الرفيق حسقيل قوجمان
اول ايار عيد العمال العالمي2
سؤال اخر اقترحت ادارة الحوار المتمدن على كتابها الاجابة عليه بمناسبة اول ايار عيد العمال العالمي كان السؤال التالي:
"لماذا فشلت الأحزاب الشيوعية واليسارية العربية في التعبير عن تطلعات الطبقة العاملة في الظفر بالسلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجتمع اللاطبقي ؟"
هذا الفشل ليس في الواقع مقصورا على الاحزاب الشيوعية واليسارية العربية وانما هو ظاهرة عالمية شملت الاحزاب الشيوعية في العالم كله وحطمت الحركة الشيوعية العالمية.
في الظروف التي كان فيها الحزب الشيوعي السوفييتي البلشفي حزبا شيوعيا حقيقيا يقود شعوب الاتحاد السوفييتي نحو تطوير المجتمع الاشتراكي الى مجتمع شيوعي اصبحت الاحزاب الشيوعية تراه الحزب القائد وكان فعلا الحزب القائد في الحركة الشيوعية العالمية.
ادى مجيء طغمة خروشوف التحريفية الى الحكم والقاء خروشوف خطابه ضد ستالين الى رجة كبرى لدى كافة الاحزاب الشيوعية في العالم. لقد فاجأ خروشوف بخطابه الحركة الشيوعية بتخظئة كل ما اعتقدوه وتعلموه عن الشيوعية ولم يعلموا ما عليهم ان يفعلوا بعد هذا الخطاب. قررت اغلب الاحزاب الشيوعية في العالم الاستمرار على اعتبار الحزب السوفييتي التحريفي بقيادة خروشوف القائد الحقيقي للحركة الشيوعية وصدقوا الاتهامات التي اطلقها على ستالين وسياساته وهكذا تحولت جميع هذه الاحزاب الى احزاب تحريفية.
احد اهم قرارات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي كانت نظرية امكانية انتصار الاشتراكية على الامبريالية العالمية على نطاق عالمي عن طريق المنافسة السلمية بين الامبريالية والاشتراكية على اساس ان عدالة الحركة الاشتراكية لابد ان تنتصر على الحركة الامبريالية العالمية. فتحولت الاحزاب الشيوعية العالمية الى التثقيف بالمنافسة السلمية بين الطبقة العاملة والراسمالية وبانه لم تعد حاجة الى الثورات الاشتراكية من اجل الاطاحة بالنظم الراسمالية في سبيل التحول الى الاشتراكية.
وفي مؤتمر اخر قرر الحزب التحريفي السوفييتي الغاء دكتاتورية البروليتاريا على اساس انه لم يعد في الاتحاد السوفييتي من يعارض الاشتراكية فكان هذا حافزا لاغلب الاحزاب ان تلغي من برامجها ضرورة دكتاتورية البروليتاريا في الحكم الاشتراكي. وبهذا لم يبق من الشيوعية في الاحزاب الشيوعية سوى اسمها وحتى لجأت العديد من الاحزاب الشيوعية الى الغاء وتغيير اسمائها. فالسؤال "لماذا فشلت الأحزاب الشيوعية واليسارية العربية في التعبير عن تطلعات الطبقة العاملة في الظفر بالسلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجتمع اللاطبقي ؟" لم يعد سؤالا صحيحا لان الاحزاب الشيوعية تحولت الى احزاب تحريفية معادية للطبقة العاملة، معادية للاشتراكية، معادية للشيوعية، معادية للماركسية. اصبحت احزابا مهمتها تضليل الطبقة العاملة وحرفها عن طريق النضال البروليتاري الحقيقي من اجل تحقيق الثورة الاشتراكية والقضاء على الراسمالية الامبريالية.
من اهم صفات اي حزب سياسي هي ان يكون هدفه الاستيلاء على السلطة وتحديد الطريقة التي تقوده الى الاستيلاء على السلطة. وليس بين الاحزاب الشيوعية القديمة اليوم حزب يهدف في برنامجه للاستيلاء على السلطة ووسيلة وصوله الى السلطة عن طريق الثورة او غيرها. وكان من الطبيعي جدا ان يعجز على التعبير عن تطلعات الطبقة العاملة في الظفر بالسلطة وتحقيق الاشتراكية ثم المجتمع اللاطبقي.
كل هذا الحديث هو عن قيادات الاحزاب الشيوعية القائمة. لكن في هذه الاحزاب عناصر ثورية ما زالت تشعر بضرورة تنظيم الطبقة العاملة وقيادتها في ثورة اشتراكية كما كان هدف الحزب قبل انحرافه. ودور هذه العناصر الثورية بالغ الاهمية في تحليل الاوضاع التي نشأت بعد تحول الاحزاب الشيوعية الى احزاب تحريفية ليست لها اية صلة بصفات الاحزاب الشيوعية الحقيقية. السؤال هنا هو هل يجب ان يبقى مثل هولاء الاعضاء الثوريين في هذه الاحزاب التحريفية من اجل اعادتها الى سلوكها الثوري السابق ام لا؟
الموقف الصحيح في اعتقادي هو وجوب انفصال هؤلاء الاعضاء الثوريين الشاعرين بانحراف قياداتهم عن طريق النضال الثوري للطبقة العاملة عن احزابهم فورا سواء بالاعتزال عن النضال او الاستمرار في النضال بتشكيل احزاب شيوعية حقيقية او الانتماء اليها عند تشكيلها.
الذي حصل فعلا هو ان الكثير من هؤلاء الاعضاء الثوريين الذين ما زالوا يرون ضرورة استمرار النضال الثوري الحقيقي في صفوف الطبقة العاملة بقوا اعضاء في احزابهم التي اصبحت احزابا تحريفية املا في النجاح عن طريق الانتقاد والانتخابات في اعادة الحزب الى مساره الثوري السابق. ولكنهم ما زالوا يتفاخرون بامجاد حزبهم حين كان ثوريا والدعوة الى عودة الحزب الى مساره الثوري الذي كان قائما عند تشكيله. وهذا في نظري خطأ فاحش. لان الحلم بعودة قيادة الحزب الى النضال الثوري او تغيير القيادة المنحرفة الى قيادة شيوعية تعود الى اهداف حزبهم حين كان حزبا شيوعيا حقا حلم غير قابل للتحقيق. فالقيادات التحريفية تعرف كونها قيادات تحريفية وتستخدم كل الوسائل من اجل البقاء في القيادة والقضاء على اية محاولة لتغيير القيادات التحريفية. وقد برهنت قيادات الاحزاب الشيوعية التقليدية السابقة على قدرتها على البقاء في القيادة واحباط اية محاولة لازاحتها عن القيادة. واثبت الواقع ان النضال من اجل ازاحة القيادات المنحرفة كان اضاعة للوقت وبذل جهود لا طائل من ورائها ومضيعة لنضالهم الثوري في صفوف الطبقة العاملة بتوجيه نضالاتهم في سبيل ازاحة القيادات المنحرفة. كان من الافضل توجيه نضالاتهم في صفوف جماهير الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين بدلا من الاقتصار على النضال من اجل ازاحة القيادات المنحرفة.
ثم ان بقاء العناصر الثورية في الحزب رغم علمهم بانحراف القيادة يشكل عاملا هاما في بقاء الحزب التحريفي قائما واعتبار بقائه استمرارا لتاريخ الحزب. فتاريخ الحزب الحقيقي يتالف من جزأين يناقض كل جزء منهما الجزء الثاني ولا يمكن اعتبار تاريخ الحزب تاريخا واحدا. التاريخ الاول هو المدة التي كان الحزب فيها ثوريا حقيقيا يقود الجماهير الكادحة في اتجاه تحقيق اهدافها الحقيقية في النضال من اجل الاشتراكية ثم الشيوعية. اما الجزء الثاني من هذا التاريخ فهو الجزء الذي بدأ بتحول الحزب الى حزب تحريفي يعمل من اجل تضليل الطبقات الكادحة وتحويلها عن طريق نضالها الحقيقي. فتاريخ كل حزب من هذه الاحزاب الشيوعية العالمية جزآن احدهما جزء ثوري مجيد في خدمة وقيادة الطبقات الكادحة وثانيهما جزء رجعي عمل على تحطيم النضال الحقيقي للطبقات الكادحة.
ان نضال العناصر الثورية من اجل اصلاح القيادة التحريفية او ازاحتها مهما اشتد يبقى نضالا داخليا في الحزب لا ينعكس على نضال الحزب وتاثيره في المجتمع. ان عمل الحزب يتحدد باتجاهات قياداته مهما اشتد النضال الداخلي فيه. وعمل الحزب التحريفي يبقى عملا تحريفيا رغم النضال الحزبي الداخلي. وهذا يعني ان بقاء العناصر الثورية في الحزب رغم علمهم بتحريفية الحزب ونضالهم ضد سياسات قياداتهم التحريفية مساهمة منهم شاؤوا ام ابوا في العمل التحريفي للحزب الذي ينتمون اليه. فهم شركاء رغم اراداتهم في جرائم حزبهم ضد الطبقة العاملة وسائر الكادحين.
ثم ان بقاءهم اعضاء في الحزب التحريفي عامل هام في بقاء الحزب قائما بينما يؤدي انفصالهم عن عضوية الحزب الى التسريع في زوال الحزب وتخلص الحركة الثورية منه.
ويشكل بقاء هؤلاء الاعضاء الثوريين في الحزب التحريفي مشاركة هؤلاء الثوريين في النضال التحريفي الذي يجريه الحزب رغم معارضتهم للسياسة التحريفية لان نضال ومنجزات الحزب الحقيقية هي النضالات التي توجهها القيادة وليست النضالات المعارضة داخل الحزب.
ما تحتاجه الطبقة العاملة في هذه الظروف نشوء احزاب شيوعية حقيقية تناضل من اجل تحقيق الاهداف الثورية للطبقة العاملة تنشأ من بين صفوف الطبقة العاملة والمراتب الكادحة. ولا فائدة من تشكيل احزاب من عناصر ثقافية تفرض نفسها كقيادة على هذه الاحزاب التي تشكلها. فالكبقة العاملة لا تحتاج الى قيادة مثقفين من اعلى.
ما حدث في جميع بلدان العالم وفي البلدان العربية ان كل مجموعة صغيرة تتشكل من عدد محدود من المثقفين باعلان نفسها حزبا شيوعيا باضافة اليه كلمة او كلمات اخرى لتمييزه عن غيره. ففي اوروبا الغربية نشات ما سمي الشيوعية الاوروبية او الاوروشيوعية. ونشات في العراق على سبيل المثال احزاب عديدة اطلقت على نفسها الحزب الشيوعي العمالي، الحزب العمالي الثوري، الحزب الشيوعي العمالي اليساري، الحزب الشيوعي العربي، الحزب الشيوعي الكردي الخ... وقد نجد في المستقبل اسماء كالحزب الشيوعي الفيلي او الاثوري او التركماني او الصابئي او الايزيدي او الشيعي او السني الخ الخ ... ومن المضك المبكي انه هنا في بريطانيا نشا حزب يسمي حزبه حزب اللواطيين الشيوعي. وجميع هذه الاحزاب احزاب صورية لا قيمة لها في النضال العمالي الحقيقي. فلم نر خلال هذه العقود حزبا واحدا استطاع او حاول دعوة الطبقة العاملة الى نشاط ثوري حقيقي ولا حتى دعوة الطبقة العاملة الى الاحتفال بعيدها العالمي على نطاق عالمي كما كان يجري عند وجود الاحزاب الشيوعية الحقيقية.
والجواب على السؤال التالي: "هل ترى-ين ان الأحزاب اليسارية ساهمت في تشتيت الحركة العمالية من خلال نقل الصراعات والخلافات الفكرية النخبوية الحزبية الى العمال ومنظماتهم؟" هو نعم ان الاحزاب الشيوعية المنحرفة والاحزاب اليسارية، او ما يسمى الاحزاب اليسارية الوطنية كانما توجد احزاب يسارية لا وطنية، ساهمت كل المساهمة في تشتيت الحركة العمالية عن طريق حرف الطبقة العاملة عن شعاراتها ونظرياتها واهدافها الثورية.
السؤال الاخير الذي وجهته ادارة الحوار المتمدن: "كيف ترى ــ ين مستقبل نضال الحركة العمالية عالميا في ظل انتشار العولمة واستمرار الدول الكبرى في سياساتها الرامية لإفلاس أغلب البلدان والسيطرة عليها اقتصادياً , وتجويع مئات الملايين من العمال والفلاحين في العالم ؟ وكيف يمكن الوصول إلى تشكيل سقف عالمي أو اتحاد يجمع كل عمال العالم في نضالهم ضد الظلم والاستغلال؟"
الجواب هو ان العالم كله اليوم امام خيارين حتميين، فاما استمرار الاستغلال الامبريالي القائم في العالم الذي يتجه اتجاها حاسما وسريعا نحو فناء الحياة على الكرة الارضية واما الثورة عالميا على النظام الامبريالي وازالته وتوجيه المجتمع العالمي نحو البناء الاشتراكي ثم الشيوعي.
سؤال اخر اقترحت ادارة الحوار المتمدن على كتابها الاجابة عليه بمناسبة اول ايار عيد العمال العالمي كان السؤال التالي:
"لماذا فشلت الأحزاب الشيوعية واليسارية العربية في التعبير عن تطلعات الطبقة العاملة في الظفر بالسلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجتمع اللاطبقي ؟"
هذا الفشل ليس في الواقع مقصورا على الاحزاب الشيوعية واليسارية العربية وانما هو ظاهرة عالمية شملت الاحزاب الشيوعية في العالم كله وحطمت الحركة الشيوعية العالمية.
في الظروف التي كان فيها الحزب الشيوعي السوفييتي البلشفي حزبا شيوعيا حقيقيا يقود شعوب الاتحاد السوفييتي نحو تطوير المجتمع الاشتراكي الى مجتمع شيوعي اصبحت الاحزاب الشيوعية تراه الحزب القائد وكان فعلا الحزب القائد في الحركة الشيوعية العالمية.
ادى مجيء طغمة خروشوف التحريفية الى الحكم والقاء خروشوف خطابه ضد ستالين الى رجة كبرى لدى كافة الاحزاب الشيوعية في العالم. لقد فاجأ خروشوف بخطابه الحركة الشيوعية بتخظئة كل ما اعتقدوه وتعلموه عن الشيوعية ولم يعلموا ما عليهم ان يفعلوا بعد هذا الخطاب. قررت اغلب الاحزاب الشيوعية في العالم الاستمرار على اعتبار الحزب السوفييتي التحريفي بقيادة خروشوف القائد الحقيقي للحركة الشيوعية وصدقوا الاتهامات التي اطلقها على ستالين وسياساته وهكذا تحولت جميع هذه الاحزاب الى احزاب تحريفية.
احد اهم قرارات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي كانت نظرية امكانية انتصار الاشتراكية على الامبريالية العالمية على نطاق عالمي عن طريق المنافسة السلمية بين الامبريالية والاشتراكية على اساس ان عدالة الحركة الاشتراكية لابد ان تنتصر على الحركة الامبريالية العالمية. فتحولت الاحزاب الشيوعية العالمية الى التثقيف بالمنافسة السلمية بين الطبقة العاملة والراسمالية وبانه لم تعد حاجة الى الثورات الاشتراكية من اجل الاطاحة بالنظم الراسمالية في سبيل التحول الى الاشتراكية.
وفي مؤتمر اخر قرر الحزب التحريفي السوفييتي الغاء دكتاتورية البروليتاريا على اساس انه لم يعد في الاتحاد السوفييتي من يعارض الاشتراكية فكان هذا حافزا لاغلب الاحزاب ان تلغي من برامجها ضرورة دكتاتورية البروليتاريا في الحكم الاشتراكي. وبهذا لم يبق من الشيوعية في الاحزاب الشيوعية سوى اسمها وحتى لجأت العديد من الاحزاب الشيوعية الى الغاء وتغيير اسمائها. فالسؤال "لماذا فشلت الأحزاب الشيوعية واليسارية العربية في التعبير عن تطلعات الطبقة العاملة في الظفر بالسلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجتمع اللاطبقي ؟" لم يعد سؤالا صحيحا لان الاحزاب الشيوعية تحولت الى احزاب تحريفية معادية للطبقة العاملة، معادية للاشتراكية، معادية للشيوعية، معادية للماركسية. اصبحت احزابا مهمتها تضليل الطبقة العاملة وحرفها عن طريق النضال البروليتاري الحقيقي من اجل تحقيق الثورة الاشتراكية والقضاء على الراسمالية الامبريالية.
من اهم صفات اي حزب سياسي هي ان يكون هدفه الاستيلاء على السلطة وتحديد الطريقة التي تقوده الى الاستيلاء على السلطة. وليس بين الاحزاب الشيوعية القديمة اليوم حزب يهدف في برنامجه للاستيلاء على السلطة ووسيلة وصوله الى السلطة عن طريق الثورة او غيرها. وكان من الطبيعي جدا ان يعجز على التعبير عن تطلعات الطبقة العاملة في الظفر بالسلطة وتحقيق الاشتراكية ثم المجتمع اللاطبقي.
كل هذا الحديث هو عن قيادات الاحزاب الشيوعية القائمة. لكن في هذه الاحزاب عناصر ثورية ما زالت تشعر بضرورة تنظيم الطبقة العاملة وقيادتها في ثورة اشتراكية كما كان هدف الحزب قبل انحرافه. ودور هذه العناصر الثورية بالغ الاهمية في تحليل الاوضاع التي نشأت بعد تحول الاحزاب الشيوعية الى احزاب تحريفية ليست لها اية صلة بصفات الاحزاب الشيوعية الحقيقية. السؤال هنا هو هل يجب ان يبقى مثل هولاء الاعضاء الثوريين في هذه الاحزاب التحريفية من اجل اعادتها الى سلوكها الثوري السابق ام لا؟
الموقف الصحيح في اعتقادي هو وجوب انفصال هؤلاء الاعضاء الثوريين الشاعرين بانحراف قياداتهم عن طريق النضال الثوري للطبقة العاملة عن احزابهم فورا سواء بالاعتزال عن النضال او الاستمرار في النضال بتشكيل احزاب شيوعية حقيقية او الانتماء اليها عند تشكيلها.
الذي حصل فعلا هو ان الكثير من هؤلاء الاعضاء الثوريين الذين ما زالوا يرون ضرورة استمرار النضال الثوري الحقيقي في صفوف الطبقة العاملة بقوا اعضاء في احزابهم التي اصبحت احزابا تحريفية املا في النجاح عن طريق الانتقاد والانتخابات في اعادة الحزب الى مساره الثوري السابق. ولكنهم ما زالوا يتفاخرون بامجاد حزبهم حين كان ثوريا والدعوة الى عودة الحزب الى مساره الثوري الذي كان قائما عند تشكيله. وهذا في نظري خطأ فاحش. لان الحلم بعودة قيادة الحزب الى النضال الثوري او تغيير القيادة المنحرفة الى قيادة شيوعية تعود الى اهداف حزبهم حين كان حزبا شيوعيا حقا حلم غير قابل للتحقيق. فالقيادات التحريفية تعرف كونها قيادات تحريفية وتستخدم كل الوسائل من اجل البقاء في القيادة والقضاء على اية محاولة لتغيير القيادات التحريفية. وقد برهنت قيادات الاحزاب الشيوعية التقليدية السابقة على قدرتها على البقاء في القيادة واحباط اية محاولة لازاحتها عن القيادة. واثبت الواقع ان النضال من اجل ازاحة القيادات المنحرفة كان اضاعة للوقت وبذل جهود لا طائل من ورائها ومضيعة لنضالهم الثوري في صفوف الطبقة العاملة بتوجيه نضالاتهم في سبيل ازاحة القيادات المنحرفة. كان من الافضل توجيه نضالاتهم في صفوف جماهير الطبقة العاملة والفلاحين والكادحين بدلا من الاقتصار على النضال من اجل ازاحة القيادات المنحرفة.
ثم ان بقاء العناصر الثورية في الحزب رغم علمهم بانحراف القيادة يشكل عاملا هاما في بقاء الحزب التحريفي قائما واعتبار بقائه استمرارا لتاريخ الحزب. فتاريخ الحزب الحقيقي يتالف من جزأين يناقض كل جزء منهما الجزء الثاني ولا يمكن اعتبار تاريخ الحزب تاريخا واحدا. التاريخ الاول هو المدة التي كان الحزب فيها ثوريا حقيقيا يقود الجماهير الكادحة في اتجاه تحقيق اهدافها الحقيقية في النضال من اجل الاشتراكية ثم الشيوعية. اما الجزء الثاني من هذا التاريخ فهو الجزء الذي بدأ بتحول الحزب الى حزب تحريفي يعمل من اجل تضليل الطبقات الكادحة وتحويلها عن طريق نضالها الحقيقي. فتاريخ كل حزب من هذه الاحزاب الشيوعية العالمية جزآن احدهما جزء ثوري مجيد في خدمة وقيادة الطبقات الكادحة وثانيهما جزء رجعي عمل على تحطيم النضال الحقيقي للطبقات الكادحة.
ان نضال العناصر الثورية من اجل اصلاح القيادة التحريفية او ازاحتها مهما اشتد يبقى نضالا داخليا في الحزب لا ينعكس على نضال الحزب وتاثيره في المجتمع. ان عمل الحزب يتحدد باتجاهات قياداته مهما اشتد النضال الداخلي فيه. وعمل الحزب التحريفي يبقى عملا تحريفيا رغم النضال الحزبي الداخلي. وهذا يعني ان بقاء العناصر الثورية في الحزب رغم علمهم بتحريفية الحزب ونضالهم ضد سياسات قياداتهم التحريفية مساهمة منهم شاؤوا ام ابوا في العمل التحريفي للحزب الذي ينتمون اليه. فهم شركاء رغم اراداتهم في جرائم حزبهم ضد الطبقة العاملة وسائر الكادحين.
ثم ان بقاءهم اعضاء في الحزب التحريفي عامل هام في بقاء الحزب قائما بينما يؤدي انفصالهم عن عضوية الحزب الى التسريع في زوال الحزب وتخلص الحركة الثورية منه.
ويشكل بقاء هؤلاء الاعضاء الثوريين في الحزب التحريفي مشاركة هؤلاء الثوريين في النضال التحريفي الذي يجريه الحزب رغم معارضتهم للسياسة التحريفية لان نضال ومنجزات الحزب الحقيقية هي النضالات التي توجهها القيادة وليست النضالات المعارضة داخل الحزب.
ما تحتاجه الطبقة العاملة في هذه الظروف نشوء احزاب شيوعية حقيقية تناضل من اجل تحقيق الاهداف الثورية للطبقة العاملة تنشأ من بين صفوف الطبقة العاملة والمراتب الكادحة. ولا فائدة من تشكيل احزاب من عناصر ثقافية تفرض نفسها كقيادة على هذه الاحزاب التي تشكلها. فالكبقة العاملة لا تحتاج الى قيادة مثقفين من اعلى.
ما حدث في جميع بلدان العالم وفي البلدان العربية ان كل مجموعة صغيرة تتشكل من عدد محدود من المثقفين باعلان نفسها حزبا شيوعيا باضافة اليه كلمة او كلمات اخرى لتمييزه عن غيره. ففي اوروبا الغربية نشات ما سمي الشيوعية الاوروبية او الاوروشيوعية. ونشات في العراق على سبيل المثال احزاب عديدة اطلقت على نفسها الحزب الشيوعي العمالي، الحزب العمالي الثوري، الحزب الشيوعي العمالي اليساري، الحزب الشيوعي العربي، الحزب الشيوعي الكردي الخ... وقد نجد في المستقبل اسماء كالحزب الشيوعي الفيلي او الاثوري او التركماني او الصابئي او الايزيدي او الشيعي او السني الخ الخ ... ومن المضك المبكي انه هنا في بريطانيا نشا حزب يسمي حزبه حزب اللواطيين الشيوعي. وجميع هذه الاحزاب احزاب صورية لا قيمة لها في النضال العمالي الحقيقي. فلم نر خلال هذه العقود حزبا واحدا استطاع او حاول دعوة الطبقة العاملة الى نشاط ثوري حقيقي ولا حتى دعوة الطبقة العاملة الى الاحتفال بعيدها العالمي على نطاق عالمي كما كان يجري عند وجود الاحزاب الشيوعية الحقيقية.
والجواب على السؤال التالي: "هل ترى-ين ان الأحزاب اليسارية ساهمت في تشتيت الحركة العمالية من خلال نقل الصراعات والخلافات الفكرية النخبوية الحزبية الى العمال ومنظماتهم؟" هو نعم ان الاحزاب الشيوعية المنحرفة والاحزاب اليسارية، او ما يسمى الاحزاب اليسارية الوطنية كانما توجد احزاب يسارية لا وطنية، ساهمت كل المساهمة في تشتيت الحركة العمالية عن طريق حرف الطبقة العاملة عن شعاراتها ونظرياتها واهدافها الثورية.
السؤال الاخير الذي وجهته ادارة الحوار المتمدن: "كيف ترى ــ ين مستقبل نضال الحركة العمالية عالميا في ظل انتشار العولمة واستمرار الدول الكبرى في سياساتها الرامية لإفلاس أغلب البلدان والسيطرة عليها اقتصادياً , وتجويع مئات الملايين من العمال والفلاحين في العالم ؟ وكيف يمكن الوصول إلى تشكيل سقف عالمي أو اتحاد يجمع كل عمال العالم في نضالهم ضد الظلم والاستغلال؟"
الجواب هو ان العالم كله اليوم امام خيارين حتميين، فاما استمرار الاستغلال الامبريالي القائم في العالم الذي يتجه اتجاها حاسما وسريعا نحو فناء الحياة على الكرة الارضية واما الثورة عالميا على النظام الامبريالي وازالته وتوجيه المجتمع العالمي نحو البناء الاشتراكي ثم الشيوعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق