محلل أميركي يحذر من المرتزقة
العراقيين التي تقاتل الآن في سورية
براين دونغ
عن صحيفة وورلد تربيون
حذر محلل أميركي من ان المجوعات المسلحة
العراقية التي تقاتل الآن في سورية سرعان ما ستعود الى العراق لمواصلة القتال من
اجل اقامة اقليم سني او حتى دولة مستقلة مرتبطة بالدولة السورية
الجديدة.
وقال براين دونغ في مقال له بصحيفة وورلد
تربيون الاميركية المتخصصة بالشؤون الاستراتيجية العالمية ان الحرب الاهلية تحتدم
في سورية منذ اكثر من سنة، بعد ان تحول احتجاج سلمي الى تمرد مسلح.
وقال دونغ ان في الشهور الاخيرة، اصبحت
المجموعات المتمردة اكثر فاعلية وظهرت وحدات مسلحة متنوعة. لكن هذه المجموعات
والوحدات ليس لديها مشتركات الا القليل مع معارضة نظام الأسد، وولاؤها الى اي بنية
قيادية، ومن بينها حكومة الظل التي شكلت مؤخرا، أمر مشكوك فيه.
ورأى المحلل أن "هذا الوضع نذير سيء
لامكانية اجراء انتقال سلس الى حكومة جديدة. ويبدو ان حقبة اقتتال داخلي طويل الأمد
أمر لا مفر منه، يشبه الى حد كبير الوضع الذي تشهده ليبيا ما بعد القذافي. ولربما
ان وضعا بالحجم نفسه من الاهمية وبالارباك نفسه له ما يعنيه للاستقرار الاقليمي".
وتساءل الكاتب "ما الذي نتوقعه من هذه المجموعات حال سقوط الاسد؟ الى اين ستمضي ومن
الذي سيدعمها؟".
ويتابع دونغ قائلا "ما أعقب سقوط العقيد
معمر القذافي من السلطة في ليبيا العام الماضي يقدم صورة مفيدة موازية. فالقوى
الموالية للقذافي ضمت آلاف الطوارق ـ وهم شعب شمال افريقيا الاصليون الذين قاتلوا
الغزاة العرب قبل قرون مضت والغزاة الفرنسيين في القرن التاسع عشر".
وذكر "بعد انهيار القذافي، فر الطوارق الى
الجنوب حيث سيطروا على اجزاء من شمال مالي". ووجد أن "المجموعات المسلحة السورية،
بعد أن تجد نفسها وقد حققت انتصارا على الاسد، قد تكون تواقة الى مواصلة عملها في
أماكن اخرى ـ اما لأسباب ايديولوجية أو لأسباب مالية".
ولفت دونغ الى ان "الحماس الديني صار أكثر
وضوحا مع تواصل القتال وارتكاب الفظائع. اذ تنقل تقارير ان المجموعات المسلحة أسست
شرطة دينية على الطراز السعودي (المطاوعين) في بعض المناطق التي يسيطر عليها
المتمردون، ما يشير الى موقف متشدد ولربما الى نفوذ اجنبي ايضا. وقد تجتذبهم
الاراضي المجاورة للبنان والعراق".
وأردف ان "الشيعة اللبنانيين يدعمون الاسد
ديبلوماسيا وعدد ضئيل من مقاتلي حزب الله يعملون في قواته. والسنة اللبنانيون، من
الجهة الاخرى، يعملون على تهريب السلاح الى المجموعات المتمردة السورية". وكما هو
متوقع، بحسب الكاتب "امتد القتال الطائفي الى لبنان ـ على الرغم من انه حتى الآن في
مستويات محدودة فقط".
وأفاد دونغ بأن "دول الخليج السنية قد ترى
بسقوط الأسد فرصة لتحجيم امتداد "الهلال الشيعي" من ايران الى لبنان. ومع ذلك،
يتمتع حزب الله بقاعدة شعبية صلبة وقوة عسكرية هائلة، ما يجعل من السهل بالنسبة له
استهداف المخططات السعودية". على هذا الاساس، رجح الكاتب أن يكون "العراق مسرح
العمليات المستقبلي. فالاقتتال الطائفي قد بدأ فيه منذ أن نزعت الولايات المتحدة عن
الاقلية السنية احتكارها لشؤون البلد الوطنية الذي تمتعت به منذ استقلال البلد بعد
الحرب العالمية الاولى".
ولاحظ ان "السنة العراقيين يشنون حملات
تفجير ضد الحكومة الشيعية ببغداد، ويكاد يكون من المؤكد انهم يحصلون في هذا على دعم
من دول الخليج السنية، فيما ينخرط بعض السنة العراقيين في القتال داخل سورية
ايضا".
وعلى وفق دونغ فان "قنوات الامداد التي
كانت تأتي بالرجال والمعدات الى العراق لمحاربة القوات الاميركية تعمل الآن على
المساعدة في اسقاط الاسد. ويكاد لا يكون هناك شك في ان حركة مرورها يمكن ان تتدفق
الى العراق ثانية ما ان يرحل الاسد".
وبيّن ان "السعودية ودول خليجية سنية أخرى
منخرطة بعمق في الشؤون الاقليمية، لا سيما بصدد ايران، وستشجع المجموعات المسلحة
السورية على الانتشار ثانية داخل العراق. ففي هذا البلد بالذات ترى الدول السنية
الخطر الاكبر من السلطة الايرانية ـ الشيعية".
وقال ان "المسلحين العراقيين الموجودين
الآن في سورية سوف يعودون الى البلد بمهارات كبيرة ودعم أكثر رسوخا". وتابع ان
"هدفهم سيكون اقامة منطقة حكم ذاتي سنية او ربما حتى دولة سنية مستقلة مرتبطة بدولة
ذات غالبية سنية في سورية وبالطبع بدول الخليج السنية ايضا".
وحذر دونغ من ان "أكثر نتائج الحرب
الاهلية السورية اثارة للقلق هي انها ستكون مستودعا لمحاربين سابقين، لا تقنعهم
الحياة اليومية ومستعدين لحمل السلاح مرة أخرى في مكان ما من العالم
الاسلامي".
واختتم دونغ بقوله "ينبغي من هذا ان يعطي
للحكومتين السعودية والاميركية وقفة مثلما حدث وتحول الكثير من "المجاهدين العرب"
الذين جاؤوا الى بلدانهم من النصر في افغانستان قبل 30 عاما، ضد
أسيادهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق