السفير التركي فـي الولايات المتحدة: لن نضيع فرص استثمار النفط فـي مستعمرة كردصهيونستان رغم معارضة البيت الأبيض
أبو ظبي - ميادة العسكري
تحرير: بهاء حداد
دافع سفير تركيا في الولايات المتحدة، عن تنامي شركات
بلاده النفطية في كردستان العراق، بالقول إن أنقرة لن تضيع فرصة الحصول على الطاقة،
على الرغم من معارضة واشنطن وبغداد.
وفيما أشار الى وجود مفاوضات مع الإدارة الأميركية حول
هذا الموضوع، نوه الى أن تركيا لن تتراجع عن قرارها في التعامل مع كردستان
العراق.
وفي الوقت الذي تساءل فيه عن طبيعة الموقف الأميركي في ظل
وجود 40 شركة أميركية في كردستان العراق، اعتبر أن الشركات التركية ليست الوحيدة
التي تعمل هناك، بل إن الإقليم الشمالي يضم العديد من الشركات الأجنبية الأخرى.
ويتوجه وفد تركي رفيع إلى واشنطن أواخر الأسبوع المقبل،
في محاولة لطمأنة الولايات المتحدة بشأن التدخل المتزايد لأنقرة في كردستان العراق،
حيث من المقرر أن يعقد الجانبان الأميركي والتركي جولة من المحادثات المكثفة بشأن
النشاط المتنامي لشركات الطاقة التركية في شمال العراق، الأمر الذي أثار مخاوف وقلق
واشنطن من أن يؤدي التقارب بين أنقرة وأربيل إلى دفع بغداد أكثر بإتجاه طهران.
وفي مقابلة مع صحيفة حريت التركية اليومية، أوضح نامك تان
السفير التركي في واشنطن، النقاط الخلافية بين أنقرة وواشنطن بشأن شمال العراق،
وقال إن "تركيا والولايات المتحدة لا تنظران إلى الأمور بنفس النظرة، فيما يختص
بمسألة الموارد النفطية، وعمليات التنقيب، والكشف عن النفط في شمال العراق". في حين
أعلن السفير التركي أن "الشركات الأميركية نفسها لا تتبع توجيهات بلادهم".
وأضاف تان "يبدو أن إسراع تركيا في تنفيذ مشروعات جديدة
مع الأكراد العراقيين في شمال البلاد، لم يسر بغداد ولا واشنطن".
ومن المقرر أن يقوم فريدون سينرلي أوغلو وكيل وزارة
الخارجية التركية بزيارة إلى العاصمة الأميركية واشنطن أواخر الأسبوع المقبل،
لإجراء محادثات مع نظيره وليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الأميركي وكبار
الدبلوماسيين الآخرين، حسبما افادت الصحيفة التركية.
وسيضم الوفد الدبلوماسي التركي عددا من المسؤولين في
وزارة الطاقة، والوزارات الأخرى ذات الصلة، لإجراء محادثات مفصلة حول الأنشطة
التركية الجارية في شمال العراق.
وتساءل تان في حواره مع "حريت" التركية "هل من الممكن
لبلد تمكن من تحقيق الرخاء لمواطنيه، وتمكن من مضاعفته 3 أو 5 مرات، أن يدير ظهره
لبعض الموارد الطبيعية الموجودة في بلد مجاور له تماما"، منبها "أنا لا أتحدث هنا
عن شمال العراق فحسب، بل عن الجنوب أيضا، فالعراق يعني البلد بأكمله، وتركيا لا
يمكنها تجاهل ذلك، ولكننا نريد أن يكون لنا نشاط داخل العراق وفقا لدستوره، وعلى
أساس قانوني".
وأضاف السفير التركي، أن "واشنطن لا تشجع أنقرة على
القيام بذلك، معتبرة أن الوجود التركي في شمال العراق يساعد على تقسيم العراق".
ويجتذب شمال العراق الغني بالنفط والغاز كبرى الشركات
الأجنبية للحصول على امتيازات وعقود للتنقيب عن النفط، ونقل المنتجات النفطية إلى
الأسواق العالمية.
وبسبب فشل كل من بغداد وحكومة كردستان العراق في التوصل
إلى اتفاق حول كيفية تقاسم عائدات النفط والغاز، لا يمكن للشركات الأجنبية أن تعمل
في إقليم كردستان العراق بالتراخيص الصادرة من قبل إدارة الإقليم.
وقد تمكنت تركيا وكردستان العراق من تطوير علاقات التجارة
والطاقة بينهما في السنوات الأخيرة، ويعتقد أن يتم التوقيع قريبا على اتفاق كبير في
هذا الشأن، حيث أن هناك عددا من الشركات التركية النشطة بالفعل في شمال العراق، ما
يضيف مزيدا من الوقود على العلاقات التركية العراقي المتوترة بالفعل.
ونوه تان في حديثه مع صحيفة حريت التركية اليومية، أن
"هناك أكثر من 40 شركة أميركية في شمال العراق، وهذه حقيقة تناقض الحجج التي تقدمها
الولايات المتحدة ذاتها".
وفي تعليق له حول وجود شركات أجنبية أخرى في كردستان
العراق، قال تان "يمكنك أن تتخيل عدد الشركات التي تعمل هناك، فلماذا لا يعطون الحق
للشركات التركية في العمل هناك". وأكد "حقا إنه هراء، هم لا يقتنعون بموقفنا، ونحن
نقول لهم لا يمكنكم إقناعنا أيضا".
واستدرك "لن يكون هناك صراع حول هذه القضية، وسوف نتحدث
حول إيجاد أرضية مشتركة للتوصل إلى حل، ومع ذلك، فإنهم لو كانوا يعتقدون بأننا
سندير ظهورنا الى تلك الموارد،
ونقوم بوضع هذه الفرصة على الرف، فإنهم مخطئون". ومن
المتوقع خلال زيارة الوفد التركي إلى واشنطن أن يلتقي سينيرلي أوغلو مع وزير
الخارجية المعين جونكيري، إذا تم تحديد موعد للقائه.
وبصرف النظر عن جدول الأعمال المكثف، ستكون زيارة الوفد التركي أيضا بمثابة
إجراءات تحضيرية للزيارة المحتملة التي يتوقع أن يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب
طيب أردوغان إلى واشنطن خلال الأشهر القادمة. وعلى صعيد آخر، من المقرر أيضا أن
يزور سينيرلي أوغلو موسكو مع حلول نهاية هذا الشهر لمناقشة تطورات الأوضاع في
سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق