كريم الزكي
القيادة اليمينية ودورها خلال عقود من السنين في تهديم الروح الثورية وما بناه الشيوعيين العراقيين
** التضحية بأرواح المناضلين ومسألة استلام السلطة **
إن التضحية والموت لا تخيف المناضل والمناضل يعتبره واجب يستعد لتأديته كلما كان ذلك ضرورياً في ساحاته المتعددة . ولهذا يكون الاستشهاد ملزما وضروريا لكي تسير الجماهير بالاتجاه الثوري الحقيقي , وعندما لا تكون هناك ضرورة فالاستشهاد لا يعبر إلا كونه استهتار بالنفس البشرية ، وهذا الإنسان الثوري المؤهل لكي يبني ويخدم البشرية لا لكي ينتحر . فهل التفكير في استلام السلطة أو التغيير الثوري يثير مضاجع قيادة الحزب أو يجعلها ترتجف هلعا وخوفا من مجرد التفكير باستلام السلطة . وهذا هو الأساس الذي بني عليه الحزب الشيوعي العراقي من تلك الفترة ولغاية الآن ( 1964 - 2012 , نفس الخط نفس العقلية الذيلية والقسم الأخر منها تحول الى خط التحالف مع الفاشية والبعث والقيادة الحالية تعاونت مع الأمريكان ) أنه مرض مزمن فتاك , وخير وصف كما وصفهم الشهيد سلام عادل ومكتب سكرتاريتهم في سنة 1962 بأنه سرطان في رأس الحزب
** وقيادة الحزب الشيوعي العراقي لم تفكر يوما باستلام السلطة وهي تنطلق من النهج الذي اختطته القيادة بعد (استشهاد قيادة الحزب وعلى رأسها الشهيد سلام عادل ورفاقه) أي القيادة المطرودة أصلا من الحزب والتي تمر طردها من قيادة الحزب وتم تعريتهم وهذا وفق محاضر جلسات اجتماع ( ل , م ) و (م , س ) في نهاية سنة 1962 أي بعد رجوع سلام عادل من سفره من الخارج , وهذه المجموعة كانت تشكل (مكتب سكرتارية اللجنة المركزية في حينه) وهذا هو الأساس الذي بني عليه الحزب الشيوعي العراقي من تلك الفترة ولغاية الآن ( نفس الاتجاه الذيلي (خط آب 1964) (الجبهة مع أعداء الشعب البعثيين 973) .** (الخط الانتهازي في كردستان والذي كلفنا شهداء بواسل نتيجة لتحالفات غير صحيحة وتدمير قوات الأنصار الشيوعية بالنتيجة ) ** وبعد انتفاضة آذار الباسلة التي قام بها الشعب العراقي وبدون قيادة من جهة سياسية **, ظلت قيادة الحزب تتفرج والشعب يذبح أمام أنظار كل القوى والتي كان بإمكانها الوصول الى بغداد بسهولة ولكن ...... ؟ , قيادة الحزب الشيوعي العراقي بقت مكتوفة اليدين لأن القضية ليست في حساباتها وهي التي بنت خطها ونهجها الذي بموجبه دائما تقف في الخلف . ومن هنا نستطيع القول أنه لم يسبق لها أن قامت بأية محاولة تنم عن ميل لديها لاستلام السلطة أو التغيير بالطرق الثورية ، فلماذا إذاً يسمون الحزب الذي يقودونه بحزب الشهداء ؟ وهنا لابد من الإشارة لكل المحاولات التي كانت تصب باتجاه استلام السلطة والتي وقفت قيادة الحزب تتفرج عليها .. ( المحاولة التي هزت أركان الفاشية في 3 تموز 1963 بقيادة حسن سريع لم يكن لقيادة الحزب الشيوعي العراقي علما بها وهي أي قيادة الحزب في 1964 أول من سارع وتبرأ منها في حينه في حين سارعت هذه الانتفاضة المسلحة الى حد كبير في إسقاط فاشية البعث الأولى ) ( وهناك محاولات كثيرة من شيوعيين بواسل منهم العقيد سليم الفخري ( قائد مجموعة اللجنة الثورية للشيوعيين العراقيين ) أيضا أستنكرها الحزب الشيوعي وعامل رفاقنا في اللجنة الثورية معاملة الأعداء وكنت شاهد عيان على ذلك في سجن نقرة السلمان . وكذلك محاولة مجموعة من الضباط في معسكر سعد في محافظة ديالى أيضا كانت فردية , ولهذا وبسبب الموقف السلبي والعدائي لهذه المحاولات من قيادة الحزب أدى الى انهيارها بسبب كشفها للعدو بشكل ينم على الخيانة , وكذلك لم يسمح حتى في التفكير داخل تنظيمات الحزب في مثل هذه المحاولات أصلا أو دعمها . ومن الواضح لكل الشعب العراقي أن الحزب الشيوعي في فترة الستينات وحتى سقوط حكومة عارف كان بإمكانه استلام السلطة . ولدينا المعلومات الأكيدة أن المحاولة الانقلابية التي قام بها عارف عبد الرزاق , كانت القوى الضاربة فيها من رفاقنا في حراسة الإذاعة في الصالحية وسلاح الدروع في القصر الجمهوري ومعسكر ابو غريب وحتى المرسلات الإذاعية هناك كانت تحت سيطرة رفاقنا في الخط العسكري , ولم يحاول الحزب الاستفادة من كل ذلك . في آب 1964 اجتمعت قيادة الحزب وتبنت العمل على تذويب تنظيمات الحزب في الاتحاد الاشتراكي الناصري ( حزب السلطة العارفيه ) وحل الحزب الشيوعي . ولكن وقوف كل قواعد الحزب بالضد من هذا الاتجاه حال دون ذلك بحيث غيرت القيادة نهجها 180 درجة وتبنت إسقاط السلطة فقط على الورق , وحاولت خداع الرفاق الثوريين بتشكيل خط حسين المسلح استجابة منها لإلحاح تنظيمات الحزب , وهنا الطامة الكبرى أي أن نفس القيادة التي حاولت تدمير الحزب الشيوعي وحله وتذويبه في الاتحاد الناصري هي من رفع شعار اسقاط السلطة , وكان شعاراً فقط لامتصاص المد الثوري للتنظيمات القاعدية في حزب . ولغاية نوفمبر 1967 أستعاد الحزب الشيوعي من جديد عافيته رغم الضربات الموجعة من قبل الفاشية واستشهاد خيرة قيادته في 1963 أصبح قوة تستطيع من جديد السيطرة على زمام الأمور في بغداد , في مجال التنظيمات الشبابية حقق الطلاب الشيوعيون الفوز الساحق فيها وكذلك النقابات العمالية الكبيرة كالغزل والنسيج والميكانيك والموانئ والسكك وعمال البناء بشكل تام . ولكن أيضا تم تفويت الفرصة على شعبنا للخلاص من نير الرجعية والفاشية , واحتدم الصراع من جديد بين القوى التي تريد التغيير الثوري وبين القوى اليمينية التي كانت بالأمس تتبنى مشروع حل الحزب في آب 64 . فتبين أن كل قيادة منطقة بغداد كانت مع الغيير الثوري . ( اللجنة المركزية بكاملها ضد التغيير ) عدى عزيز الحاج الذي أستغل هذا الصراع مع أحد الكوادر حسين الكمر وحقق بذلك ضربته التاريخية ( عزيز الحاج ) في تمزيق الحزب من جديد , فأستطاع عزيز الحاج كسب غالبية أعضاء منطقة بغداد وهي الهيئة القيادية لكل تنظيمات بغداد بما في ذلك اللجنة العمالية وكانت من أكبر تنظيمات الحزب في ذلك الوقت . **وكذلك فقدنا مناضلا ثوريا نبيلا وهو أحد أعضاء خط حسين المسلح خالد أحمد زكي والذي عاد من لندن وقام بذلك العمل الثوري الجبار . الذي تشهد له أهوار الجنوب ورفاقه الذين عايشوه في تلك المرحلة الثورية الصاعدة في العراق ** تمكن عزيز الحاج من شق الحزب الشيوعي الى شقين تنظيمات بغداد أكثر من 90 % وكذلك اللجنة العمالية بكامل تنظيماتها مع المنشقين . وبهذا العمل الانشقاقي أتيحت الفرصة للقوى اليمينية في اللجنة المركزية من السيطرة من جديد وكتبت لها الحياة لتعيش وتربي أجيال على شاكلتها واليوم يشهد التاريخ على ذلك ** كان الأجدر بالقوى التي ساهمت بالانشقاق العمل على عقد مؤتمر حزبي عام وهذا ممكن في ذلك الوقت وإزاحة اللجنة المركزية اليمينية وكنسها نهائيا من الميدان , ولكن الظاهر أن عزيز الحاج وحسين الكمر كانا مدفوعين من قبل قوى أخرى لتدمير الحزب وشقه والوقوف بوجه أي تغيير ثوري مرتقب .. وتبين من الممارسة العملية للدور الذي قام به عزيز الحاج واليوم هو من دعاة المشروع الأمريكي وهذا يكفي لفضح دوره التخريبي الذي قام به في نوفمبر 1967 و( تعاونه مع البعثيين في التحقيق وكوفئ على تعاونه بتعيينه سفيرا للعراق في اليونسكو لحكومة صدام مع زميله الخائن بيتر يوسف سفيرا في الخارج ) ..
** بعد الضربة القاصمة التي وجهتها السلطة الفاشية في عهد صدام , البكر , ناظم كزار , والتي راح ضحيتها المئات من رفاقنا في القيادة المركزية وكانوا من خيرة المناضلين الثوريين الشيوعيين . وبعد مرور أكثر من أربعين عاما يمكن القول بوضوح تم التقاء الدور التخريبي لعزيز الحاج مع دور القيادة الحالية اليمينية و السقوط العلني والنهائي بأحضان الامبريالية ودخولهم العملية السياسية بعد الاحتلال وتوقيع صك البراءة من الاشتراكية والشيوعية أمام الحاكم الأمريكي بول بريمر مقابل دخول قيادة الحزب في مجلس الحكم والعملية السياسية العفنة ..
ومن الجانب الأخر نرى الدور التاريخي الناصع للحركة الثورية الماركسية العراقية في محاولاتها الباسلة والجبارة التي قام بها الرفاق الثوريين في انتفاضة معسكر الرشيد الثورية بقيادة ضابط ** الصف المقدام حسن سريع ورفاقه الأبطال 3 تموز 1963 نلاحظ الفرق بين شيوعيين في قواعد الحزب ومستواهم الفكري بسيط ولكن أيمانهم بفكرهم الشيوعي كان أكبر
من قيادتنا الحالية والتي بكل سهولة قبضت صك التخلي عن نهجها الشيوعي مقابل دخولها العملية السياسية البغيضة والديمقراطية الأمريكية المزيفة !! ( سأل رئيس المحكمة الفاشية التي حاكمت ثوار حركة حسن سريع أحد الثوار وهو ( عبود البندر ) وقبل صدور الحكم أجابه الثائر عن رأيه بالشيوعية , وقال بصوت عالي أن الشيوعية هي الوصفة الطبية والعلاج الشافي لمجتمعنا , هكذا كان الثوار الشيوعيين وتحديهم للموت عكس ميوعة اللبراليين المسيطرين على قيادة الحزب الشيوعي من 1964 ولغاية الآن والذين بكل سهولة تخلو عن نهجهم وتحولوا الى حزب موالي للأمريكان !!.
وحركة معسكر سعد في 1963 واللجنة الثورية التي قادها العقيد سليم الفخري, وحركة مقدم مطيع عبد الحسين ذلك الجندي المجهول والثوري الباسل الذي كان يقود بطرية مدفعية ميدان , والثوريين الأبطال في القيادة المركزية وعلى رأسهم الأبطال شعبان كريم وحاتم سجان وصالح العسكري والكثير من البواسل الذين ضحوا في حياتهم من أجل قضية الشعب والوطن والاشتراكية ,, وهنا نقول أن استشهاد خيرة الرفاق كان ذلك ضروريا لأنهم وقعوا شهداء نتيجة المواجهة الثورية مع العدو الطبقي , ولكن الذين استشهدوا تحت ظل نهج يميني وخط تحريفي تقوده مجموعة استغلت الحزب حسب أهوائها الطبقية ونهجها الذيلي للبرجوازية ذلك يعد تفريطاً من قيادة الحزب بحياة أفضل الكوادر في مهاترات لا ضرورة لها ؟؟ سؤال يطرحه التاريخ وآلاف العراقيين الذين خرجوا من الحزب الشيوعي العراقي . ولا زال التفريط بأرواح الشيوعيين على سابق عهده مع تنامي شراسة وعسكرة الدول الامبريالية مجموعة الأطلسي الناتو والفاشية الأمريكية وديمقراطيتها المزيفة ومشروعهم الإسلامي الشرق أوسطي والذي بدأ بالعراق .
والبعض يقول :-
لذلك خشى العدو الطبقي من قوة وتنامي تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي كونه قادراً على استلام السلطة ولذلك أوقعوا به خسائر جسيمة رغم عزوفه المعروف عن استلام السلطة ،
فهل هذا هو الجواب الصحيح طبعا لا ! .
أم أن قيادة الحزب لم تستطيع الوفاء بمهامها تجاه أعضاءها وكوادرها وباقي شغيلة اليد والفكر والجماهير المؤمنة بالاشتراكية , كقيادة شيوعية مؤمنة بالاشتراكية العلمية والصراع الطبقي وحتمية انتصارها ولم تستطيع أن تكون معبرة تعبيرا ثوريا حقيقيا كونها قيادة لحزب ماركسي حقيقي , أم أن الجبن والخيانة والاندساس فيها أوصل الشيوعيين العراقيين وجماهيرهم إلا ما هم عليه , وذلك عملت قيادتهم على تدمير أي فكرة أو وجهة نظر ترنو نحو استلام السلطة . ولهذا أصبحوا حزب لبراليا ينتمي الى تشكيلة الأحزاب التي تسمى اشتراكية ديمقراطية وأداة طيعة بيد الرأسمالية ونائمين بأحضانها , ولم يبالوا بأرواح مئات الآلاف من الضحايا والشهداء وبدون أن تحس هذه القيادة بأبسط المشاعر تجاههم والعمل على تحقيق ما ناضل من أجله هؤلاء الضحايا , ومسيرة الضحايا مستمرة بوجود هكذا قيادة .... وبالنتيجة حولوا الحزب الى منظمة مجتمع مدني لا أتجاه سياسي واضح لها هدفها الأساسي كيفية الحصول على التمويل ومن أي جهة مهما كانت خلفيتها والضحك على الذقون . وهذه هي الحقيقة التي يجب الانتباه اليها والعمل على وضع حد نهائي لها وأرجاع حزب فهد سلام عادل الى نهجه الماركسي .
** التضحية بأرواح المناضلين ومسألة استلام السلطة **
إن التضحية والموت لا تخيف المناضل والمناضل يعتبره واجب يستعد لتأديته كلما كان ذلك ضرورياً في ساحاته المتعددة . ولهذا يكون الاستشهاد ملزما وضروريا لكي تسير الجماهير بالاتجاه الثوري الحقيقي , وعندما لا تكون هناك ضرورة فالاستشهاد لا يعبر إلا كونه استهتار بالنفس البشرية ، وهذا الإنسان الثوري المؤهل لكي يبني ويخدم البشرية لا لكي ينتحر . فهل التفكير في استلام السلطة أو التغيير الثوري يثير مضاجع قيادة الحزب أو يجعلها ترتجف هلعا وخوفا من مجرد التفكير باستلام السلطة . وهذا هو الأساس الذي بني عليه الحزب الشيوعي العراقي من تلك الفترة ولغاية الآن ( 1964 - 2012 , نفس الخط نفس العقلية الذيلية والقسم الأخر منها تحول الى خط التحالف مع الفاشية والبعث والقيادة الحالية تعاونت مع الأمريكان ) أنه مرض مزمن فتاك , وخير وصف كما وصفهم الشهيد سلام عادل ومكتب سكرتاريتهم في سنة 1962 بأنه سرطان في رأس الحزب
** وقيادة الحزب الشيوعي العراقي لم تفكر يوما باستلام السلطة وهي تنطلق من النهج الذي اختطته القيادة بعد (استشهاد قيادة الحزب وعلى رأسها الشهيد سلام عادل ورفاقه) أي القيادة المطرودة أصلا من الحزب والتي تمر طردها من قيادة الحزب وتم تعريتهم وهذا وفق محاضر جلسات اجتماع ( ل , م ) و (م , س ) في نهاية سنة 1962 أي بعد رجوع سلام عادل من سفره من الخارج , وهذه المجموعة كانت تشكل (مكتب سكرتارية اللجنة المركزية في حينه) وهذا هو الأساس الذي بني عليه الحزب الشيوعي العراقي من تلك الفترة ولغاية الآن ( نفس الاتجاه الذيلي (خط آب 1964) (الجبهة مع أعداء الشعب البعثيين 973) .** (الخط الانتهازي في كردستان والذي كلفنا شهداء بواسل نتيجة لتحالفات غير صحيحة وتدمير قوات الأنصار الشيوعية بالنتيجة ) ** وبعد انتفاضة آذار الباسلة التي قام بها الشعب العراقي وبدون قيادة من جهة سياسية **, ظلت قيادة الحزب تتفرج والشعب يذبح أمام أنظار كل القوى والتي كان بإمكانها الوصول الى بغداد بسهولة ولكن ...... ؟ , قيادة الحزب الشيوعي العراقي بقت مكتوفة اليدين لأن القضية ليست في حساباتها وهي التي بنت خطها ونهجها الذي بموجبه دائما تقف في الخلف . ومن هنا نستطيع القول أنه لم يسبق لها أن قامت بأية محاولة تنم عن ميل لديها لاستلام السلطة أو التغيير بالطرق الثورية ، فلماذا إذاً يسمون الحزب الذي يقودونه بحزب الشهداء ؟ وهنا لابد من الإشارة لكل المحاولات التي كانت تصب باتجاه استلام السلطة والتي وقفت قيادة الحزب تتفرج عليها .. ( المحاولة التي هزت أركان الفاشية في 3 تموز 1963 بقيادة حسن سريع لم يكن لقيادة الحزب الشيوعي العراقي علما بها وهي أي قيادة الحزب في 1964 أول من سارع وتبرأ منها في حينه في حين سارعت هذه الانتفاضة المسلحة الى حد كبير في إسقاط فاشية البعث الأولى ) ( وهناك محاولات كثيرة من شيوعيين بواسل منهم العقيد سليم الفخري ( قائد مجموعة اللجنة الثورية للشيوعيين العراقيين ) أيضا أستنكرها الحزب الشيوعي وعامل رفاقنا في اللجنة الثورية معاملة الأعداء وكنت شاهد عيان على ذلك في سجن نقرة السلمان . وكذلك محاولة مجموعة من الضباط في معسكر سعد في محافظة ديالى أيضا كانت فردية , ولهذا وبسبب الموقف السلبي والعدائي لهذه المحاولات من قيادة الحزب أدى الى انهيارها بسبب كشفها للعدو بشكل ينم على الخيانة , وكذلك لم يسمح حتى في التفكير داخل تنظيمات الحزب في مثل هذه المحاولات أصلا أو دعمها . ومن الواضح لكل الشعب العراقي أن الحزب الشيوعي في فترة الستينات وحتى سقوط حكومة عارف كان بإمكانه استلام السلطة . ولدينا المعلومات الأكيدة أن المحاولة الانقلابية التي قام بها عارف عبد الرزاق , كانت القوى الضاربة فيها من رفاقنا في حراسة الإذاعة في الصالحية وسلاح الدروع في القصر الجمهوري ومعسكر ابو غريب وحتى المرسلات الإذاعية هناك كانت تحت سيطرة رفاقنا في الخط العسكري , ولم يحاول الحزب الاستفادة من كل ذلك . في آب 1964 اجتمعت قيادة الحزب وتبنت العمل على تذويب تنظيمات الحزب في الاتحاد الاشتراكي الناصري ( حزب السلطة العارفيه ) وحل الحزب الشيوعي . ولكن وقوف كل قواعد الحزب بالضد من هذا الاتجاه حال دون ذلك بحيث غيرت القيادة نهجها 180 درجة وتبنت إسقاط السلطة فقط على الورق , وحاولت خداع الرفاق الثوريين بتشكيل خط حسين المسلح استجابة منها لإلحاح تنظيمات الحزب , وهنا الطامة الكبرى أي أن نفس القيادة التي حاولت تدمير الحزب الشيوعي وحله وتذويبه في الاتحاد الناصري هي من رفع شعار اسقاط السلطة , وكان شعاراً فقط لامتصاص المد الثوري للتنظيمات القاعدية في حزب . ولغاية نوفمبر 1967 أستعاد الحزب الشيوعي من جديد عافيته رغم الضربات الموجعة من قبل الفاشية واستشهاد خيرة قيادته في 1963 أصبح قوة تستطيع من جديد السيطرة على زمام الأمور في بغداد , في مجال التنظيمات الشبابية حقق الطلاب الشيوعيون الفوز الساحق فيها وكذلك النقابات العمالية الكبيرة كالغزل والنسيج والميكانيك والموانئ والسكك وعمال البناء بشكل تام . ولكن أيضا تم تفويت الفرصة على شعبنا للخلاص من نير الرجعية والفاشية , واحتدم الصراع من جديد بين القوى التي تريد التغيير الثوري وبين القوى اليمينية التي كانت بالأمس تتبنى مشروع حل الحزب في آب 64 . فتبين أن كل قيادة منطقة بغداد كانت مع الغيير الثوري . ( اللجنة المركزية بكاملها ضد التغيير ) عدى عزيز الحاج الذي أستغل هذا الصراع مع أحد الكوادر حسين الكمر وحقق بذلك ضربته التاريخية ( عزيز الحاج ) في تمزيق الحزب من جديد , فأستطاع عزيز الحاج كسب غالبية أعضاء منطقة بغداد وهي الهيئة القيادية لكل تنظيمات بغداد بما في ذلك اللجنة العمالية وكانت من أكبر تنظيمات الحزب في ذلك الوقت . **وكذلك فقدنا مناضلا ثوريا نبيلا وهو أحد أعضاء خط حسين المسلح خالد أحمد زكي والذي عاد من لندن وقام بذلك العمل الثوري الجبار . الذي تشهد له أهوار الجنوب ورفاقه الذين عايشوه في تلك المرحلة الثورية الصاعدة في العراق ** تمكن عزيز الحاج من شق الحزب الشيوعي الى شقين تنظيمات بغداد أكثر من 90 % وكذلك اللجنة العمالية بكامل تنظيماتها مع المنشقين . وبهذا العمل الانشقاقي أتيحت الفرصة للقوى اليمينية في اللجنة المركزية من السيطرة من جديد وكتبت لها الحياة لتعيش وتربي أجيال على شاكلتها واليوم يشهد التاريخ على ذلك ** كان الأجدر بالقوى التي ساهمت بالانشقاق العمل على عقد مؤتمر حزبي عام وهذا ممكن في ذلك الوقت وإزاحة اللجنة المركزية اليمينية وكنسها نهائيا من الميدان , ولكن الظاهر أن عزيز الحاج وحسين الكمر كانا مدفوعين من قبل قوى أخرى لتدمير الحزب وشقه والوقوف بوجه أي تغيير ثوري مرتقب .. وتبين من الممارسة العملية للدور الذي قام به عزيز الحاج واليوم هو من دعاة المشروع الأمريكي وهذا يكفي لفضح دوره التخريبي الذي قام به في نوفمبر 1967 و( تعاونه مع البعثيين في التحقيق وكوفئ على تعاونه بتعيينه سفيرا للعراق في اليونسكو لحكومة صدام مع زميله الخائن بيتر يوسف سفيرا في الخارج ) ..
** بعد الضربة القاصمة التي وجهتها السلطة الفاشية في عهد صدام , البكر , ناظم كزار , والتي راح ضحيتها المئات من رفاقنا في القيادة المركزية وكانوا من خيرة المناضلين الثوريين الشيوعيين . وبعد مرور أكثر من أربعين عاما يمكن القول بوضوح تم التقاء الدور التخريبي لعزيز الحاج مع دور القيادة الحالية اليمينية و السقوط العلني والنهائي بأحضان الامبريالية ودخولهم العملية السياسية بعد الاحتلال وتوقيع صك البراءة من الاشتراكية والشيوعية أمام الحاكم الأمريكي بول بريمر مقابل دخول قيادة الحزب في مجلس الحكم والعملية السياسية العفنة ..
ومن الجانب الأخر نرى الدور التاريخي الناصع للحركة الثورية الماركسية العراقية في محاولاتها الباسلة والجبارة التي قام بها الرفاق الثوريين في انتفاضة معسكر الرشيد الثورية بقيادة ضابط ** الصف المقدام حسن سريع ورفاقه الأبطال 3 تموز 1963 نلاحظ الفرق بين شيوعيين في قواعد الحزب ومستواهم الفكري بسيط ولكن أيمانهم بفكرهم الشيوعي كان أكبر
من قيادتنا الحالية والتي بكل سهولة قبضت صك التخلي عن نهجها الشيوعي مقابل دخولها العملية السياسية البغيضة والديمقراطية الأمريكية المزيفة !! ( سأل رئيس المحكمة الفاشية التي حاكمت ثوار حركة حسن سريع أحد الثوار وهو ( عبود البندر ) وقبل صدور الحكم أجابه الثائر عن رأيه بالشيوعية , وقال بصوت عالي أن الشيوعية هي الوصفة الطبية والعلاج الشافي لمجتمعنا , هكذا كان الثوار الشيوعيين وتحديهم للموت عكس ميوعة اللبراليين المسيطرين على قيادة الحزب الشيوعي من 1964 ولغاية الآن والذين بكل سهولة تخلو عن نهجهم وتحولوا الى حزب موالي للأمريكان !!.
وحركة معسكر سعد في 1963 واللجنة الثورية التي قادها العقيد سليم الفخري, وحركة مقدم مطيع عبد الحسين ذلك الجندي المجهول والثوري الباسل الذي كان يقود بطرية مدفعية ميدان , والثوريين الأبطال في القيادة المركزية وعلى رأسهم الأبطال شعبان كريم وحاتم سجان وصالح العسكري والكثير من البواسل الذين ضحوا في حياتهم من أجل قضية الشعب والوطن والاشتراكية ,, وهنا نقول أن استشهاد خيرة الرفاق كان ذلك ضروريا لأنهم وقعوا شهداء نتيجة المواجهة الثورية مع العدو الطبقي , ولكن الذين استشهدوا تحت ظل نهج يميني وخط تحريفي تقوده مجموعة استغلت الحزب حسب أهوائها الطبقية ونهجها الذيلي للبرجوازية ذلك يعد تفريطاً من قيادة الحزب بحياة أفضل الكوادر في مهاترات لا ضرورة لها ؟؟ سؤال يطرحه التاريخ وآلاف العراقيين الذين خرجوا من الحزب الشيوعي العراقي . ولا زال التفريط بأرواح الشيوعيين على سابق عهده مع تنامي شراسة وعسكرة الدول الامبريالية مجموعة الأطلسي الناتو والفاشية الأمريكية وديمقراطيتها المزيفة ومشروعهم الإسلامي الشرق أوسطي والذي بدأ بالعراق .
والبعض يقول :-
لذلك خشى العدو الطبقي من قوة وتنامي تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي كونه قادراً على استلام السلطة ولذلك أوقعوا به خسائر جسيمة رغم عزوفه المعروف عن استلام السلطة ،
فهل هذا هو الجواب الصحيح طبعا لا ! .
أم أن قيادة الحزب لم تستطيع الوفاء بمهامها تجاه أعضاءها وكوادرها وباقي شغيلة اليد والفكر والجماهير المؤمنة بالاشتراكية , كقيادة شيوعية مؤمنة بالاشتراكية العلمية والصراع الطبقي وحتمية انتصارها ولم تستطيع أن تكون معبرة تعبيرا ثوريا حقيقيا كونها قيادة لحزب ماركسي حقيقي , أم أن الجبن والخيانة والاندساس فيها أوصل الشيوعيين العراقيين وجماهيرهم إلا ما هم عليه , وذلك عملت قيادتهم على تدمير أي فكرة أو وجهة نظر ترنو نحو استلام السلطة . ولهذا أصبحوا حزب لبراليا ينتمي الى تشكيلة الأحزاب التي تسمى اشتراكية ديمقراطية وأداة طيعة بيد الرأسمالية ونائمين بأحضانها , ولم يبالوا بأرواح مئات الآلاف من الضحايا والشهداء وبدون أن تحس هذه القيادة بأبسط المشاعر تجاههم والعمل على تحقيق ما ناضل من أجله هؤلاء الضحايا , ومسيرة الضحايا مستمرة بوجود هكذا قيادة .... وبالنتيجة حولوا الحزب الى منظمة مجتمع مدني لا أتجاه سياسي واضح لها هدفها الأساسي كيفية الحصول على التمويل ومن أي جهة مهما كانت خلفيتها والضحك على الذقون . وهذه هي الحقيقة التي يجب الانتباه اليها والعمل على وضع حد نهائي لها وأرجاع حزب فهد سلام عادل الى نهجه الماركسي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق