ صديقة من المعهد العالي . و لكن هذه المرة حين وصل الجرار إلى مستشفى البيضاء ذات الأربع حكايات ، كان قلب المرأة قد توقف عن النبض .
النيويورك تايمز " الإنتحارات تكشف جذور الأسى فى حياة الصين الريفية " / 24 جانفى 1999
فى لوتو وهي مدينة ريفية تعدّ 36 ألف ساكن ، فى محافظة هو باي ، عالجت قاعة الإستعجالي 48 محاولة إنتحار من جانفى 1996 إلى جوان 1997 ، 43 منها كانت نساء بين سن العشرين و الخمسة و الأربعين .
------------------------------------------------------------------------------
للصين نسبة من أعلى نسب الإنتحار فى العالم و أعلى نسبة إنتحار الأنثى فى العالم . لقد قدّر أن حوالي 56 بالمائة من إلإنتحارات النساء فى العالم – حوالي 500 يوميا - تحدثفى الصين و غالبية النساء التى تضع حدا لحياتها شابات و نساء ريفيات .
فى الصين تفوق نسبة الإنتحارات فى الريف بثلاث مرات نسبة الإنتحارات فى المدن . و الصين هي البلد الوحيد حيث سنويا يموت النساء أكثر من الرجال نتيجة الإنتحا – ضعف الشريحة العمرية أقل من 45 سنة .
و فى 1996 قرررت مجلة نسائية فى الصين أن تتحدث عن المشكل و تعالجه ودفعت مالا للقراء الذين يرسلون حكايات نساء إنتحرت .فتلقت المجلة مئات الرسائل و لمدة سنتين تاليتين نشرت روايات الإنتحارات . و بينت الرسائل كم تشعر النساء فى الريف باليأس و بأنه ليس لهن وعي بقيميتهن .
وفق المصادر الرسمية الصينية ، النسبة العامة للإنتحار فى الصين تصل إلى 18 بالخمائة عن مائة ألف وفاة . غير أن هذا الرقم لا يتضمن عديد الإنتحارات المعدة على أنها "موتا عنيفا " أو "موتا فجئيا ، سببه غير معروف" . فإذا ما أخذنا هذه الوفايات بعين الإعتبار ستكون النسبة أعلى . و زيادة على ذلك ، تعدّ الإحصائيات الرسمية الصينية الوفايات فقط –فلا تكشف عديد محاولات الإنتحار الفاشلة . فى لوتو ، ثمة ثماني وفايات من ضمن 48 مريضة حاولت الإنتحار فى 1996 و النصف الأول من 1997 . و نسبة الوفايات بالتأكيد غالبا أعلى فى المدن الأبعد ذات المستشفيات الأقل معدات عصرية .
و كشفت بحوث قام بها البنك العالمي أن النسبة العامة للإنتحارات فى الصين تفوق بثلاث مرات النسبة فى بقية بلدان العالم و أن النسبة فى صفوف النساء تساوى خمسة أضعاف النسبة فى بلدان أخرى .
تنتحر عدة نساء فى الصين بواسطة شرب مضاد حشرات من الفسفاط الصناعي . و لو أنه لا يتسبب فى آلام فإن هذا المركب الكيماوي يفرز سلسلة واسعة من الأعراض بما فيها آلام الصدر و ضيق التنفس و شد عضلي و تاليا نوباة قلبية و حالة غيبوبة . و غالبية هذه الإنتحارات وقعت فى فصل الصيف إذ خلاله يكون عمل المزرعة مرهقا للغاية .
-----------------------------------------
فى 1919 ، حينما كان ماو تسى تونغ طالبا شابا ثوريا ، كتب جملة من المقالات مطالبا بالمساواة فى الحقوق للنساء .إثر إنتحار فتاة شابة فى تشنغشا أجبرها أبويها على الزواج جبرا ،كتب تسعة مقالات فى 13 يوما مدينا إضطهاد النساء فى المجتمع الإقطاعي . فورد فى واحد من تلك المقلات :
" حدث الأمس كان فى غاية الأهمية .وقع بسبب نظام الزواج المدبر الباعث على الخجل ، بسبب ظلامية النظام الإجتماعي و إنكار الإرادة الشخصية و غياب حرية إختيار القرين . نرجو أن يعلق المعنيون بالأمر على جميع أوجه هذه المسألة و أن يدافعوا عن شرف الفتاة التى ماتت موتة شهادة من أجل حرية إختيار حبها ...
إن عائلة الأبوين و عائلة الزوج المفروض مرتبطتان بالمجتمع فكلاهما جزءا منه و يجب أن نفهم أن عائلة الأبوين و عائلة الزوج المفروض إقترفا جريمة بيد أن منبع هذه الجريمة هو المجتمع . صحيح أن العائلتين هما اللتان إقترفتا الجريمة إلا أنجزءا كبيرا من الإثم أملاه عليهما المجتمع . فضلا عن ذلك ، لو كان المجتمع مجتمعا جيدا ،حتى و إن أرادت العائلتان أن تقترفا هذه اغلجريمة فإنه ما كان بإمكانهما القيام بذلك ...
بما أنه ثمة عوامل فى مجتمعنا أدت إلى وفاة الانسة تشاو ،فإن المجتمع فى منتهى الخطورة . فقد إستطاتع أن يتسبب فى وفاة الآنسة تشاو و بإمكانه كذلك أن يتسبب فى وفاة الآنسة تشيه أو الآنسة سان أو الآنسة لي. بمستطاعه أن يقتل الرجال كما يقتل النساء. نحن جميعا ضحايا ممكنة و علينا أن نتحلى باليقضة إزاء هذا الشيئ الخطير الذى يمكن أن يوجه لنا ضربة قاتلة . علينا أن نحتج بأعلى أصواتنا و أن نحذر الناس الآخرين الذين لم يقتلوا بعدُ و أن ندين شرور هذا المجتمع التى لا حصر لها ."
----------------------------------------
وفى 1949 ، تحررت الصين و شرع الشعب فى بناء مجتمع جديد . فى 1950 ، بدأ تطبيق قانون زواج جديد ألغى نظام الزواج الإقطاعي القديم و أعلن المساواة بين الرجال و النساء و أرسى حق الملكية و المسؤولية المشتركة فى العناية بالأطفال . و ألغى تعدد الزوجات و تزويج الأطفال و كما ألغى التدخل فى شؤون الأرامل اللاتى تردن الزواج مجددا . و دعا إلى تكوين أسر معتمدة على نوع جديد من الزواج المستند إلى الإرادة الحرة و الإحترام المتبادل .
كان قانون الزواج واضحا بشأن علاقة الزواج فى المجتمع :" من واجب الزوج و الزوجة النضال جنبا إلى جنب من أجل ...بناء مجتمع جديد." و شن الحزب الشيوعي حملات جماهيرية لتربية الشعب حول الزواج الجديد و قوانين الطلاق و بفضل ذلك غير عدة رجال و كذلك عدة نساء طريقة تفكيرهم . فصار الناس يرون أنه إذا لم تتحرر النساء ،لا يمكن تحرير الشعب كله و أنه إذا بقيت النساء فى وضع عبودية فإن نصف المجتمع لن ينهض للمشاركة فى بناء المجتمع الإشتراكي الجديد . لأكثر من 25 سنة ، مثل النضال ضد إضطهاد النساء جزءا لا يتجزأ من تثوير المجتمع و و تحررت النساء لتشارك بصورة تامة فى جميع مجالات بناء الإشتراكية .
فى 1976 ، توفي ماو و قام أعداؤه فى الحزب الذين كانوا يسعون لإعادة تركيز الرأسمالية بإنقلاب عسكري و إستولوا على السلطة . و تمت الإطاحة بالحكم البروليتاري و الإشتراكية و أعيدت الرأسمالية . و اليوم يجرى التكريس التام للطرق الإضطهادية الرأسمالية بما فيها إضطهاد المرأة . و العادة الإقطاعية و السوق الحر الرأسمالي و "شرورالمجتمع التى لا حصر لها " تتسبب من جديد فى وفاة الآنسة شاو .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
4/ النساء فى الصين : عبودية السوق الحرة
...
------- " إننا جميعا أسياد الصين الجديدة ! الآن للنساء حقوق متساوية مع الرجال . لنا حقوق سياسية و حقوق إقتصادية . فى السابق ،كانت النساء تحتل موقعا دونيا فى المجتمع ...لكن اليوم الوضع مختلف تماما . اليوم طموحنا العظيم هو القيام بالثورة ."
- النساء فى الصين الثورية زمن ماو .
-------- "أعرف أن الأمر خطير لكن ليس لدي خيار آخر . لن أعود للقرية .فالحياة صعبة جدا هناك . كل أسبوع نسمع عن حادث آخر . هذا أمر لا مناص منه . غير أننى لا أعتقد أن ذلك سيحصل معى "
- تصريح لفو ليتونغ ،إمرأة سنها 20 سنة ، حاولت أن تجد عملا فى مدينة على بعد 200 ميل عن قريتها ،إثر السماع عن حالة إمرأة تم إختطافها و إغتصابها و بيعها .
-----------------------------------
قزيانغ ،الصين : فى ظل سور قديم ما يزال محيطا بهذه المدينة ، يتجمع عدة مئات من الناس يوميا على طول شارع موحل يعرضون أنفسهم للعمل فى سوقشغل غير رسمي . العديد منهم نساء شابات من الريف و بالنسبة لهن يمثل السوق خطرا خاصا إذ يمكن أن يكون المحطة الأولى فى سفر يبتدأ بوعد بشغل و يعرف الإغتصاب و الضرب العنيف على طول المسار و ينتهى بحياة عبودية الخدم المنزلي .
لقد جرى إختطاف نساء لا حصر لهن من هذا السوق فى قزيانغ ، و من أسواق مشابهة فى مدن أخرى و من محطات حافلات و قطارات فى المدن عبر الصين كافة . كما هو معهود ، يجرى التغرير بإمرأة اتقع فى سجن سمسار أو أكثر و تعنف حد الخضوع و تقدم لغريب يسميها زوجته.
- النيويورك تايمز "النساء كمتاع : فى الصين :تظهر العبودية "6 سبتمبر 1995 .
--------------------------------------------------------------------------
ممارسة إختطاف النساء و بيعهن فى تصاعد فى صين اليوم الرأسمالية إذ يشترى المزارعون غير المتزوجين النساء الشابات مقابل 250 إلى 500 دولار بواسطة سماسرة يجوبون الطرقات بين المدن و الأرياف ميسرين تجارة عبودية الإنسان هذه . و الشرطة أحيانا تتلقى رشوة اتدير ظهرها .
الإحصائيات غير كاملة و لا يجرى تسجيل عديد الحلات .لكن هنالك تقديرات بأن على الأقل سنويا ، 10 آلاف إمرأة تباع الآن لتصبح عبيدا فى الصين . و بينما تحاول بعض النساء الفرار فإنهن عادة ما تخجل من العودة إلى عائلاتهن .
يقع بيع النساء فى الصين بلأساس فى المناطق الريفية . بيد أن كثيرا من النساء يتم إختطافهن من المدن ثم يجرى نقلهن إلى القرى و المدن الصغيرة فى الريف . فى بعض الحالات يساهم حتى موظفو الحكومة فى تسويغ المسمى "زواجا" .
ورد فى وثيقة : " لا توقف الشرطة القرويون الذين يختطفون و يبيعون أو يشترون النساء فقط و إنما تتصرف كذلك كوسيط و تتقدم كشاهد و توفر خدمات إستخراج وثائق و تذهب للمنزل لإحياء "الزواج ".
روت النيويورك تايمز حكاية إمرأة ، زهاو مايمى ، إمرأة متزوجة سنها 32 سنة إختكفت ثم سلمت لمزارع إسمه وانغ فى قرية على بعد 400مايل .أبقاها وانغ فى مغارة و عادة ما كان يضربها و يغتصبها . و بعد أكثر من سنة من العيش فى المغارة ، ظهرت على زهاو مايمى عوارض مرض ذهني صارت أسوأ إثر ولادتها بنتا أخذت منها . لم يشتك أي من الجيران من الوضع .يبدو أنهم يعتبرون ذلك " أمرا ليس من شأنهم" .
أتت الشرطة فى النهاية و حررت زهاو مايمى من المغارة بيد أنه عندما أعادوها إلى قريتها الأصلية ، قال المسؤولون الرسميونإن زوجها ،بعد سماعه عن البنت التى وضعتها و عن مرضها الذهني ، لم يرغب فى إعادتها . و لم يبذل المسؤولون الرسميون أي جهد لمحاكمة وانغ أو للعثور على الرجل الذى باع زهو مايمي . حينها و غثر كل ما مرت به ، كانت زهاو مايمي غير قادرة على الإعتناء بنفسها و لكن عوض أن يُوفر لها وضع حياة صحي ،إتصلت السلطات بوانغ و أعلمته أنه ما عاد بإمكانه الإساءة لزهاو ثم أعادوها إليه .
-----------------------------------------------------------
قبل تحرير الثورة الماوية للصين ، كانت العئلات التى تتضور جوعا تبيع عديد النساء و الأطفال . و حتى عندما لا تضطر العائلات إلى بيع بنت ، كان الزواج بالأساس قائما كتبادل تجاري بين العائلات و لم يكن للمرأة خيار فيه .
خيض نضال كبير لوضع حد للطريقة العنيفة لمعاملة الآباء و الأزواج و الحماواة للنساء . و غنتظمت النساء لتقاتل بطريقة جماعية أشياء مثل توجيه الضرب لهن . و لم تكن تريد العيش فى وضع حيث على كل إمرأة لوحدها أن تناضل ضد زوجها أة أبيها بنفسها لتتحرر.
فى الواقع ، أحد أسباب بقاء أضطهاد المرلأة هو أن كل شيئ بقي فرديا . إذ ظلت الأمور محصورة بين الزوج و الزوجة و "ليس شأن الآخرين " ما يحدث "وراء الأبواب المغلقة " .بيد أن هذا لم يعد مقبولا فى المجتمع الجديد . إذا أساء رجل معاملة زوجته ، يغدو هذا قضية المجتمع ككل .
و كل إمرء كان مسؤولا عن ضمان ألا يتم تعنيف النساء و معاملتهن كملكية خاصة . حين يضرب رجل زوجته ، تجتمع لجنة من النساء و تتوجه إليه و تناضل ضده لتغير من طرق معاملته . ثم تراقب الوضع ز و تواصل اللجنة النضال ضد الزوج إلا أنه إذا واصل إساءة معاملة زوجته ، تعاقبه . و إذا لم يتغير ، تشجع اللجنة المرأة و تساعدها على الحصول على الطلاق.
فى الصين الثورية ، جرى إستنهاض المجتمع بأسره للنضال ضد إضطهاد النساء و لأول مرة فى التاريخ ، إستطاعت جماهير نساء الصين أن ترفع رأسها و تحطم كافة التقاليد التى وضعتها فى وضع يشبه العبودية . لكن إثر وفاة ماو فى 1976 ، أطيح بالإشتراكية . و مع إعادة تركيز الرأسمالية ، أعيد تركيز معاملة النساء المعاملة الأكثر بربرية كملكية خاصة و كعبيد .


5/ النساء فى الصين : منبوذات السوق الحرة
...
"عندما إبتدأنا لأول مرة العمل ، لم يكن مستوانا الإيديولوجي مرتفعا جدا . غالبيتنا كانت تعمل فقط للحصول على أوفر مال ممكن . ثم صرنا نفهم أن عملنا جء هام من بناء الإشتراكية . بيد أنه لم يكن لدينا فهم عميق لهذا . و خلال الثورة الثقافية ، درسنا معا جميعا. قرأنا مؤلفات ماو و لاسيما "خدمة الشعب " و تعلمنا أن جميع أعمالنا فى خدمة الشعب مهما كانت فى المستويات العليا أو السفلى . عقب الثورة الثقافية ربطنا عملنا الراهن بالثورة العالمية...وضعنا العالم بأسره بين أعيننا حتى لا ننحرف أبدا عن الطريق الثوري ".
- إمرأة ثورية من الصين الإشتراكية فى بداية السبعينات .
-----------------------------------------------------
سكرتيرة ، مقيمة فى بيكين ، سنها أقل من 30 سنة ن طولها أكثر من متر و 65 صم ، يجب أن تكون مواصفاتها متناسقة .
- إعلان طلب شغل صدر عن شركة جنزهيوان ، نشرته فى "يومية شباب بيكين" ، 1998
---------------------------------------------------
فتاة إشهار سنها أقل من 28 سنة ،طولها أكثر من متر و 65 صم ،بيضاء البشرة ،نحيفة و ذات صحة جيدة .
- إعلان طلب شغل شركة أدوات تجميل لوريال بالصين ، 1998 .
---------------------------------------------------------------------------------------------
تيانجينغ ،الصين : كل عشية ، فى ساحة صغيرة خارج مركز ساتشينغ لإعادة التشغيل ، تتصفح مجموعات صغيرة من العمال المطرودين بقلق قائمات المساعدين المطلوبين . كلهن نساء ، كلهن تجاوزن ال35 سنة و كلهن لا تملك خبرات .
" إن كان سنك تتتجاوز ال35 سنة ، من الصعب جدا أن تجدى عملا " هذا ما قالته إمرأة عمرها 43 سنة صرحت أنها طردت هذه السنة من مصنع غذائي و كانت تستعد لمقابلة من أجل عمل لبعض الوقت ألا وهو عمل تنظيف النوافذ ب60 سنت فى الساعة . " ما الذى بإمكاننا أن نفعله ؟ " تساءلت . "عليك أن ترعى أطفالا و شيوخا و أنت متقدمة فى السن لتعلم خبرات جديدة . لم تعودي جذابة . لار أحد يريدنا ".
- النيويورك تايمز : " فى الصين ، 35 فما فوق و أنثى = غير قابلة للتشغيل " . 13 أكتوبر 1998 .
--------------------------------------------------
تيانجينغ ، مدينة صناعية ساحلية تعد 9 ملايين ساكن وهي مركزلصناعة النسيج بالصين .فى 1997 تم طرد 320 ألف عامل و عاملة و كانت النساء الأكثر تضررا.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
لقد جاء فى تقرير لوزارة التشغيل الصينية أن فى 1997 ، كانت النساء تعد فقط 39 بالمائة من القوى العاملة بالصين و لكنها تعد أيضا حوالي 61 بالمائة من العمال المطرودين . و بينت دراسة إستطلاعية أن 75 بالمائة من النساء المطرودات ما تزال فى بطالة بعد سنة ،مقارنة بأقل من 50 بالمائة من الرجال الذين طردوا فى الوقت نفسه . و بما أن الشغل فى صناعات الدولة كان تاريخيا يتمتع بفوائد إجتماعية واسعة النطاق و أقل طرد للعمال ، إضافة إلى أن العمال يتمتعون بالرعاية الصحية و رعاية الأطفال و خدمات الدفن .
فظاعة السوق الحرة الرأسمالية فعالة تماما جاعلة حتى أصعب بالنسبة للنساء المسنات نسبيا أن تجد شغلا .مع إنكماش الصناعات التابعة للدولة ، النساء اللاتى تجاوزت سنهن 35 سنة أكثر عرضة للطرد و أقل حظا فى العثور على شغل جديد من أي شريحة أخرى فى الصين. عدد كثير من هذه النساء غير ذات خبرة و الشركات تتردد كذلك فى إستخدام النساء الأكبر سنا بما أنها عادة ما تتحمل مسؤولية تامة فى رعاية الأطفال و كذلك فى رعاية الأولياء الأكبر سنا .
واقفة فى طابور مركز البطالة ، قالت سون جنتكى وهي عاملة نسيج سابقة عمرها 41 سنة ،قالت لنيويورك تايمز إن
" فى مصنعنا كل المطرودين نساء . أنظر حواليك ، كل الموجودين هنا نساء . الآن ما الذى بمقدورنا فعله ؟ لسنا شابات بما فيه الكفاية و لا تجربة لدينا " .
تشجع القوانين الرسمية ، فى الكلام ،الفرص المتساوية فى العمل بالنسبة للنساء و الرجال . غير أن فى واقع الحياة ، تفضل الشركات بوضوح الرجال على النساء فى عدد من أنواع العمل .قالت متخرجة من معهد علوم قانونية تبحث عن عمل إن عديد الشركات كانت تعتبر الأعمال التى تتطلب السفر و العمل فى المدن الريفية أعمالا مضنية جدا بالنسبة للنساء." من الأصعب على النساء العثور على عمل " و قالت :" حين ينوون أن يستخدموا إمرأة ،فإنهم يريدونها جميلة و قديرة أيضا " .
و من غير المفاجئ أن تكشف دراسات إستطلاعية نسب أعلى من العدية من الإنهيارات العصبية و العنف الأسري و الطلاق فى صفوف عائلات نساء تعرضت للطرد من العمل .
--------------------------------------------------------------------
لقد حررت الثورة الإشتراكية الصين سنة 1949 و لأكثر من 25 سنة ، قاد ماو تسى تونغ الشعب فى بناء المجتمع الجديد المتخلص من الإضطهاد . فكان النضال من أجل المساواة و المشاركة التامة للنساء على جميع أصعدة الحياة جزءا لا يتجزأ من بناء هذا المجتمع الإشتراكي الجديد .
فى الريف ، لأول مرة منحت النساء حقوقا متساوية لفلاحة الأرض و فى مصانع المدن ، تغير نظام الأجور لتقليص الفروقات و اللامساواة بما فى ذلك الإختلافات بين النساء و الرجال .و رتبت إجراءات لضمان أخذ الحاجيات الخصوصية للنساء بعين الإعتبار .

قبل الثورة ، كانت النساء تقبع فى المنزل و ظلت منعزلة للغاية عن الحياة الأوسع و النضال الدائر رحاه فى المجتمع و موقع العمل . و إثر الثورة ، أقيم نضال كبير لإنشاء مطاعم جماعية و لرعاية الأطفال بهدف تحرير النساء من الظروف الإضطهادية للأعمال المنزلية للمنزل الفردي . و فى الريف خيض نضال عظيم ضد العادالت الإقطاعية التى جعلت النساء تابعة تماما للآباء و الأزواج و الحماواة .
و فى المدن ، أقيمت "مصانع شوارع" صغيرة لتخول للنساء العمل لبعض الوقت و تأتي بأطفالهن حيث تعمل و تتم رعايتهم . و عديد هذه المصانع الصغيرة صارت لاحقا أكبر ومملوكة جماعيا و كانت المصانع المدارة على هذا النحو تشغل مئات العمال و تصنع جميع أنواع السلع . فى بيكين ، عملت 180 ألف إمرأة على إرساء أكثر من 400 مصنع شارع و ألفين و 900 وحدة إنتاج شارع .
تخلصت عدة مصانع من العلاوات و الدوافع المادية ( تقديم أجور أكبر للعمال مقابل عمل أفضل أو عمل لفترة أطول) التى كانت تنحو نحو تفضيل الرجال الذين كانوا أقوى و أكثر حرية للعمل لساعات إضافية . و بينما ظلت الإختلافات فى الأجور ، بذلت جهود كبرى ل "رفع الأسفل إلى الأعلى "، رافعة فوائد و أجور العمال فى الأعمال ذات الأجر الأدنى أين ما زالت النساء كثيفة العدد .
فى كل هذا ، كانت النساء تتقدم كقائدات للثورة . و حتى تتحرر النساء حقيقة عليهن أن تساهم فى تثوير كافة نواحي الحياة و ليس فقط تلك النواحي التى تتعلق بصورة ضيبقة بالعائلة و الأطفال و الشؤون المنزلية . و ركز الحزب الشيوعي مجموعات خاصة من النساء لدراسة و نقاش الماركسية –اللينينية –الماوية . و قد عني هذا فى أحيان كثيرة مزج الدراسة السياسية بتعليم النساء القراءة . و ساعدت هذه المجموعات كذلك على تجاوز مختلف الحواجز التى تمنعها من أن تصبح ناشطات سياسيا . فمثلا ن ضمنت رعاية الأطفال حتى تستطيع النساء حضور التجمعات .
إثر وفاة ماو فى 1976 و إعادة تركيز الرأسمالية فى الصين ، وضع حدا لجميع هذه الخطوات إلى الأمام الرامية لتحرير النساء . فى ظل الإشتراكية ، كانت النساء تعامل كمورد ثمين فى بناء مجتمع جديد إلا أن قوانين حوت-يأكل -حوت اليوم تجعل من العسير على ملايين النساء حتى العثور على عمل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق