تنظيم القاعدة أحد أسلحة الدمار الشامل الأمريكية
نزار رهك
العالم الغربي يعلن النفير العام الأمني ويدق أجراس الخطر الأرهابي القادم من الشرق الأسلامي وقبله نفيرا حضاريا ضد المظاهر الدينية الأسلامية ..متوازية مع حرب الأمريكان والغربيين في أفغانستان والعراق وطبول الحرب القادمة ضد إيران واليمن والصومال والسودان .. ولم تجد الشركات الغربية سوقا لمنتجاتها سوى سوق السلاح ولا إستثمارات مربحة إلا في الدول المدمرة بالحرب .. الحرب هي المنقذ الوحيد من الأزمة الأقتصادية في العالم الرأسمالي في زمن العولمة .
العالم كله مهدد من قبل مجرم وإرهابي إسمه تنظيم القاعدة .. وهذا العالم لا يعرف لماذا يعادي هذا التنظيم العالم كله إعلاميا .. وهوعمليا يمارس الجريمة بأقصى مدياتها ضد المدنيين الأبرياء .. إنه العدو الجديد المصطنع الذي يفسح في المجال لمضاده المصنّع للأحتفاظ بترسانته العسكرية التاريخية المتراكمة منذ الحرب الباردة والأستمرار في التسلح والتطور التسليحي والشروع بالأستعمار الجديد , وخوض الحرب الوهمية للحفاظ على مصدر الأرباح المليارية الخيالية من صفقات تسليح الدول التي ( يهددها الأرهاب ) مع الحفاظ على التفوق الأستراتيجي العسكري للصهاينة وعلى سكة متوازية .
إن هذا العدو المصنّع يصلح أن يكون مدخلا وموازيا أخلاقيا وساتر يغطي جرائم النظام العالمي الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الرأسمالي .. إن العدو المصنّع الجديد هو الأسلام السياسي الأرهابي الذي يجب أن يتخذ حسب مواصفات مصنعه أن يكون مختبئا وخارج عن القانون الجنائي والأنساني وسريّة قادته تتبع سيناريوهات الجرائم المرتكبة وتوجيه أغراض الجريمة لتستجيب للأستراتيجية الأستعمارية للنظام العالمي الجديد .
لقد تناولنا ماهيّة هذا العدو المصنّع في عدّة من المقالات السابقة * وكذلك تناول العديد من الكتاب علاقات القاعدة المشبوهة بالصهيونية العالمية واليمين الغربي والكثير فنّد العمليات الأجراميّة ومجرمي القاعدة الوهميين والمصنّعين وقد شخصوا
إن الأسلوب التي تتبعه القاعدة هو حرب العصابات دون أن تحدد لها عدوّا واضحا ، فهم بالضد من الجميع وإعلاميا ضد الأحتلال ( الصهيو-صليبي كما يسموه في بياناتهم الألكترونية ومحطاتهم الفضائية التي نشأت مع نشوئهم ) وعمليا يمارسون القتل العمد ضد شعوب البلدان التي يتواجدون فيها وفي العراق يمارسون حرب الأبادة المنظمة ضد أبناء الشعب العراقي ، فهم ضد الشيعة ( الروافض ، الصفويين ، ...) 60% وضد السنة العراقيين لأنهم غير مطيعين لهم 30% وضد المسيحيين والأزيدية والصابئة والشبك 10% ( نصرانيون ، مارقون ، كفرة ...) ( النسب المئوية المذكورة غير دقيقة وهي فقط على سبيل المثال وليس الحصر ).
وقد أشار الكاتب والصحفي الألماني يوركن تودنهوفر في كتابه (لماذا يقتل زيد ؟) وفي لقاءاته بعناصر المقاومة العراقية إنهم كانوا يبيعون أشرطة العمليات العسكرية ضد الأرتال العسكرية الأمريكية لتنظيم القاعدة لقاء مبالغ كبيرة ويتم عرضها في المحطات الفضائية والأنترنت بأسم تنظيم القاعدة .) ** ثم توجهت بعد ذلك لتصفية رجال المقاومة الوطنية وعناصرها وقتل عوائلهم وأقربائهم .
هل يعقل أن تكون هناك قوة سياسية وعسكريّة تتواجد على أرض تريد إبادة سكانها ؟ هل أوجد التاريخ منذ آلاف السنين في الشرق والغرب مثل هكذا قوة سياسية ، هدفها إبادة شعبها بيديها وتعلن عن ذلك صراحة وجهارا ؟
وهل على العقلاء تصديق مثل هذه المسرحية التي لا تتواجد إلا في البلدان التي يتواجد فيها الأمريكان والصهاينة أو البلدان ذات الأنظمة التابعة والبلدان المفتوحة الأبواب ( الأصح المحطمة الأبواب ) لجميع مافيات ومخابرات وعصابات ولصوص العالم .
إن سعة تواجد تنظيم القاعدة هي كسعة الطموحات الأمريكية والغربية والأسرائيلية وتتنوع مطاليبه بحسب الدولة المراد فرض قضية ما فيها فهي في مصر غيرها عن فرنسا أو اليمن أو العراق . وأصبح التنظيم المصنع أمريكيا في الحرب الأفغانية ضد التواجد العسكري السوفيتي في نهاية سبعينيات القرن الماضي هو العدو الوهمي العالمي الجديد في زمن العولمة وأصبح تنظيم شبكي عالمي وإطار تواجده في الدول العربية والأسلامية والأفريقية ( وهي بلدان الطاقة و المواد الأولية الأساسية ومناطق الأستعمار القديم والجديد والمنطقة الجغرافية للأهداف المستقبلية للصهيونية العالمية , وأكثر البلدان إستيرادا للأسلحة والمعدات الحربية ) وعبره وحده كان وسيكون التواجد العسكري الدائم لقوى الغرب الرأسمالي وممارسة الجريمة بأقصى مدياتها لتحقيق هذا الهدف .
كيف يمكن التصديق بأن هذا التنظيم يستهدف الأمريكان والصهاينة وهو يفجر المتظاهرين في باكستان المتظامنين مع الشعب الفلسطيني في يوم القدس أو يفجر تظاهرة الموصل المتضامنة مع غزة ويشن حملاته العدائية ضد حماس (الحركة الأسلامية الفلسطينية وهي سنية المذهب !!) .. ولماذا لا يقوم بعملياته في إسرائيل ؟
إن الحملات الدعائية الغربية لتنظيم القاعدة والأرهاب العالمي تستند الى مبدأ إستغباء شعوبها و شعوب العالم أجمع في محاولة لرسم صورة للعدو الجديد وجعله عدوّها الأساسي رغم إنها لم تعشه مطلقا في حياتها اليومية قبل عصر العولمة .. إن عملية صناعة عدو جديد لم تكن بالأمر الهيّن خاصة وإن طبائع البشر لا تتغير بسنوات معدودة وليس هناك أعداء أشباح بل بشر أيضا تطورت صراعاتهم وصنعت حوادث التاريخ بعد ظهور الملكيات الخاصة من الكهوف الصغيرة مرورا بمياه السقي والأراضي الزراعية وصولا الى الأوطان وما في دواخلها وكانت فتوحاتنا الأسلامية والحروب الصليبية والأستعمار القديم والجديد لا يحيد عن هذه القاعدة ومازال الأستعمار وماكنته الصناعية تستهلك المواد الأولية والنفط والغابات والمياه ومن أجلها صنعت السفن والبوارج وصنعت الصواريخ العابرة للقارات وجميع أسلحة الدمار الشامل وكل ذلك كان متوازيا مع الأفكار والنظريات والدعاية والكذب والتضليل وصنعت الطوائف والأديان والملل والأحزاب والنقابات ولكل منها من يواجهها ولها عدوّها الخاص الواضح والصريح .. وفي الحروب يكون العدو شاهرا عصاته أو سيفه أو بندقيته ويريد إحتلال الأرض والوطن والحق الذي لا يستحقه .. وفي جميع الحالات فالعدو يمتلك الرغبة في السيطرة والأمتلاك والغنائم .. فكيف يمكن صناعة العدو الوهمي دون كل هذه المصالح والأطماع .
ولكن الغرب يريد أن يصنع هذا العدو وقد صنعه وهو يمارس جرائمه ولكن بمعادلة مقلوبة .. الرجوع عنها تعني نهاية العالم الرأسمالي بأكمله والأستمرار به يجلب لهم أراضي العالم ومياهه ونفطه ويبقى هو بعيدا عن الشبهات لأنه هو وحده العدو وهو وحده من يدير دفة الحروب والصراع دون مقاومة تذكر .
ونحن نعيش اليوم في عالم غربي ترتكز موضوعاته وإعلامه وإجراءاته القانونية والأقتصادية تحت أربعة أركان أساسية يراد لها أن تكون أساسا لثقافة عالمية جديدة وتوجهات فكرية تصطبغ بها مجمل دول الغرب وهي العولمة والأسلام (لايت ) والأرهاب ومايسمى بصراع الحضارات .
ويكمن التوجه الأستراتيجي الغربي بوضع العدو المصنع ليتلائم في المواجهة وفق هذه الأركان الأربعة .. لمواجهة طروحات العولمة الأقتصادية و العسكرية والسياسية يتخذ هذا العدو المصنع أسلوب الجريمة المنظمة ( العولمية ) العابرة للأوطان والقابلة على الأنتشار وفق صيغ فكريّة ودينية وسياسية ملائمة لذا وجدوا الواجهة المناسبة التي تتلائم مع هذه المواصفات في الأسلام ولكن بصيغ طائفية وإجرامية وله القدرة على يبرير حرب الأبادة الجماعية بحق المدنيين ليكون الغرب الأستعماري هو المنقذ والمخلص والحكم في النهاية .. ومواجهة الأسلام (لايت) كبديلا عن هذا الأسلام العنفي الإجرامي التكفيري.
رغم معرفتهم بأن الأثنين لا يمتوا الى الأسلام بشيء وهو ما يخدم الطروحات الأسرائيلية والصهيونية بأنهم ضحايا لأعداء متوحشون يستندون الى دين إجرامي ومتخلف وهم حمامات سلام يستوجب على الغرب حمايتهم وإعتبار جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني عمليات دفاعا عن النفس ..
أما صراع الحضارات فيتم مواجهته بيافطة صراع الأديان أو حوار الأديان أو الصراعات الطائفية المفتعلة وهي توجهات إستراتيجية سياسية لأبعاد مفاهيم الصراع الطبقي على المستوى العالمي .. وإستبدال الصراع الطبقي الداخلي الى صراع الطوائف ولتنتهي مطالب العمال والفلاحين والكادحين الى مطالب الطائفة التي أوجد الأحتلال في العراق مثلا تعبيرا عنه بأركان العملية السياسة للأحتلال . فلم تعد الأمبريالية والأستعمار عدوة الشعوب وسارقة ثرواتها بل أصبح عدو الوطن والشعب هو الأرهابي المتخفي والذي يرتكب الجرائم دون عوائق ويهرب من أحصن السجون وأمنعها .. الأرهاب الذي لا يرى بالعين الغربية إلا بكونه الأسلامي المتطرف .
بهذه المفاهيم الفكرية والأستراتيجية تحاول الأمبريالية الجديدة أن تدفع بشعوب العالم والشعب العراقي واحدا منهم للتخلي عن جميع المفاهيم السياسية العلمية والمنطق السياسي وعن كامل خزين التجربة التاريخية للحركات السياسية والتنظيمات والفكر السياسي حتى لم تعد مفاهيم ( كالسياسة تعبير عن المصالح ) أو ( الحرب تعبير عن السياسة بوسائل أخرى ) أو بديهيات الصراع الطبقي بل وحتى التفسير التاريخي والعلمي للحروب التاريخية في أزمان الحروب الصليبية أو الفتوحات الأسلامية .
وتجري عملية فرض القناعات الجديدة بتقبل الخطط العولمية الأقتصادية في السياسة الخارجية وتقبل حروب الأبادة الجماعية وإستخدام الأسلحة المحرمة دوليا و تحويل المنظمات الدولية الى هيئات مكملة ومساندة لهذه التوجهات وكل ذلك يسير بواجهات حقوق الأنسان والديمقراطية وأيضا حريّة السوق .
ومن يعارض ذلك فهو مساند للأرهاب العالمي وتنظيم القاعدة ويتحمل مسؤولية الجرائم بحق المدنيين .. وأصبحت المقاومة الوطنية كلمة مترادفة مع الجريمة والأرهاب وتشترك صحافة النظم العربية التابعة ومحطات الدعاية المرئية والمسموعة في إشاعة وإعلان فصول المسرحيات والتأكيد على إن هناك تنظيم إسمه القاعدة يمتلك شبكة عالمية منظمة على أعلى طراز من التنظيم السياسي والعسكري ( دون الأعتماد على الجماهير !! ) ويمتلك مؤسسات لتصنيع المتفجرات (أي إنه يضم في صفوفه مكتشفين وعلماء ) وهذه المتفجرات التي يمكن حملها في الملابس الداخلية وتتعدى سيطرات المطار في أمستردام (التي تتعهدها شركة إسرائيلية خاصة ! )
( !) وترسل الطرود الملغمة الى رؤساء الغرب من اليمن !! عبر الأمارات التي تخلو من الموساد ! ! (وقد نسي العالم عملية الموساد في الأمارات بأغتيال القائد الفلسطيني المبحوح .. )
وعمليات الأستغباء ليست لها منطق ولا حدود وتعتمد على قادة الأنظمة العربية التابعة في تزويق مخططات مثل هذه التوجهات الأستراتيجية الأمريكية والغربية وكذلك الأعلام الرسمي التابع له.
إن عملية الأستغباء لم تدوم طويلا وليست لها القدرة على على محاججة منطق الحياة والتاريخ وبات أخصائيوا الأرهاب عاجزين عن الأجابة على الأسئلة التي تتعلق بمن وراء هذه الجرائم ومقاصدها وإن كان الأسلام كديانة يمتلك الحجة على إرتكاب الجرائم ولماذا في هذا الوقت ؟
لذا كان لزاما على صناع هذا العدو أن يرسموا صورة جديدة له وهو ما يسمونه بالجيل الثالث من تنظيم القاعدة وهو الخلايا النائمة التي تشرب الكحول وترتاد دور الدعارة ولا يذهبون الى الجوامع وحليقي الذقون ويرتدون الملابس الحديثة ..الخ .***
وهو مؤشر للمخاطر الكبيرة التي سيتعرض لها معارضوا الحرب واللاجئين العرب والعراقيين المعادين للأحتلال المقيمين في الغرب بحجة إنتماءهم لتنظيم القاعدة وهو أيضا مدخل لتبرير حالة مرتكبي الجرائم الذين تكتشف جرائمهم أو عند إلقاء القبض عليهم .
وفي جميع الحالات فان صفاقة الأمبرياليين الجدد قد وصلت الحد الذي تعلن فيه النوايا الأستعمارية دون أي حساب يذكر للرأي العام الداخلي في بلدانها ولا للرأي العام العالمي الذي تسيره السياسة الأمريكية دون معارضة مؤثرة ولا خيار أمام الشعوب ضحية هذا الأرهاب وهذه الياسة الأستراتيجية الأجرامية سوى مقاومة الوجود الأستعماري وخلاياه الأرهابية ..
نزار رهك
العالم الغربي يعلن النفير العام الأمني ويدق أجراس الخطر الأرهابي القادم من الشرق الأسلامي وقبله نفيرا حضاريا ضد المظاهر الدينية الأسلامية ..متوازية مع حرب الأمريكان والغربيين في أفغانستان والعراق وطبول الحرب القادمة ضد إيران واليمن والصومال والسودان .. ولم تجد الشركات الغربية سوقا لمنتجاتها سوى سوق السلاح ولا إستثمارات مربحة إلا في الدول المدمرة بالحرب .. الحرب هي المنقذ الوحيد من الأزمة الأقتصادية في العالم الرأسمالي في زمن العولمة .
العالم كله مهدد من قبل مجرم وإرهابي إسمه تنظيم القاعدة .. وهذا العالم لا يعرف لماذا يعادي هذا التنظيم العالم كله إعلاميا .. وهوعمليا يمارس الجريمة بأقصى مدياتها ضد المدنيين الأبرياء .. إنه العدو الجديد المصطنع الذي يفسح في المجال لمضاده المصنّع للأحتفاظ بترسانته العسكرية التاريخية المتراكمة منذ الحرب الباردة والأستمرار في التسلح والتطور التسليحي والشروع بالأستعمار الجديد , وخوض الحرب الوهمية للحفاظ على مصدر الأرباح المليارية الخيالية من صفقات تسليح الدول التي ( يهددها الأرهاب ) مع الحفاظ على التفوق الأستراتيجي العسكري للصهاينة وعلى سكة متوازية .
إن هذا العدو المصنّع يصلح أن يكون مدخلا وموازيا أخلاقيا وساتر يغطي جرائم النظام العالمي الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الرأسمالي .. إن العدو المصنّع الجديد هو الأسلام السياسي الأرهابي الذي يجب أن يتخذ حسب مواصفات مصنعه أن يكون مختبئا وخارج عن القانون الجنائي والأنساني وسريّة قادته تتبع سيناريوهات الجرائم المرتكبة وتوجيه أغراض الجريمة لتستجيب للأستراتيجية الأستعمارية للنظام العالمي الجديد .
لقد تناولنا ماهيّة هذا العدو المصنّع في عدّة من المقالات السابقة * وكذلك تناول العديد من الكتاب علاقات القاعدة المشبوهة بالصهيونية العالمية واليمين الغربي والكثير فنّد العمليات الأجراميّة ومجرمي القاعدة الوهميين والمصنّعين وقد شخصوا
إن الأسلوب التي تتبعه القاعدة هو حرب العصابات دون أن تحدد لها عدوّا واضحا ، فهم بالضد من الجميع وإعلاميا ضد الأحتلال ( الصهيو-صليبي كما يسموه في بياناتهم الألكترونية ومحطاتهم الفضائية التي نشأت مع نشوئهم ) وعمليا يمارسون القتل العمد ضد شعوب البلدان التي يتواجدون فيها وفي العراق يمارسون حرب الأبادة المنظمة ضد أبناء الشعب العراقي ، فهم ضد الشيعة ( الروافض ، الصفويين ، ...) 60% وضد السنة العراقيين لأنهم غير مطيعين لهم 30% وضد المسيحيين والأزيدية والصابئة والشبك 10% ( نصرانيون ، مارقون ، كفرة ...) ( النسب المئوية المذكورة غير دقيقة وهي فقط على سبيل المثال وليس الحصر ).
وقد أشار الكاتب والصحفي الألماني يوركن تودنهوفر في كتابه (لماذا يقتل زيد ؟) وفي لقاءاته بعناصر المقاومة العراقية إنهم كانوا يبيعون أشرطة العمليات العسكرية ضد الأرتال العسكرية الأمريكية لتنظيم القاعدة لقاء مبالغ كبيرة ويتم عرضها في المحطات الفضائية والأنترنت بأسم تنظيم القاعدة .) ** ثم توجهت بعد ذلك لتصفية رجال المقاومة الوطنية وعناصرها وقتل عوائلهم وأقربائهم .
هل يعقل أن تكون هناك قوة سياسية وعسكريّة تتواجد على أرض تريد إبادة سكانها ؟ هل أوجد التاريخ منذ آلاف السنين في الشرق والغرب مثل هكذا قوة سياسية ، هدفها إبادة شعبها بيديها وتعلن عن ذلك صراحة وجهارا ؟
وهل على العقلاء تصديق مثل هذه المسرحية التي لا تتواجد إلا في البلدان التي يتواجد فيها الأمريكان والصهاينة أو البلدان ذات الأنظمة التابعة والبلدان المفتوحة الأبواب ( الأصح المحطمة الأبواب ) لجميع مافيات ومخابرات وعصابات ولصوص العالم .
إن سعة تواجد تنظيم القاعدة هي كسعة الطموحات الأمريكية والغربية والأسرائيلية وتتنوع مطاليبه بحسب الدولة المراد فرض قضية ما فيها فهي في مصر غيرها عن فرنسا أو اليمن أو العراق . وأصبح التنظيم المصنع أمريكيا في الحرب الأفغانية ضد التواجد العسكري السوفيتي في نهاية سبعينيات القرن الماضي هو العدو الوهمي العالمي الجديد في زمن العولمة وأصبح تنظيم شبكي عالمي وإطار تواجده في الدول العربية والأسلامية والأفريقية ( وهي بلدان الطاقة و المواد الأولية الأساسية ومناطق الأستعمار القديم والجديد والمنطقة الجغرافية للأهداف المستقبلية للصهيونية العالمية , وأكثر البلدان إستيرادا للأسلحة والمعدات الحربية ) وعبره وحده كان وسيكون التواجد العسكري الدائم لقوى الغرب الرأسمالي وممارسة الجريمة بأقصى مدياتها لتحقيق هذا الهدف .
كيف يمكن التصديق بأن هذا التنظيم يستهدف الأمريكان والصهاينة وهو يفجر المتظاهرين في باكستان المتظامنين مع الشعب الفلسطيني في يوم القدس أو يفجر تظاهرة الموصل المتضامنة مع غزة ويشن حملاته العدائية ضد حماس (الحركة الأسلامية الفلسطينية وهي سنية المذهب !!) .. ولماذا لا يقوم بعملياته في إسرائيل ؟
إن الحملات الدعائية الغربية لتنظيم القاعدة والأرهاب العالمي تستند الى مبدأ إستغباء شعوبها و شعوب العالم أجمع في محاولة لرسم صورة للعدو الجديد وجعله عدوّها الأساسي رغم إنها لم تعشه مطلقا في حياتها اليومية قبل عصر العولمة .. إن عملية صناعة عدو جديد لم تكن بالأمر الهيّن خاصة وإن طبائع البشر لا تتغير بسنوات معدودة وليس هناك أعداء أشباح بل بشر أيضا تطورت صراعاتهم وصنعت حوادث التاريخ بعد ظهور الملكيات الخاصة من الكهوف الصغيرة مرورا بمياه السقي والأراضي الزراعية وصولا الى الأوطان وما في دواخلها وكانت فتوحاتنا الأسلامية والحروب الصليبية والأستعمار القديم والجديد لا يحيد عن هذه القاعدة ومازال الأستعمار وماكنته الصناعية تستهلك المواد الأولية والنفط والغابات والمياه ومن أجلها صنعت السفن والبوارج وصنعت الصواريخ العابرة للقارات وجميع أسلحة الدمار الشامل وكل ذلك كان متوازيا مع الأفكار والنظريات والدعاية والكذب والتضليل وصنعت الطوائف والأديان والملل والأحزاب والنقابات ولكل منها من يواجهها ولها عدوّها الخاص الواضح والصريح .. وفي الحروب يكون العدو شاهرا عصاته أو سيفه أو بندقيته ويريد إحتلال الأرض والوطن والحق الذي لا يستحقه .. وفي جميع الحالات فالعدو يمتلك الرغبة في السيطرة والأمتلاك والغنائم .. فكيف يمكن صناعة العدو الوهمي دون كل هذه المصالح والأطماع .
ولكن الغرب يريد أن يصنع هذا العدو وقد صنعه وهو يمارس جرائمه ولكن بمعادلة مقلوبة .. الرجوع عنها تعني نهاية العالم الرأسمالي بأكمله والأستمرار به يجلب لهم أراضي العالم ومياهه ونفطه ويبقى هو بعيدا عن الشبهات لأنه هو وحده العدو وهو وحده من يدير دفة الحروب والصراع دون مقاومة تذكر .
ونحن نعيش اليوم في عالم غربي ترتكز موضوعاته وإعلامه وإجراءاته القانونية والأقتصادية تحت أربعة أركان أساسية يراد لها أن تكون أساسا لثقافة عالمية جديدة وتوجهات فكرية تصطبغ بها مجمل دول الغرب وهي العولمة والأسلام (لايت ) والأرهاب ومايسمى بصراع الحضارات .
ويكمن التوجه الأستراتيجي الغربي بوضع العدو المصنع ليتلائم في المواجهة وفق هذه الأركان الأربعة .. لمواجهة طروحات العولمة الأقتصادية و العسكرية والسياسية يتخذ هذا العدو المصنع أسلوب الجريمة المنظمة ( العولمية ) العابرة للأوطان والقابلة على الأنتشار وفق صيغ فكريّة ودينية وسياسية ملائمة لذا وجدوا الواجهة المناسبة التي تتلائم مع هذه المواصفات في الأسلام ولكن بصيغ طائفية وإجرامية وله القدرة على يبرير حرب الأبادة الجماعية بحق المدنيين ليكون الغرب الأستعماري هو المنقذ والمخلص والحكم في النهاية .. ومواجهة الأسلام (لايت) كبديلا عن هذا الأسلام العنفي الإجرامي التكفيري.
رغم معرفتهم بأن الأثنين لا يمتوا الى الأسلام بشيء وهو ما يخدم الطروحات الأسرائيلية والصهيونية بأنهم ضحايا لأعداء متوحشون يستندون الى دين إجرامي ومتخلف وهم حمامات سلام يستوجب على الغرب حمايتهم وإعتبار جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني عمليات دفاعا عن النفس ..
أما صراع الحضارات فيتم مواجهته بيافطة صراع الأديان أو حوار الأديان أو الصراعات الطائفية المفتعلة وهي توجهات إستراتيجية سياسية لأبعاد مفاهيم الصراع الطبقي على المستوى العالمي .. وإستبدال الصراع الطبقي الداخلي الى صراع الطوائف ولتنتهي مطالب العمال والفلاحين والكادحين الى مطالب الطائفة التي أوجد الأحتلال في العراق مثلا تعبيرا عنه بأركان العملية السياسة للأحتلال . فلم تعد الأمبريالية والأستعمار عدوة الشعوب وسارقة ثرواتها بل أصبح عدو الوطن والشعب هو الأرهابي المتخفي والذي يرتكب الجرائم دون عوائق ويهرب من أحصن السجون وأمنعها .. الأرهاب الذي لا يرى بالعين الغربية إلا بكونه الأسلامي المتطرف .
بهذه المفاهيم الفكرية والأستراتيجية تحاول الأمبريالية الجديدة أن تدفع بشعوب العالم والشعب العراقي واحدا منهم للتخلي عن جميع المفاهيم السياسية العلمية والمنطق السياسي وعن كامل خزين التجربة التاريخية للحركات السياسية والتنظيمات والفكر السياسي حتى لم تعد مفاهيم ( كالسياسة تعبير عن المصالح ) أو ( الحرب تعبير عن السياسة بوسائل أخرى ) أو بديهيات الصراع الطبقي بل وحتى التفسير التاريخي والعلمي للحروب التاريخية في أزمان الحروب الصليبية أو الفتوحات الأسلامية .
وتجري عملية فرض القناعات الجديدة بتقبل الخطط العولمية الأقتصادية في السياسة الخارجية وتقبل حروب الأبادة الجماعية وإستخدام الأسلحة المحرمة دوليا و تحويل المنظمات الدولية الى هيئات مكملة ومساندة لهذه التوجهات وكل ذلك يسير بواجهات حقوق الأنسان والديمقراطية وأيضا حريّة السوق .
ومن يعارض ذلك فهو مساند للأرهاب العالمي وتنظيم القاعدة ويتحمل مسؤولية الجرائم بحق المدنيين .. وأصبحت المقاومة الوطنية كلمة مترادفة مع الجريمة والأرهاب وتشترك صحافة النظم العربية التابعة ومحطات الدعاية المرئية والمسموعة في إشاعة وإعلان فصول المسرحيات والتأكيد على إن هناك تنظيم إسمه القاعدة يمتلك شبكة عالمية منظمة على أعلى طراز من التنظيم السياسي والعسكري ( دون الأعتماد على الجماهير !! ) ويمتلك مؤسسات لتصنيع المتفجرات (أي إنه يضم في صفوفه مكتشفين وعلماء ) وهذه المتفجرات التي يمكن حملها في الملابس الداخلية وتتعدى سيطرات المطار في أمستردام (التي تتعهدها شركة إسرائيلية خاصة ! )
( !) وترسل الطرود الملغمة الى رؤساء الغرب من اليمن !! عبر الأمارات التي تخلو من الموساد ! ! (وقد نسي العالم عملية الموساد في الأمارات بأغتيال القائد الفلسطيني المبحوح .. )
وعمليات الأستغباء ليست لها منطق ولا حدود وتعتمد على قادة الأنظمة العربية التابعة في تزويق مخططات مثل هذه التوجهات الأستراتيجية الأمريكية والغربية وكذلك الأعلام الرسمي التابع له.
إن عملية الأستغباء لم تدوم طويلا وليست لها القدرة على على محاججة منطق الحياة والتاريخ وبات أخصائيوا الأرهاب عاجزين عن الأجابة على الأسئلة التي تتعلق بمن وراء هذه الجرائم ومقاصدها وإن كان الأسلام كديانة يمتلك الحجة على إرتكاب الجرائم ولماذا في هذا الوقت ؟
لذا كان لزاما على صناع هذا العدو أن يرسموا صورة جديدة له وهو ما يسمونه بالجيل الثالث من تنظيم القاعدة وهو الخلايا النائمة التي تشرب الكحول وترتاد دور الدعارة ولا يذهبون الى الجوامع وحليقي الذقون ويرتدون الملابس الحديثة ..الخ .***
وهو مؤشر للمخاطر الكبيرة التي سيتعرض لها معارضوا الحرب واللاجئين العرب والعراقيين المعادين للأحتلال المقيمين في الغرب بحجة إنتماءهم لتنظيم القاعدة وهو أيضا مدخل لتبرير حالة مرتكبي الجرائم الذين تكتشف جرائمهم أو عند إلقاء القبض عليهم .
وفي جميع الحالات فان صفاقة الأمبرياليين الجدد قد وصلت الحد الذي تعلن فيه النوايا الأستعمارية دون أي حساب يذكر للرأي العام الداخلي في بلدانها ولا للرأي العام العالمي الذي تسيره السياسة الأمريكية دون معارضة مؤثرة ولا خيار أمام الشعوب ضحية هذا الأرهاب وهذه الياسة الأستراتيجية الأجرامية سوى مقاومة الوجود الأستعماري وخلاياه الأرهابية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق