الرفيق حسقيل قوجمان
الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية3
في هذه الحلقة احاول ان اناقش موضوع التحول من الثورة البرجوازية الى الثورة الاشتراكية. في الحلقة السابقة بينت ان عبارة التناقض بين الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية غير صحيحة علميا لان الثورتين ليستا حركة واحدة بل حركتين منفصلتين لكل منهما تناقضها الذي يحدد اتجاه حركتها. ولكن الثورتين حركتان متعاقبتان ينبغي ان تتحول الاولى الى الثانية. ولهذا التحول من الثورة البرجوازية الى الثورة الاشتراكية تاريخ وتطور من المفيد شرحه شرحا علميا وساحاول في هذه الحلقة من المقال شرحه.
قامت الثورات البرجوازية نتيجة لتطور قوى الانتاج ونشوء طبقة برجوازية وما يرافق نشوءها من نشوء الطبقة العاملة. في النظام الاقطاعي كانت الارض اداة الانتاج الرئيسية اما في الانتاج الراسمالي فاصبحت الالة اداة الانتاج الرئيسية. اما في الانتاج الراسمالي فاصبحت الالة اداة الانتاج الرئيسية. وحتم نشوء الانتاج الراسمالي ضمن النظام الاقطاعي قيام ثورة تغير علاقات الانتاج الاقطاعية الى علاقات انتاج راسمالية ملائمة لقوى الانتاج الراسمالية. في الثورات البرجوازية الاولى لم تكن الطبقة العاملة قد تطورت بحيث تشكل جزءا بارزا فيها رغم انها ساهمت مساهمة جزئية في هذه الثورات. ففي ثورة كرومويل في بريطانيا وفي الثورة الفرنسية الكبرى لم تلعب الطبقة العاملة دورا محسوسا. اما في ثورات منتصف القرن التاسع عشر فقد اصبحت الطبقة العاملة طبقة منظمة لها نظريتها التي تهديها الى طريق نضالها المختلف عن طريق الطبقات الاخرى.
كان الدور الذي حدده قادة الطبقة العاملة في هذه الثورات هو مساندة الطبقة البرجوازية في ثورتها تمهيدا للتحول الى الثورة على الطبقة البرجوازية التي تصبح طبقة حاكمة.
عند تطور الانتاج الراسمالي من مرحلة الراسمالية التنافسية والثورة الصناعية الى مرحلة الانتاج الاحتكاري وسيطرة الراسمالية المالية في مرحلة الراسمالية الامبريالية اصبحت الطبقة العاملة اكثر تنظيما ووعيا للمسيرة الاجتماعية الحتمية. ونشات في هذه الفترة احزاب الطبقة العاملة في كل بلد راسمالي ونشات من وحدتها الاممبة الثانية فاصبح من الضروري ان تتغير سياسة الطبقة العاملة في الثورات البرجوازية.
كان لينين القائد النظري للطبقة العاملة حين حدد السياسة العمالية الضرورية في المرحلة الامبريالية من تطور الطبقة الراسمالية. كانت نظرية لينين التي اعتنقها الحزب الاشتراكي الديمقراطي البولشفي ان الطبقة العاملة بلغت من التطور والوعي والتنظيم درجة تؤهلها لقيادة الثورات البرجوازية بدلا من الطبقة الراسمالية. وبين ان الطبقة الراسمالية في هذه المرحلة لم تعد قادرة على تحقيق ثورتها تحقيقا جذريا وان الطبقة العاملة هي التي تستطيع تحقيق الثورة البرجوازية تحقيقا جذريا. اوضح لينين نظريته في كراس "تكتيكان" حيث ناقش التناقض بين سياسة الحزب البولشفي وسياسة المنشفيك حول دور الطبقة العاملة في الثورة البرجوازية.
ناضل الحزب البولشفي بقيادة لينين من اجل تحقيق قيادة الطبقة العاملة للثورة البرجوازية في روسيا ولكن الطبقة العاملة الروسية لم تفلح في قيادة الثورة البرجوازية قيادة كاملة. فنجمت عن ثورة شباط الروسية قيادة مزدوجة لفترة قصيرة هي القيادة البرجوازية التي شكلت الحكومة البرجوازية التي تلت الثورة والقيادة العمالية المتمثلة في السوفييتات. واصبح شعار الحزب البولشفي في هذه الفترة كل السلطة للسوفييتات بمعنى ان تتحق حكومة العمال والفلاحين الثورية حسب نظرية لينين. ولكن تخاذل المنشفيك الذين كانوا يشكلون قيادة السوفييتات وخضوعهم لسياسة الحكومة البرجوازية ادى الى انتهاء فترة السلطة المزدوجة لصالح الطبقة الرسمالية.
في نهاية الحرب العالمية الثانية لدى انتصار الاتحاد السوفييتي على المانيا النازية وحلفائها نشات دول الديمقراطيات الشعبية بقيادة الاحزاب الشيوعية في بلدان اوروبا الشرقية. لم تكن الديمقراطيات الشعبية في اوروبا الشرقية دولا اشتراكية. كانت حكومات من الاحزاب الشيوعية بالتحالف مع كافة القوى التي ناضلت من اجل تحرير بلدانها من الاحتلال الالماني. كانت حكومات الديمقراطية الشعبية نوعا من حكومات العمال والفلاحين الثورية كما شرحها لينين في كراس تكتيكان.
كانت دول اوروبا الشرقية وبعض الدول الاسيوية التي نجحت عند نضالها ضد المحتلين اليابانيين في الحرب العالمية الثانية دولا تقودها الاحزاب الشيوعية نحو تحقيق التحول الى الاشتراكية بمساعدة وتشجيع الاتحاد السوفييتي وشكلت هذه الدول مع الاتحاد السوفييتي المعسكر الاشتراكي.
ادى نجاح الثورة الصينية الى تشكيل الديمقراطية الشعبية في الصين لتنضم الى المعسكر الاشتراكي. كان على دول الديقراطيات الشعبية كلها ان تتجه الى العمل على القضاء على القطاع البرجوازي في بلدانها عن طريق الكفاح السلمي وليس عن طريق الثورة المسلحة. ولكن تحول السلطة السوفييتية في الاتحاد السوفييتي الى ايدي التحريفيين الخروشوفيين افسد هذا الاتجاه واصبح دور الاتحاد السوفييتى التحريفي فرض سلطته على دول اوروبا الشرقية وجعلها دولا خاضعة اقتصاديا وانتاجيا وسياسيا للاتحاد السوفييتي.
كانت الثورة البرجوازية الصينية اعظم ثورة برجوازية بقيادة الطبقة العاملة في التاريخ وكان على الدولة الديمقراطية الشعبية ان تقوم بالدور الضروري في ازاحة الراسمالية بطريقة سلمية كما يتطلبه تطور حكومات العمال والفلاحين الثورية من اجل التحول الى الاشتراكية. الا ان الحكومة الصينية فشلت في تحقيق هذه الضرورة وسارت عكس ذلك في تطوير الانتاج الراسمالي بدلا من العمل على القضاء عليه فتحولت الصين الشعبية الى الوضع الامبريالي السائد اليوم في الصين رغم ان الحزب الشيوعي التحريفي هو الحاكم الرسمي للحكومة الصينية.
ادى فشل الديمقراطيات الشعبية في اوروبا واسيا وانهيار الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي الى ان تصبح الثورات الاشتراكية كما كانت كثورات على الانظمة الراسمالية في ثورات مسلحة للاطاحة بالدول الراسمالية واقامة الانظمة الاشتراكية كما كان الامر قبل ثورة اكتوبر بضمن ذلك في الدول الراسمالية التي نشات عند تمزيق الاتحاد السوفييتي الى عدة دول راسمالية.
لا ادري اذا كان من الممكن حاليا قيام ثورات في دول منفردة كما كان الحال قبل ثورة اكتوبر وبناء الاشتراكية في قطر واحد تجاه المعارضة الهائلة المتوفرة لدى المعسكر الامبريالي العالمي وقدرته على تحطيم الثورة عسكريا فور نجاحها او قبل نجاحها وان من الضروري ان تجري ثورات راسمالية في عدة دول مجتمعة لكي تتوفر لديها القدرة على مقاومة الهجوم الامبريالي الحتمي على ثورتها. ولكن العالم اليوم يحتم نشوء الثورات الاشتراكية لانقاذ الانسانية من المصير الذي يهدد بفناء الحياة كلها على الكرة الارضية. وعلى الاحزاب الشيوعية الحقيقية التي تعتنق الماركسية نظريتها ودليلها في النضال ممن اجل تحقيق الثورات الاشتراكية والتعاون الرصين بينها من اجل قيادة الثورات الاشتراكية حيث تنضج الاحزاب الشيوعية لقيادة شعوبها في الاطاحة بطبقتها الراسمالية وانشاء دكتاتورية البروليتاريا والنضال الثوري في البلدان الاخرى من اجل منع حكوماتها الامبريالية من الهجوم على هذه الدول الاشتراكية.
في هذه الحلقة احاول ان اناقش موضوع التحول من الثورة البرجوازية الى الثورة الاشتراكية. في الحلقة السابقة بينت ان عبارة التناقض بين الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية غير صحيحة علميا لان الثورتين ليستا حركة واحدة بل حركتين منفصلتين لكل منهما تناقضها الذي يحدد اتجاه حركتها. ولكن الثورتين حركتان متعاقبتان ينبغي ان تتحول الاولى الى الثانية. ولهذا التحول من الثورة البرجوازية الى الثورة الاشتراكية تاريخ وتطور من المفيد شرحه شرحا علميا وساحاول في هذه الحلقة من المقال شرحه.
قامت الثورات البرجوازية نتيجة لتطور قوى الانتاج ونشوء طبقة برجوازية وما يرافق نشوءها من نشوء الطبقة العاملة. في النظام الاقطاعي كانت الارض اداة الانتاج الرئيسية اما في الانتاج الراسمالي فاصبحت الالة اداة الانتاج الرئيسية. اما في الانتاج الراسمالي فاصبحت الالة اداة الانتاج الرئيسية. وحتم نشوء الانتاج الراسمالي ضمن النظام الاقطاعي قيام ثورة تغير علاقات الانتاج الاقطاعية الى علاقات انتاج راسمالية ملائمة لقوى الانتاج الراسمالية. في الثورات البرجوازية الاولى لم تكن الطبقة العاملة قد تطورت بحيث تشكل جزءا بارزا فيها رغم انها ساهمت مساهمة جزئية في هذه الثورات. ففي ثورة كرومويل في بريطانيا وفي الثورة الفرنسية الكبرى لم تلعب الطبقة العاملة دورا محسوسا. اما في ثورات منتصف القرن التاسع عشر فقد اصبحت الطبقة العاملة طبقة منظمة لها نظريتها التي تهديها الى طريق نضالها المختلف عن طريق الطبقات الاخرى.
كان الدور الذي حدده قادة الطبقة العاملة في هذه الثورات هو مساندة الطبقة البرجوازية في ثورتها تمهيدا للتحول الى الثورة على الطبقة البرجوازية التي تصبح طبقة حاكمة.
عند تطور الانتاج الراسمالي من مرحلة الراسمالية التنافسية والثورة الصناعية الى مرحلة الانتاج الاحتكاري وسيطرة الراسمالية المالية في مرحلة الراسمالية الامبريالية اصبحت الطبقة العاملة اكثر تنظيما ووعيا للمسيرة الاجتماعية الحتمية. ونشات في هذه الفترة احزاب الطبقة العاملة في كل بلد راسمالي ونشات من وحدتها الاممبة الثانية فاصبح من الضروري ان تتغير سياسة الطبقة العاملة في الثورات البرجوازية.
كان لينين القائد النظري للطبقة العاملة حين حدد السياسة العمالية الضرورية في المرحلة الامبريالية من تطور الطبقة الراسمالية. كانت نظرية لينين التي اعتنقها الحزب الاشتراكي الديمقراطي البولشفي ان الطبقة العاملة بلغت من التطور والوعي والتنظيم درجة تؤهلها لقيادة الثورات البرجوازية بدلا من الطبقة الراسمالية. وبين ان الطبقة الراسمالية في هذه المرحلة لم تعد قادرة على تحقيق ثورتها تحقيقا جذريا وان الطبقة العاملة هي التي تستطيع تحقيق الثورة البرجوازية تحقيقا جذريا. اوضح لينين نظريته في كراس "تكتيكان" حيث ناقش التناقض بين سياسة الحزب البولشفي وسياسة المنشفيك حول دور الطبقة العاملة في الثورة البرجوازية.
ناضل الحزب البولشفي بقيادة لينين من اجل تحقيق قيادة الطبقة العاملة للثورة البرجوازية في روسيا ولكن الطبقة العاملة الروسية لم تفلح في قيادة الثورة البرجوازية قيادة كاملة. فنجمت عن ثورة شباط الروسية قيادة مزدوجة لفترة قصيرة هي القيادة البرجوازية التي شكلت الحكومة البرجوازية التي تلت الثورة والقيادة العمالية المتمثلة في السوفييتات. واصبح شعار الحزب البولشفي في هذه الفترة كل السلطة للسوفييتات بمعنى ان تتحق حكومة العمال والفلاحين الثورية حسب نظرية لينين. ولكن تخاذل المنشفيك الذين كانوا يشكلون قيادة السوفييتات وخضوعهم لسياسة الحكومة البرجوازية ادى الى انتهاء فترة السلطة المزدوجة لصالح الطبقة الرسمالية.
في نهاية الحرب العالمية الثانية لدى انتصار الاتحاد السوفييتي على المانيا النازية وحلفائها نشات دول الديمقراطيات الشعبية بقيادة الاحزاب الشيوعية في بلدان اوروبا الشرقية. لم تكن الديمقراطيات الشعبية في اوروبا الشرقية دولا اشتراكية. كانت حكومات من الاحزاب الشيوعية بالتحالف مع كافة القوى التي ناضلت من اجل تحرير بلدانها من الاحتلال الالماني. كانت حكومات الديمقراطية الشعبية نوعا من حكومات العمال والفلاحين الثورية كما شرحها لينين في كراس تكتيكان.
كانت دول اوروبا الشرقية وبعض الدول الاسيوية التي نجحت عند نضالها ضد المحتلين اليابانيين في الحرب العالمية الثانية دولا تقودها الاحزاب الشيوعية نحو تحقيق التحول الى الاشتراكية بمساعدة وتشجيع الاتحاد السوفييتي وشكلت هذه الدول مع الاتحاد السوفييتي المعسكر الاشتراكي.
ادى نجاح الثورة الصينية الى تشكيل الديمقراطية الشعبية في الصين لتنضم الى المعسكر الاشتراكي. كان على دول الديقراطيات الشعبية كلها ان تتجه الى العمل على القضاء على القطاع البرجوازي في بلدانها عن طريق الكفاح السلمي وليس عن طريق الثورة المسلحة. ولكن تحول السلطة السوفييتية في الاتحاد السوفييتي الى ايدي التحريفيين الخروشوفيين افسد هذا الاتجاه واصبح دور الاتحاد السوفييتى التحريفي فرض سلطته على دول اوروبا الشرقية وجعلها دولا خاضعة اقتصاديا وانتاجيا وسياسيا للاتحاد السوفييتي.
كانت الثورة البرجوازية الصينية اعظم ثورة برجوازية بقيادة الطبقة العاملة في التاريخ وكان على الدولة الديمقراطية الشعبية ان تقوم بالدور الضروري في ازاحة الراسمالية بطريقة سلمية كما يتطلبه تطور حكومات العمال والفلاحين الثورية من اجل التحول الى الاشتراكية. الا ان الحكومة الصينية فشلت في تحقيق هذه الضرورة وسارت عكس ذلك في تطوير الانتاج الراسمالي بدلا من العمل على القضاء عليه فتحولت الصين الشعبية الى الوضع الامبريالي السائد اليوم في الصين رغم ان الحزب الشيوعي التحريفي هو الحاكم الرسمي للحكومة الصينية.
ادى فشل الديمقراطيات الشعبية في اوروبا واسيا وانهيار الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي الى ان تصبح الثورات الاشتراكية كما كانت كثورات على الانظمة الراسمالية في ثورات مسلحة للاطاحة بالدول الراسمالية واقامة الانظمة الاشتراكية كما كان الامر قبل ثورة اكتوبر بضمن ذلك في الدول الراسمالية التي نشات عند تمزيق الاتحاد السوفييتي الى عدة دول راسمالية.
لا ادري اذا كان من الممكن حاليا قيام ثورات في دول منفردة كما كان الحال قبل ثورة اكتوبر وبناء الاشتراكية في قطر واحد تجاه المعارضة الهائلة المتوفرة لدى المعسكر الامبريالي العالمي وقدرته على تحطيم الثورة عسكريا فور نجاحها او قبل نجاحها وان من الضروري ان تجري ثورات راسمالية في عدة دول مجتمعة لكي تتوفر لديها القدرة على مقاومة الهجوم الامبريالي الحتمي على ثورتها. ولكن العالم اليوم يحتم نشوء الثورات الاشتراكية لانقاذ الانسانية من المصير الذي يهدد بفناء الحياة كلها على الكرة الارضية. وعلى الاحزاب الشيوعية الحقيقية التي تعتنق الماركسية نظريتها ودليلها في النضال ممن اجل تحقيق الثورات الاشتراكية والتعاون الرصين بينها من اجل قيادة الثورات الاشتراكية حيث تنضج الاحزاب الشيوعية لقيادة شعوبها في الاطاحة بطبقتها الراسمالية وانشاء دكتاتورية البروليتاريا والنضال الثوري في البلدان الاخرى من اجل منع حكوماتها الامبريالية من الهجوم على هذه الدول الاشتراكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق