الرفيق حسقيل قوجمان
حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية2
في الحلقة السابقة تحدثنا عن الثورة البرجوازية وتطورها حتى شكل الثورة الصينية. وفي هذه الحلقة نتحدث عن الثورات الاشتراكية وتاريخ تطورها. بدأ الصراع بين الطبقة الراسمالية والطبقة العاملة منذ بداية الانتاج الراسمالي وتعاظم الصراع مع تطور الانتاج الراسمالي وخصوصا بعد تحول الطبقة الراسمالية الى الطبقة الحاكمة بعد انتصار الثورات البرجوازية. لم تشخص الطبقة العاملة في البداية العدو الحقيقي والسبب الحقيقي لاستغلالها وشقائها فظنت ان الالة هي السبب فكانت نضالات الطبقة العاملة في البداية ضد الالات تقوم الطبقة العاملة خلالها بتحطيم الالات للتخلص من استغلالها. ولكن تطور الانتاج الراسمالي نجم عن وعي الطبقة العاملة بان سبب شقائها ليس الماكنة وانما الانتاج الراسمالي ذاته. في هذه المرحلة من الصراع بين الطبقة الراسمالية والطبقة العاملة نشات ضرورة نشوء نظرية للطبقة العاملة تهديها الى طريق النضال الحقيقي الصحيح والناجح في صراعها ضد الراسمالية فظهرت نظرية الطبقة العاملة على يد كارل ماركس ولو لم يظهر كارل ماركس لظهر غيره ولسميت نظرية الطبقة العاملة باسمه.
اظهرت نظرية الطبقة العاملة ان الصراع الطبقي بين الطبقة العاملة والطبقة الراسمالية هو نضال دائم بكل اشكاله الانية والاستراتيجية لا يمكن التوفيق به حتى الاطاحة بالطبقة الراسمالية وتحول الطبقة العاملة الى طبقة حاكمة. كان ذلك واضحا وما زال واضحا في البيان الشيوعي الذي كتبه ماركس وانجلز للتعبير عن الحركة الشيوعية الذي صدر سنة 1948. كان واضحا في البيان الشيوعي ان هذا الصراع يجب ان ينتهي بالثورة الاشتراكية التي تطيح بالطبقة الراسمالية لكي تصبح الطبقة العاملة هي الطبقة الحاكمة.
كان تطور الانتاج الراسمالي في عهد كارل ماركس يجري بصورة سلمية نوعما. اي ان الصراع بين الشركات والدول الراسمالية يجري عن طريق المنافسة في تطوير الانتاج وكان للدول الراسمالية مجال في التوسع على نطاق عالمي عن طريق استعمار شعوب العالم من اجل تصريف بضائعها ومن اجل نهب ثرواتها. لذلك اعتبر كارل ماركس ان على الطبقة العاملة العالمية ان تثور مجتمعة على النظام الراسمالي كله من اجل تحقيق النظام الاشتراكي على نطاق عالمي. اصدر نداءه الشهير "يا عمال العالم اتحدوا" وتشكلت الاممية الاولى على هذا الاساس، اساس ان تقوم الطبقة العاملة بثورتها الاممية. لذا سميت هذه الفترة من تاريخ النظام الراسمالي فترة المنافسة الحرة وفترة الثورة الصناعية التي ادت الى اتساع مستعمرات بريطانيا لتشمل ارجاء العالم ولم يبق للدول الراسمالية المنافسة مجال لاكتساب مستعمرات جديدة الا عن طريق اغتصابها من الاستعمار البريطاني. واصبح الانتاج القائم على المنافسة انتاجا احتكاريا قائما على اساس احتكار الانتاج الصناعي وتحطيم الشركات المنافسة.
في هذه الفترة من حياة النظام الراسمالي ظهر لينين كمنظر للطبقة العاملة. كانت الراسمالية في عهد لينين قد تحولت نهائيا الى راسمالية احتكارية في الانتاج الراسمالي واصبحت مسيطرة على كل بقعة من بقاع العالم. اصبح الصراع بين الدول الراسمالية صراعا احتكاريا في الانتاج الصناعي وصراعا حربيا في الحصول على مستعمرات جديدة. اصبحت الراسمالية العالمية في عهد لينين راسمالية استعمارية احتكارية اطلق عليها الراسمالية الامبريالية.
اصبح الصراع بين الدول الراسمالية في المرحلة الامبريالية من تاريخ النظام الراسمالي يجري بين كتل من الدول الصناعية الكبيرة المستولية على اغلبية بقاع العالم واغلبية السوق العالمية وبين كتل من الدول الامبريالية الحديثة التطور صناعيا اخذت تنافس الدول القديمة في تطورها الصناعي وتتفوق عليها وتحتاج الى الاسواق والمستعمرات لتلبية حاجاتها لا تستطع الحصول عليها عن اي طريق غير طريق الحرب على الدول القديمة المسيطرة عليها. اصبح الصراع بين هذه الكتل حربا جماعية بحيث اصبحت الحروب العالمية حروبا حتمية. في عهد الراسمالية الامبريالية اصبحت الحروب العالمية حتمية.
اصبح على لينين ان يدرس هذه الراسمالية الامبريالية بمشابهاتها بالراسمالية التنافسية التي كانت سائدة في عهد ماركس وباختلافاتها عنها. لاحظ لينين ان الفئة الصناعية من الراسمالية كانت هي السائدة على كل فئات الراسمالية في عهد الراسمالية التنافسية بينما اصبحت الفئة المالية من الراسمالية هي الفئة السائدة على كل فئات الراسمالية في عهد الراسمالية الامبريالية. كان على لينين ان يميز الفرق بين سياسة الراسمالية الصناعية في قيادة النظام الراسمالي وسياسة الراسمالية المالية في قيادة النظام الراسمالي.
في فترة الراسمالية التنافسية والثورة الصناعية كانت سياسة الراسمالية الصناعية انتاج السلع الاستهلاكية في البلاد الصناعية ذاتها والاستيلاء على الاسواق العالمية من اجل تصريف سلعها الاستهلاكية فيها. وكان على الراسمالية الصناعية وفقا لهذه السياسة ان تنهب ثروات البلدان المستعمرة وتنقلها الى بلدانها من اجل استخدامها في الانتاج الصناعي او لاستهلاكها في بلدانها. نجمت عن هذا حروب القرصنة التي سادت في هذه البلدان واصبح قادة القرصنة ابطالا قوميين نالوا اعلى الاوسمة. وتاريخ القرصنة والقرصان معروف تاريخيا.
في الفترة الامبريالية، فترة سيادة الراسمالية المالية، اصبحت سياسة الراسمالية المالية عكس سياسة الراسمالية الصناعية. فبدلا من شراء او نهب المواد الخام من اجل الصناعة في البلدان الصناعية الكبرى اخذت الراسمالية المالية تصدر الراسمال. وتصدير الراسمال يعني ان الشركات الراسمالية الكبرى بدلا من انتاج السلع الاستهلاكية في بلدانها تنتجها في بلدان المستعمرات المتاخرة. عن طريق تصدير الراسمال تستطيع الشركات شراء المواد الخام الرخيصة في المستعمرات ولا تحتاج الى تكاليف استيرادها ونقلها الى البلدان الصناعية وتستخدم العمال باجور تكون اقرب الى الصفر بالقياس الى اجور العمال في البلدان الصناعية لانتاج سلع رخيصة التكليف واستيرادها الى بلدانها باسعار عالية من اجل زيادة ارباحها. في هذه الحال اصبحت الدول الصناعية الكبرى كانها دول غير قادرة على انتاج المواد الاستهلاكية في بلدانها بل تستوردها من البلدان المستعمرة المتاخرة صناعيا.
هذا لا يعني ان الانتاج الصناعي تضاءل في البلدان الامبريالية بل ان الدول الامبريالية ركزت انتاجها على الصناعات الثقيلة وخصوصا انتاج الاسلحة اللازمة لحروبها الدائمة سواء بين الدول الراسمالية ذاتها ام ضد الشعوب المناضلة ضد استعمارها واستغلالها. لم تصدر الراسمالية المالية صناعاتها الثقيلة من اجل زيادة ارباحها كما فعلت في انتاج المواد الاستهلاكية لان نقل الصناعات الثقيلة الى المستعمرات يعني خلق امكانية استقلال الدول المتاخرة صناعيا للتحرر من خضوعها للدول الامبريالية صناعيا واقتصاديا.
وفي الفترة الامبريالية تم اقتسام العالم كله بين الدول الراسمالية الكبرى ولم يبق للدول الصناعية الناشئة مصدر للمستعمرات والاسواق غير اغتصابها بالحرب من الدول الصناعية القديمة. وهذا ادى الى حاجة الراسمالية الصناعية الى انتاج المزيد والمزيد من الاسلحة لتلبية حاجاتها للحرب وتطوير الانتاج الحربي للتفوق في المنافسة العسكرية في هذه الحروب.
كذلك ادى تحول انتاج المواد الاستهلاكية من البلدان الصناعية الى البلدان المستعمرة المتاخرة في تطورها الى نشوء طبقة عاملة في البلدان المستعمرة في الصناعات الامبريالية قبل نشوئها نشوءا طبيعيا مع نشوء وتطور الطبقة الراسمالية الوطنية في هذه البلدان وما يعنيه هذا من تطور نضالات الطبقة العاملة غير المتوقع ونشوء حركات عمالية في الحركات الوطنية في هذه البلدان مما نجم عن تطور هائل في الحركات الوطنية والعمالية المعادية للامبريالية في المستعمرات واشباه المستعمرات.
في دراسة لينين للراسمالية الامبريالية توصل الى ان الثورة الاشتراكية اصبح من الممكن ان تتحقق في بلد واحد وان بالامكان تحقيق المجتمع الاشتراكي في هذا البلد. وقد شرح لينين دراسته للراسمالية الامبريالية في كتابه المعروف "الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية". على هذا الاساس قاد لينين الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي لكي يكون جاهزا لقيادة الطبقة العاملة وحلفائها في الثورة الاشتراكية في بلد واحد وهو ما تحقق في ثورة اكتوبر الاشتراكية.
كل ما جاء اعلاه هو حقائق وقعت في المجتمع لذا فهو تاريخ التطور في المجتمع وهو التاريخ الصحيح الوحيد. وكل ما يخالف هذا التاريخ لا مكان له في التاريخ بل مصيره سلة مهملات التاريخ. اما النقاشات والخلافات في الاراء التي جاء وصفها في مقال الاماميين الثوريين فهي نقاشات حول الاراء وليست نقاشات حول وقائع التاريخ. والاراء يمكن ان تتناقش في تفسير وفهم الاحداث التاريخية ويمكن ان تتناقض فيما بينها لان الافكار هي انعكاسات الاحداث التاريخية في دماغ الانسان وهذا الانعكاس يختلف لدى انسان وانسان. فالتناقض الذي تحدث عنه المقال وهو تناقض حقيقي لانه تناقض بين اراء العناصر المتناقضة وليس تناقضا بين الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية.
في الحلقة السابقة تحدثنا عن الثورة البرجوازية وتطورها حتى شكل الثورة الصينية. وفي هذه الحلقة نتحدث عن الثورات الاشتراكية وتاريخ تطورها. بدأ الصراع بين الطبقة الراسمالية والطبقة العاملة منذ بداية الانتاج الراسمالي وتعاظم الصراع مع تطور الانتاج الراسمالي وخصوصا بعد تحول الطبقة الراسمالية الى الطبقة الحاكمة بعد انتصار الثورات البرجوازية. لم تشخص الطبقة العاملة في البداية العدو الحقيقي والسبب الحقيقي لاستغلالها وشقائها فظنت ان الالة هي السبب فكانت نضالات الطبقة العاملة في البداية ضد الالات تقوم الطبقة العاملة خلالها بتحطيم الالات للتخلص من استغلالها. ولكن تطور الانتاج الراسمالي نجم عن وعي الطبقة العاملة بان سبب شقائها ليس الماكنة وانما الانتاج الراسمالي ذاته. في هذه المرحلة من الصراع بين الطبقة الراسمالية والطبقة العاملة نشات ضرورة نشوء نظرية للطبقة العاملة تهديها الى طريق النضال الحقيقي الصحيح والناجح في صراعها ضد الراسمالية فظهرت نظرية الطبقة العاملة على يد كارل ماركس ولو لم يظهر كارل ماركس لظهر غيره ولسميت نظرية الطبقة العاملة باسمه.
اظهرت نظرية الطبقة العاملة ان الصراع الطبقي بين الطبقة العاملة والطبقة الراسمالية هو نضال دائم بكل اشكاله الانية والاستراتيجية لا يمكن التوفيق به حتى الاطاحة بالطبقة الراسمالية وتحول الطبقة العاملة الى طبقة حاكمة. كان ذلك واضحا وما زال واضحا في البيان الشيوعي الذي كتبه ماركس وانجلز للتعبير عن الحركة الشيوعية الذي صدر سنة 1948. كان واضحا في البيان الشيوعي ان هذا الصراع يجب ان ينتهي بالثورة الاشتراكية التي تطيح بالطبقة الراسمالية لكي تصبح الطبقة العاملة هي الطبقة الحاكمة.
كان تطور الانتاج الراسمالي في عهد كارل ماركس يجري بصورة سلمية نوعما. اي ان الصراع بين الشركات والدول الراسمالية يجري عن طريق المنافسة في تطوير الانتاج وكان للدول الراسمالية مجال في التوسع على نطاق عالمي عن طريق استعمار شعوب العالم من اجل تصريف بضائعها ومن اجل نهب ثرواتها. لذلك اعتبر كارل ماركس ان على الطبقة العاملة العالمية ان تثور مجتمعة على النظام الراسمالي كله من اجل تحقيق النظام الاشتراكي على نطاق عالمي. اصدر نداءه الشهير "يا عمال العالم اتحدوا" وتشكلت الاممية الاولى على هذا الاساس، اساس ان تقوم الطبقة العاملة بثورتها الاممية. لذا سميت هذه الفترة من تاريخ النظام الراسمالي فترة المنافسة الحرة وفترة الثورة الصناعية التي ادت الى اتساع مستعمرات بريطانيا لتشمل ارجاء العالم ولم يبق للدول الراسمالية المنافسة مجال لاكتساب مستعمرات جديدة الا عن طريق اغتصابها من الاستعمار البريطاني. واصبح الانتاج القائم على المنافسة انتاجا احتكاريا قائما على اساس احتكار الانتاج الصناعي وتحطيم الشركات المنافسة.
في هذه الفترة من حياة النظام الراسمالي ظهر لينين كمنظر للطبقة العاملة. كانت الراسمالية في عهد لينين قد تحولت نهائيا الى راسمالية احتكارية في الانتاج الراسمالي واصبحت مسيطرة على كل بقعة من بقاع العالم. اصبح الصراع بين الدول الراسمالية صراعا احتكاريا في الانتاج الصناعي وصراعا حربيا في الحصول على مستعمرات جديدة. اصبحت الراسمالية العالمية في عهد لينين راسمالية استعمارية احتكارية اطلق عليها الراسمالية الامبريالية.
اصبح الصراع بين الدول الراسمالية في المرحلة الامبريالية من تاريخ النظام الراسمالي يجري بين كتل من الدول الصناعية الكبيرة المستولية على اغلبية بقاع العالم واغلبية السوق العالمية وبين كتل من الدول الامبريالية الحديثة التطور صناعيا اخذت تنافس الدول القديمة في تطورها الصناعي وتتفوق عليها وتحتاج الى الاسواق والمستعمرات لتلبية حاجاتها لا تستطع الحصول عليها عن اي طريق غير طريق الحرب على الدول القديمة المسيطرة عليها. اصبح الصراع بين هذه الكتل حربا جماعية بحيث اصبحت الحروب العالمية حروبا حتمية. في عهد الراسمالية الامبريالية اصبحت الحروب العالمية حتمية.
اصبح على لينين ان يدرس هذه الراسمالية الامبريالية بمشابهاتها بالراسمالية التنافسية التي كانت سائدة في عهد ماركس وباختلافاتها عنها. لاحظ لينين ان الفئة الصناعية من الراسمالية كانت هي السائدة على كل فئات الراسمالية في عهد الراسمالية التنافسية بينما اصبحت الفئة المالية من الراسمالية هي الفئة السائدة على كل فئات الراسمالية في عهد الراسمالية الامبريالية. كان على لينين ان يميز الفرق بين سياسة الراسمالية الصناعية في قيادة النظام الراسمالي وسياسة الراسمالية المالية في قيادة النظام الراسمالي.
في فترة الراسمالية التنافسية والثورة الصناعية كانت سياسة الراسمالية الصناعية انتاج السلع الاستهلاكية في البلاد الصناعية ذاتها والاستيلاء على الاسواق العالمية من اجل تصريف سلعها الاستهلاكية فيها. وكان على الراسمالية الصناعية وفقا لهذه السياسة ان تنهب ثروات البلدان المستعمرة وتنقلها الى بلدانها من اجل استخدامها في الانتاج الصناعي او لاستهلاكها في بلدانها. نجمت عن هذا حروب القرصنة التي سادت في هذه البلدان واصبح قادة القرصنة ابطالا قوميين نالوا اعلى الاوسمة. وتاريخ القرصنة والقرصان معروف تاريخيا.
في الفترة الامبريالية، فترة سيادة الراسمالية المالية، اصبحت سياسة الراسمالية المالية عكس سياسة الراسمالية الصناعية. فبدلا من شراء او نهب المواد الخام من اجل الصناعة في البلدان الصناعية الكبرى اخذت الراسمالية المالية تصدر الراسمال. وتصدير الراسمال يعني ان الشركات الراسمالية الكبرى بدلا من انتاج السلع الاستهلاكية في بلدانها تنتجها في بلدان المستعمرات المتاخرة. عن طريق تصدير الراسمال تستطيع الشركات شراء المواد الخام الرخيصة في المستعمرات ولا تحتاج الى تكاليف استيرادها ونقلها الى البلدان الصناعية وتستخدم العمال باجور تكون اقرب الى الصفر بالقياس الى اجور العمال في البلدان الصناعية لانتاج سلع رخيصة التكليف واستيرادها الى بلدانها باسعار عالية من اجل زيادة ارباحها. في هذه الحال اصبحت الدول الصناعية الكبرى كانها دول غير قادرة على انتاج المواد الاستهلاكية في بلدانها بل تستوردها من البلدان المستعمرة المتاخرة صناعيا.
هذا لا يعني ان الانتاج الصناعي تضاءل في البلدان الامبريالية بل ان الدول الامبريالية ركزت انتاجها على الصناعات الثقيلة وخصوصا انتاج الاسلحة اللازمة لحروبها الدائمة سواء بين الدول الراسمالية ذاتها ام ضد الشعوب المناضلة ضد استعمارها واستغلالها. لم تصدر الراسمالية المالية صناعاتها الثقيلة من اجل زيادة ارباحها كما فعلت في انتاج المواد الاستهلاكية لان نقل الصناعات الثقيلة الى المستعمرات يعني خلق امكانية استقلال الدول المتاخرة صناعيا للتحرر من خضوعها للدول الامبريالية صناعيا واقتصاديا.
وفي الفترة الامبريالية تم اقتسام العالم كله بين الدول الراسمالية الكبرى ولم يبق للدول الصناعية الناشئة مصدر للمستعمرات والاسواق غير اغتصابها بالحرب من الدول الصناعية القديمة. وهذا ادى الى حاجة الراسمالية الصناعية الى انتاج المزيد والمزيد من الاسلحة لتلبية حاجاتها للحرب وتطوير الانتاج الحربي للتفوق في المنافسة العسكرية في هذه الحروب.
كذلك ادى تحول انتاج المواد الاستهلاكية من البلدان الصناعية الى البلدان المستعمرة المتاخرة في تطورها الى نشوء طبقة عاملة في البلدان المستعمرة في الصناعات الامبريالية قبل نشوئها نشوءا طبيعيا مع نشوء وتطور الطبقة الراسمالية الوطنية في هذه البلدان وما يعنيه هذا من تطور نضالات الطبقة العاملة غير المتوقع ونشوء حركات عمالية في الحركات الوطنية في هذه البلدان مما نجم عن تطور هائل في الحركات الوطنية والعمالية المعادية للامبريالية في المستعمرات واشباه المستعمرات.
في دراسة لينين للراسمالية الامبريالية توصل الى ان الثورة الاشتراكية اصبح من الممكن ان تتحقق في بلد واحد وان بالامكان تحقيق المجتمع الاشتراكي في هذا البلد. وقد شرح لينين دراسته للراسمالية الامبريالية في كتابه المعروف "الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية". على هذا الاساس قاد لينين الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي لكي يكون جاهزا لقيادة الطبقة العاملة وحلفائها في الثورة الاشتراكية في بلد واحد وهو ما تحقق في ثورة اكتوبر الاشتراكية.
كل ما جاء اعلاه هو حقائق وقعت في المجتمع لذا فهو تاريخ التطور في المجتمع وهو التاريخ الصحيح الوحيد. وكل ما يخالف هذا التاريخ لا مكان له في التاريخ بل مصيره سلة مهملات التاريخ. اما النقاشات والخلافات في الاراء التي جاء وصفها في مقال الاماميين الثوريين فهي نقاشات حول الاراء وليست نقاشات حول وقائع التاريخ. والاراء يمكن ان تتناقش في تفسير وفهم الاحداث التاريخية ويمكن ان تتناقض فيما بينها لان الافكار هي انعكاسات الاحداث التاريخية في دماغ الانسان وهذا الانعكاس يختلف لدى انسان وانسان. فالتناقض الذي تحدث عنه المقال وهو تناقض حقيقي لانه تناقض بين اراء العناصر المتناقضة وليس تناقضا بين الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق